أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - النساء وحدهن في محرقه الرجل العسكري















المزيد.....

النساء وحدهن في محرقه الرجل العسكري


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 12:48
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


لعلني وانا اكتب مثل هذا التحقيق اجد نفسي اكثر حساسية وحيادية من التحقيقات الاخرى التي كتبتها واحرص فيها ان ابحث عن واقعنا ومشاكلنا التي تختبئ تحت جلودنا...ولعل ما يميز تحقيقي هذه انه صرخة قد تجد صدى او ترتد مكررة نفسها من دون ان تجد آذانا صاغية او اهتمام...

ولعله مختلف بعض الشيء لانني اكتبه نيابة عن زوجات العسكريين اللاتي شكون همومهن لي، وكتبت عنهن بلا اذن مسبق الا من البعض احتراما لمصداقيتي ككاتبة ولمصداقية المهنة.. واحترامي لخشيتهن من المجتمع ثانية ومن ازواجهن اولا...في البدء يهمني هنا ان اكرر اعتذاري لكل امرأة سمحت لنفسي ان اقص معاناتها من دون اذن منها سوى انها والمجموعة الاخرى يعتبرن شريحة من المجتمع العراقي عشن معاناة الغربة والوحدة في ظل الحروب ومنهن من عاش معاناة فقدان الزوج لمدة ما في اثناء الاسر..
ولعل ام جورج احداهن حكاية إذ قصت لي حكاية احد ابنائها الاربعة.

