أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - السونار















المزيد.....

السونار


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 06:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من أفضال العلم على البشرية المكتشفات الحديثة،التي دخلت مرافق الحياة المختلفة،ويسرت الكثير مما كان عسر المنال،مما جعل التطور العلمي يقفز بالعالم قفزات غير محسوبة،قد يصل من خلالها إلى ما لا يخطر ببال،ولعل من أبسطها السونار هذا الجهاز العجيب الذي يصور أعضاء الكائن الداخلية،وكيفية عملها،والخلل الموجود فيها،مما يسهل على المعالج أيجاد الدواء الشافي،بواسطة التداخل الجراحي أو الدواء،لذلك لا نستبعد إذا ظهر اكتشاف علمي جديد يطيل عمر الإنسان،أو يبعد عنه غائلة الموت،فالعقل الإنساني المبدع قادر على الابتكار والتجديد.لكن العلم الحديث الذي تمكن من الوصول الى كل مناحي الحياة ،عاجز على ما يظهر عن الوصول لعقول الساسة والعاملين في القضايا العامة،ومجساتهم لا تنبئهم بالأخطار المحدقة بمشاريعهم المستقبلية التي تأخذ طابع الارتجال والعفوية،وتفتقر للاستقراء والاستنتاج والاستنباط،فتعتمد خططهم وتوجهاتهم على قاعدة(عليك يا ألله) مما يؤدي الى الفشل والإحباط في أكثر المشاريع والخاسر الوحيد هو من تقع عليه أوزار القرارات الخاطئة.
هذه البداية قد تبدوا بعيدة عن الموضوع،رغم أهميتها الاستثنائية في معالجة الأوضاع المعقدة في العراق،فالقوى السياسية لا زالت تتخبط ذات اليمين وذات الشمال،وتدور في دوامة مغلقة لا ترى ما يحيط بها،فتكون تصرفاتها ضمن حلقة واحدة لا تعدوها الى حلقات أخرى قد يكون فيها الخلاص.فقد روج أخيرا لقيام جبهة جديدة أطلق عليها"جبهة المعتدلين"،ولا أدري ما هي المقاييس الموضوعية لإعطاء صفة الاعتدال على مكوناتها،فهي لا تخرج عن نطاق المحاصصة السابقة قيد أنملة،سوى أنها أبعدت أطرافا مشاركة معها لحسابات بعيدة لم يكن الهم الوطني من صميمها،ورغم أن هذه الجبهة لم ترى النور أو تخرج الى العلن،وهناك دعوة لإشراك أطراف فيها،إلا أني أرى أنها ستزيد الأمور تعقيدا،وتؤدي الى صراع دامي قد يجر الى حرب ضروس تسيل فيها الدماء،وقد تشهد مناطق بعيدة عن العنف موجات من الاضطرابات تجعلها في عداد المناطق الساخنة،أن لم يكن أكثر سخونة من الأخريات،وسيتحول الصراع العلني داخل الطوائف نفسها،بعد أن كان فيما بينها،وتتحول التحالفات القديمة الى مصادمات عنيفة تعصف بالأمن والاستقرار السائد في بعض المناطق،فالجبهة على ما أعلن ستتكون من الحزبيين الكرديين الرئيسيين، والمجلس الإسلامي العراقي،وحزب الدعوة _ هل حزب المالكي فقط أم الدعوات الأخرى ـوهذه الأحزاب الأربعة ستتولى أدارة أمور البلاد،على أمل مشاركة الحزب الإسلامي فيها،إذا توصلوا معه لاتفاق،وبغض النظر عن الصفة غير الملائمة التي أطلقت عليها على أنها تمثل المعتدلين،تراودني هواجس عديدة،بحدوث تطورات أخرى،فقد تسعى الأطراف المستبعدة عن الجبهة الى تشكيل جبهة مضادة من أطراف رغم تنافرها وتقاطعها،إلا أن خشيتها من عقابيل هذا التحالف ستدفعها لتكوين حلف قد يضمن بقائها في الساحة السياسية،ولكن لو ألقينا