أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - مخيم نهر البارد وحسم الفتنة...كيف سيقرأها النظام السوري ؟!.














المزيد.....

مخيم نهر البارد وحسم الفتنة...كيف سيقرأها النظام السوري ؟!.


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بداية أحداث الفتنة التي قامت بها مجموعات مسلحة محسوبة على النظام الأمني السوري كما أثبتت مجريات الأمور والتحقيقات , أرادها ذلك النظام أن تكون بدون نهاية , بل خطط لها وحددها مكاناً وزماناً وأدواتاً لتكون مشروعاً متنقلاً للفوضى والإرهاب على ساحة لبنان كله , وأبعد منها إلى الساحة الإقليمية من بيروت إلى بغداد إلى غزة إلى أماكن أخرى , ضمن رؤى النظام السوري الخائبة للخلاص من مآزقه المتعددة المستعصية , بدءًا من الوضع الداخلي مروراً بالخلاص من المحكمة الدولية , وصولاً إلى استجداء الإستسلام بأي ثمن , وانتهاءً بوهم استمراره في الحكم , على ركام هذا الكم الهائل من الضحايا والخراب والتنازل عن المصالح الوطنية والقومية , والتخازل على كافة المستويات.
والنظام السوري الذي حكم لبنان ثلاثين عاماً على قاعدة حماية لبنان من الصراعات الداخلية والحرب الأهلية والحفاظ عليه من العدوان الخارجي , والتي كانت في معظمها شعارات زائفة تخفي وراءها ماأظهره سلوكه وفعله على واقع الحياة السياسية والأهلية والإقتصادية في لبنان , بات اليوم وبعد تلك الحقبة الإستعمارية الفجة في حياة لبنان , يتصرف على حقيقته على مبدأ مجبراً أخاك , مجبراً بمعادلة أمنية قمعية فاسدة ,وخالية من أية مفاهيم وطنية أو حتى سياسية بمحصلتها العامة على الساحة اللبنانية والسورية والعربية ,والتي ساقته إلى حالة الإستعصاء السياسي والوطني والقومي والأخلاقي قبل كل شيء.
ومن غرائب النظام السوري, أنه خرج من لبنان ولم يخرج , وياليته خرج حتى بخفي حنين ! خرج وترك وراءه رائحة كريهة وسمعة سيئة وسابقة مهينة في العلاقات العربية وحسن الجوار والروابط الأخوية , وجعبة مليئة بالشبهات على حقيقة دوره على الساحة اللبنانية الذي عكسه تخاذله المزدوج القديم الجديد , باحتلال بيروت ومشاركته في تصفية الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية ورموزالحرية والديموقراطية في لبنان , وأكثر من ذلك ضرب عرض الحائط بكل أسس العلاقة الإجتماعية والجغرافية والتاريخية بين سورية ولبنان وأوصلها إلى الحضيض على كافة المسارات , بأن جعل منها ورقة للمساومة المستمرة بدماء اللبنانيين وحياتهم ومستقبلهم , ورأى فيها قرباناً دائماً على لبنان أن يقدمه له دون سؤال أو جواب .
والنظام السوري أيضاً , الذي خرج من لبنان مرغماً وعلى غير موعد أو قراءة أو استشعار منه , لم يترك وراءه سوى صداه الأمني والعسكري التفتيتي وبقايا مفخخاته على الساحة اللبنانية لتفجيرها حسب العرض الخارجي والطلب الإقليمي , راقصاً على وتر الإرهاب الذي يهز المنطقة كلها , واهماً أن رقصه العاثرهذا يغري بمواهبة القوى الخارجية التي تلعب بمفاصل الساحة الإقليمية , وغاص في مستنقع الأوهام والحسابات الخائبة واستمر برعونة غريبة في تأدية دوره الخطير في لبنان , كونه الورقة الأساسية التي وفرت له استمراره , وأصر على أن تكون الساحة اللبنانية ملعباً مفتوحاً له على الدوام , وارتكب الكثير من الأحداث الخطيرة , كانت أشبه بزلازل سياسية هزت لبنان والمنطقة , كانت أخطرها عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري , رافقها بسلوك سياسي وأمني ورسمي مع لبنان متناقض , المفهوم منه أنه يشير إلى نفسه بأنه وراء كل تلك الأحداث الخطيرة التي عصفت بلبنان.
والغريب الذي لم يستطع النظام السوري قراءته هو أن مرحلة الوصاية على لبنان قد انتهت لبنانياً وعربياً وإقليماً ودولياً , لكنه لم يصدق ولايريد أن يصدق , واستمر على نسج دوره في لبنان على نوله الأمني الذي لم ينتج لعشرات السنين سوى إخراجه بدور شرطي أمي وطائش سيطرت عليه عقدة مصالحه وفساده في لبنان , وراهن على المساومات وعلى الضغوط وتوهم أن تلك الجرائم ستمر كسابقاتها , مرور الكرام , فعمل على تعطيل تشكيل المحكمة الدولية , لكنه من حيث لايدري أخرجها تحت البند السابع , ومن حيث يدري ولكن لايعقل أشعل فتيل التفجير في مخيم نهر البارد وهو يعرف خطورته ويراهن هذه المرة على إسقاط لبنان كله وليس الشرعية والحكومة فيه فقط , إنه الخيار على الجيش اللبناني الذي يعد عملياً هو الباقي من وحدة لبنان والكيان اللبناني , وكان أيضاً رهاناً فاشل كسابقيه , ولم يصل إلى مايريد ,وحاول إشعال الحريق في كل لبنان , وفشل وأثبت الجيش اللبناني قدرته ووحدته وحسم الصراع وقبر الفتنة , وأصبحت فلول النظام السوري الإرهابية والسياسية , بعضها في حالة إعياء تهرب إلى بقايا جحورها , التي أصبحت معزولة ومعروفة ومؤشرة , والبعض الآخر محشور باليأس والصمت والتحفز لإرتكاب المزيد من الحماقات هنا وهناك.
واليوم والجيش اللبناني أعلن حسم الأمور في مخيم نهر البارد , ورغم تلك الخسائر المؤلمة البشرية والمادية والإنسانية لدى اللبنانيين والفلسطينيين والتي سببها قرار ليس له من وصف سوى أنه صادر عن النظام السوري ,ليضيف إلى تاريخه الأسود في سورية ولبنان والمنطقة صفحة سوداء لعينة أرادها بداية لتفجير لبنان وتمزيقه , لكنها كانت نهاية لكل أوهامه ولكل أحلامه بتمزيق لبنان إلى أشلاء...ومخيم نهر البارد وماتبعه من اغتيالات وتفجيرات وأخطرها اغتيال نائب بيروت الراحل وليد عيدو , أراد منها النظام السوري أن تكون مرحلة وليس حدثاً , مرحلة تمثل الإنقلاب الأخير على وحدة لبنان والإطاحة بالنظام السياسي فيه أولاً ,ودخوله نفق المجهول ثانياً ,وسحبه إلى الحريق الإقليمي ثالثاً ,وجعله ساحة مفتوحة للإرهابيين رابعاً ,على أمل إبليس بالرجوع إليه بهذا الشكل أوذاك خامساً , لكن إرادة الإستقلال والشرعية اللبنانية والجيش اللبناني لقنت النظام السوري الدرس الأوجع في مخيم نهر البارد وكشفت حقيقة دوره بالصوت والصورة والأدوات والتخطيط , وحشرته في نتائج سياسته الأمنية , وأثبتت تواطؤه أمام العرب والعالم , وكشفت أميته السياسية والوطنية , وأظهرته كما هو , عارياً مساوماً مستسلماً خائباً سابعاً وثامناً ....وعاشراً.
د.نصر حسن



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نهر البارد إلى غزة - كلهم شركاء في الجريمة مع الفران-!
- هل سيدفع لبنان ثمن فاتورة المقايضات الإقليمية مرة ً أخرى ؟!.
- النظام السوري ..واستجداء -سلام الضعفاء -!.
- الخامس من حزيران 1967, مفرخة الهزائم !
- النظام السوري من صناعة الفوضى إلى إنتاج المحكمة
- ماالقصة؟! كلهم يعزفون عالى وتر -القاعدة-! 2
- ماهي القصة؟! كلهم يعزفون على وتر -القاعدة-!(1)
- النظام السوري والإستفتاء المضحك المبكي !
- النظام السوري والحريق الكبير (2)!
- النظام السوري والحريق الكبير..(1)
- النظام السوري والرقص على مطرقة المحكمة الدولية !
- من شرم الشيخ إلى شرخ بيروت وزكزاك الحلول
- كيف ستتعامل المعارضة السورية مع تزوير الإنتخابات؟
- ماذا عساك فاعلا ً ..يامجلس بدون شعب ؟!
- لازال النظام السوري يغني على ليلاه!
- النظام السوري وماراثون - السلام الموعود-!
- عن أي عرس ديموقراطي ...وعن أية شرعيةفي سورية يتحدثون ؟!
- الحوار ...هل هو وعي حاجة , أم سجال البيضة والدجاجة؟!
- مباحثات النظام السور ي في الكنيست الإسرائيلي ..وماذا بعد؟!
- الفصل التاسع من مسرحية الإنتخابات في سورية !


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - مخيم نهر البارد وحسم الفتنة...كيف سيقرأها النظام السوري ؟!.