عن ( ختم القرآن / أحوال المحمديين )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7945 - 2024 / 4 / 12 - 16:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال الأول :
تنتشر فيديوهات عن أطفال ختموا القرآن الكريم كله ، وينبهر بهم الناس ، وهناك تنافس فى هذا المجال . وهناك من يختم القرآن طوال شهر رمضان . هل هذا من الاسلام ؟ أعرف أن تلاوة القرآن عبادة ، ولكن سؤالى يا دكتور عن موضوع ختم القرآن إما بالحفظ أو إنهاء قراءته .
إجابة السؤال الأول :
1 ـ تحت رعاية والدى رحمه الله جل وعلا ختمت القرآن الكريم حفظا وأنا فى الثامنة ، وأقام لى والدى حفلا ، وقد كان معلما للقرآن الكريم ( صاحب ( كُتّاب ) فى قرية ( أبو حريز ) محافظة الشرقية ، وتخرّج على يديه جيل دخل الأزهر. كنت من بينهم . ومع حفظى للقرآن ظاهريا فلم أتعرف عليه تدبرا وفهما إلّا عندما وقف شيوخ الأزهر ضد رسالتى للدكتوراة ، فرجعت للقرآن الكريم أتدبره بمنهج علمى ـ نفس المنهج الذى سرت عليه فى بحث رسالة الدكتوراة ، وتغيرت بهذا حياتى ، وتغيرت معى أفكارالملايين خلال عقود من الزمن .
2 ـ المصطلح القرآنى هو ( التدبر ). قال جل وعلا :
2 / 1 : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد ) . أى فالذى لا يتدبر القرآن على قلبه أقفال ، أو ( ختم ) يغطى قلبه .
2 / 2 : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82) النساء ). فالذى يتدبر القرآن يتأكد أنه من عند الله جل وعلا .
2 / 3 : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (29) ص ) ، فالقرآن الكريم كتاب مبارك يجب التدبر فيه ، وهذه سمة أولى الألباب .
3 ـ ( ختم القرآن ) مصطلح ينتمى للمحمديين ودينهم الشيطانى . وقد جاء فى القرآن الكريم مصطلح ( ختم ) ومشتقاته وصمة عار على جبين المحمديين ، إذ يعنى قرآنيا غطّى . قال جل وعلا :
3 / 1 :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) البقرة ). ختم الله جل وعلا على قلوب الكافرين أى غطّاها فلا أمل فى هدايتهم .
3 / 2 : ( أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (23) الجاثية ). هذا ينطبق على شيوخ الأزهر وغيرهم من ( علماء ) الأديان الأرضية . لا أمل فى هدايتهم .
3 / 3 : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَأْ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24) الشورى ). هذا هو الرد على اتهامهم النبى محمد عليه السلام أنه إفترى القرآن ، أو زاد فيه ما ليس منه . الردُّ أنه جل وعلا هو المتحكّم فى قلب النبى الذى يتنزل عليه الوحى القرآنى ، ولو حاول النبى أن يزيد أو ينقص فإن الله جل وعلا سيغطى على قلبه ويمحو هذا الباطل ويحقُّ الحقّ القرآنى . ومثيل هذا قوله جل وعلا فى تكفله بحفظ القرآن الكريم : ( تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47 ) الحاقة ).
3 / 4 : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ ) (46) الانعام ). ( وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ ) أى غطّاها فلا تفهم .
3 / 5 : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) يس ). ( نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ) فلا تنطق . وهذا يوم القيامة، لا يتكلمون وتتكلم ايديهم وأرجلهم شاهدة بأعمالهم .
3 / 6 : ( ولَكِنْ رَسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّيِنَ ( 40 ) الاحزاب ). خاتم النبيين أى النبى الخاتم الذى به إنقفل إرسال الأنبياء وتمت تغطيته فلا نبى بعده .
3 / 7 :( يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ )(26)المطففين) . المختوم هو المغطّى ، والختام أى الغطاء .
4 ـ هذا دليل على أن للاسلام مصطلحاته والتى تختلف عن مصطلحات المحمديين فى أديانهم الشيطانية .