قال ابنها: امي انسانة فنانة الطبع، رقيقة ترسم على الانسجة وتعزف على آلة البيانو.. نحن ابناؤها الاربعة الذكور نحبها ونعتبرها صديقة لنا.. كان والدنا ضابطا في الجيش..
واسر لاكثر من عشرة اعوام.. طيلة اعوام غيابه كانت لنا ام واب واخت وصديقة وعانت ما عانت من اجل توفير حياة طيبة لنا.. لم نعرف ان والدنا اسير سوى بعد مدة طويلة من اسره اذ حسبناه ميتا، وحاول اهل امي تشجيعها على الزواج مرة اخرى إذ انها جميلة وصغيرة السن، لكنها رفضت الفكرة نهائيا وعملت طاهية لبعض الاسر الثرية، حتى عاد والدنا فجأة فتغيرت حياتنا الى سعادة كبيرة لم تستمر طويلا اذ انه اصبح يعامل امي معاملة سيئة لدرجة انه كان يمارس ضدها عنفا غريب الاطوار.. عنفا خاصا لا استطيع التحدث عنه وضربا وتجريحا ليس امامنا نحن اولادهما بل حتى امام الجيران والاهل.. لدرجة تمنينا لو انه لم يعد..
* لم لا تفترق عنه اذن...؟
ـ الغريب انها تجد له ما يبرر وحشيته ضدها إذ عانى ما عانى كأسير حرب واحساسه بالغربة وفقداننا له لمدة ليست قصيرة وتقوله انه مريض وليس على المريض حرج وبصبرها قد يشفى...
حكاية ام جورج العراقية.. تقدم لنا وجها مختصرا لآفات الحرب وجرائمها ضد البشر الذين اضطروا للاشتراك بها نتيجة اوامر عسكرية ديكتاتورية لا يستطيع ان يرفضها احد.
اما السيدة ام رافد فقد قالت.. يا ليتك تكتبين عن معاناتنا نحن زوجات العسكريين لعل احدا ما يرحمنا مما نعاني من قسوة الحياة وقسوة الزوج نعم كان زوجي عسكريا وذا رتبة لكنه كغيره عبد المأمور فليس امامه سوى تنفيذ الاوامر العسكرية ومن دونها سينفذ به حكم الاعدام او حكم السجن واعتقد ان هذه الحقيقة يعرفها كل الشعب العراقي...
عموما كان زوجا طيبا متسامحا معي ومع الابناء لكن منذ فصله عن العمل اصبح صعب السلوك عصبي المزاج يصرخ ويشتم ويضرب لاتفه الاسباب ورغم كل هذا انا متحملة للوضع من اجل ابنائي واعطيه ما يبرر عصبيته، لا ننسى صعوبة الحياة وعدم وجود راتب للزوج هو ما يجعله كالبركان حين يثور في البداية علينا نحن اهل بيته...
* ما الحل برأيك...؟
ـ لا اعرف كل ما يمكنني عمله انني احاول تطييب خاطره والابتعاد قدر الامكان عما يكدر صفوه لكنه احيانا يأتي من الخارج ليلقي بحمم غضبه على البيت وانا والاولاد الضحية والشكوى لغير الله مذلة..
* ألم تستعيني باهلك او باهله..؟
ـ اهله يساعدوننا شهريا بمبلغ من المال لكن متطلبات الحياة كثيرة ولا تنسي عزة نفسه في هذه المرحلة من الصعب جدا على الانسان ان يأخذ وهو الذي كان يعطي...
واعتقد ان حل وزارة الدفاع كان تعسفيا لان العسكريين هم ايضا اصحاب عوائل وليس بالضرورة انهم شاركوا باذية الشعب العراقي.
ولعلي اذكر هنا حكاية ام همسة تلك المرأة التي كانت تبحث عن عمل ينقذها وبناتها الاربع من صعوبات الزمن حين قالت لي قبل اكثر من عام ان زوجها اصيب بكآبة حادة رفض التعامل مع كل الناس وانزوى بغرفته الخاصة لا يرى احدا ولا يزور احدا وانها مضطرة للبحث عن عمل من اجل علاجه ومن اجل بناتها.. واذكر مما قالته من المؤسف ان يعامل الجميع وكأنهم متهمون، هناك فرق من كان يعمل عسكريا من اجل خدمة الوطن وبين من كان اداة طيعة في يد النظام من اجل الاساءة الى الشعب.
اما ام سلام فقد جاءت قبل مدة في زيارة قصيرة الى العراق لزيارة الاهل تحدثت معي في الموضوع قائلة انها وعائلتها اضطرت لمغادرة العراق خاصة وان زوجها كان عسكريا وقد قتل كثير من اصدقائه العسكريين في منطقة الغزالية.. فاضطروا للمغادرة ومفارقة الوطن رغم معاناة الغربة واختلاف المدارس.. معاناة لا يشعر بها الا من يعيشها..
ام علي تحدثت قائلة.. المفارقة الغريبة العجيبة ان قبل عشرين عاما كانت العوائل ترقص فرحا حين يتقدم لابنتها ضابط عسكري فكيف اذا كان طيارا صحيح انه اشترك في حروب مختلفة لكنها كانت اوامر عسكرية بحتة اما التنفيذ او الاعدام... والاوامر العسكرية كما يعرف الجميع ليست قابلة للنقاش او الاعتراض في كل دول العالم فكيف بالعراق..
في كل الحالات المرأة هي التي تعاني وتشعر ان حياتها على كف عفريت حين يسافر زوجها او يشارك في حرب او يغادر في مهمة رسمية او... هذه مسائل لم تعد خافية على الناس...
والآن بعد ان كان زوجي عسكريا ذا رتبة ومركز يحترمه الجميع ويحبه الجميع اصبح بلا عمل سوى العصبية والمشاكل وذلك لاحساسه بالعجز عن توفير متطلبات اسرته بعدما كان يعيل اسرا اخرى فقيرة من اجل فعل الخير..
اعترف ان الضحية الاولى لكل الحروب هي المرأة سواء كان زوجها عسكريا او جنديا او حتى مواطنا عاديا لان الحرب هي محرقة الشعوب..
نحن النسوة في العراق عانينا الكثير من الخوف والحرمان والغربة النفسية والوحدة.. قلة الحيلة.. وما زالت معاناتنا مستمرة.. لسنا لاننا متزوجات من عسكريين بل لاننا نساء معظم حقوقنا مهدورة عند اقدام الرجال.
وبعد... عزيزي القارئ... هذه حقائق من بيوتنا ونسائنا وحياتنا من دون مغالطة وليس بها تحيز..
ليس بها الا حقيقة اننا نحاول دوما البحث عن مشاكلنا تحت الجلد...
لا مجرد الحديث عنها ولعلنا في ايضاحنا هذا نحاول جميعا حكومة
واعلاما ان نجد حلولا للمرأة، لكل مرأة عراقية غلبت على امرها بامر من قوى لا تملك امامها الا الرضوخ والاستسلام



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراهقه المراة الأربعينيه حقيقه لماذا يستنكرها المجتمع
- الحب المستحيل في النصف المجنون
- جارالقمر ! شمس ولعبه الأختباء
- حكايا حب معاصرة 5
- حكايا حب معاصره 4
- أعلنت عليكم الحرب
- الحب احتراقا
- مقابله مع الفنان عبد الستار البصري في احدث اعماله المسرحيه
- حكايا حب معاصره 3
- الرجال ربات بيوت
- حين يصرخ الناس متسائلين من يقتلنا ؟
- حكايا حب معاصرة 2
- احبك وبالعناد اقتلك
- الحب لهم وحدهم
- حكايا حب معاصره
- عمليه انتحاريه لرجل مفخخ بالحب
- الفراق الحتمي
- لاتتزوجوا
- اغفاءة جسد
- رجل من ذهب


المزيد.....




- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - النساء وحدهن في محرقه الرجل العسكري