نظرة على خارطة الجبهة الأولى،والأطراف المشكلة لها وحللنا منطلقاتها ومواقفها،لوجدنا أن هناك تغييرا كبيرا في منطق التحالف الكردستاني،فقد أعلن السيد رئيس الجمهورية بعد زيارته للجارة إيران،أن التدخل السعودي المصري التركي في الشؤون الداخلية للعراق هو وراء الصراع الدامي،فيما طرح قبله وزير الخارجية العراقي تصريحات نارية متهما أياد علاوي وأطراف أخرى مع الدول العربية لتغيير المعادلة السياسية في العراق،فيما يخدم طائفة معينة على حساب الكرد،فيما يعرف الجميع ما هو موقف الحزبين الكرديين من التدخل العربي،وبذلك ستكون الجبهة الجديدة واضحة المعالم،بارزة السمات،بأنها تمثل موقفا واحدا من المحيط العربي،ولكن هل يرضي مثل هذا التحالف الإدارة الأميركية التي تمثل الجانب المهيمن على مقدرات العراق السياسية،التي لا يمكن لأي طرف من الأطراف الخروج على تصوراتها ورؤيتها للمواقف السياسية في العراق،وهل هناك اتفاقات خلف الكواليس بين الجانب الأمريكي والإيراني حول تطبيع العلاقات ولو في الملف العراقي فقط،ذلك ما لا يمكن تأكيده،ولعل وراء التكتيكات أمور تظهر نتائجها.
وهناك تسريبات أن كتلة المعتدلين قد اتفقت في برنامجها غير المعلن على إنهاء قضية كركوك،بما يضمن انضمامها لإقليم كردستان،رغم أن هذا الأمر لا يصب في مصلحة الجانب الإيراني ـالتركي ـالسوري الذي يرى في أقامة دولة كوردية أضرار بمصالحه القومية،وتحريك للقوميات المكونة لشعوبها على المطالبة بتكوين دولا قومية على غرار العراق،فهل سيأخذ الصراع منحى جديدا لتدخل تركيا طرفا فيه مما يدفعها لاتخاذ مواقف معقدة اتجاه إيران،ليكون إقليم كردستان مركزا للصراع التركي الإيراني،في ظل أطماع تركية قديمة حول عائدية الموصل ومناطق أخرى إليها،وهل تشهد قنوات الصراع تصعيدا من نوع آخر قد يؤدي الى مواجهات مسلحة بين الجيران لتقاسم أسلاب العراق.
والمحور الثاني في أهداف هذه الجبهة،هو تقاسم النفوذ في مناطق وسط وجنوب العراق بين الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى،ومحاولة إنهاء أو تحجيم الأطراف الأخرى العاملة في الساحة السياسية،وهو ما ظهرت بوادره في الاضطرابات الحاصلة في المحافظات الوسطى والجنوبية،وما ستحدث من تداعيات أخرى قد تعصف بالمحافظات الهادئة نسبيا،وهناك تحركات داخلية لإقامة مثل هذا التحالف تجلت في لجان عمل مشتركة قد تأخذ صفة التحالف العريض.
وفي حالة دخول الحزب الإسلامي طرفا في هذا التجمع فسيكون على حساب الأطراف الأخرى في جبهة التوافق،وهو ما يظهر جليا في الصمت المطبق من الحزب الإسلامي على ما يحدث من تداعيات بين أطراف العملية السياسية،وعدم دخوله بصورة مباشرة فيما يحدث من معركة حول استقالة المشهداني،وتصريحات التوافق بالانسحاب من الحكومة،فيما ترجح بعض التسريبات مطالبة الهاشمي برئاسة الجمهورية عوضا عن الأستاذ طالباني لظروفه الصحية،ولتعديل مسار العملية السياسية بتقاسم المناصب بين أركان الجبهة الجديدة،فيما ظهر أن هناك تحركات من قبل السيد رئيس الوزراء لإشراك عشائر وقيادات من خارج العملية السياسية بديلا عن جبهة التوافق التي ستستبعد من التركيبة الجديدة للحكومة القادمة.
