أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيان نيوف - منع - الجزيرة - و - العربية - من تغطية بعض الأخبار في العراق وكيفيّة تدهور مستوى الخبر الصحفي















المزيد.....

منع - الجزيرة - و - العربية - من تغطية بعض الأخبار في العراق وكيفيّة تدهور مستوى الخبر الصحفي


حيان نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 603 - 2003 / 9 / 26 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تطوير "أسلحة الرقابة الشاملة" على جميع وسائل الإعلام ، تتطور تقنيات التغطية الإخبارية كما تزداد الدعوات والتنبيه من استغلال وسائل الإعلام لنشر الشرور والعنف باعتبارها تلغي حقيقة وجود وسيلة الإعلام على اعتبار أنها في الأصل " وسائل اتصال جماهيري " . فهل يمكن اعتبار الإجراء العقابي الذي اتخذه مجلس الحكم العراقي بحق قناتين عربيتين انتهاكا صريحا لحرية الصحافة ؟ وهل يمكن القول أن أخبار بعض القنوات العربية قد تحولت إلى أخبار من درجات متأخرة منقولة عن "شهود عيان مجهولين" ؟ !


في تطور جديد أصدر مجلس الحكم العراقي قرارا ينص على منع مكتبي قناتي " الجزيرة" و " العربية " ،البارزتين عربيا، من تغطية أخبار مجلس الحكم . وفي حيثيات القرار أن " الجزيرة " و"العربية" تبثان أشرطة تحرّض على قتل أعضاء مجلس الحكم وتدعوان إلى العنف  فتوجّب منع مكتبي القناتين في بغداد من تغطية أنشطة مجلس الحكم  لمدة أسبوعين كإجراء عقابي  . ورغم خسارة القناتين في هذه الفترة نتيجة هذا القرار، إلا أن مدير مكتب الجزيرة في بغداد ،وضاح خنفر، دعا مجلس الحكم العراقي إلى إثبات التهم الموجّهة إلى الجزيرة .

وقد انتقد العديد من المراقبين هذا القرار على اعتبار أنه يشكّل خطرا على حرية وسائل الإعلام وحرية التعبير ، واعتبر بعضهم أنه كان بوسع أعضاء مجلس الحكم تجنّب المشكلة وذلك من خلال الحوار ، أو إصدار بيان ينتقد طبيعة عمل القناتين دون منع المكتبين المذكورين من تغطية الأنشطة الرسمية . ولكن المضحك في القضية أن محللا سياسيا عراقيا خرج من عاصمة عربية معلقا : " كيف يصدر مجلس الحكم العراقي هذا القرار ولا توجد قوانين أو وزارة إعلام" . ولكن السؤال يطرح نفسه : ماذا كانت وزارة الإعلام العراقية ستفعل لو كانت الآن على قيد الحياة ؟ ربما كانت قد أغلقت مكتبي الجزيرة والعربية إلى الأبد!. لو تحدثنا من الناحية الشكلية، سنجد أن كل خطوة تقدم عليها جهات معينة لكبح وسيلة إعلامية أو اعتقال صحفي هي خطوة مدانة من قبل الجهات المعنية بحماية حرية الصحافة مثل جمعية "مراسلون بلا حدود" . لكن لو بذلنا جهدا وحاولنا الاستماع إلى بعض الأشخاص الذين يظهرون على بعض القنوات، ليعلنوا بصراحة أنه لا بد من التخلص من فلان أو قتل شخصية ما ، سنعرف أن دور وسيلة الإعلام قد تخطى واجبه " الجماهيري" ليعلن بشكل غير مباشر دخول "الإيديولوجيات" إلى التغطية الإخبارية لتفقد وسيلة الإعلام الموضوعية . الموضوعية تصبح معتلّة الصحة عندما تتسرّب إليها رائحة "الأيدلوجيات"، أو الشرور التي تدعو كل المواثيق الدولية لنبذها من وسائل الإعلام .

