أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر صموئيل - نفسى ....أختار حاجه!!















المزيد.....

نفسى ....أختار حاجه!!


بيتر صموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 05:49
المحور: حقوق الانسان
    


عندما يولد الانسان أول ما يجول فى ذهن والديه هو البحث لمولدهم عن أسم –ربما بعض الاباء يبحثون عن أسماء لأطفالهم من قبل أن يولدوا , و بعد البحث عن الاسم المناسب يختار الوالدين أسم لطفلهم, وقد يكون هذا الاسم فيما بعد سبب فرح أو حزن لهذا الطفل , فهناك بعض الاسماء تسبب لأصحابها الكثير من الحزن و الشقاء طوال عمرهم وهذه الاسماء من عينة الصفات التى تدعو الى الفقر و التخلف و الحزن و الشقاء , وفى كثير من الاحيان تسبب هذه الاسماء لحاميليها التعاسة طوال عمرهم لأنهم يصدقوا وصف والديهم لهم بهذه الصفات ويعتبروا هذه الأسماء طبيعة تلازمهم طوال عمرهم , كل هذا يحدث بسبب أن الوالدين هما اللذان أختارا الاسم الغير مناسب لأبنائهم , و لم يختار الانسان ما يناديه به الناس وما يعرفونه به , و تسير الامور على هذا المنوال طوال فترة تنشئة الانسان , فبعد ذلك يختار الاباء طريقة التربية التى يروا فيها أنها مناسبة لأبنائهم وربما يخفقوا أيضاً فى الإختيار فتصبح هذه الطريقة غير مناسبة لهم فينتج عنها أن الطفل يتربى بطريقة قد تجعله إنطوائى أو إندفاعى أو عدوانى أو أحادى الفكر-لا يقبل أى فكر أو رأى مخالف لرأيه و فكرة- أو اى صفه سيئة لا يتمنى أن يكون عليها (الطفل) , فطريقة التربية تتحكم فى الكثير من مكونات شخصية كل انسان , فهى التى تقوده الى أن يكون شخص ناجح نافع لمجتمعه ولوطنه وهى أيضا التى تخلق منه شخص سلبى لا يبالى بما حوله ولايهتم بشىء سوى نفسه فقط , و يسير الاباء أيضا على هذا المنوال فى أختيار نوع المدرسة التى يدخلها أبنائهم ونوع التعليم الذى يتلقونه سواء كان تعليم حكومى أو خاص , وبالطبع نوعية التعليم تساهم بجزء ليس بقليل فى عملية تنشئة الانسان , كل هذه الاشياء من اختيار الاسم و طريقة التربية و نوعية التعليم لم يبدى فيها الانسان أى رأى و لم يختار أى منها , و لايستطيع ان يقول أنا أفََضل هذه أو أحب تلك , فليس عند الانسان سوى أن يخضع لكل ما يحدث له حتى يصل الى الوقت المناسب الذى يستطيع فيه أن يختار وان يتحمل نتيجة إختيارته وأن يقبل ويرفض و يتردد حتى يصل الى الاختيار المناسب , و ينتظر الانسان هذا الوقت بشغف شديد جدا لكى ما يقول رأيه فى تصريف أمور حياته حسب ما يشاء و فعل ما يريد فى أيامة المتبقية , وهذه الاختيارات تتمثل فى اختياره لنوعية عمله و اختياره لزوجته (شريكة حياته) وما يؤمن به من معتقدات وأفكار , وهنا يتأهب الانسان ويحشد كل قواه لكى يختار الاختيار المناسب له عوضا عن الاختيارات السابقة فى حياته التى لا دخل له فيها , و لكن سرعان ما تنتهى هذه الاحلام على يد القوانين و الاحكام و أيضا على يد العادات و التقاليد , التى تجهض حرية الانسان فى تحديد شكل و أسلوب حياته , فقد يريد الانسان أن يتزوج من أمرأة أحبها قلبه و أختارها عقله كى تسير معه مشوار حياته ويقضى معها بقية عمره و لكنه لا يقدر أن يتزوجها بسبب التقاليد التى تقول أنه يجب أن يأخذ من بنات خاله او عمه مثلا (علشان ميدخلش حد غريب فى العيلة و اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش) و نتيجة لهذا الضغط والغصب من العائلة يستسلم الانسان الى رأي العادات و التقاليد و يختار ما لا يحب ويعيش مع من لا يرغب , و يبقى لهذا الانسان الامل الوحيد فى إختيار معتقداته وإيمانياته التى هى من أهم الامور فى حياته لأنها لا تؤثر فى حياته فقط بل يمتد تأثيرها الى أخرته أيضا , وهنا يزيد الامل و يكبر لدى الانسان بأن كل الامور السابقة التى لم يستطيع فيها ان يختار من الممكن تجاوزها لأنها تتعلق بحايته على الارض فقط , وأما ما يتعلق بحياته وأخرته فلابد أن يختاره بنفسه , لابد ان يختار ما يؤمن به و يرى أنه الطريق الصحيح الى الله لكى ما يطمئن قلبه فى حياته وبعد مماته , و يعيش على الارض فى سعادة وراحة قلب ,لابد أن يحدد مصيره بنفسه ولا يترك الناس يتدخلوا بطريقة أو بأخرى فى هذا الإختيار , و لكنه يتفاجاء و يصعق حينما يعرف أن هذا الحق المتبقى له من زمرة الحقوق المسلوبة منه لا يستطيع أن يأخذه أيضا أى لا يستطيع أن يختار ما يعتقده بسبب الاحكام و القوانين التى تحكم المكان الذى يعيش فيه , و يجد احلامه فى أختيار إيمانه تنهار أمامه ولا يقدر على فعل أى شىء , فأذا فكر مثلا أن يغير إيمانه الى إيمان أخر ثم أكتشف أن الايمان الذى تحول إليه غير صحيح بالنسبة له و غير مناسب , فيحاول الرجوع الى ما كان عليه و هنا لا يستطيع الرجوع لأن القوانين لا تسمح بذلك -القوانين لا تسمح بحرية الاعتقاد والقوانين أيضا لا تسمح بأن تكون لك هويتك الشخصية بحرية تامة- وهنا يدخل الانسان فى صراع شديد وقضايا طويلة الاجل و محامون ومحاكم و قضاة و كل هذا لمجرد أنه حاول فقط أن يختار ما يعتقده وما يريحة و يصله بالله دنيا و أخره , فهذا الشخص لم يطلب الكثير ولم يطلب حق ليس من حقه , و لكنه طلب حقه الوحيد او بالاحرى أختياره الوحيد فى هذه الدنيا و هو إيمانه بالله بالطريقة التى يراها هو , فهل تكون مجازاته بهذه الطريقة –هل تكون مجازته أن يتعب و يتعرض للأذى النفسى و ربما الجسدى و الإجتماعى , هل تكون مجازته أن يصبح حديث الناس فى كل مكان و يشار إليه دائما بالخيانة و الإرتداد, هل تكون مجازاته أن يُحرم من زوجته وأولاده وفى كثير من الاحيان من عمله أيضا , لهذا الحد وصل الانسان الى طريق مسدود عليه من جميع الاتجاهات لا يستطيع فيه أن يختار أى شىء ,ما هو الذنب الذى فعله هذا الانسان حتى يعانى هذه المعاناه ويتعذب بهذه الطريقة الصعبة؟؟ لا أعرف ماذا أقول لك يا أيها الانسان ولكنى أدعو الله لكى ما تستنير العقول و تتغير القوانين , و لا تكن تلك الأعراف و القوانين ضد مصلحة الانسان ولكن أن تكون فى خدمة الانسان , وأدعو الله أيضا أن يعيش كل أنسان فى وطن يحترم بل و يطبق مبدأ "الدين لله والوطن للجميع" ولا يكن هذا المبدأ مجرد شعار يعلق على الحوائط و يكتب فى صدور الجرائد و المجلات ويهتف به دائما رجال الدين من على المنابر وفى وسائل الإعلام , ولكن أن يتحول الى سلوك حقيقى لخير الانسان , لأن الله خلق كل شىء وأعده لخير ومنفعة الانسان , ولكن القوانين و التقاليد تحاول أن تقف ضد الله بمعاداتها للأنسان , و لكنى أيضا أدعو كل صاحب حق بأن يتمسك بحقه وأن يصر على ما يؤمن به حتى ولو وصل به الامر الى أن يفقد كل ما يمتلك , لأنه سيربح فى أخرته وسيأخذ مجازاته من الله رغم أنف القوانين و التقاليد .



#بيتر_صموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجنة تحكيم
- عاوز حقك ولا لأ ؟؟


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر صموئيل - نفسى ....أختار حاجه!!