أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - لغتنا عربية ونعتز بالقبطية















المزيد.....

لغتنا عربية ونعتز بالقبطية


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 10:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد فوجئت بأحد الزملاء المتأسلمين من زملاء العمل، علما بأن هذا الشخص من المتأسلمين مشيعي الفتن، وقد خرج بفتوى أو فتنة لم أسمعها من قبل، أو على الأقل يمكن أن تكون فكرة خطرت على قلب المتأسلمين أمثاله الذين يرغبون في طرح الشائعات والمضللات التي من شأنها زيادة النير على الأقباط المسيحيين وزيادة شحن نفوس المسلمين على أخوتهم في الوطن.
ولم يستحي أن المكان والزمان غير مناسبين لهذه الإشاعات والمضللات، فالمكان: إدارة من ضمن إدارات الوزارات المعنية ذات الخدمات الجماهيرية، أي إدارة وزارة خدمية تخضع للحكم المحلي، والزمان: الاجتماع العام الأسبوعي، الذي يرأسه السيد مدير الإدارة شخصيا، والذي يتم فيه طرح إنجازات العمل خلال أسبوع، والمطلوب خلال الأسبوع القادم، مع مناقشة البيانات الإحصائية ومدى موافقتها لخطة العمل الوزاري، أي أن الموضوع عمل في عمل في عمل، وليس هناك أدنى مجال لمناقشة قضايا دينية أو فتن طائفية، أو يمكن أن يكون نهج الإسلام السياسي هو بث روح العداء لأخوة الوطن المسيحيين في الاجتماعات العامة حيث عدد المسئولين المسلمين المتواجدين يكفي لمنع أي مسيحي إعلان رأيه، أو مناقشة الحجة بالحجة.
فوقف هذا الشخص يطلب الكلمة أو يبدي رأيه في إحدى موضوعات العمل المطروحة بالاجتماع، هذا كان تفكير جميع المتواجدين حينما طلب هذا الشخص الكلمة، ولكنه طرح شيء بعيد كل البعد عن موضوع الاجتماع فقد قال بالحرف الواحد:
عارفين آخر الأخبار: شنوده شيخ النصارى عايز يقيم دولة عاصمتها أسيوط، ويلغي اللغة العربية ويطبق اللغة القبطية، ويحول الجوامع هناك لكنائس، والجماعة الأمريكان عايزين كدة وعاملين خطة لتنفيذ الحكاية دي.
وفي لحظة انقلب الاجتماع، مابين ساخر من المسيحية والبابا شنوده وما بين ساخر من هذا الشخص، وحقيقة لا أنساها أن كثير من الزملاء المسلمين وليس المتأسلمين، في الوقت نقضوا فكره وعنفوه قائلين إننا الآن في عمل وليس هناك أدنى مجال لأفكارك يا شيخ محمود، وقال آخرون إخوتنا المسيحيين متأدبين ولم نسمع ولم نرى من أي شخص منهم أي إهانة لنا أو لديننا، فلماذا أنت تصر في كل لقاء على إهانتهم.
ولكنه أصر على فكره وقال أتحدى واحد منهم يرد عليّ، ونظرت من حولي حيث تحول الاجتماع لصمت رهيب، ولم يتجرأ أحد من إخوتنا المسيحيين للرد عليه، ولكن الله لا يترك نفسه بلا شاهد، فقد أعطى الله وروحه القدوس لمسيحي ضعيف، ليس لديه حجة ولا لسان للتكلم "ولكن لستم أنتم المتكلمين بل روح الله القدوس يتكلم عنكم".
ولم يفكر مطلقاً فيما يمكن أن يحدث له من ضيقات نتيجة تهوره هذا للرد على الشيخ محمود وفي مجال العمل والإدارة وفي وجود المدير ورؤساء الأقسام جميعاً.
لقد وقف هذا الضعيف، أمام جميع القوم وغير عابئ بالعدد أو كم الذين حوله من المسلمين، وبالأخص لم يعرف أو يتكهن عن مكمن شخصية كل واحد منهم.
