أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - أنا كلوديوس















المزيد.....

أنا كلوديوس


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7939 - 2024 / 4 / 6 - 14:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كتب روبرت جريفز رواية "أنا كلوديوس" عام 1934، وهي سيرة ذاتية سرية لإمبراطور الدولة الرومانية، كلوديوس، واسمه الكامل: "تيبيريوس كلوديوس دروسوس نيرون جرمانيكوس"، من عام 44 إلى 51 م. فمن هو روبرت جريفز؟

ولد روبرت جريفز في 24 يوليو عام 1895، في ويمبلدون بإنجلترا، لعائلة أدبية من الطبقة العليا. تلقى تعليمه في المدرسة الإعدادية البريطانية، وبدأ كتابة الشعر خلال أيامه في المدرسة.

بالرغم من كرهه لمعلميه والطلاب الآخرين في البداية، برع جريفز في دراسته، وحصل في النهاية على منحة دراسية من كلية سانت جونز بجامعة أكسفورد عام 1914.

عندما بدأت الحرب العالمية الأولى، في وقت لاحق من ذلك العام، قرر جريفز التخلي عن منحته الدراسية، وتم تجنيده كضابط في مايو 1915، ثم سافر إلى فرنسا كقبطان، وصار صديقا مقربا للشاعر سيجفريد ساسون ، الذي كان أيضا مجندا في نفس الفرقة.

في معركة نهر السوم في فرنسا عام 1916، أصيب جريفز بجروح بالغة، وبات في عداد الأموات. لكنه تعافى من جروحه، ونشر ثلاثة مجلدات من شعر الحرب: "فوق الموقد" عام 1916، "الجنيات" عام 1917، و"جليات وداود" في نفس العام.

بالرغم من إعفائه من الخدمة الفعلية بسبب إصاباته، شعر جريفز بالذنب للتخلي عن رفاقه، فحاول العودة إلى الخنادق للمواجهة. عندما عاد إلى إنجلترا، وبعد أن رآه الطبيب في الخطوط الأمامية، هدد بمحاكمته عسكريا إذا لم يغادر موقعه في المقدمة.

في عام 1918، تزوج جريفز من نانسي نيكلسون، ابنة الرسام ويليام نيكلسون، وتولى منصبه السابق في كلية سانت جون. كان للزوجين أربعة أطفال: جيني، ديفيد، كاثرين، وسام.

في البداية، كان الزواج سعيدا، لكن الصعوبات المالية تسببت في قدر كبير من الضغط على العلاقة الزوجية. في عام 1926، التقى جريفز ب "لورا رايدنج"، الشاعرة الأمريكية التي كانت السبب في مشاكله الزوجية.

بعد أن قامت لورا رايدنج بمحاولة انتحار دراماتيكية عام 1927، ترك جريفز عائلته في إنجلترا، وانتقل إلى مايوركا بإسبانيا لكي يعيش هناك مع رايدنج.

أسسا معا مطبعة أدبية صغيرة، وقاما بنشر كتابين أكاديميين: "استطلاع عن الشعر الحداثي" عام 1927، و"كتيب ضد المختارات الأدبية المجمعة (أنطولوجي)" عام 1928.

خلال الفترة التي قضاها مع رايدنج، نشر جريفز أيضا: "لورانس العرب" عام 1927، "وداعا لكل ذلك" عام 1929، "أنا كلوديوس" عام 1934، و"كلوديوس الإله" عام 1934.

في محاولة لتجنب الحرب الأهلية الإسبانية، انتقل جريفز ورايدنج إلى ولاية بنسلفانيا عام 1939. بعد فترة وجيزة من انتقالهما، تركت رايدنج جريفز، لكي تعيش مع شويلر جاكسون، الكاتب الذي راجع شعر رايدنج في مجلة تايم، فعاد جريفز إلى إنجلترا.

ثم بدأ علاقة مع بيريل هودج، زوجة آلان هودج، معاونه عام 1941، انتهت إلى زواجه منها. أثمر الزواج أربعة أطفال إضافيين.

