القاموس القرآنى: شهد ومشتقاتها : ثالثا :( الشهادة الايمانية ): الشهادة فى أخذ الميثاق


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 21:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

أخذ الميثاق ( الشهادة ) على البشر
1 ــ قبل وجودنا المادى ، وحين فطر الله جل وعلا الأنفس البشرية فطرها أو خلقها من لاشىء على ( الفطرة ) ، هى ( فطرة الله التى فطر الناس عليها ) : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًۭ-;-ا ۚ-;- فِطْرَتَ ٱ-;-للَّهِ ٱ-;-لَّتِى فَطَرَ ٱ-;-لنَّاسَ عَلَيْهَا ۚ-;- لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱ-;-للَّهِ ۚ-;- ذَ‌ ٰ-;-لِكَ ٱ-;-لدِّينُ ٱ-;-لْقَيِّمُ وَلَـٰ-;-كِنَّ أَكْثَرَ ٱ-;-لنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿-;-٣-;-٠-;-﴾-;- الروم ). مع هذه الفطرة كان العهد والميثاق الذى أخذه الله جل وعلا على الأنفس البشرية ، قبل وجودها داخل جسدها المادى ، يقول جل وعلا :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) الاعراف ). هنا الإشهاد عليهم بأنه جل وعلا ربهم ، لا ربّ لهم غيره ، حتى لا يأتوا يوم القيامة بعد تركهم الجسد المادى ويبرروا وقوعهم فى الشرك بأنهم كانوا غافلين ومتبعين لأسلافهم وثوابتهم الدينية . فالسلفية هى الارتباط بدين ارضى سار الخلف تابعا فيه للسلف. كما نرى سلفية عصرنا من المحمديين الذين ألفوا ىباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون ( الصافات 69 : 70 ).
2 ــ ويوم القيامة سيقول جل وعلا لأهل النار يذكرهم بهذا العهد والميثاق : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64) يس ). وهى حقيقة قرآنية أن كل الأديان الأرضية السلفية هى عبادة للشيطان ، فالقبور المقدسة رجس من عمل الشيطان ( المائدة 90) والأحاديث الضالة من وحى الشيطان ( الأنعام 112 ، 121 )
ميثاق الأنبياء
1 ــ لا يجوز لنبى أن يزعم الألوهية ، يقول جل وعلا : ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)آل عمران ) لأن الله جل وعلا أخذ عهدا وميثاقا على أنفس الأنبياء جميعا قبل وجودهم الحسى ، فكل رسالاتهم السماوية يؤكد بعضها بعضا ويصدق بعضها بعضا مع إختلاف الزمان والمكان واللسان ، وشهدوا وشهد الله جل وعلا معهم ، يقول جل وعلا : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران )، والذى يتولى فهو فاسق : ( فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (82) آل عمران ) وليس الحق إلا دين الله جل وعلا الذى أسلم له كل مخلوقاته طوعا وكرها ، واليه جل وعلا مرجعهم يوم القيامة :( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)آل عمران ) لذا فإنه فى دين الله جل وعلا ( الاسلام ) يجب الايمان بالله جل وعلا وحده لا إله غيره ، والايمان بكل ما أنزل الله جل وعلا من كتاب ، وهذا يعنى عدم الايمان بشخص الرسول ولكن بالرسالة السماوية التى أُنزلت عليه ، وبالتالى لا تفريق بين الرسل لأننا هنا بصدد الرسالة وليس شخص الرسول ، يقول جل وعلا فى الاية التالية : ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران ).
2 ــ ويوم القيامة سيسأل الله جل وعلا الأنبياء عن هذا الميثاق : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً (7) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً (8) الاحزاب )
تطبيق العهد والميثاق فى أتباع الرسالات السماوية
فى بنى اسرائيل:
ذهب موسى عليه السلام الى ميقات ربه فى جبل الطور ليتلقى الألواح ، وفى غيبته عبدت بنواسرائيل العجل ، ورجع موسى فغضب ، ثم إختار سبعين رجلا من قومه لميقات مع رب العزة فى جبل الطور ن فأخذتهم الرجفة ، وطلب موسى الغفران ، ونزلت عليه البشارة بالرحمة بالنبى الأمى وأتباعه المتقين الذين يتبعون النور الذى سينزل عليه ( الأعراف 142 : 157 ) . وأخذ الله جل وعلا الميثاق عليهم ، رفع فوقهم جبل الطور ، ورأوه فوق رءوسهم يظنون أنه واقع فوقهم : ( وَإِذْ نَتَقْنَا ٱ-;-لْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُۥ-;- ظُلَّةٌۭ-;- وَظَنُّوٓ-;-ا۟-;- أَنَّهُۥ-;- وَاقِعٌۢ-;- بِهِمْ خُذُوا۟-;- مَآ ءَاتَيْنَـٰ-;-كُم بِقُوَّةٍۢ-;- وَٱ-;-ذْكُرُوا۟-;- مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( 171 ) الاعراف).