وأيضاً لا يثق فيمن حوله من المسيحيين الذين حوله حيث القهر حوّلهم لأشخاص يخافون على أكل عيشهم، وعلاقاتهم في العمل.
ولكنه لا يخفي عنكم أنه في بادئ الأمر انتابه شعور بالخوف والهلع، من الموقف، لأنه في لحظة تحول لداعية ديني يدافع عن معتقده ويجاهر به أمام الزملاء أجمعين.
فوقف قائلاً بعد أن حافظ على رباط جأشه لألا يظهر هلعه من الموقف:
بعد إذن سيادة المدير والحاضرين بنعمة الله سوف أرد على الأستاذ محمود:
أولاً: البابا شنوده لقبه البابا المعظم الأنبا شنوده، فنحن نتعامل مع القيادات الدينية الإسلامية من هذا المنطلق، والمقامات محفوظة.
ثانياً: عما تدعيه سيادتكم على المملكة المسيحية المرتقبة والتي نوهت عنها، لي تساؤل، هل ستكون نظامها ملكي أم جمهوري؟ رأسمالي أم اشتراكي أم شيوعي؟ وإذا كانت جمهورية ديموقراطية لا بد أن يكون رئيس الدولة بالانتخاب وليس بالأولى أن يكون الرئيس هو البابا شنوده.
أما إذا كانت ملكية فلا بد أن يناصر الملك حكم دكتاتوري، وهذه الدكتاتورية ضد المبادئ المسيحية، أي أنها مخالفة لتعاليم الإنجيل وأهمها المحبة والسلام والنهي عن القتل، وخلافه.
في الحقيقة إن كلامك هذا لا يمت لتعاليم الإنجيل بأي صلة، فقد أوضح لنا ربنا وملكنا الروحي يسوع المسيح أن مملكتنا ليست من هذا العالم، فإن كان هناك مملكة فنظامها ووضعها لا بد أن يتناسب مع تعاليم الإنجيل.
أما من جهة القانون المدني الذي يحكم المسيحية، فهو الوصايا العشر وأصغرها يوقع في الخطية، فلهذا لا محاكم ولا محاكمات فالجميع يخضع للكنيسة، فإذا كنت خاطئ فيكفي لتقديم توبة من القلب.
لهذا فإن من يحكم الناس روحيا لا ينحدر للخلف لحكمهم مدنياً فهذه الأخيرة تترك لم يريد مملكة أرضية، والكنيسة أيضاً تدعمه بصلاتها مهما كان دينه أو عقيدته، لهذا الكنيسة تؤيد تماماً الحكم الديموقراطي، فهو حكم يساعد على العدالة، ويساعد على حرية اختيار الرئيس من الشعب بالانتخاب الحر، دون النظر لديانته أو عقيدته، فإذا كان مسلماً فنحن نصلي من أجله وإذا كان مسيحياً فنحن أيضاً نصلي من أجله.
ثالثاً: موضوع اللغة، فيجب أن تعرف شيء أن الله هو واضع كل اللغات في قلوب البشر، ففي جميع اللغات له من يدعو باسمه، وفي جميع اللغات من هم مسيحيون ومن هم من ديانات أخرى والله يقبل الجميع ويقبل صلاة الجميع، دون أدنى تمييز للغتهم.
لهذا فان الله قادر على فهم جميع اللغات، لأن لغة التحاور مع الله هي لغة روحية نابعة من انتماء الشخص روحي، نابعة من قوة إيمان، نابعة من روح لروح، فيقول الكتاب المقدس (الله روح والساجدون الحقيقيون بالروح والحق يسجدون)، فصلاة الروحاني نابعة من روحانيات عالية أما بأي لغة فهذا أمر لا يهم الله.
وإذا قرأت سيادتكم سفر أعمال الرسل الإصحاح الثاني تجد أن المؤمنين الذين دخلوا الإيمان بالمسيح بعظات الرسل بعد حلول الروح القدس عليهم يوم الخمسين، كانوا من جميع اللغات، حتى أن العظات وصلت بالروح القدس لكل واحد منهم بلغته، أو معنى آخر كل من سمع العظات سمعها باللغة التي يتكلم بها:
5 و كان يهود رجال اتقياء من كل أمة تحت السماء ساكنين في أورشليم
6 فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيروا لأن كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته
7 فبهت الجميع وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض أترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين
8 فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها
9 فرتيون وماديون وعيلاميون والساكنون ما بين النهرين واليهودية وكبدوكية وبنتس وآسيا
10 وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية التي نحو القيروان والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء
11 كريتيون وعرب نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله
12 فتحير الجميع وارتابوا قائلين بعضهم لبعض ما عسى أن يكون هذا
وأيضا لقد تم دعوة المؤمنين المسيحيين للملكوت من كل أمة ومن كل لسان كما أوضح لنا سفر الرؤيا:
وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق أنت أن تاخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة (رؤ 5 : 9)
ثم رأيت ملاكاً آخر طائراً في وسط السماء معه بشارة أبدية ليبشر الساكنين على الأرض وكل امة وقبيلة ولسان وشعب (رؤ 14 : 6)
لهذا السبب نحن الأقباط كباقي شعوب الأرض المستعمرة، فقد فرض الاستعمار عليهم لغته، حتى أصبحت اللغة العربية واقع لغة مصر، والإنجليزية واقع لغة الأمريكتين وأستراليا وغيرها من البلاد التي تعرضت للمستعمر.
فنحن نتكلم العربية فلا رجعة من ذلك، ونعتز باللغة القبطية كتراث يجب المحافظة عليه لأنها لغة الآباء، وبها أيضاً نتمكن من ألحان كنيستنا التي هي أصلاً قبطية.
السكوت والصمت والدهشة انتاب الجميع مسيحيين ومسلمين فكان كل واحد ينظر للآخر، وساد هذا السكوت للحظات ليست بقليلة بعد ما فرغ هذا الضعيف من الكلام، فوقف الشيخ محمود ليباشر كلامه، ودفاعه عن رأيه مستهزئاً بالمسيحية حتى وجد إخوتنا المسلمين وليس المتأسلمين يقفون ضده ويقولون له كفاية يا محمود شوهت الإسلام، وأخجلتنا أمام إخوتنا المسيحيين، ناظرين لهذا الضعيف قائلين له أحسنت رداً يا صديقنا، الله يفتح عليك.
لهذا أقول وسط كم المتأسلمين، هناك مسلمين يتمتعون بالعدالة والعدل ومتمسكين بمحبتهم لأقباط مصر، وفي وسط الأقباط مسيحيين شجعان لا يهابون شيء مستعدون لمجاوبة العالم كله عن سبب رجائهم، لا يخافون الرد والحديث، واثقون بإيمانهم ومعلنين مسيحيتهم، مؤمنين بقول الكتاب المقدس:
"لستم أنتم المتكلمين بل روح الله القدوس يتكلم عنكم".
نشأت المصري



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويل لي إن كنت لا أبشر
- ما بين ماريو وأندرو ومحمد حجازي
- المتأسلمون والردة
- عراق أفضل
- الانفلات الأمني باسم الإسلام
- وسائل قهر المواطنة
- رسالة للبابا بنديكتوس
- مهرجان الكرازة والمواطنة
- الخوف من الموت أم الخوف من الله
- مهلا سيادة المستشار نجيب جبرائيل!!!يريدون مسلمين شكليين
- قطعتا الخردة
- ج.م.ع دولة نظامها ديمقراطي يقوم علي أساس المواطنة‏
- احذر !!الإنجيل خطر
- الأيادي البيضاء
- المحبة الإسلامية
- رأس الحكمة ورأس الحية
- نحن مسيحيين ولسنا حزباً سياسياً
- المحرض على القتل! قاتل!
- ما الذي يخفيه المجهول؟!
- من يمسك يد بابا ؟


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - لغتنا عربية ونعتز بالقبطية