بالرغم من أن جريفز كان قادرا على تحقيق سلام عاطفي مع بيريل، إلا أن مآسي الحرب العالمية الثانية، ووفاة ابنه في أحد المعارك، كانت محزنة للغاية لنفسيته.

عندما انتهت الحرب، رتب جريفز لعائلته العودة إلى مايوركا، إسبانيا، حيث سيقضي هناك بقية حياته. ثم يواصل الكتابة بنهم، وينتج كل شيء، من الروايات التاريخية والشعر، إلى الدراسات الكلاسيكية والخيال العلمي، إلى ترجمات النصوص الدينية والقصص القصيرة.

خلال هذه الفترة، نشر جريفز العديد من الأعمال، بما في ذلك: "الملك يسوع" عام 1948، "الإلهة البيضاء" 1948،"سبعة أيام في جزيرة كريت الجديدة" 1949، "الإنجيل الناصري المستعاد مع يشوع بودرو" 1953، "الأساطير اليونانية" 1955، "كاتاكروك" ومعظمها قصص مضحكة 1956، و"الأساطير العبرية" 1964.

استمرت شهرة جريفز في النمو مع مرور السنين. في عام 1961، تم انتخابه أستاذا للشعر، من قبل جامعة أكسفورد، وفي عام 1968، منحته الملكة إليزابيث الميدالية الذهبية للشعر.

توقف عن الكتابة بعد عيد ميلاده ال80 بوقت قصير، بسبب الضعف الجسدي والذهني وأمراض الشيخوخة. توفي في 7 ديسمبر 1985 ودفن في ديا، مايوركا بإسبانيا.

كتب جريفز روايته "أنا كلوديوس"، بضمير المتكلم ، كاملة مع تعبيرات منمقة ومفردات تاريخية، كما لو كان كلوديوس هو الذي يكتبها بالفعل. وكانت ملاحظات كلوديوس المستمرة لما يجري حوله، تشمل معلومات مفصلة، عن جميع قياصرة خط يوليوس-كلوديوس وعائلاتهم تقريبا.

ملخص رواية "أنا كلوديوس"

تبدأ رواية روبرت جريفز، عندما يقوم كلوديوس، بتقديم نفسه للقارئ، ويصف دوافعه الشخصية لكتابة هذه السيرة الذاتية. ثم يأخذنا إلى العرافة في كوماي، التي تتنبأ بأن كلوديوس "سيتحدث بوضوح بعد تسعمائة عام، من خلال كتابة سرد دقيق لحياته."

ويؤكد كلوديوس للقراء، أن روايته، هي سرد حقيقي لجميع الأحداث المهمة في حياته، وخاصة الأحداث التي أدت إلى صعوده كإمبراطور. وكلها أحداث قدرية مرسومة مسبقا.

يبدأ كلوديوس بوصف حياته، والتحدث عن جدته، ليفيا، وزيجاتها. أولا من جده هو، ثم من الإمبراطور أوغسطس. فهي امرأة طموحة جدا وذكية للغاية وقاتلة في حقيقة الأمر.

حاولت ليفيا إقناع جد كلوديوس بالسيطرة على الحكومة الرومانية وإعلان نفسه قيصرا على روما بدلا من النظام الجمهوري.

عندما يرفض، تجبره ليفيا على الطلاق منها، لتتزوج من أوكتافيوس (أوغسطس)، مدركة أن أوغسطس مطيع سهل القيادة، يمكنها السيطرة عليه والتلاعب به، من أجل تحقيق مآربها السياسية.

على مدى السنوات العديدة التالية، ساعدت ليفيا زوجها أوغسطس على اكتساب قوة سياسية كافية، كي يصبح إمبراطورا. لكن، إمبراطورا بالاسم فقط، لأن ليفيا، كانت هي القوة الحقيقية وراء منصبه الرفيع.

بعد السيطرة على أوغسطس بحزم، بدأت ليفيا في التخطيط بخبث، لضمان أن يكون تيبيريوس، الابن الأكبر من زواجها الأول، هو الذي يخلف أوغسطس كإمبراطور، حتى يتثنى لها الحفاظ على نفوذها في السلطة من وراء الستار.