يقول جل وعلا عن بنود هذا الميثاق : ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لأكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12)المائدة ) ونقضوا الميثاق فأصبحت قلوبهم قاسية يحرفون كلام الله جل وعلا : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) المائدة ) . وعن بعض مظاهر نكثهم بالعهد والميثاق يقول جل وعلا : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) البقرة )
أتباع المسيح
وأخذ الله جل وعلا الميثاق على أتباع المسيح أيضا ، فأنتهكه فريق منهم فوقعوا فى الشقاق والعداء والانقسام ، وموعدهم أمام الله جل وعلا يوم القيامة، يقول جل وعلا : ( وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمْ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) ) المائدة ).
أتباع القرآن الكريم
1 ـ وفى نفس سورة المائدة إشارة الى عهد مع الله جل وعلا بالنسبة للمؤمنين بالقرآن فى حياة خاتم النبيين عليهم السلام ، يقول جل وعلا يذكّرهم بهذا الميثاق : (وَٱ-;-ذْكُرُوا۟-;- نِعْمَةَ ٱ-;-للَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَـٰ-;-قَهُ ٱ-;-لَّذِى وَاثَقَكُم بِهِۦ-;-ٓ-;- إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ-;- وَٱ-;-تَّقُوا۟-;- ٱ-;-للَّهَ ۚ-;- إِنَّ ٱ-;-للَّهَ عَلِيمٌۢ-;- بِذَاتِ ٱ-;-لصُّدُورِ ﴿-;-٧-;-﴾-;- )وفى الاية التالية التأكيد على القسط فى الشهادة حتى لو كانت فى مصلحة الخصوم : (يَـٰ-;-ٓ-;-أَيُّهَا ٱ-;-لَّذِينَ ءَامَنُوا۟-;- كُونُوا۟-;- قَوَّ‌ ٰ-;-مِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱ-;-لْقِسْطِ ۖ-;- وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔ-;-انُ قَوْمٍ عَلَىٰ-;-ٓ-;- أَلَّا تَعْدِلُوا۟-;- ۚ-;- ٱ-;-عْدِلُوا۟-;- هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ-;- ۖ-;- وَٱ-;-تَّقُوا۟-;- ٱ-;-للَّهَ ۚ-;- إِنَّ ٱ-;-للَّهَ خَبِيرٌۢ-;- بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿-;-٨-;-﴾-;-) ثم الجزاء بالجنة لمن يطيع ( وَعَدَ ٱ-;-للَّهُ ٱ-;-لَّذِينَ ءَامَنُوا۟-;- وَعَمِلُوا۟-;- ٱ-;-لصَّـٰ-;-لِحَـٰ-;-تِ ۙ-;- لَهُم مَّغْفِرَةٌۭ-;- وَأَجْرٌ عَظِيمٌۭ-;- ﴿-;-٩-;-﴾-;- ) وبالجحيم لمن يعصى ( وَٱ-;-لَّذِينَ كَفَرُوا۟-;- وَكَذَّبُوا۟-;- بِـَٔ-;-ايَـٰ-;-تِنَآ أُو۟-;-لَـٰ-;-ٓ-;-ئِكَ أَصْحَـٰ-;-بُ ٱ-;-لْجَحِيمِ ﴿-;-١-;-٠-;-﴾-;-) ثم التذكير بنعمة الله جل وعلا بإنقاذهم من حصار الأحزاب فى موقعة الخندق:( يَـٰ-;-ٓ-;-أَيُّهَا ٱ-;-لَّذِينَ ءَامَنُوا۟-;- ٱ-;-ذْكُرُوا۟-;- نِعْمَتَ ٱ-;-للَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوٓ-;-ا۟-;- إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ۖ-;- وَٱ-;-تَّقُوا۟-;- ٱ-;-للَّهَ ۚ-;- وَعَلَى ٱ-;-للَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱ-;-لْمُؤْمِنُونَ ﴿-;-١-;-١-;-﴾-;- المائدة ). 2 ــ وفى الآيات التالية التى أشرنا لها من قبل ( المائدة 12 : 14 ) تذكيرهم بالميثاق الذى أخذه الله جل وعلا من قبل على بنى اسرائيل والذين قالوا انهم نصارى ، وما حدث لهم ، حتى لا يقع المؤمنون بالقرآن فيما وقع فيه ناقضو العهد من أهل الكتاب .وفعلا وقعوا فيما وقع فيه أهل الكتاب.
