أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مصطفى علوش - الظواهري وسياسته الإنتهازية في الترويج لمشروعه














المزيد.....

الظواهري وسياسته الإنتهازية في الترويج لمشروعه


محمد مصطفى علوش

الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 05:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما فتئ الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري يلقي حزماً من النصائح والتوجيهات لحركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين، في محاولة منه لإحراجها في مواقفها السياسية التي تبنتها منذ وصولها للسلطة، وحتى انكفائها في قطاع غزة. والملاحظ في خطابات الظواهري في الآونة الأخيرة هي كثرتها، قياساً على تصريحاته السابقة، وكأنها تتواكب مع التغيرات الدراماتيكية السريعة للتحالفات والتبدلات السياسية في أكثر من موقع على خريطة العالم الإسلامي..
لكن ما هو لافت أيضاً أن جميع خطابات الظواهري تتناول حماس إما بالنقد أو النصح، فتارة يستلطفها، وتارة يقسو عليها، وخلال الخطابين الأخيرين للظواهري بما فيهما الخطاب الأخير كان نقد ونصح الظواهري لحماس بمثابة إحراج لها أمام المجتمع الدولي، الذي لا تفتأ حماس تستلطفه لكسبه، في الوقت الذي لا تعيره القاعدة أي اهتمام، بل يسوؤها ارتماء حركة المقاومة حماس والتترس خلف بعض الأنظمة العربية الداعمة لها بين الحين والآخر، كما هو حال المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبد الله الذي لم يألُ جهداً منذ تنصيبه ملكاً في دعم الشعب الفلسطيني وخيارته السياسية، ولا سيما حماس.
فالظواهري على ما يبدو ما يهمه في هذه المرحلة التي تتعرض فيها حماس لانتكاسة على الصعيد الشعبي داخلياً وخارجياً، فضلاً عن العداء الدولي لها بفضل الفخ الذي نصبته لها إسرائيل والولايات المحتدة في إفشالها المرة تلو الأخرى من إنجاز أي أمر وعدت به ناخبيها الفلسطينيين؛ خصوصاً أنها المرة الأولى التي تصل بها حماس للسلطة.
ما يهم الظواهري في هذه المرحلة من خلال خطاباته المتكاثرة على نحو غير مألوف في الآونة الأخيرة هو تحقيق عدة أهداف كانت القاعدة حرمت منها، لا سيما بعد الاستهداف الذي واجه التنظيم في العراق وانصراف كثير من العشائر السنية عنه، حين وجدت في مشروعه تفتيتاً للعراق ودعوة لاتخاذه منطلقاً لتبيت عمليات عسكرية ضد أعداء القاعدة من أنظمة خارج العراق، وبما أن حماس تعاني الآن صراعاً مريراً بين إثبات وجودها السياسي والحفاظ على مصداقيتها لدى الناخب الفلسطيني فإن الظواهري وجد بها مثالاً جيداً يصل من خلال نقدها وإحراجها إلى تحقيق ثلة من الأهداف تتلخص في النقاط التالية:
أولاً: استدراج فصيل داخل حماس على افتراض ما تردّد من وجود فصيل متشدّد داخل حركة المقاومة الإسلامية حماس طالما كان يرفض الحوار مع فتح للثورة على خيارات حماس السياسية التي لا يخفى على أحد مدى التغير والليونة التي طرأ عليها مع وصول حماس للسلطة، وحتى اليوم لا سيما بعد اتفاق مكة.
ثانياً: إحراج حماس أكثر فأكثر، لا لشيء سوى توجيه رسالة من خلال إحراجها لقطاعات عريضة من الشباب المتدين سواء في فلسطين أو في أي بقعة من العالم، ومضمون هذه الرسالة: "إن تبني الإيديولوجيات الوسطية لدى فئات من الحركات الإسلامية كالإخوان في مصر وجبهة العمل الإسلامي في الأردن وحماس في فلسطين خطة خاطئة وفاشلة وكلاهث خلف سراب، والدليل ما حل بهؤلاء بعد وصولهم للسلطة في كل من مصر والأردن وفلسطين حيث لم يتغير شيء على أرض الواقع، وأن تبنيهم للديموقراطية وممارستها ليس إلاّ تمثيلية تضحك بها الأنظمة على شعوبها وأحزابها المعارضة.
ثالثاً: محاولة إبعاد حماس عن الاقتراب ممن يُفترض أنهم أعداء للإسلام وأهله، كما ترى القاعدة في النظام الحاكم في السعودية المنبع الذي لا ينبض من تفريخ الجهاديين الذين يُستدرجون لمناطق النزاعات حباً في الجهاد تحت شعار الثأر للأمة والذود عن عرضها وأهلها، وقد رأينا في تنظيم فتح الإسلام كيف أن عدد السعوديين الذين غُرّر بهم تحت شعار مكافحة الهجمة الصليبية على لبنان والوقوف في وجه المد الشيعي الإيراني وصل إلى نسبة 30% من أفراد التنظيم متخطين عدد أفراد أي جنسية أخرى في التنظيم بمن فيهم اللبنانيين أو الفلسطينيين أنفسهم، فالمظهر الذي ظهرت فيه القيادة السعودية في اتفاق مكة من إخلاصها وتفانيها في جمع الفلسطينيين والحرص على قضيتهم ومدهم بالدعم المادي والمعنوي كان ليحُول كثيراً من تجنيد الكثير من الشباب الخليجي وخصوصاً السعودي في التنظيمات التي تتبنى الفكر القاعدي في العالم، وما دعوة الظواهري لحماس بنقض اتفاق مكة تحت ذريعة أنها باعت أربعة أخماس فلسطين لليهود إلاّ تحريض واضح وتشكيك ليس بحماس ومنهجها فقط بل بجدية الدعوة السعودية ونيتها في جمع الفلسطينيين أصلاً، الأمر الذي يسهل الطعن الدائم والتشكيك المستمر بسياسة المملكة، ويظهرها بمظهر العدو للأمة والدين فضلاً عن سائر الأنظمة العربية.
وهكذا نرى أن الظواهري الذي يعيب على حماس تغير مسلماتها وأجنداتها واعتمادها السياسة البراغماتية في البقاء في السلطة هو نفسه يمارس هذه السياسة ولو بطريقة مختلفة؛ إذ يتخذ من حماس سلّماً يصعد عليه، ويسجّل رواجاً لمشروعه القائم على تبني العنف مع المستعمر والحاكم الجائر على السواء.




