أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمد عياش - على من نطلق الرصاص















المزيد.....

على من نطلق الرصاص


ابراهيم محمد عياش

الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 02:47
المحور: الادب والفن
    



قصة الفيلم:
مصطفى،سامي و تهاني ثلاث أصدقاء جمعتهم أفكار نضالية في الجامعة فحلما بالعدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص و سرعان ما انهار حلمهم لما دخلو الحياة العملية سامي و تهاني وجدا فرصة عمل في إحدى الشركات المقاولات أما مصطفى اشتغل في الصحافة .
لفق لسامي- المهندس- تهمة مخالفة المقاييس في مشروع بناء مساكن شعبية
فدخل السجن بعد سقوط المباني لكنه أنكر التهمة المنسوبة إليه وقسم أن يكشف الفاعل الحقيقي لكن الأيدي المجرمة وصلت إليه في الزنزانة فقتل بالسم بتواطؤ مع أحد حراس السجن و قيدت الجريمة ضد مجهول وبعد مضي الشهور تزوجت تهاني بصاحب الشركة دون أن تعلم بأنه قاتل خطيبها، وفي أحد الأيام دخل مصطفى مبنى الشركة قاصدا مكتب المدير رشدي وافرغ المسدس في رأسه
و أثناء هروبه صدمته السيارة فسقط ميتا.