3 ــ والموقعة المشار اليها فى الاية الكريمة: ( يَـٰ-;-ٓ-;-أَيُّهَا ٱ-;-لَّذِينَ ءَامَنُوا۟-;- ٱ-;-ذْكُرُوا۟-;- نِعْمَتَ ٱ-;-للَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوٓ-;-ا۟-;- إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ۖ-;- ) ﴿-;-١-;-١-;-﴾-;- ) هى الموقعة التى أخذ فيها الله جل وعلا العهد والميثاق على أهل المدينة وهم يتعرضون لحصار يبغى تدمير المدينة وأهلها . وكان هذا الحصار محنة حقيقية قال جل وعلا عنها:( ـٰ-;-ٓ-;-أَيُّهَا ٱ-;-لَّذِينَ ءَامَنُوا۟-;- ٱ-;-ذْكُرُوا۟-;- نِعْمَةَ ٱ-;-للَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌۭ-;- فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًۭ-;-ا وَجُنُودًۭ-;-ا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ-;- وَكَانَ ٱ-;-للَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴿-;-٩-;-﴾-;- إِذْ جَآءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱ-;-لْأَبْصَـٰ-;-رُ وَبَلَغَتِ ٱ-;-لْقُلُوبُ ٱ-;-لْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱ-;-للَّهِ ٱ-;-لظُّنُونَا۠-;- ﴿-;-١-;-٠-;-﴾-;- هُنَالِكَ ٱ-;-بْتُلِىَ ٱ-;-لْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا۟-;- زِلْزَالًۭ-;-ا شَدِيدًۭ-;-ا ﴿-;-١-;-١-;-﴾-;- ) وفى هذه المحنة ظهرت حقيقة الايمان وظهر أيضا زيف إيمان المنافقين ، وبالتالى إنعكس هذا على مدى الالتزام بالعهد مع الله جل وعلا . يقول بعدها جل وعلا عن موقف المنافقين: (وَإِذْ يَقُولُ ٱ-;-لْمُنَـٰ-;-فِقُونَ وَٱ-;-لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌۭ-;- مَّا وَعَدَنَا ٱ-;-للَّهُ وَرَسُولُهُۥ-;-ٓ-;- إِلَّا غُرُورًۭ-;-ا ﴿-;-١-;-٢-;-﴾-;-. ويقول عن العهد الذى خانوه : (وَلَقَدْ كَانُوا۟-;- عَـٰ-;-هَدُوا۟-;- ٱ-;-للَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ ٱ-;-لْأَدْبَـٰ-;-رَ ۚ-;- وَكَانَ عَهْدُ ٱ-;-للَّهِ مَسْـُٔ-;-ولًۭ-;-ا ﴿-;-١-;-٥-;-﴾-;- ). وعن المؤمنين صادقى الايمان قال جل وعلا (وَلَمَّا رَءَا ٱ-;-لْمُؤْمِنُونَ ٱ-;-لْأَحْزَابَ قَالُوا۟-;- هَـٰ-;-ذَا مَا وَعَدَنَا ٱ-;-للَّهُ وَرَسُولُهُۥ-;- وَصَدَقَ ٱ-;-للَّهُ وَرَسُولُهُۥ-;- ۚ-;- وَمَا زَادَهُمْ إِلَّآ إِيمَـٰ-;-نًۭ-;-ا وَتَسْلِيمًۭ-;-ا ﴿-;-٢-;-٢-;-﴾-;-( مِّنَ ٱ-;-لْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌۭ-;- صَدَقُوا۟-;- مَا عَـٰ-;-هَدُوا۟-;- ٱ-;-للَّهَ عَلَيْهِ ۖ-;- فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ-;- نَحْبَهُۥ-;- وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ-;- وَمَا بَدَّلُوا۟-;- تَبْدِيلًۭ-;-ا ﴿-;-٢-;-٣-;-﴾-;-. وفى النهاية ويوم القيامة سينال كل منهم جزاءه : ( لِّيَجْزِىَ ٱ-;-للَّهُ ٱ-;-لصَّـٰ-;-دِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ ٱ-;-لْمُنَـٰ-;-فِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ-;- إِنَّ ٱ-;-للَّهَ كَانَ غَفُورًۭ-;-ا رَّحِيمًۭ-;-ا ﴿-;-٢-;-٤-;-﴾-;- الاحزاب )
البشر عموما :
وعموما يقسم رب العزة البشر جميعا الى فريقين ، فريق يحفظ العهد والميثاق وآخر لا يفى به ، يقول جل وعلا عن جزاء الفريقين يوم القيامة : (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25 ) الرعد ).
عزيزى القارىء : لك أن تختار لنفسك الموقع الذى ستكون فيه يومئذ . هو إختبارك وإختيارك ، وحتى لا يقال لك يوم القيامة : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰ-;-كُمْ عَبَثًۭ-;-ا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴿-;-١-;-١-;-٥-;-﴾-;- المؤمنون )