وإزاء هذه الجبهة كما قلنا،لابد للأطراف الأخرى حفاظا على بقائها ضمن الوجود الحقيقي للعملية السياسية أن تتخذ مواقف مضادة بتشكيل جبهة معارضة للأخرى،عسى أن تكون ضمن الآليات الديمقراطية بعيدا عن العنف،لأن كركوك بالذات ستكون محور الصراع في المعركة القادمة بين هاتين الجبهتين،فالأطراف التي تشكل الجبهة الثانية لديها الإصرار الكامل على عدم إلحاق كركوك بإقليم كردستان،هذا أولا،وثانيا هناك صراع سياسي دائر في الوسط والجنوب بين الأطراف المشكلة للائتلاف العراقي الموحد،أتخذ أشكال عدة،نحى في بعضها للمواجهات المسلحة،وفي أخرى بالدعايات والدعايات المضادة،وهناك بوادر على وجود تقاربات بين الفضيلة والتيار الصدري وأطراف أخرى لتوحيد جهودهم بمواجهة الأطراف التي تحاول تهميشهم،في حرب غير معلنة ستبدي التطورات اللاحقة ملامحها الواضحة.
وهناك تطور ملفت للنظر،هو دخول حزب البعث طرفا في العملية السياسية،فقد أخذت تنظيماته تستعيد نشاطها بصورة سرية ،وتفرض وجودها في مناطق محددة في العراق،ساعدت على استتباب الأمن فيها،وربما ستكون بعض هذه الأطراف ضمن جبهة الاعتدال المرتقبة،في أعادة للعلاقات السابقة،لما هناك من تقارب تاريخي بين هذه المكونات ،فالحزب الإسلامي يرتبط مع البعث بعلائق متينة،والكثير من أعضائه كانوا ضمن التنظيمات البعثية ،والكورد لا يؤمنون بالمواقف السياسية الثابتة،ويتحركون ضمن أطار المصالح،لأن السياسة فن الممكن،ولهم علاقات خاصة ومتميزة مع قوى بعثية كثيرة،وهم أول من دعا لنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة،ولا تزال لهم علاقات متميزة مع قيادات بعثية فاعلة،ولعلهم أول من مد قنوات الاتصال مع التيارات البعثية.
إزاء هذه التطورات،هل يستطيع المراقب رسم صورة واضحة الملامح لما سيكون عليه الوضع في العراق،ومصير العملية السياسية الجارية فيه،وهل نشهد في المستقبل تطورات قد تفضي للخروج من هذا النفق،والوصول الى بر الأمان،لا أريد أن أكون متشائما فلعل في التفاؤل ما يجعل الحياة أكثر إشراقا،وكما قيل تفاءلوا بالخير تجيدوه،عسى أن يكون العراق وشعبه بخير وسلام،وأن تنجلي هذه الغمة عن هذه الأمة برحمتك يا أرحم الراحمين.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوانين الرجعية
- هنيئا للثقافة العراقية بوزيرها الهمام
- تخرصات الأفاقين فيما يقوله ياسين
- أما آن للغريب أن يعود لوطنه
- الى أين سيؤدي الصراع الدائر في العراق
- حاولات لتقسيم العراق
- المالكي والحل الاخير
- وأخيرا توقف القلب الكبير عن الخفقان
- أتصالات شبه رسمية بين البعث والحكومة العراقية
- المرأة بين سوط الأسلام وتخلف المجتمعات
- أبو عليان
- لماذا يقتل ويهجر الشعب المسيحي
- (قانون الاستثمار النفطي..مشروع لسرقة النفط العراقي)
- أجتثاث البعث
- بيوت الصفيح للفقراء،والقصور الفخمة للزعماء
- ما لم يقله سكرتير الحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - السونار