عندما يكون لصناع العمل السينمائي وجهة نظر فإنهم يطرحونها و يقدمونها من خلال افلامهم التي تطرح مشاكل مجتمعهم. فهم بهذا يقدمون عمل يدعو للتفاعل معه إلانفعال به ويكون هذا العمل إيجابي يحمل وجهة نظر قد نتفق وقد نختلف معها ولكنها وجهة نظر تستحق المشاهدة وتفكير فيها .
والمخرج كمال الشيخ، مخرج له رؤية خاصة في السينما و الحياة يقدمها لنا من خلال أفلامه، رؤية تقوم علىالمنطق وأحترام عقلية المشاهد وتزرع في روح الجمهور التفاؤل. يعد كمال الشيخ من أبرز الوجوه في السينما العربية اذ انه صاحب اسلوب خاص يتسم باحترام أحكام الصنعة والقدرة على استعمال عناصر المشهد السينمائى و الاقاع .
الاقاع عند كمال الشيخ يكسب اهمية خاصة لانه كان منتيرا (مركب) في استديو مصر من1939الى1952 ، قدم طيلة حياته الفنية العديد من الأعمال السينمائيه كانت من اهم علامات السينما العربية كان أول أفلامه المنزل رقم 13 والمؤامرة سنة 1952 حياة وموت1954تجار الموت57 لن أعترف61 اللص و الكلب 62 الليلة الاخيرة 63 الخائنة 65 والمخربون سنة67 ثم على من نطلق الرصاص سنة 1976.
فيلم *على من نطلق الرصاص* الذى انتج 1976 من أهم أفلامه التي تعكس وجهة نظر هذا الفنان و كتب له السيناريو رأفت الميهى. ومنذ اللقطات الاولى للفيلم يحرضنا المخرج على التفاعل مع ما سنرى اذ بدأ الفيلم بلقطة كبيرة لضوء اشارة الاسعاف قبل جنيريك البداية استخدمها فى البداية من أجل أن يشد انتباهنا لأحداث الفيلم بكل تفاصيلها كررها قبل جينريك النهاية حتى لا تنسى قصة الأصدقاء الثلاث وكأنه يريد أن يقول لنا : عليكم ان تنتبهو حتى لا تتكرر مأساة سامى ومصطفى وتهانى عليكم باليقضة حتىلا يعيث فساد المفسدين فى الارض و وحتىلا يكثرالقتل والقتلة عليكم باليقضة حتى تحمو الحقيقة من الاغتيال وتحمو الحقيقة من الانهيار مثل ما انهارت العمارة بعدما إنهيار الاخلاق.
وظفت تقنية الفلاش باك توضيفا موفق اذ كانت جميع مشاهد العودة الى الماضي تزيد في توضيح معالم القصة وكان كل مشهد يضيف جديدا ويزيل لبسا وغموضا فلقد تعرفنا على شخصية مصطفى ومعناتها من خلال هذه المشاهد كما تعرفنا ايضا على قضية الفساد والتخريب وإنهيار المساكن التي ذهب ضحيتها الالاف من الابرياء من خلال هذه المشاهد،لأن هده الأحداث لها جذور في الماضي وان كانت اثارها تمتد الى الحاضر إن استعمال تقنية تداخل الماضي والحاضر من خلال تتابع مشاهد الماضي والحاضر كان الهدف منه القول بأن ما حدث في الامس لا ينفصل عن ما يحدث اليوم بل هو مستمر و لن ينتهي بتغيير الزمن بل يمكن ان يتكرر متى توفرت عناصره .
فلاش باك في هذا لفيلم كان بمثابة معول استدعاء الاحداث من الماضي من أجل الشخصيات و تنويرها للمشاهد بتقديم بانوراما بصرية على الشخصيات يستعيد من خلالها المشاهد وعيه فيغوص في أحداث الفيلم بكل جوارحه و يتخذ من هذه الاحداث موقفا و تتضح له الرؤية، فالمشهد الذي صور في السجن و لمشاهد التعذيب والآلام التي مزقت أمعاء سامي من جراء السم الذي أكله في الزنزانة ،تدرك ان ما قام به مصطفى- أطلق الرصاص على صاحب شركة مقاولات- هو تراكم احداث الماضي .
للاكسسوارات عند المخرج كمال الشيخ اهمية كبرى اذ وضفت للتعبير عن اتجاهات و احاسيس الشخصيات و انفعالاتها و خاصة تلك الشخصيات المسحوقة فنرى في مشهد العتاب الذي يوجهه مصطفى( محمود ياسين) لتهاني ( سعاد حسني ) كان داخل السيارة تعبيرا عن تخليها عن أفكارها و نسيان مقتل خطيبها سامي ( مجدي وهبة) و عندما اتهمها بالخيانة و انها كانت السبب في مقتله كان خارج السيارة تعبيرا عن كرهه و سخطه عليها و في معظم مشاهد الفيلم تظهر تهاني في السيارة لكنها بعد مواجهتها لزوجها- جميل راتب - و عرفت بانه هو قاتل سامي-خطيبها- ، نراها تترك السيارة. اللقطة مرادفة لهذاالرجل .
وتعد عناصر الصورة السنيمائية عند المخرج كل لاينفصل بل يكمل بعضه البعض لاصال المعنى للمشاهد من جلال هذه العناصر فكل جزء من اجزاء الصورة له هدف ومعنى فمن اجل إظهار تعارض مواقف الشخصيات داخل الصورة السنيمائية واختلاف اتجاهاتها جعل من دخول و ضهور الشخصياتفي الكادر وسيلة للتعبير عنها فكان كل من مصطفى والمحقق و امين الشرطة و رئيس النيابة يظهرون يمين الكادر و رشدي و مدير الحسابات و تهاني كان ظهورهم على يسار الكادر دليل على صواب الأول و خطا الثاني ،فالشخصيات السوية من وجهة نظر المخرج تدخل من يمين الكادر في حين اان الشخصيات الملوثة والمادية تدخل من يسار الكادر .وبهذا نستنتج ان هذا التجاه كان مقصود و ليس من محض الصدفة, و هذه الأشارات قد تبدو بسيطة الا انها ذات دلالة عميقة تعبر عن رؤية المخرج في الخطأ و الصواب .
و بواسطة المشاهد السينمائية التي تحول الواقع و تجعل منه صورة داخلية لوجهة نظر المخرج ,كان كمال الشيخ يسعى لإصال لنا كمشاهدين و دون مباشرة الكثير من الإحاءات و الدلالات و المعاني معتمدا على تتابع اللقطات وزوايا التقاط الصورة وحركة الممثل واختيار المكان .
وعلى سبيل المثال مشهد وضع رشدي ومصطفى في سيارة الاسعاف بعد مصرعهما نجده يجعل راسيهمها في اتجاه المشاهد و بهذا زج بنا في المواجه و بالتالي طرح علينا سؤال من هو القاتل و من هو المقتول و تركنا لنتعرف عن ألجاني و من المجني عليه من خلال هذه المواجهة ثم تغلق الباب عليهما لتبدا
المحاكمة .. محكمتهما و محكمتنا و في مشهد اخر لتهاني و هي متجهة الى رزق و هو زميل لخطيبها في الزنزانة إستخدم المخرج عناصر الصورة السنيمائية للإحاء لنا بان طريق الحقيقة محفوف بالمخاطر، فصورها لنا وهي تمر في نفق مضلم يبدو النور في نهايته كأن يويحي لنا أنها في طريق الحقيقة المليئة بالمخاطر والمتعرج وأكد لنا هذا المعنى بطريقة سير الطفل المتعرجة الذي كان يقوم بحركات بهلوانية وهي مرادفة لهذه التعرجات الموجودة على الطريق المؤدي الى مسكن رزق اي الى مكان الحقيقة وفي المشهد الموالي تظهر تهاني و هي تصعد الى بيت رزق و ينزل هو اليها في نفس الوقت يتردد في مقابلتها في بادىء الأمر خوفا ان يكشف الحقيقة لها و بعد ان تأكد من انها خطيبة سامي فتح لها الباب وهو رمزا لباب الحقيقة، ومعرفة ماذا حدث في الزنزانة و لماذا قتل مصطفى رشدي فحكى لها رزق عن المؤامرة التي دبرت لسامي بتواطؤ مع السجان عبد المجيد و في لقطة ذاتية للكاميرا نرى من وراء قضبان باب الزنزانة السجان وهو ينظر ويشتم في رزق وسامي تعبيرا عن تواطؤ السجان مع المفسدين ومشاركته في تدبير الجريمة.
ان عنوان هذا الفيلم يطرح سؤال موجه الينا نحن المشاهدين وليس مجرد سؤال فقط انها دعوة للتمعن في احداث الفيلم وفي قصته المقصود في هذا الفيلم بالرصاص هو تلك الطلاقات النارية التي تخرج من المسدس ؟
ولكن في اعتقادي هو رصاص المواجهة وكشف الاسرار واضهار الحقائق.
فالرصاصات قد تطيش و تخطأ الهدف ولكن كشف الحقائق يصيب الفساد في الصميم والعنوان ايضا يطرح تساؤلا هاما على من نطلق الرصاص، انطلقه على اللصوص الكبار او على من يساعدونهم بافعالهم او بصمتهم انه عنوان يحمل في طياته ادانة للجميع : للمفسدين والمساعدين والصامتين .



#ابراهيم_محمد_عياش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية السينما
- شيء من الخوف


المزيد.....




- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمد عياش - على من نطلق الرصاص