أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - هنيئا للثقافة العراقية بوزيرها الهمام














المزيد.....

هنيئا للثقافة العراقية بوزيرها الهمام


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدق أو لا تصدق،هذا ما يحدث في العراق الجديد،فالعراق كما يبدو من بلاد واق ألواق التي تحوي العجائب والغرائب،ولا يزال البعض يتصورون أنهم يعيشون في عصور ما قبل التاريخ،ودستورنا الجديد ابعد أسم الثقافة وما يمت إليها ،فلا ثقافة ولا مثقفين،والدليل أن الساسة العراقيين ظلوا لستة أشهر يبحثون عن وزير للثقافة،فلم يجدوا غير مؤذن في أحد الجوامع،ارتقى بجده واجتهاده في الذبح والقتل إلى خطيب جامع،ومنح شهادة الدكتوراه من سوق مريدي بامتياز،فنسب للعمل وزيرا للثقافة،ليشيع ثقافة (الدر باشة) في العراق الذي هو بحاجة للثقافة المتخلفة،أكثر منها للثقافة التقدمية والفكر النير،ولا أدري كيف أرتضى السيد رئيس الوزراء لنفسه اختياره من بين ثلاثة مرشحين،ولكن ربما كان أولئك ممن يكبرون أمام إمام الجامع،أو يجلسون خلف بركان الجامع،فرأى انه أجدرهم بالقبول لأنه خبير بالخطابة والدجل الذي يلهب حماس المؤمنين،فيدفعهم للقتل ويحرضهم على الفتنة،،وهنيئا للثقافة العراقية بوزرائها أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين،فالأجدى لها أن يتولى أمرها من يحسب الثقافة بيع (الشلغم) ولهم الحق في ذلك فالعراق كاد أو خلا من المثقفين الذين راح أكثرهم ضحايا القتل،أو الموت قهرا،أو الهجرة إلى البلدان الأخرى ليعملوا في الفنادق والحانات،فالعراق في العصر الحالي لا يحتاج إلى المثقفين بقدر حاجته للقتلة والسفاكين،والمجرمين المحترفين،فأكثر مثقفينا لا يعرفون الكلاشنكوف من السمنوف،أو رمان شهربان من رمان هذا الزمان،وآخر ملاذ لهم في شارع المتنبي أحاله نشامى العراق الى أنقاض،ولعلهم يرون في سيادته أنه من المع المثقفين،فهو يأنف من حضور المهرجانات الأدبية لأنها رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه،ولا يرعى المهرجانات الفنية،لأنها من الفنون الجميلة التي تتعارض مع فنونه القبيحة،فقد حدثني أحد معارفه أنه ممن يجيدون الدق على الدفوف والمزاهر،والهز والدوران في المواليد،ولا يمل الهز والدوران،كأنه البهلوان،وهو خطيب مفوه إذا ارتقى المنبر فاح المسك من لسانه والعنبر،وأنطلق لسانه بالدعوة الى قص الرؤوس وإزهاق النفوس،ويقال والعهدة على من قال أنه زعيم لجوقة من القتلة والسفاكين يأتمرون بأمره،فيسبون النساء،ويقتلون الرجال،ويجلبون له الغنائم من بلاد الكفر،وقد أعترف أفراد حمايته بالكثير من الجرائم التي أشرف عليها أو أمر بها،ومنها قتل نجلي النائب مثال الآلوسي،الذين قتلا بأمر من جنابه العالي،لأن هذين البريئين يشكلان خطرا على المذهب والدين وخلافة المسلمين.
ولعل الغريب أن يعترض زميله في الفتنة والقتل،الذي تقول فيه صديقة الملاية(يا حلو يابو السدارة،متيمك سويله جاره) ليبرئ ساحته من هذه الجرائم،ويطالب بإيقاف الأجراآت القانونية بحقه،لأنه من العناصر المؤمنة التي لا يأتيها الباطل من أمامها ولا من خلفها،وأن أفراد حمايته اعترفوا بذلك تحت التعذيب،ولا ادري كيف لرجل يدعي إمامة المسلمين ،والتفقه في الدين ويكذب على الناس والملائكة أجمعين.
