29 تشرين اول / أكتوبر اليوم العالمي للعاملين في الرعاية تحت شعار :” النضال من أجب ضمان فرص ومستقبل للعمل اللائق-


جهاد عقل
الحوار المتمدن - العدد: 7781 - 2023 / 10 / 31 - 14:25
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

أطلقت الأمم المتحدة ومعها الإتحادات النقابية يوم 29 تشرين أول أكتوبر 2023 “اليوم العالمي للعاملين في الرعاية" تحت شعار: ” النضال من أجب ضمان فرص ومستقبل للعمل اللائق" ، وبالمقابل كان شعار النقابات العمالية لهذا اليوم "إستثمروا في الرعاية"، لقد جاء إحياء هذا اليوم بعد جائحة كورونا وما واججه العاملين في الرعاية الصحية من مهام جسيدة ومشاق من أجل انقاذ حياة المرضى ، وبالمقابل فقد الكثير من هؤلاء العاملات والعمال حياتهم وهم ويقومون بعملهم الإنساني، وقد جاء في قرار الأمم المتحدة بخصوص إحياء هذا اليوم والهدف منه ما يلي:”يهدف اليوم الدولي للأمم المتحدة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الرعاية والحاجة إلى الاستثمار في اقتصاد رعاية مرن وشامل. وهو يعكس المطالب النقابية الرئيسية، بما في ذلك خلق وظائف الرعاية الجيدة وزيادة المكافآت وتمثيل العاملين في مجال الرعاية. ويجب أن تذهب أبعد من ذلك فيما يتعلق بالاعتراف الصريح بالنقابات باعتبارها أصحاب مصلحة رئيسيين، وتعزيز الحوار الاجتماعي ومعايير العمل لمنظمة العمل الدولية المتعلقة بأجندة اقتصاد الرعاية، لكن النقابات ستعمل من خلال منظمة العمل الدولية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومفوضية حقوق الإنسان المسؤولة عن الترويج لهذا اليوم لتحقيق هذه الأهداف. الأهداف”.
وقد أكد الإتحاد العالمي للنقابات العمالية عقب الموافقة على هذا اليوم في الأمم المتحدة بما يلي :"إن اعتراف الأمم المتحدة بيوم 29 أكتوبر باعتباره اليوم العالمي للرعاية هو شهادة على العمل الذي قام به مقدمو الرعاية والنقابات لتعزيز جدول أعمال الرعاية. إنها خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للنساء ولمقدمي الرعاية وأولئك الذين يعتنون بهم، وللمجتمع ككل. وستواصل النقابات حملتها من أجل زيادة الاستثمار والأجور اللائقة والحوار الاجتماعي حتى اليوم العالمي للحياة”.
وجاء أيضاً:”الاعتراف بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر وتخفيضها وإعادة توزيعها مع الدخل؛ مكافآت على أعمال الرعاية، والمزيد من وظائف الرعاية اللائقة؛ وضمان تمثيل العاملين في مجال الرعاية من خلال المفاوضة الجماعية والحوار الاجتماعي”.
في ظل أخطار الأوبئة وتشيخ المجتمعات الحاجة الى 300 مليون وظيفة!
وفق تقارير ودراسات صادرة من مختلف الهيئات الدولية ومنها النقابات العمالية نجد أن أوضاع العاملين في مجال الرعاية بمختلف المهن من مهن طبية ورعاية للمسنين والأطفال وعاملين إجتماعيين وغيرها من حاجات المجتمع في هذا المجال أنّ التوقعات تُشير الى حاجة متوقعه لملايين العاملات والعاملين في هذا المجال خلال الفترة القادمة ، خاصة في ظل توقعات انتشار الأوبئة بسبب تلوث المناخ وتشيّخ المجتمعات ، ومهام العائلات في ظل اضطرارها للخروج للعمل وحاجتها لرعاية اطفالها ،وقد أشار بيان الإتحاد الدولي للنقابات العمالية بهذه المناسبة الى تقرير "الرعاية في العمل"، الصادر عن منظمة العمل الدولية ويشمل 526 صفحة باللغة الإنكليزية بأن "الاستثمار العالمي في رعاية الأطفال الشاملة والرعاية الطويلة الأجل من شأنه أن يخلق 280 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030 و19 مليون وظيفة أخرى بحلول عام 2035. وهذا من شأنه أن يعزز معدل توظيف النساء بنسبة 78%. وستكون 84 في المائة من هذه الوظائف رسمية”.