#محمد_مصطفى_علوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستراتيجية جديدة للأنظمة في احتواء الإسلاميين
- ماذا لو تعلم بوش من الملكة إليزابيث ؟
- ما وراء جدار الأعظمية؟
- العرب بعد أربع سنواب من غزو العراق
- المبادرة العربية ضمانة لإسرائيل وخطر على العرب
- المرامي السعودية من تأجيل الأزمة اللبنانية لما بعد القمة
- بوش ولعنة ديقراطيته في العراق
- مصير المبادرة العربية في موسم التنازلات
- هل ارتدت -حماس- في نظر الظواهري؟
- مؤتمر بغداد والنوايا الأمريكية السيئة
- ايران وامريكا ومرحلة جديدة من الصراع
- رسائل أحمدي نجاد للسعوديين خلال القمة المشتركة
- مستقبل اسرائيل بعد عقدين
- الفلسطينيون في لبنان ..أي دور ينتظرهم؟
- هل لم يعد هناك مأمن حتى ل ديك تشيني في أفغانسان؟
- التفجيرات المتنقلة في لبنان ...أي رسالة تحمل؟
- لقاء مكة بين ضرورة الإتفاق وانعدام الثقة
- عملية إيلات من المستفيد من رسائلها؟
- بوش وسياسة الهروب الى الأمام
- الى أين تتجه الأزمة في لبنان


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مصطفى علوش - الظواهري وسياسته الإنتهازية في الترويج لمشروعه