كي تمهد الطريق أمام تيبيريوس، ابنها من زواج سابق، لخلافة زوجها أوغسطس، تقوم ليفيا بإزالة العديد من العقبات السياسية. فهي تخطط وترتب وتحرض على قتل كل من:

أجريبا، القائد والصديق القديم ،وموضع ثقة أوغسطس، والزوج الثاني لابنته جوليا.

مارسيلوس، ابن أنطونيو، والوريث المفضل لأوغسطس وأول زوج لابنته جوليا.

لوسيوس، ابن جوليا وأجريبا، وحفيد أوغسطس.

جايوس، الابن الأكبر لجوليا وأجريبا، وحفيد أوغسطس.

كما قامت ليفيا بالتخطيط لقتل ابنها الأصغر دروسوس، والد كلوديوس، لأن وجوده كان يهدد قدرتها على الحكم من خلال تيبيريوس، بعد وفاة أوغسطس.

فلقد صار دروسوس، بطلا مشهورا في الحملات العسكرية في ألمانيا، وأرسل رسالة إلى تيبيريوس يشكو فيها من تأثير ليفيا على أوغسطس.

بعد فترة وجيزة من كشف ليفيا لهذه الرسالة، وبعد إرسال طبيبها الشخصي إلى معسكر دروسوس، مات دروسوس. هكذا تستمر ليفيا دون ملل، في سعيها لجعل تيبيريوس هو الإمبراطور التالي.

عندما كان طفلا صغيرا، تعرض كلوديوس لسوء معاملة من قبل معظم أفراد عائلته، بسبب طبيعته المريضة وعرجه وتلعثمه المستمر.

أنطونيا، والدة كلوديوس، كانت قاسية عليه بشكل خاص، وكانت ليفيا وأوغسطس، يرفضان ببساطة أن يتواجد كلوديوس في حضورهما.

صديقي كلوديوس الوحيدان من العائلة، هما جرمانيكوس، شقيقه الأكبر، وبوستوموس، ابن عمه. يكسب كلوديوس أيضا صديقا مخلصا، اسمه أثينودوروس، وهو فيلسوف لطيف، يعمل كمدرس له، ويعلمه أهمية التاريخ.

يبرز تقدير كلوديوس للتاريخ عندما يلتقي بالمؤرخين المشهورين بوليو وليفي في مكتبة القصر. فيقرر كلوديوس تصميم كتاباته التاريخية الخاصة، على نمط الروايات التفصيلية والدقيقة التي كتبها بوليو.

يحث بوليو أيضا كلوديوس، ويشجعه على إظهار وتأكيد تلعثمه، وتمثيله لدور الأحمق باستمرار بين أفراد عائلته. وذلك حفاظا على حياته، وحتى ينجو بنفسه، في ذلك المناخ السياسي الرهيب.

في بداية النص، يظهر حدث مهم في طفولة كلوديوس، يؤكد نبوءة العرافة. إذ بينما كان كلوديوس يلعب، هو وإخوته في الخارج، يبدأ نسران في القتال في الهواء، فيسقط شبل ذئب جريح من بين مخالب أحدهما، ويقع في أحضان كلوديوس.

يخبر أحد المفسرين والدة كلوديوس، بأن شبل الذئب يمثل روما. هذا يعني، أنه في يوم من الأيام، سوف يصبح كلوديوس إمبراطورا لروما.

بالرغم من أن أنطونيا لا تعامل ابنها كلوديوس بشكل مختلف، إلا أنها تدرك أنه سيكون له في النهاية شأن كبير، فهو منقذ روما في المستقبل، ويلاحظ كلوديوس أنها تنظر إليه أحيانا بمزيج غريب من الشفقة والاستغراب.

