عن ( الأعياد / قتل الأنبياء والابتلاء / شخص وفرد )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7955 - 2024 / 4 / 22 - 20:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال الأول :
أشكركم جزيل الشكر على إجابتكم على أسئلتي، وجزاكم الله خيرًا و انا
لقد استخدمت معرفتكم كثيرا . لقد مرضت بشكل خطير لعدة أيام . الحمد لله أنا أفضل قليلا اليوم . وأطلب منكم الدعاء لي بالصحة والعافية
وبارك الله فيكم أيضا . لكن الأستاذ الفاضل على حق في أنني عن نفسي ضد الأضحية في يوم عيد الأضحى . صحيح أن عيد الفطر وعيد الأضحى معروفان أكثر بالأعياد الدينية، ولا يوجد أي سبب في القرآن أن هذه الأيام أعياد دينية. لكن عزيزي المعلم، معظم المناسبات لها جذور دينية، على سبيل المثال، نحتفل بأعياد ميلاد الناس العاديين، أصل الاحتفال بعيد الميلاد نفسه ربما له جذور دينية، لكن في الوقت الحاضر يحتفل به معظم الناس على أنه احتفال علماني . حسنًا، انظر، احتفال الهالوين له جذور دينية ولا يزال بعض الناس يحتفلون بعيد الهالوين باعتباره احتفالًا دينيًا
لكن لأن الكثير من الناس يحتفلون بعيد الهالوين باعتباره عيدًا علمانيًا ورجال الأعمال يربحون، وأنت أيضًا تعتبر الاحتفال بالهالوين حلالًا بقولك هذا، وأنا أتفق تمامًا مع فتواك . ولكن عزيزي الدكتور صبحي منصور بعض الناس يحتفلون بعيد الفطر وعيد الأضحى بحيث يقدمون لبعضهم البعض الهدايا ويزورون أفراد الأسرة ويسافرون ويستمتعون، وهذا نموذج عيد الفطر والعيد الأضحى مثال للعادات الاجتماعية.
ولم أجد دليلاً من القرآن على أن الاحتفال بعيد الفطر والأضحى بهذه الطريقة محرماً . ولم أجد أي دليل من القرآن على أن هذا النموذج للاحتفال بالفطر والقربان حرام .
إجابة السؤال الأول :
1 ـ قلنا إنه ليس فى الاسلام أعياد . ويحرم نسبة أى عيد للاسلام مثل عيد الفطر وعيد الأضحى . وكلمة ( عيد ) جاءت فى القرآن عن طلب بنى إسرائيل من موسى أن ينزّل عليهم مائدة من السماء :( إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنْ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ (115) المائدة ). كما جاءت إشارة الى عيد الزينة فى قصة فرعون مع موسى ، فى مباراة السحر بينه وبين السحرة : ( قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59 ) طه ). القصص القرآنى ليس للتشريع .
2 ـ لو كان عيد الفطر أو عيد الأضحى من شعائرالاسلام لنزلت فيهما آيات قرآنية . ولكن المحمديين جعلوها مناسبات دينية وفيها صلوات وطقوس ودعوات . المضحك أنهم فى عيد الأضحى يكبرون فى مساجدهم ( لبيك اللهم لبيك ) ، أى يقولون ما يقول الحجاج عند البيت الحرام وهم فى بلادهم . بل ويقدمون الذبائح والهدى شعائر دينية . التصدق بالطعام واللحوم ضمن الزكاة المالية والصدقات ، ولكن الذى يمحق ويبطل ويحبط ثوابها هو ربطها بتشريعات ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . والصلوات النوافل لها ثواب ، ولكن ربطها بأنها صلاة عيد كذا وعيد كذا يمحق ثوابها . ونتذكر قوله جل وعلا عمّن يفترى تشريعات دينية : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) الشورى ).
3 ـ يجب أن نعبد الله جل وعلا كما أمر . ولكن الأساس فى الأديان الأرضية أن ما يحبون وما يهوون يجعلونه دينا ، خصوصا إذا كان فيه تجارة وبيع . ولهذا تتنوع أعيادهم وموالدهم للأولياء والقبور المقدسة . وفيها يتم تقديم القرابين من الحيوانات المذبوحة للأنصاب ( القبور المقدسة ) ومختلف الأطعمة ، وكلها يحرم الأكل منها . أى يحرم الأكل من أى طعام فى موالد الحسين ومولد النبى وموالد الأولياء . ولنتذكر قوله جل وعلا : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) المائدة ) .
4 ـ لا بأس بأى إحتفال لا يتم ربطه بالدين ، عيد الفيروز أو عيد الثورة أو عيد الاستقلال أو عيد الربيع أو عيد الأم أو عيد الخريف أو عيد الخروف أو عيد الباذنجان . !.
5 ـ وندعو لك بالشفاء ، وكل عام وأنتم بخير .
السؤال الثانى :
من الاستاذ كريمة إدريس : عن قتل عُصاة بنى إسرائيل للأنبياء : الم يكن جل ثناؤه قادرا علي ان يحمي انبياءه من ايدي الفسده اليهود ؟
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ حرية الانسان فى الايمان أو الكفر وفى الطاعة أو العصيان هى أساس الابتلاء والاختبار . هو إختيار وهو إختبار ، ثم هناك المسئولية والحساب يوم الدين . حيث إما الخلود فى الجنة أو الخلود فى النار . يسرى هذا على الجميع من البشر بمن فيهم الأنبياء. ومنهم اولئك الأنبياء الذين ضحوا بحياتهم فى سبيل ربهم جل وعلا .
2 ـ المقتول فى سبيل الله يعيش فى جنة برزخية الى قيام الساعة. فى البرزخ يتم تعذيب فرعون وقومه وقوم نوح ، وفيها نعيم المقتولين فى سبيل الله جل وعلا. وعدا ذلك لا تحس الأنفس الميتة فى برزخها بأى شىء. نتكلم عن الأنفس وليس الجسد الذى يبلى وينتهى .
السؤال الثالث :
من الاستاذة القرآنية منيرة محمد حسين الباز :
فى القرآن الكريم كلمة ( فرد ) مثل ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) الأنبياء ) ، فهل فيه كلمة ( شخص ) وهى نفس المعنى ؟
إجابة السؤال الثالث :
مصطلح (شخص ) جاء مرتين فى القرآن الكريم فعلا وليس إسما ، وبمعنى مختلف ونُطق مختلف عن ( شخص ) فى إستعمالاتنا العادية . نتعرف عليهما من قوله جل وعلا :
1 ـ (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم )
2 ـ ( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) الانبياء).
العين حين تشخص يعنى ان تنظر فى ثبات نحو شىء معين بسبب الرعب والخوف . هذا للكافرين فقط يوم القيامة .