أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جواد كاظم اسماعيل - الى روح الشهيدة السومرية نداء الجبوري.. رثاء متأخر!!!














المزيد.....

الى روح الشهيدة السومرية نداء الجبوري.. رثاء متأخر!!!


جواد كاظم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1879 - 2007 / 4 / 8 - 07:43
المحور: حقوق الانسان
    


حاولت أن أرثيك منذ وصول نبأ أستشهادك الذي وصل لي كالصاعقة التي هزتني من أعماقي.. تلعثمت.. تبعثرت.. تلاشت كلماتي.. طارت حروفي.. حتى دموعي التي كانت سخية على كل مشهد تراجيدي أنها تمردت على الهطول حين سماع خبر تفجير وزارة البلديات والا شغال العامة0
كان حدسي ينبئني أنتي أول المستشهدين.. وأول من يزف الى الجنة.. وأول من يحمل نعشه صوب النجف رغم انك من الطائفة السنية لانها وصيتك حسب ما أخبرتيني بها...! لم أملك سوى الأتصال على رقمك .. كنت حينها في عملي مشغولا ببعض المهام ... لكن رسالة سريعه من صديق تلقاها هاتفي بددت كل أمالي وأشعلت نار الوجد والحزن والأنهيار بداخلي.. يا ألله كأن الرسالة جاءت منسجمة مع حدسي.. نعم أنك أخبرتيني ذات يوم حين زرتك ذات يوم في مكتبك..... أن موتك قريب وأن بغداد هي محطة نهايتك.. لكني كنت أعزوا كل هذه الهواجس الى الواقع الأمني المضطرب الذي تشهده بغداد_ بغداد عروس الدنيا0
سيدتي لا أستطيع رثاءك... ولا أستطيع أن أعزي أحدا بك.. أني أعزي نفسي ومدينتي الناصرية التي أفتقدت أحدى مبدعاتها..
لقد رحلتي سريعا قبل أن تتحقق أحلامك رحلتي قبل أن تكملي التخطيط العمراني لمدينة الجبايش ومدينة البدعة وتوسعت احلامك للعاصمة بغداد0
من أين أبدء معك؟ وكيف أبدء؟ وماذا أكتب؟ وأي شيء أقول؟.. حاولت مرارا وتكرارا فلم استطع0
يانورس الفرات وشبعاد أور وقمر سوق الشيوخ هل لعزاءك عنوان أم أن سعف النخيل شاهد بذبوله على ذلك ..؟ كل شئ حزين.. الطيور وأمواج الفرات ونخل سوق الشيوخ ورفوف دائرة التخطيط العمراني التي كنتي تترأسيها في مدينتك الناصرية لفترة طويلة من الزمن..! أنا حينما أرثيك لا لانك أبنت ذي قار ولا لأنك مهندسة بارعة في أختصاصك
أنا عرفتك كأنسانة عرفتك سومرية مذ عرفتك... حاولت أن لا أغادر عالمك وأبقى على أتصال دائم بك حتى وأنني في بغداد حينما طلبوك لوظيفة أعلى وأخذوك قسرا من مدينتك الناصرية كنت معك وكنت أزورك وكنت أتصل بك وأسأل عن أخبارك وهكذا كنتي أنتي تفعلين معي..!! هل تعلمين أني لم أذهب الى الفاتحة التي نصبت لك في مدينتك سوق الشيوخ وهل تعلمين لماذا..؟؟ نعم لم اذهب.. أذهب لمن وأعزي من..؟ كيف وأنا المعزى؟ كيف لا أكون معزى..؟ كيف لا وأنا تعلمت على يديك لغة الفلسفة التي كنت أجهل عوالمها لولاك..! أنتي التي منحتيني الفهم والأدراك لهذا العالم من خلال الحوار والتبادل في الكتب والمجلات.. وأنتي التي كنتي تتابعين ماأكتب وتنتقدين مايستحق النقد فأنتي ناقدتي ومشرفتي ونافذتي التي كنت أطل بها الى عالم أرحب أوسع من العالم الذي أ عتدت عليه0 أني خجول لتأخري برثاءك لأني اشعر بضعف عنيف أزاء فقدك
لماذا قتلوك؟؟ لماذا أستهدفوك؟ وكيف فارقت روحك جسدك؟ لا لا لن أصدق هل فعلا روحك غادرت عالمنا..؟ ماذا أرادوا منك؟ هل قتلوك .. لأنك مبدعة لأنك عاشقة لانك سومرية .. أنتي عراقية أصيلة أنتي لم تخوني وطنك ولم تسرقي ولم توهنين في عملك..؟ أه .. الله كم عشقتي الوطن وكم عشقك الوطن!! والله أنهم لن يقتلوك بل قتلوا أنفسهم وقتلوا تاريخهم وقضوا على كل شيء فيهم اذا كان فعلا عندهم شيء يستحق الذكر..!! حينما فجروك في قاعة الوزارة ... فأنا لن أرثيك ابدا ابدا ابدا بل اني سأحمل باقات ورد من النرجس والياسمين وسورة ياسين وقصيدة وقوارير من القرنفل أشتلها بجوارك بجوار قبرك هناك في مدينة النجف لكن قبرك الحقيقي يسكن قلبي نعم قلبي ايتها السومرية..!!!



#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتلوموني.. أني أحبها!!
- لاتلوموني لأنها من جرح وطني أحبها..!!
- أرفعوا الحصار عن هالة المصري
- شذى حسون عطرتنا بشذاها وانستنا عفن السياسة
- في الذكرى السنوية لرحيله : الاديب عبد الامير محسن المشكور ، ...
- بعد اربع سنوات على سقوط الدكتاتورية ماذا قدمت امريكا والحكوم ...
- النون والقلم وشجون الثقافة في الناصرية
- برلمان مفخخ وشعب مفخذ
- تقاعد النواب في جلسة سرية لماذا 00؟
- وزارة النفط ترفع سعر المحروقات مجددا والفقراء يأكلون الحصرم0
- هل علاقة الصداقة بين الرجل والمرأة00 هي محنة اجتماعية حقا؟؟
- اعد المحاولة00 الفهود00 خارج نطاق التغطية
- مهلا00 الناصرية تستحق التحية
- في زمن كان فيه الطريق يبتلع المسافة
- نصائح مجانية امام حكومة المالكي


المزيد.....




- بايدن عن طلب الجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعتقال بحق قادة ...
- بينهم اللبنانية الأصل أمل كلوني.. خبراء دوليون يدعمون إصدار ...
- أحلام مدفونة في حقول الزيتون.. مأساة المهاجرين غير النظاميين ...
- مخيم البريج.. لاجئون يخنقهم الاحتلال
- بينهم اللبنانية الأصل أمل كلوني.. خبراء دوليون يدعمون إصدار ...
- أنطونوف: واشنطن تنفي شرعية المحكمة الجنائية الدولية لكن تستخ ...
- الأمم المتحدة: سنواصل الاعتراف بزيلينسكي بعد 20 مايو رغم انت ...
- فرنسا تعرب عن دعمها لـ-استقلالية- المحكمة الجنائية الدولية
- قوات الاحتلال تقتحم بلدات بالضفة وتشن حملة اعتقالات
- بعضهم أدينوا وآخرون فارون.. أبرز قضايا المحكمة الجنائية الدو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جواد كاظم اسماعيل - الى روح الشهيدة السومرية نداء الجبوري.. رثاء متأخر!!!