عندما يبلغ كلوديوس ثلاثة عشر عاما، يقع في حب ميديلينا كاميلا، ويقرر أوغسطس أن الاثنين يجب أن يتزوجا. فتغصب ليفيا من قرار أوغسطس المستقل، وترتب مؤامرة لتسمم ميديلينا كاميلا، وتجبر كلوديوس على الزواج من أورجولانيلا، الابنة الوحشية لصديقتها المقربة، أورجولانيا.

بعد بضع سنوات، أصبح جرمانيكوس، أخو كلوديوس الأكبر، بطلا مشهورا في ألمانيا، تماما مثل والده. وتبدأ ليفيا في النظر إلى بوستوموس، ابن جوليا الأصغر، وحفيد أوغسطس، على أنه تهديد محتمل لتيبيريوس، فتقرر تلويث سمعته باتهامه باغتصاب ليفيلا، أخت كلوديوس الكبرى.

بالرغم من أن بوستوموس بريء من هذه التهمة، إلا أن أوغسطس يصدق ليفيا وليفيلا، ويقوم بسجن بوستوموس في جزيرة صغيرة في البحر الأبيض المتوسط.

مع نفي بوستوموس، تختفي جميع العقبات السياسية المتبقية أمام تيبيريوس، وبات من المؤكد أن تيبيريوس سيكون هو وريث أوغسطس.

عندما يخبر جرمانيكوس أوغسطس بمؤامرة ليفيا ضد بوستوموس واتهامها الباطل له، يدرك أوغسطس أن بوستوموس بريء، ويحرره سرا من سجن الجزيرة.

عندما تكتشف ليفيا ما فعله أوغسطس، تدرك أنه ينوي استعادة بوستوموس، لكي يجعله وريثا له. فتقر ليفيا التخلص من أوغسطس نفسه. فتقوم بوضع السم له في ثمار التين في الحديقة، عندا وجدته لا يأكل الفاكهة إلا بعد أن يقطفها بنفسه من الشجرة. إذ ربما كان يشعر بأنها تريد التخلص منه.

فليفيا لن تسمح لأوغسطس، أو لغيره، بتدمير خططها الجهنمية. وبدون حماية أوغسطس، يضطر بوستوموس إلى الاختباء. لكن، هيهات! يتم اكتشافه وإعدامه في النهاية.

مع وفاة أوغسطس، يصبح تيبيريوس إمبراطورا. في البداية، وكانت ليفيا قادرة على السيطرة عليه كما أرادت بسهولة، كما كانت قادرة على السيطرة على أوغسطس.

لكن، تيبيريوس يمل سلطتها الطاغية، وتأثيرها عليه، فيبدأ في التمرد والاستماع أكثر إلى سيجانوس، قائد الحرس الطموح. يغذي سيجانوس مخاوف تيبيريوس، ويقنعه بأن جرمانيكوس يخطط بالفعل للسيطرة على الحكومة.

عندما نجح جرمانيكوس في قمع تمرد نهر الراين، أصبح تيبيريوس أكثر اقتناعا بأن جرمانيكوس يستعد للإطاحة به. وبالرغم من أن جرمانيكوس بريء من أي خيانة، إلا أنه كان غير قادر على إقناع تيبيريوس بولائه له، فيتم إبعاده إلى سوريا، حيث يموت في ظروف غامضة.

لكن، يحزن الشعب الروماني لوفاة جرمانيكوس، أما تيبيريوس، فيشعر بالارتياح. ببساطة، لأن التهديد الذي كانت تمثله شعبية جرمانيكوس قد اختفى.

يواصل سيجانوس تعزيز مصالحه الخاصة بعد وفاة جرمانيكوس، وتنمو طموحاته لدرجة أنه يخطط للإطاحة بتيبيريوس نفسه، وحكم روما مع ليفيلا إلى جانبه.

من أجل ضمان نجاحه هو وليفيلا في الإطاحة بتيبيريوس، يقنع سيجانوس تيبيريوس بأن أرملة جرمانيكوس، أجريبينا، وأبنائها الكبار، يشكلون تهديدات خطيرة لسلطته.