ولكن أين سترسو سفينة الثقافة العراقية،بعد أن تبوأ أمرها لدورتين متتاليتين وزراء لا يمتون الى الثقافة بصلة،أو يفهمون معنى الثقافة،فالثقافة كما يقول ثقات اللغويين،تعني العدالة،اشتقت من المثقف الذي هو الرمح،ولعل هؤلاء تصوروا أن وزير الثقافة يعني وزير الرماح،فاستعاضوا عنها بالبنادق لقتل الأبرياء،لأنهم لم يتعودوا على حمل الأقلام،فقد (رفع عنهم القلم)لأنهم درسوا في مدارس الطائفية المقيتة كيف يقتلون البشر،وينتهكون الأعراض،ويأكلون السحت،بما يقريهم درجة أعلا في عليين،التي ستكون على رأي هؤلاء خاصة بالقتلة والسفاكين،الذين يستبيحون المحارم،ويرتكبون المأثم،فلهم حوريات الأرض التي اغتصبوها،وحوريات الجنة الموعودات،وأباريق الخمر،والولدان المخلدون الذين كأنهم الجوهر المكنون،ولنا نحن المثقفون الذين لا نعرف غير القلم ولغة الأدب،النار مع أسلافنا العظماء أمثال أديسون صاحب الاكتشافات الكثيرة،ودارون صاحب النظرية الشهيرة،والمعري الذي لم يجني على أحد،والزهاوي الذي أعلن ثورته في الجحيم،والجاحظ وأبي حيان التوحيدي،وربما ماركس الذي لا تشفع لحيته الطويلة المرسلة التي تشبه لحى المتدينين هذا الزمان،ولعلهم يخطئون به،فيحظى بالجنة التي حاول أن يجعلها في الأرض،ليتمتع بها الناس بدلا من جنان السماء التي يبدوا أنها حجزت لهؤلاء القتلة والتكفيريين،الذين قدموا ملايين الضحايا للتقرب الى الله زلفى،فهؤلاء الموعودون بالحور العين،إذا قتلوا العراقيين المساكين،سوف يملئون الجنة،وربما يمنحون أكثر من قصر فيها،على عدد الضحايا الذين قتلوهم فيصبحون ملاكين هناك،يؤجرون الشقق المفروشة لمن لم يتسنى لهم الحصول على مكان.
ولعل السيد وزير الثقافة سيكون من السباقين للحصول على ناطحات السحاب هناك لجرائمه الكثيرة التي يندى لها الجبين،فقد أشتهر بقتل الأطفال،وخطف النساء،وعصاباته تجوب المناطق الآمنة لترتكب جرائمها باسم الإسلام الذي هو براء من أعماله الدنيئة وأعمال من يشابهه في هذه التصرفات.
وندائي الأخير للسيد المالكي،أختر للثقافة وزيرا مثقفا،من أوساط المثقفين،على أن لا يكون شرطيا كالوزير السابق،أو أمام جامع كالوزير الحالي،فالثقافة تحتاج للرجل الرجل،حتى لو كان كاظم الساهر ليطرب العراقيين بأغانيه الجميلة،بدلا من هؤلاء الغربان الذين ملئوا العراق بكاء وعويلا،وعسى أن يكون القادم من أعمدة الثقافة العراقية الوطنية،لا من مواخير الطائفية التي أزكمت روائحها الأنوف.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخرصات الأفاقين فيما يقوله ياسين
- أما آن للغريب أن يعود لوطنه
- الى أين سيؤدي الصراع الدائر في العراق
- حاولات لتقسيم العراق
- المالكي والحل الاخير
- وأخيرا توقف القلب الكبير عن الخفقان
- أتصالات شبه رسمية بين البعث والحكومة العراقية
- المرأة بين سوط الأسلام وتخلف المجتمعات
- أبو عليان
- لماذا يقتل ويهجر الشعب المسيحي
- (قانون الاستثمار النفطي..مشروع لسرقة النفط العراقي)
- أجتثاث البعث
- بيوت الصفيح للفقراء،والقصور الفخمة للزعماء
- ما لم يقله سكرتير الحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - هنيئا للثقافة العراقية بوزيرها الهمام