أزمة النقابات الدانماركية،في ظل قضية التحرش والعمل غير اللائق والتحرش


جهاد عقل
الحوار المتمدن - العدد: 7715 - 2023 / 8 / 26 - 20:51
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

منذ عدة أشهر تواجه النقابات الدانماركية أزمة حادة ، وذلك على أثر إتهامات للرئيسة ليزيت ريسجارد ب" السلوك غير اللائق" ،في
نهاية شهر نيسان / أبريل الأخير (2023) كشفت مصادر صحفية ومنها القناة التلفزيونية الثانية عن شكاوى تقدم بها عدد من الرجال ومنهم شباب بأن النقابية ليزيت ريسجارد رئيسة اتحاد النقابات الدانماركية قامت بعمليات "تحرش جنسي معهم" ، وضمنت التحقيقات مقابلات مع المشتكين ، الأمر الذي نفته في البداية ليزيت ريسجارد ، الا أن عدد المتقدمين بالشكاوى تصاعد ، وقدمت العديد من الشهادت من قبلهم تضمن ما قامت به ريسجلرد من تحرش خلال مقابلتهم .
بعد مواصلة الكشف عن تلك "التحرشات" أضطر الإتحاد العام لنقابات الدانمارك وقيادته الى عقد إجتماع طارئ وبحث الموضوع، في نهايته طلب منها أي ليزيت ريسجارد عدم القاء خطاب إحتفال الأول من أيار 2023 الذي كانت عمليات التحضير له قد إنتهت ، وأن تخرج الى عطلة قسرية حتى يتم التحقيق بالشكاوى المقدمة والتي تتناولها وسائل الإعلام ومنها أي الشكاوى وصل الى القيادة النقابية ، كما تقرر تكليف مكتب محاماة لإجراء تحقيق قانوني من خارج الإتحاد للقيام والقيام بالتحقيق بالشكاوى وتقديم تقرير من قبله ، وهو جهة محايدة حول مدى صدق تلك الشكاوى ضد ليزيت ريسجارد بخصوص قيامها بعمليات تحرش جنسي ضد البعض من الرجال الذين التقت بهم خلال عملها ومصداقية شكاواهم.وأن ليزيت ريسجارد ستستمر في منصبها حتى يقدم مكتب المحاماة نتائج تحقيه.

لكن ليزيت رسجارد لم تستطع الصمود أمام حملة الشكاوى ، والشهادات التي أدلى بها عدد من المشتكين لوسائل الإعلام المكتوبة والمرئية ، واضطرت الى القيام بكتابة منشور على صفحتها تعلن فيه أنها تعتذر من كل من شعر بقيامها بعملية تحرش ضده أو تصرف غير لائق، وتناقلت وسائل الإعلام ذلك المنشور تحت عنوان " ليزيت ريسجارد تُقر بالسلوك غير اللائق"، وكتبت فيه " أنا الآن أتخذ قرارًا بالذهاب في إجازة اختارها ذاتيًا حتى تتوفر نتائج التحقيق القانوني،يسري مفعول الإجازة فورًا”،وتم انتخاب نائب لها للقيام بمهام الرئيس حتى ينتهي مكتب المحاماة من تحقيقه بالشكاوى .
في الثالث من آب الحالي عرض مكتب المحاماة نتائج تحقيقاته على اللجنة التنفيذية لاتحاد نقابات عمال الدانمرك ، وإتضح من ذلك التقرير مصداقية تلك الشكاوى بخصوص “السلوك غير اللائق” من قبل ليزيت ريسجارد.

اقرار عقد مؤتمر استثنائي لإنتخاب رئيس جديد للنقابات
بعد تلقي اللجنة التنفيذية تقرير مكتب المحاماة الذي أكد مصداقية الشكاوى ، وفي إجتماع اللجنة التنفيذية والمجلس التنفيذي العام يوم العاشر من آب قال مورتن سكوف كريستيانسن القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة: "ألاحظ أن التحقيق يؤكد أنه كانت هناك عدة حلقات تصرفت فيها ليزيت ريسجارد بشكل غير لائق. أنا آسف للغاية لأن الضحايا تعرضوا لذلك.وأضاف : "يجب ألا يكون هناك شك في أن إحدى الحالاتكان فيها التصرف أكثر من اللازم" ، ويتابع: "وفي الوقت نفسه ، أود أن أشكر كل من ساهم في التحقيق القانوني ، لذلك تمكنا من تسليط الضوء على القضايا. من المهم للغاية أن تكون عملية سرية وآمنة ، حتى نتمكن من وضع الأمور على الطاولة والتعامل معها بعد ذلك بشكل ديمقراطي ". وعن احتمال نشر التقرير أكد أن عدد من مقدمي الشكاوى طلبوا عدم الكشف عن هويتهم ولذلك قال :” لن يتم نشر التقرير. وذلك لمراعاة حقوق المشتكين الذين تم ضمان السرية عند المشاركة في التحقيق. بالنسبة إلى اتحاد نقابات عمال الدانمرك ، من الضروري للغاية التأكد من أن المصادر في التحقيق ، الذين أرادوا عدم الكشف عن هويتهم ، كانوا قادرين على القيام بذلك بثقة تامة في العملية”.
وفي نهاية الإجتماع قررت اللجنة التنفيذية والمجلس التنفيذي للمنظمة الرئيسية لنقابات العمال أن يُعقد المؤتمر الاستثنائلإتحاد نقابات عمال الدنمرك يوم الخميس الموافق 7 أيلول / سبتمبر 2023.
وتمت الدعوة للمؤتمر الاستثنائي على أساس رحيل ليزيت ريسجارد بهدف انتخاب رئيس جديد للمنظمة الرئيسية.وتقرر أن يعقد المؤتمر الاستثنائي في كوبنهاغن.أما المؤتمر العادي للإتحاد سوف يعقد بموعد في خريف 2026.
هذا وكانت قد تم انتخاب ليزيت ريسجارد رئيسًا للإتحاد النقابي الدنماركي في عام 2015 ، وبالتالي أصبحت أول امرأة في المنظمة ترأس ذلك الإتحاد وبذلك حلت محل أربعة رجال في قيادة المنظمة القوية ، التي ترأسها منذ ذلك الحين. ويؤكد العديد ممن تناولوا قضية التحرش هذه بأن ليزيت ريسجارد كانت نقابية قوية وناجحة حققت الكثير من الإنجازات النقابية للطبقة العاملة في الدنمرك ، وأنهت دورها النقابي وهي في سن 62 عام