بهذه الطريقة، تأكد سيجانوس من أن تيبيريوس سيزيل أبناء جرمانيكوس المتبقين كورثة محتملين للعرش. بناء على اقتراح سيجانوس، قام تيبيريوس بقتل أو سجن أي صديق أو مؤيد لعائلة جرمانيكوس، ثم قام بسجن نيرون ودروسوس، أكبر أبناء جرمانيكوس.

كما خطط سيجانوس، أيضا، للحصول على اتصال أوثق بالعائلة الإمبراطورية، من خلال الترتيب لطلاق كلوديوس من أورجولانيلا، والإصرار على زواجه من إيليا، أخت سيجانوس بالتبني.

في إحدى الليالي، فوجئ كلوديوس بدعوته لتناول العشاء مع ليفيا وكاليجولا، الابن الأصغر لجرمانيكوس. على مدار العشاء، تكشف ليفيا عن نبوءة، تحدد كاليجولا كخليفة لتيبيريوس، وكلوديوس، كخليفة لكاليجولا.

تحث ليفيا كلوديوس على الوعد، بأن يجعلها إلهة، عندما يصبح إمبراطورا. فيوافق بشرط أن تخبره بالحقيقة حول جميع جرائم القتل التي ارتكبتها على مدار حياتها.

في ذلك الوقت، أصبحت ليفيا منفصلة تماما عن تيبيريوس، وبات لديها القليل جدا من السلطة على قراراته. لكن مع ذلك، لا يزال تيبيريوس خائفا من نفوذ ليفيا السياسي، والضرر الذي يمكن أن تلحقه به.

عندما تموت ليفيا، صار تيبيريوس أخيرا حرا في اتخاذ قراراته الخاصة، وبدأ في إظهار جميع الانحرافات الشخصية التي أخفاها في أيامه الأولى كإمبراطور.

فيقرر الانتقال إلى كابري، ويترك روما في يد سيجانوس. أثناء وجود تيبيريوس في كابري، تكتشف أنطونيا عن غير قصد مؤامرة ليفيلا مع سيجانوس وتبلغها لتيبيريوس.

يتم إعدام سيجانوس بوحشية، وتقوم أنطونيا، بإذن من تيبيريوس، بعقاب ابنتها. فتحبس ليفيلا في غرفتها بدون طعام، حتى الموت.

ثم يصير كاليجولا، وريثا لتيبيريوس، ويصبح صديقا مقربا، وشريكا له في السعي وراء الفساد الجنسي.

عندما يقع تيبيريوس في غيبوبة، يسرق كاليجولا خاتمه ويعلن نفسه إمبراطورا لروما. بعد أن يستعيد تيبيريوس وعيه لبضع دقائق، يأمر كاليجولا ماكرو، بديل سيجانوس كقائد للحرس، بخنق تيبيريوس بوسادة.

الأشهر القليلة الأولى من حكم كاليجولا، كانت مزدهرة. فهو يضاعف أجور الجنود، ويعلن عفوا عاما، ويرسل ملايين القطع الذهبية إلى التداول العام.

بعد فترة وجيزة، يصاب كاليجولا بحمى دماغية، ويصبح مقتنعا بأنه قد تحول إلى إله. هو الآن في حالة جنون تام. يشرع في إرهاب مدمر ضد أفراد عائلته وأصدقائه وعامة الشعب الروماني.

يرتكب كاليجولا سفاح القربى مع أخواته الثلاث، ويتزوج من زوجات رجال آخرين، ويفتح بيت دعارة في القصر، ويعدم الناس لجرائم بسيطة مثل بيع الماء الساخن في الشوارع، ويجبر أنطونيا على قتل نفسها، ويعدم ابنه، وكذلك والد زوجته، ويطلب من الجيش الروماني بأكمله خوض حرب ضد نبتون، إله المحيط.

طوال فترة جنون كاليجولا، كان كلوديوس قادرا على البقاء على قيد الحياة باستخدام نصيحة بوليو. وهي إظهار تلعثمه والقيام بدور الأحمق باستمرار. حتى أن كاليجولا، وكان مستمتعا جدا بعمه المتلعثم، لدرجة أنه أعطاه ميسالينا الجميلة ليتزوجها.

في يوم مهرجان بالاتين، اغتيل كاليجولا على يد العديد من جنوده. خلال الفوضى التي تلت ذلك، حاول كلوديوس الاختباء، لكن يتم اكتشافه من قبل مجموعة من الحراس، الذين يعلنون أنه الإمبراطور الجديد.

بالرغم من أن كلوديوس لا يريد أن يكون إمبراطورا، إلا أنه قد أجبر على قبول المنصب، وبذلك، تتحقق نبوءة العرافة سيبل في النهاية.

رواية "أنا، كلوديوس" وتكملة "كلوديوس الإله"، تم استقبالهما بشكل جيد للغاية عند نشرهما لأول مرة، وحصلا على جائزة جيمس تايت بلاك في عام 1936.

ظلت الروايتان شائعتين في المجتمع الأدبي إلى اليوم، وقامت محطة ال"بي بي سي" البريطانية بجمع كلا الروايتين وعرض أحداثهما في ثلاث عشرة حلقة، تجت عنوان "أنا كلوديوس".

حازت على جوائز تقديرية عام 1976. وقام بدور كلوديوس، ديريك جاكوبي، وبدور أوغسطس، براين بليست، وبدور ليفيا، شون فيليبس.

يمكن مشاهدة حلقات المسلسل الرائع مجمعة من هذا الموقع:
https://www.youtube.com/watch?v=jJLPUtPk-hc



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ إنجلترا - 24 الملكة فيكتوريا
- تاريخ إنجلترا - 23 جورج الرابع، ويليام الرابع
- تاريخ إنجلترا - 22 جورج الثالث
- تاريخ إنجلترا - 21 جورج الأول والثاني
- تاريخ إنجلترا 20 – الملكة آن
- تاريخ إنجلترا – 19 جيمس الثاني
- تاريخ إنجلترا – 18 كرومويل، وتشارلز الثاني
- بمناسبة أحداث غزة
- تاريخ إنجلترا – 17 تشارلز الأول وقصة إعدامه
- فيلم زقزقة العصافير
- تاريخ إنجلترا – 16 جيمس الأول
- تاريخ إنجلترا – 15 إليزابيث الأولى الملكة العذراء
- تاريخ إنجلترا – 14 إدوارد السادس، ماري الأولى
- تاريخ إنجلترا – 13 هنري الثامن وزوجاته
- تاريخ إنجلترا – 12 ريتشارد الثالث وهنري السابع
- تاريخ إنجلترا – 11 إدوارد الرابع والخامس
- تاريخ إنجلترا – 10 هنري الخامس والسادس
- تاريخ إنجلترا – 09 ريتشارد الثاني وهنري الرابع
- الله يخرب بيتك يا عبده، أيها الغبي
- تاريخ إنجلترا – 08 إدوارد الثاني والثالث


المزيد.....




- الحوثي: ديون إسرائيل بلغت مستوى غير مسبوق بفعل صمود غزة وجبه ...
- اليابان: التحقيقات تكشف مصير المروحيتين العسكريتين المفقودتي ...
- هل يمكن أن يجعلنا العيش مع الغرباء أكثر سعادة؟
- تحقيق لبي بي سي يُظهر ارتكاب إسرائيل لجريمة حرب محتملة بقتل ...
- قدّاس الخميس العظيم ومراسم -غسل الأرجل- في كنيسة القيامة بال ...
- ماكرون: لا استبعد إرسال قوات إلى كييف إذا تجاوزت روسيا الحدو ...
- ماليزيا تطالب -أسترازينيكا- بتوضيح الآثار الجانبية للقاح كور ...
- لم دمّر الروس والسوريون والليبيون والعراقيون وغيرهم بلدانهم؟ ...
- قلق في تل أبيب من توقف مصر عن تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أور ...
- هنية عقب مكالمة مع رئيس وزراء قطر: اتفقنا على استكمال المباح ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - أنا كلوديوس