المطلوب عمل لائق بأجر لائق
لاحظنا أن العديد من المؤتمرات التي عُقٍدت في الآونه الأخيرة ، خاصة في المجال النقابي كان هذا الموضوع يشغل أبحاثها وقراراتها التي بدى منها القلق بخصوص الأوضاع التشغيلية للعاملين في الرعاية ، اذا كان في ظروف العمل الغير لائق وما يتبع ذلك من أجر غير لائق ، وفقدان العديد من هؤلاء العمال والعاملات التنظيم النقابي بسبب طبيعة عمل الكثير منهم ضمن العمل غير المُنَظّم ، وفي المؤتمر ال 31 للاتحاد الدولي للعاملين في الخدمات والذي يشمل العاملين في الرعاية الذي عقد هذا الشهر في جنيف ، جرى التأكيد على ضرورة وضع خطة نقابية دولية لتنظيم العمال وتحقيق ظروف عمل لائقة لهم وأجور لائقة أيضا ، وقرر المؤتمر تشكيل مجموعة بهذا الخصوص تدعى:
"مجموعة عمل الرعاية الطويلة الأجل”:
في المؤتمر الحادي والثلاثين للاتحاد الدولي للعاملين في الخدمات ، طلبنا التعبير عن الاهتمام بالانضمام إلى مجموعة عمل مخصصة لفحص الرعاية الطويلة الأجل (رعاية المسنين والمعاقين، وخدمات التمريض). ستساعد مجموعة العمل في تشكيل سياسات وتوصيات PSI الجديدة على وجه التحديد فيما يتعلق بالرعاية طويلة الأجل، ستعقد الاجتماع التالي لها للمناقشة العامة يوم الأربعاء 24 يناير 2024 “.
كما أشار بيان الأمم المتحدة بهذه المناسبة الى العديد من القضايا المتعلقة بظروف عمل هذه الشريحة العمالية الهامة والتي تضم اليوم 381 مليون عاملة وعامل (249 مليون إمرأة و132 رجل ، ويتوقع بلوغ عدد المحتاجين للرعاية في العام 2030 حوالي 2,3 مليار شخص من المسنيين والأطفال ، تؤدي النساء 76.2 في المائة من إجمالي أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، أي م يزيد عن الرجال بـ3.2 مرة.
وأكد البيان أيضا بهذا الخصوص "إن أعمال الرعاية، مدفوعة الأجر وغير مدفوعة الأجر، هي من الأمور بالغة الأهمية لمستقبل العمل اللائق. فتزايد أعداد السكان، وشيخوخة المجتمعات، وتغير تكوين الأسر، والحالة الثانوية للمرأة في أسواق العمل، وأوجه القصور في السياسات الاجتماعية تتطلب جميعها اتخاذ العمل العاجل في ما يتصل بتنظيم الحكومات وأصحاب العمل والنقابات العمالية والمواطنين الأفراد أعمال الرعاية. ومالم يُعالج العجز الحالي في إتاحة خدمات الرعاية وجودتها، فسيؤدي ذلك إلى نشوء أزمة رعاية عالمية حادة وزيادة وجوه التفاوت بين الجنسين في مجالات العمل.
يتكون عمل الرعاية من نشاطين متداخلين: أنشطة الرعاية المباشرة والشخصية والقائمة على العلاقة الإنسانية، من مثل إطعام طفل أو رعاية شريك مريض؛ وأنشطة الرعاية غير المباشرة، من مثل الطبخ والتنظيف. وأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر هي أعمال رعاية مقدمة بدون عوائد مالية للقائمين على تلك الأعمال. والرعاية غير مدفوعة الأجر هي عمل، وبالتالي فهي بُعد حاسم في عالم العمل. ويُقدم العاملون في مجال أعمال الرعاية تلك الخدمات مقابل أجر أو عائد مالي. وهم يمثلون طائفة واسعة من العاملين في الخدمة الشخصية، من مثل الممرضات والمعلمين والأطباء والعاملين في مجال الرعاية الشخصية. والعمال المنزليون، الذين يقدمون الرعاية المباشرة وغير المباشرة في البيوت، هم كذلك جزء من القوى العاملة في مجال الرعاية”.
في ظل هذه المعطيات يحتاج عالمنا الى نهضة ، بل ثورة لإنقاذ هؤلاء العمال والعاملات من براثن الإستغلال في المجالين ، مجال العمل الغير لائق وفي كثير من الحالات المُهين ( خاصة لدى عاملات المنازل ) وفي مجال الأجر المُتَدنّي وفي بعض الحالات الغير مدفوع.