ولكن ألم تتغير أخبار قناة الجزيرة بما يتعلّق بالعراق من حيث مهنية نقل الخبر ؟ . ما من شك أن حياة المراسلين الذين يعملون الآن في العراق في خطر دائم ، ولكن هل هذا يمنع المراسل من الحصول على أخبار دقيقة نوعا ما لنقلها إلى غرف التحرير وبثها بعد ذلك لتبدو واقعية إلى حدّ ما ؟ . يمكنني القول أن " الخبر الصحفي " الذي تبثه قناة الجزيرة حول العراق قد أصبح من الدرجة الثالثة ، وسنبيّن الآن ماذا نعني بخبر من الدرجة الثالثة بلغة صحفية سلسة . في العمل الصحفي نعرف جيدا أن للخبر الصحفي عدة أنواع ، وأجود هذه الأنواع من حيث الدقّة والمباشرة والقوّة والسبق هو ذلك الخبر الذي ينقله المراسل مباشرة من أرض الحدث وقد شاهده بأم عينيه وهذا ما نطلق عليه First Hand Observation  . هذا النوع من الأخبار خضع لتقييم العديد من فقهاء الإعلام والصحافة وكبار الصحفيين فوجدوا أنه الأفضل من بين كل الأنواع الأخرى .
وأما الأنواع الأخرى للخبر الصحفي فهي :
- الخبر الذي ينقله المراسل عن شخص آخر شاهد الحدث وهذا ندعوه Second Hand Observation .
- الخبر الذي ينقله المراسل عن شخص آخر وهذا الشخص قام بنقل الخبر عن شخص آخر أيضا شاهد الحدث . ويعد هذا النوع من الأخبار من أشد الأنواع سوءا لأن الخبر مر على عدة أشخاص قبل أن يصل لغرفة التحرير والبث وكل شخص قام باللعب بهذا الخبر وتنقيحه والإضافة عليه أو الإنقاص منه.


وبالتالي نلاحظ أن الكثير من أخبار قناة الجزيرة حول العراق أصبحت من الدرجة الثالثة - واقصد هنا الأخبار التي ينقلها المراسلون من العراق عن " شاهد عيان "- أي أن المراسل نفسه لم يشاهد الحدث ،وربما يكون أيضا شاهد العيان هذا قد نقل الخبر عن شخص آخر . وهكذا تغيب دقة الخبر ليفقد وضوحه وأحيانا كثيرة موضوعيته . وإذا بيّنا هنا كيف تحوّلت بعض أخبار الجزيرة حول إلى العراق إلى أخبار من الدرجة الثالثة ، فان قنوات أخرى كثيرة ما زالت أخبارها تنصب في خانة الدرجة العاشرة فما فوق .

وما يجب ذكره أن تراجع بعض أخبار قناة الجزيرة إلى الدرجة الثالثة  لا يعني أبدا أنها خسرت رهانها في السباق مع القنوات الفضائية الأخرى، عربية أم عالمية، لأنها ما زالت بكل جدارة سبّاقة لتغطية الكثير من الأحداث ،وبشكل مباشر، وقد حافظت على نسبة عالية من الموضوعية . وهنا عندما نتحدث عن الموضوعية في عمل وسائل الإعلام نتذكر أن للموضوعية سلبيات منها الولاء للمؤسسة وللمهنة على حساب تغطية مشاكل الفقر والمجتمع والاضطهاد ، إلا أن الجزيرة نجحت بالتغلب على هذه السلبيات من خلال تخصيص برامج لكل هذه القضايا .

وهكذا ، وبما أن الصحف العراقية قد ازداد عددها بشكل كبير ، وقد اتسع هامش الحريات على حد تعبير العراقيين أنفسهم ، سيكون قرار مجلس الحكم غلطة كبيرة تسجّل عليه بالرغم من أن هذا القرار له محدوديته الزمنية ولا يتعلّق إلا بشؤون مجلس الحكم . كما أن بعض المحررين في بعض القنوات الفضائية يجب أن يتخذوا حذرهم وألا يسمحوا للبعض أن يحولوا قنواتهم،التي تتمتع بحرية كبيرة، إلى أدوات لهم لإرسال رسائل مشفّرة أو تهديدات بالقتل بدلا من أن تكون أدوات للتعبير عن الرأي بعيدا عن بث الأحقاد لأفراد هنا وهناك . 

حيان نيوف
كاتب سوري



#حيان_نيوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات القبّيضة ...
- من وحي شاعر لا ينتمي ...
- انطلاق العدد خمسمائة من نشرة الحوار المتمدن
- حذاء عن حذاء يختلف
- الفن و-مذهب التكذيبية- ..
- سعد الله ونوس يعود للذاكرة الدمشقية ..
- صحفي عن صحفي يختلف ...
- قذائف الديمقراطية تسقط على الصحفيين


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيان نيوف - منع - الجزيرة - و - العربية - من تغطية بعض الأخبار في العراق وكيفيّة تدهور مستوى الخبر الصحفي