تعليقات :
د مصطفى اسماعيل حماد :
وهل يتعارض ختم القرآن مع تدبره؟
استاذنا العزيز،يقول الله تعالى فى سورة النمل: إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ‎﴿٩١﴾‏ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ‎﴿٩٢﴾‏ ويقول جل شأنه فى سورة فاطر: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ‎﴿٢٩﴾‏ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ‎﴿٣٠﴾‏ وقلت أنت فى لحظات قرآنية أن صلاتنا على الرسول هى بقراءة القرآن،إذا ما المانع أن أختم القرآن مرات ومرات،وهل هناك تعارض بين ختم القرآن والتدبر؟عن نفسى أجد راحتى فى كثرة التلاوة، وأنا من الذين حفظوا القرآن بمعنى الآية فقراءتى كلها تدبر بفضل الله تعالى،وصدقنى إن مجرد التلاوة حتى دون تدبر يجعل السكينة تتنزل على قلب القارئ فللحروف القرآنية أسرارها،وقد جربت هذا شخصيا .
أحمد صبحى منصور
شكرا جزيلا د مصطفى اسماعيل حماد ، وأقول :
1 ـ للدين الأرضى مصطلحاته المخالفة للقرآن الكريم والاسلام . ومنها مصطلح ( ختم القرآن ) وجعله عبادة فى حد ذاته. نحن نهتم بموضوع المصطلحات ، ونكتب فيها فى باب القاموس القرآنى . وقلنا كثيرا فى التعبد بقراءة القرآن وتلاوته . زوجتى الاستاذة القرآنية منير محمد حسين الباز تتلو القرآن الكريم فى فجر كل يوم ، وتتدبره وتثير لى أسئلة بعضها لم يخطر ببالى من قبل. وأرد عليها فى الفتاوى ، وأحيانا أذكر إسمها فخرا بها ، وهذا لا يعجبها . لم تقل أبدا انها تختم القرآن ، مع إنها تعيد قراءة القرآن الكريم ربما شهريا . أضطر لذكر هذا المثل العملى للتأكيد على أننا يجب أن نعبد الله جل وعلا بما أمر وليس بما يأمر به شياطين الأديان الأرضية . يكفى أن تقرأ عن مسابقات حفظ القرآن وهذا وذاك الذى ختم القرآن من الأطفال ، وفى النهاية أجيال لا تعرف سوى الحفظ والتلقين ، وإذا ذكّرتهم بآية قرآنية خروا عليها صُمّا وعميانا.
2 ـ كل عام وأنتم بخير.
السؤال الثانى :
من الأخ الاستاذ عبد الحليم محمد عبد الحليم :
( الزمن وعاء الوقت الذي يملؤه الإنسان بما يبدعه كل يوم، وينزل عقله أمام خطوطه. أمم تعيش فوق أراضٍ متخمة بالخامات والغابات، وتتدفق فيها الأنهار، لكنها تهيم في دوامات التخلف والفقر والوباء، لأنها تعيش في خنادق الجهل والخرافة والفساد والصراع، مغطاة برماد ماضٍ ميت ومميت. وأمم تعيش فوق أراضٍ لا خامات تحتها، ولا مناجم من ذهب، لكنها امتلكت ثروة العقل والفكر الحر المبدع، المنطلقة أمام خطوط الواقع والزمان. تلك هي المعركة الكبرى، من كل الحروب التي تواجهت فيها الجيوش بالنار والبارود . كل عام وانتم بخير يا استاذنا الفاضل ولا تنسنا بالدعاء .).
إجابة السؤال الثانى :
شكرا على هذه الملاحظة أخى الاستاذ عبد الحليم . وأقول :
1 ـ المحمديون حصروا أنفسهم فى عبادة الماضى ، وبعضهم إسترجع حتى الزى القديم . وحين يستحدمون مخترعات الزمن الحاضر يسيئون إستخدامها لأن العقول ليست مؤهلة لها ، على فرض أن لهم عقولا . الأسهل لهم هو شراء المخترعات وحيازتها ، وليس المساهمة فى إختراعها أصلا .
2 ـ القرآن الكريم يواكب كل عصر ينذر من كان حيا فى كل جيل من وقت نزوله الى قيام الساعة . وهو الذى يؤكد أن الاسلام صالح بتشريعاته وبقيمه العليا لكل زمان ومكان، ولكل البشر . ولكن المحمديين لا يعقلون .