|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: سعيد الكحل |
مانديلا المسلم الحقيقي .
فقدت الإنسانية نيلسون مانديلا أيقونة السلام والتسامح ورسولهما إلى كل شعوب الأرض . لم يكن مانديلا صاحب سلطة ولا صولجان ، بل صاحب رسالة تتجاوز اللون والعرق والجنس والدين . دينها الوحيد المحبة والتسامح والحرية والمساواة . عظيم أنت يا منديلا ، حطمت أغلال العنصرية بالنضال السلمي وزرعت المحبة وأشعت ثقافة التسامح بين مواطنيك البيض منهم والسود . لما "خرج من السجن بعد أن سلخ بين جدرانه عشرة آلاف يوم" كان يؤرقه سؤال واحد : " كيف سنتعامل مع إرث الظلم لنقيم مكانه عدلاً؟" مانديلا أحد حكماء عصرنا الذي فتح قلبه للحب والتسامح إيمانا منه بأن ( لا أحد يولد وهو يكره شخصا آخر بسبب لون بشرته، أو خلفيته الثقافية، أو دينه. لابد أن هؤلاء الناس تعلموا الكراهية، وإذا كان بإمكانهم تعلم الكراهية، هذا يعني أنه يمكن أن يتعلًّموا الحب، فالحب أقرب إلى فطرة الإنسان من نقيضه ) .لهذا لم يدْع أتباعه إلى حمل السلاح أو تنفيذ العمليات الإرهابية كما يفعل السفهاء من المسلمين وأمراء الدم الذين يعشقون القتل والترويع. أقنع شعبه بأن الرقص والغناء أقوى سلاح لمواجهة العنصرية وتكسير أغلالها ، فيما فقهاؤنا يحرمونهما ويعتبرون كل أداة موسيقية مزمارا من مزامير الشيطان . إنهم يقتلون الحب والفرح ويجففون القلوب والنفوس منهما . لم يحرض منديلا على الكراهية والحقد والعنف ضد سجانيه وسجاني شعبه كما فعل سيد قطب وأجلان وكل شيوخ الإرهاب . لهذا لن يكونوا نموذجا لنا ، ويكونه مانديلا الذي لا تَنبت في تربة قلبه ثقافة العنف والكراهية فيما قلوب المتطرفين براكين غيظ وبغض وانتقام . يعزل شيوخ التطرف وأتباعهم النصوص عن سياقها بحثا في تفاصيل الشيطان عما يسوغ الإجرام باسم "الجهاد" ضد النظام والدولة والمجتمع ، فيما استحضر مانديلا السياق التاريخي والسياسي والاجتماعي فأسس للمصالحة التي استلهمها من نبي الإسلام ونصح بها المسلمين في تونس ومصر وبقية دول "الربيع العربي"( أتمنى أن تستحضروا قولة نبيكم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء). فكان ــ مانديلا ــ المسلم الحقيقي الذي سار على نهج رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام ؛ بينما المسلمون بالانتماء العقدي مارسوا أشد أنواع التعذيب والانتقام من خصومهم ، قديما وحديثا . مانديلا لم يعدم أحدا ولم يخوزق خصما فيما تاريخ المسلمين يشهد بأن الخوزقة أسلوب ميز كل مراحل السيطرة على السلطة . مانديلا لم يطلب السلطة للانتقام ، بل طلبها تجنبا للانتقام في مجتمع خارج لتوه من الأبارتايد ولا يمكنه تجاوز جراح الماضي سوى بالطيبة والغفران . تلك كانت قناعة مانديلا التي عبر عنها وجعلها مبدأ لكل الإنسانية (إذا كان هناك أحلام بجنوب أفريقيا جميلة، فهنالك أيضاً طرق تؤدي إلى أهدافها. يمكن تسمية اثنين من هذه الطرق بالطيبة والغفران). فمانديلا يؤمن أن العداء يخرب الأوطان ، وأن المصالحة تفتح على البناء والعمل المشترك ( إذا تصالحت مع عدوك، فعليك أن تعمل معه. عندها يصبح صديقك) . سهل أن تزرع العداوة في النفوس وتذكيها ، لكن نزعها وتطهير النفوس لا يؤمن به ويقوى عليه إلا من أوتوا الحكمة .
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |