أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الواسع محمد اليمين - صورة الحنين في الشعر العربي قصيدة -الباذلون نفوسهم- للأمير عبد القادر الجزائري أنموذجا .















المزيد.....



صورة الحنين في الشعر العربي قصيدة -الباذلون نفوسهم- للأمير عبد القادر الجزائري أنموذجا .


الواسع محمد اليمين

الحوار المتمدن-العدد: 6419 - 2019 / 11 / 25 - 22:50
المحور: الادب والفن
    


صورة الحنين في الشعر الجزائري قصيدة "الباذلون نفوسهم" للأمير عبد القادر الجزائري أنموذجا:
1/القصيدة:
يلعب الشعر دورا كبيرا في حياتنا العربية المعاصرة، فهو نسيج لغوي يقوم بإعادة تركيب اللغة، يحاورها ويستنطق مالا تقوله، كما أنه منحة من الله البارزة التي خص بيها الشعراء في قدرتهم على التعبير والتصوي
فقد اخترنا هذا البحث الذي سميناه بعنوان "صورة الحنين في شعر الأمير عبد القادر"لنخص به في الد ا رسة جانبا من جوانب الشعر إلى التعبير عن معاناة الإنسان و خلجاته النفسية فاخترنا موضوع الحنين إلى المحبة ليكون الشاعر أمير هذا الموضوع، كونه شاع ا
رعاش حياته مغتربا عن وطنه فالحنين إلى الأحبة شعور وجداني رفيق يعبر به الشاعر عن مشاعره العذبة المثقلة بالوجع وتكون نتيجة إحساسه بالغربة من خلال سكب هذه الأحاسيس في قالب شعري جمال ممتع، وهذا ما يجعل من الموضوع م ا رما لكل باحث يشهد من أجل الخروج بأهم النتائج التي تولدها هذه الظاهرة في الذات الإنسانية.
إن القارئ لديوان الأمير عبد القادر سيلمح صور شعرية ا رئعة فيها نخرج قد قررنا
استنطاق نموذج من قصائده لتمثيل الصور الشعرية فيه فاخترنا قصيدة "الباذلون نفوسهم"
وانطلاقا من هذا أبرزت عدة تاؤولات حول الصورة الثرية، فما هي الصورة الشعرية عموما؟
وماهية موضوعاتها ومجالاتها المختلفة في قصيدة الباذلون نفوسهم هذه الأسئلة سنجيب عنها...ولقد حظيت الصورة باهتمام النقاد و الباحثين فهي من المفاهيم النقدية التي عانت
اضط ا ربا في التحديد الدقيق، نتيجة لاختلاف تعريفها باختلاف الدارسين و تعدد المذاهب
الأدبية لهم فظل الغموض مسيط ا ر عليها 1 .
فالصورة الشعرية تشكيل لغوي يكون خيال الفنان من معطيات متعددة يقف العالم
المحسوس في مقدمتها 2 .
و وضع النقاد للصورة الشعرية الاعتبار الأول لكل ابداع شعري لأنها في الحقيقة تسمو
بالنتاج الفني كلما كانت صادقة مت ا ربطة ناقلة للتجربة الناضجة في أصالة و عمق ومفهوم
الصورة ليس بالمفهوم الجديد فقد أشار إليه نقادنا العرب القدامى.
مفهوم الصورة:
لغة: كما جاءت في لسان العرب لابن منظور على مادة وصفة ) ص.و.ر ( الصورة في
الشكل و اجمع الصور ، و قد صوره ، فتصور و تصورت الشيء توهمت صورته فتصولي
والتصاوير : التماثيل 3 أي ما هي إلا حقيقة الشيء و هيئته وصفته فمثلا نقول صورة الشجرة
أي شكلها و صورة المعنى لفظه و صورة الفكرة صياغتها.
اصطلاحا: ورد مفهوم الصورة قديما و حديثا في مجال النقد و البلاغة.- الصورة في النقد القديم:
تعد الصورة مفهوما ظهر منذ القديم حيث يقول الجاحظ: "إنما الشعر صناعة، و ضرب
من النسج، و جنس من التصوير " 4 . وهذه أقدم مقولة وردت فيها لفظة التصوير و استخدمت
استخداما أدبيا في مجال الشعر ، و تصدرت هذه المقولة أبحاث و د ا رسات الصورة عند النقاد
القدامى من العرب و تعددت وجهات نظرهم في تفسيرها فابن طباطبا العلوي يورد لفظ الصورة
عند حديثه عن ضروب التشبيهات فيقول: " والتشبيهات على ضروب مختلفة فمنها تشبيهه
الشيء بالشيء صورة وهيئة ومنها ، ومنها تشبيهه به معنى و منها تشبيهه به حركة و سرعة
ومنها تشبيهه لونا ومنها تشبيهه به صوتا و ربما امتزجت هذه المعاني ببعض فإذا اتفق في
الشيء المشبه بالشيء معنيان أو ثلاث معاني من هذه الأوصاف قوي التشبيه و تأكد الصنف
فيه وحسن الشعر به للشواهد الكثيرة المؤيدة له " 5 . و هنا يتحدث ابن طباطبا عن طريقة
العرب في التشبيه و ادواته ووظائفه و هذا يعكس شخصية الناقد المتبصر و المتذوق بالشعر
و بضروبه و ضروب التشبيهات التي ذكرها لم يسبق أحد أن تطرق اليها من قبله.
2 - الصورة في النقد الحديث:
اختلف مفهوم الصورة في النقد الحديث ، حيث اصبح النظر اليها بصورة كلية فهي
الوسيلة الفنية الجوهرية لنقل التجربة في معناها الكلي و الجزئي فما التجربة الشعرية كلها الا
صورة كبيرة ذات اج ا زء هي بدورها صورة جزئية تقوم من الصورة الكلية مقام الحوادث الجزئية
من الحدث الأساسي 6.
و لقد عرض محمد غنيمي هلال تعريفات متعددة للصورة الشعرية و منها قوله: " أن
ندرس الصورة الشعرية الجمالية و في صلتها بالخلق و الفني و الاصالة ، و لا يتيسر ذلك إلا
إذا نظرنا لاعتبا ا رت التصوير في العمل الأدبي بوصفه و إلى موقف الشاعر في تجربته و في هذه الحالات تكون طرق التصوير الشعرية جمال فني مصدره أصالة الكاتب في تجربته وتعمقه
في تصويرها، و مظهره في الصورة النابغة من داخل العمل الأدبي والمتآزرة معا على إب ا رز
الفكرة في ثوبها الشعري 7 .
اما الصورة عند علي علي صبح الذي قام بجهد كبير في الجانب النظري للصورة وكذلك
الجانب التطبيقي لها و هو يرى الصورة الأدبية : " هي التركيب القانع على الإصابة في
التنسيق الحي لوسائل التعبير التي ينتقيها وجود الشاعر أعني خواطره و مشاعره وعواطفه – –
المطلق من عالم المحسنات ليكشف عن حقيقة المشهد و المعنى في اطار قوي تام محسن
مؤثر على نحو يوقظ الخواطر و المشاعر في الأخرين 8 .
أما عند الباحث جابر عصفور :" فالصورة الشعرية وجه من أوجه الدلالة تنحصر أهميتها
فيما تحدثه في معنى من المعاني في خصوصية و تأثير و لكن أيا كانت هذه الخصوصية أو
ذلك التأثر ، فإن الصورة الشعرية لن تغير من طبيعة المعنى في ذاته ، إنما لا تغير إلا طريقة
عرضه و كيفية تقديمه 9. أي أن الصورة الشعرية عنده عرض أسلوبي يحافظ على سلامة
النص من التشويه و يقدم المعنى بتعبير رتيب.
3 - الصورة عند الغربيين:
لقد عني مصطلح الصورة باهتمام كبير في الد ا رسات النقدية في القرن العشرين مثل ما
اهتم به العرب القدامى والمحدثين من العرب باعتبارها ركنا اساسيا من العمل الأدبي ، و لقد
عرف سي دي لويس الصورة:" بأنها رسم قوامه الكلمات" 10. وذلك أن الرسم والشعر عملمشحون شحنا قويا يتألف من عناصر محسوبة، خطوط ألوان حركة، ظلال تحمل في
تضاعيفها فكرة عاطفة " 11. أي أنها توحي بأكثر من المعنى الظاهر و أكثر من انعكاس العالم
الخارجي و تؤلف في مجموعها كلاما منسجما. و يمكننا الخروج بخلاصة صغيرة و هي أن
تاريخ الصورة مر بمفهومين الأول قديم يقف عند حدود الصورة البلاغية في التشبيه و المجاز
و الآخر حديث يضع الصورة البلاغية. و هو نوعين أخرين هما: الصورة الذهنية و الصورة
باعتبارها رم ا ز و الصورة مهمة في الأدب لا سيما الشعر ولعل اهميته تأتي من إيجاد العلاقة
بين الأشياء التي لا علاقة بينهما ، مما يعطي الشعر معنى و قيمة و فيما يستطيع الشاعر أن
يوصل للمتكلم ما يريد اخباره دون أن يفصح بطريقة مباشرة.
4 - عناصر الصورة:
و من بين آليات التصوير ما يمكن الاصلاح عليه بالمفارقة التص ويرية و هي حسب ما
يقول علي العشيري ا زيد: " تكنيك فني يستخدمه الشاعر المعاصر لإب ا رز التناقض بين طرفين
متقابلين بينهما نوع من التناقض " 12. و للمفارقة التصويرية أنماط منها المفارقة التصويرية
البلاغية و مفارقة الثنائيات الضدية. فالمفارقة البلاغية متمثلة في الاستعارة بحيث يتفق معظم
الدارسين قديما و حديثا على أن السمة المميزة للاستعارة تتجلى في بنائها على ركائز تتمثل في
الخرق و المنافرة والانزياح ، عوضا عن التآلف و التقارب و المشابهة فهي على ذلك فن قولي
يجمع بين المتخالفين ، و يوفق بين الأضداد و يكشف عن صور إيحائية جديدة و ينبع أثرها
من تمازج المألوف مع غير المألوف ، مما يدعو إلى تحصيل عنصري توضيح المعنى
والإدهاش ، إذ تستقي التجلية من الأداء اللغوي في الاستعارة المكنية خصوصا فيما ينبثق
الإدهاش من تقديم لذة ذهنية محصلة من إد ا رك المشابهة الناجمة عن البناء الاستعاري 13فني أما مفارقة الثنائيات الضدية فهي نمط من التضاد يمكن الاصطلاح عليه بالتقابل
الظاهر و هذا التضاد هو الجمع بين كلمتين متضادتين في نحو تركيبي معين و يكون هذا
التضاد استجابة لضغط المعجم المشترك على امكانات التصرف الخاصة و هذا لا يفسر بأنه
عجز أو ضعف فني بقدر ما هو القدرة على الجمع بين الت ا ركيب و الارتفاع بأدائها الدلالي 14 .
كما يعد الرمز كذلك من آليات الصورة فهو حسب تعريف علي العشيري ا زيد بانه:" وسيلة
ايحائية من أبرز وسائل التصوير الشعرية التي ابتدعها الشاعر المعاصر عبر سعيه الدائب
و ا رء اكتشاف وسائل تعبيرية لغوية ، يثري بها لغته الشعرية المختلفة ، فالرمز إذن اكتشاف
شعري حديث" 15. أي أن الرمز وليد الد ا رسات الحديثة فله فاعلية في تشكيل الصورة و جماليتها
لأن له طاقة ايحائية و دلالية يمكن للشاعر أن يستغله عندما تعجز العناصر اللغوية المألوفة
في التعبير عما يختلج في النفس.
و من وسائل تشكيل الصورة الشعرية التك ا رر و الإيقاع فالتك ا رر هو إعادة وتك ا رر الألفاظ
و المعاني و الشاعر حينما يكرر اسما إنما على سبيل الاستعذاب و التشويق أو على سبيل
التنويه و الاشارة إذا كان في المدح فالتك ا رر ظاهرة موسيقية و معنوية تقتضي الآيتان بلفظ
متعلق بمعنى ، ثم إعادة ذلك اللفظ مع معنى أخر في نفس الكلام و أكثر ما يقع التك ا رر في
الالفاظ دون المعاني وهو في المعاني دون الألفاظ أقل. و يتحقق التك ا رر عبر عدة أنواع منها
تك ا رر الحرف وهو تك ا ر الحروف بعينها في الكلام مما يعطي الالفاظ التي ترد فيها تلك الحروف
ابعادا تكشف الحالة النفسية للشاعر و النوع الثاني هو تك ا رر يعيد نفس اللفظة أي هي تك ا رر
يعيد نفس اللفظة الواردة في الكلام لإغناء دلالة الألفاظ واكتسابها قوة و تأثير اما النوع الأخير هو تك ا رر الجملة و هو تك ا رر يعكس اهمية المتكلم لمضمون تلك الجمل المكررة باعتبارها
مفتاح لفهم مضمون الذي يتوخاه المتكلم فتك ا رر الجملة تحقق توازن بين الكلام و معناه 16 .
أما الايقاع حسب ميس لوسي : " الايقاع هو الحياة و الحياة هي الايقاع " 17 فالإيقاع في
نظره يسيطر على كل شيء في الحياة أي في الطبيعة و له سلطة قوية في نظام الكون و في
دو ا رن الكرة الارضية و توالي الفصول و تعاقب الليل و النهار ، وفي أصول الطبيعة من
هدير الموج و حفيف الشجر و في النسان نجد ايقاعا منظما لأجهزة الجسم لا ا ا رديا مثل
نبضات القلب ، و تعاقب الزفير و الشهيق 18 .
أما الباحثة أمينة أمين فهمي فهي ترى أن الايقاع: " هو تنظيم الأصوات المكونة لأي
لحن في وحدات زمنية متساوية ، و لا مانع أن تنقسم هذه الوحدات أيضا إلى أج ا زء متساوية
أو مختلفة النسب من حيث الطول و القصر" 19. أي أن الإيقاع هو إيقاع ألحان الغناء و الإيقاع
حركات متساوية الأدوار لها عودات متساوية تساوي تلك الوحدات و الأج ا زء يحكها الطبع
السليم و يمكننا الخروج بخلاصة صغيرة حول عناصر الصورة بحيث تتألف الصورة الشعرية
من مجموعة من العناصر و هي الإيقاع و المفارقة التصويرية بنمطيها البلاغية و المفارقة
الضدية و كذلك عنصر الرمز حيث تعمل هذه العناصر مجتمعة للعمل على اكتمال الصورة
الشعرية يقوم على محاكاة الطبيعة مع اختلاف وسائلها ويعرفها الباحث فان بقوله: "الصورة كلام تبعا
أولا :قصيدة الباذلون نفوسهم *
.يا أيها الريح الجنوب تحملي ***مني التحية مغرم و تحملي
و أقر السلام أهل ودي و أنشري ***من طيب ما حملت ريح قرنفل
خلي خيام في الك ا رم و خبري ***أني أبيت بحرقة و تبلل
جفني قد ألفا السهاد لبينكم*** فلذا غدا طيب المنام بمعزل
كم ليلة قد بتها متحس ا ر ***عميت أرمد في شقا و تململ
سه ا رن ذو حزن تطاول ليله*** فمتى أرى ليلي بوصولي ينجلي؟؟
ماذا يضر أحبتي لو أرسلوا*** طيف المنام يزورني بتمثل؟
كل الذي ألقاه في جنب الهوى*** سهل سوى بيت الحبيب الأفضل
أدى الأمانة يا جنوب غايتي ***في جمع شملي يا نسيم الشمال
وأهدي إلى من الرياض حديثهم ***أذكى و أحلى من عبير القرنفل
تهدي إلى ط ا رئفها و ط ا رئفها ***و لطائفها بتعطر و تعسل
حاولت نفسي الصبر عنهم قيل لي**** ما إذا محال و بك عنه تحول؟
كيف التصبر عنهم وهم هم أرباب**** عهدي بالمني المتخيل؟
أيحل ريبا ما عقدوا وكم حلت ***عقودي بالمني المتخل؟
تفيدهم نفسي و تفدي أرضهم*** أزكى المنازل يأيها من منزل؟
افدي أناسا ليس يدعي فيرهم ****حاشا العصابة و الط ا رز الأول
يكفيهم شوقا و فخ ا ر باقيا ***حمل اللواء الهاشمي الأطول
قد خصهم و اختصهم ****و اختارهم رب الأنام لذا بغير تعمل
هم بالمديح أحق لكن ربما**** ضاعت حقوق بالعدا و الذل
إن غيبهم بالمال شح و ماسخا*** جاد وابذل النفسي دون تعلل
الباذلون أنفسهم و نفيسهم ****في حب مالكا العظيم لأجلل
كم يضحك الرحمان من فعالتهم ****يوم الكريهة انعم فعل الكمل؟
الصادقون الصابرون يوم الوغى**** أخاملون لكل ما لم يحمل
إن غيرهم نال اللذائذ مسرف هم يبغون**** ق ا رع كتب الجحفل
وألذ شيء عنهم لحم العدا ****ودمائهم كزلال عذب المنهل
النازلون بكل ضنك ضيق ****رغما على العدى بخير تهول
لا يحرف الشكوى صغير**** منهم أبدا و لا البلوى إذا ما يصطلي
ما منهم إلا شجاع قارع ****أو بارع في كل فعل مجمل
كم نافسوا كم سارعوا كم تابعوا**** من سابق لفضائل و تفضل
كم حاربوا كم ضاربوا كم غالبوا***** أقوى العداة بكثرة و تمول
كم صابروا كم كابروا كم غادروا ****أمتي أعاديهم كعصف مؤكل
كم جاهدوا كم طاردوا و تجلدوا ****للنائبات بصارم و بمقول
كم جاهدوا كم طاردوا كم ما حلوا ****كم جيش باقتحام الجحفل
أدلجوا أزعجوا كم أسرجوا**** يتنازع للموت لا يتمهل
كم شرحوا كم بددوا و تعودوا**** تشتيت كل كتيبة بالصيقل
يوم الوغي يوم المسيرة عندهم ****عند الصباح له مشوا يتهلهل
قدما فيهم و سيوفهم مسجونة ****ممسوحة بثبات كل مجندل
ما الموت بالبيض الرقاق نقيصة ****و النقص عندكم بموت المهل
يا رب؟ يارب الب ا ريا أقمتهم ****فبكل خير عندهم فتفضل
وافتهم لهم مولاي افتحا بينا ****و اغفر و سامح ياإلهي أعجل
يا رب يا رب مولاي؟ وابقهم قذى ****في عين من هو كافر بالمرسل
و تجاوز مولاي؟ عن هفواتهم *****وألطف بهم في كل أمر منزل
يا رب؟ و اشملهم بعفو دائم *****كن ا رضيا عنهم رضا المتفضل
يا رب؟ لا تترك و ضيعا فيهم يا رب؟ ****و اشملهم بخير تشمل
متوسلا مولاي؟ في ذا كله******* متشفعا بشفيع كم مكمل
وجهت وجهي في الأمور جميعا ****لمحمد غيث الند المسترسل
صلى عليه ماسح الحيا و الآل ****سيف في سافي في الجحفل
لا يحزنون لمالك بل عندهم ****موت الشهادة غبطة المتحول -
2/مناسبة القصيدة: ترجع مناسبة القصيدة إلى شوق و حنين الأمير عبد القادر إلى الخليفة في
منطقة القبائل حيث يقول الباحث يحي بو عزيز:" قال القصيدة متشوقا إلى خليفته و جنوده بجبال جرجرة من بلاد القبائل." 20 أي أن الأمير عبد القادر نظم القصيدة و بثها إلى خليفته وجنوده الم ا ربطين بجبال جرجرة شوقا و حنينا عليهم.
أما محمد بن الأمير عبد القادر يقول:" حضر وفد من الخليفة ابن سالم إلى الأمير من الشرق فأكرم و فادتهم، وأطلعهم على سائر أحواله وعند رجوعهم إلى أوطانهم سير مكتوبا إلى خليفة هذه نصه: "أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله تعالى وشكره في شدة، وكن صبو ا ر على
المصائب، فالصبر مفتاح الفرج، و كن جسو ا ر، واجمع عساكرك و عضهم ب أ ريك السديد،تحمل منهم هفواتهم، و دبر أمورهم حسبا يجب فإن هذه الأحوال لا تدوم، واني لأرجو أن
أكون عندهم، ومن هناك تظهر لنا الحادة التي نتبعها و نسلك عليها"، وكتب إلى جيوشه في تلك الجهات يتشوق إليهم و يمدحهم". 21أما الباحث، عند الباحث نحو العرب الذي قام فقال في مناسبة القصيدة: " أنه كما أشاع
الفرنسيون أن الأمير عبد القادر قد قتل ليتفرغوا جيوشه في جبال ج رجرة شمال الج ا زئر و لما لم بذلك بعد بالقصيدة إلى جيوشه غير أيه بتلك الإشاعات" 22 و نفهم من قوله أن مناسبةالقصيدة هي تكذيب و تفنيد إشاعات الفرنسيين بمقتل الأمير عبد القادر.
أما علي بن محمد الصلابي يرى أنه بعض المرجفون من العملاء أشاعوا بأمر وفاة الأمير عبدالقادر لزعزة الجيش، فقال خليفته أحمد بن سالم بإرسال وفد عاجل للأمير ليعرف صدق هذه الإشاعة و يطلب المدد منه فجاء رد الأمير عبد القادر: "إني اطلعت على مكتوبكم بأن خبرموتي قد امتد إلى الشرق فأعلم أن الموت لا مفر منه و لا محيد عنه، إذا هو قضاء الله الذي لا يرد، و إني أحمد الله إذا لم تأتي باعتي بعد، و لم يزل عندي من القوة و الاقتدار ما أومن به مهاجمة أعداء ديننا، فكن في ا رحة، ساكن البال، و متى استقر الأمر لنا نتوجد إليكم".
وأرسل الأمير عبد القادر مع وفد ابن سالم نص قصيدة الباذلون أنفسهم 23 و نفهم من قوله أنا خليفة الأمير بعث بالون ليعرف صدق إشاعة موت الأمير من كذبها و أن الأمير فند هذه الإشاعات وبحث بالنص السابق وبالقصيدة ليطمئن خليفته.
نثر القصيدة: 24
إن قصيدة الباذلون نفوسهم للأمير عبد القادر شقت طريقها إلى الخلود في ذاكرة ق ا رئها جيلا
بعد جيل، حيث نظمها الأمير يحضن "تارة" حين أثار الفرنسيون أن الأمير قد قتل ليفرغ
جيوشه في جبال جرجرة الواقعة شمال الج ا زئر و كما علم بذلك بعد القصيدة إلى جيوشه غير
أبه بتلك الإشاعات، حيث استهل الشاعر عبد القادر لامته بدعوة الريح، ريح الجنوب، لنتوب - -
عنه في حمل تحياته و أشواقه و مشاعره العذبة المثقلة بالرجع و الشكوى إلى أولئك الغربان في
جبال الذين احتوى الشاعر بنار البعد و جفاه النوم بسببهم حيث يبيت سه ا رن عسى أن يظفر
بطيف منهم، فكل العذاب يهون إلا هجر الأحبة و الأخوة و أية إخوة هؤلاء؟ إنهم أرباب عهده
وصفوة جنده، و سنده القوي، يمشي يستكمل قصيدته بأسئلة يطرحها في منتهى الرقة و
الشاعرية دون انتظار جواب، وبأبيات تتأرجح بين الرجاء و الحرقة تارة و بين الحنين و الشوق
تارة أخرى ثم ينتقل الشاعر في تعداد شمائل هاته النخبة التي تسامت في سلم الوطنية و بلغت
الذروة التي تستحق المديح و الفخر لأنها الصفوة التي ضحت بالنفس و النفيس في سبيل هذا
الوطن حيث وصفهم الصادقون و الصابرون والشجعان في يوم الكريهة أي في وقت الحرب
بحيث يتحملون نوائب السهر و شدائد الجهاد فهم حسب الأمير أنفس شجاعة كريمة تنزهت و
ازدهرت في الدنيا و زخارفها و هما الأكبر ق ا رع الجحافل و خوض المعارك في سبيل الشهادة.
ثم ينتقل الشاعر مستفهما، بكم لحشد صورة هؤلاء الفرسان لربط الماضي والحاضر المأمول
فهم مجتمعون على المنافسة و المحاربة و الصابرة و المجاهدة و تشريد العدو و تبديد شمله.
فأرسل الأمير عبد القادر مع وفد ابن سالم نص قصيدة الباذلون أنفسهم 25و نفهم من قوله أن
خليفة الأمير بعث بالون ليعرف صدق إشاعة موت الأمير من كذبها و أن الأمير فند هذه
الإشاعات وبحث بالنص السابق وبالقصيدة ليطمئن خليفته.
القصيدة:
يأيها الريح الجنوب تحملي ***مني تحية مغرم و تجملي
وأقر السلام أميل ودي*** واثري من طيب ما حملت ريح قرنفل
حلي خيام في الك ا رم*** و خيري إني أبيت بحرقة و تبلل
خففي قد ألفا الهاد لبينكم ****فلذا غدا طيب المنام بمعزل
كم ليلة قد بينها متحس ا ر*** كمبيت أرمل في ثقوا تململ
سه ا رن ذو حزن تطاول ليله**** فمتى أرى ليلي بوصلي ينجلي
ماذا يضر أجنتي لو أرسلوا ***طيف المنام يزورني يتمثل
وفي مقطع أخر يقول:
أدي الأمانة يا جنوب*** أو غايتي في جمع شملي يا نسيم الشمال
وأهدي إلى من بالرياض ***حديثهم أذى وأحلى من عبير قرنفل
تهدي إلى ط ا رئفها و ظربانها ****و لطائفتها بتعطر و تعسل
حيث الملاحظ أن الشاعر استحضر في هذين المقطعين عناصر الطبيعة)الريح، الطيب
القرنفل، نسيم الجبال، عبير عطر عسل( - -
كل منها تحمل دلالة مستقلة تضفي طابع الشوق ومن ثم فلقد كانت "الطبيعة ما ا زلت ملجأ
الغرباء، الغارين من جحيم الدنيا و عذابها يستبد القلق و اليأس بالانان و يشم بالغربة الروح
والفكر فلا يجد مخرجا إلا في حالة التي يحققها له هذا الهروب لكن الطبيعة و هذا الحنين إلى
روضا أو غاب ، أو يحر" 26
وفي المقطعين السابقين نلاحظ أن مظلم التشخيص تتجلى بوضوح بحيث تتحول عناصر
الطبقة إلى أن يرسل و ينقل و يحمل رسائله الحنينية)تحملي، تجملي، أنثري، حلي، خبري
أدي، أهدي( حيث أ ا رد الشاعر تصوير الرياح في صورة إنسان لنقل و أشواقه إلى أحبابه في
الضفة الأخرى.
إذن فالتشخيص من هذا المتطور له وظيفة جمالية فيما نلقي الشعر من خلاله تحيا المفردات
كما أن لعناصر الطبيعة تصبح بإ ا ردة الإنسان جنوده له و ذلك حسب الرؤية النفسية للأثداء.
2 .التكرار:
كما وضحنا في المدخل أن التكرار يكون في الحرف والفعل والاسم بأكثر من مرة وذلك لتؤكد
أو لزيادة التنبيه أو التهويل....والتكرار حسب الباحث طه وادي ظاهرة أسلوبية داخل النص
الشعري فلا يؤتي به عشا وانما يعمل على إضاءة عتمة من جانبين فالجانب الأول إظهار
الوحدة العضوية بحيث تظهر الأبيات داخل النص متماسكة والجانب 27 الأخر فهو متصل
بالقيمة أكمالية التي يحدثها التك ا رر من خلال الكشف عن المشاعر الذات وبهذا يمكننا الوقوف
على ألوان التك ا رر في شعر الأمير عبد القادر –الباذلون نفوسهم و كيف وظفه توظيفا جماليا - –
يليق بشعره وهذا كله انعكاسا لحنينه و شوقه لأحبائه وفي ذلك قوله: 28
كم نافسوا كم باعوا كم سابقوا*** من سابق لفضائل و تفضل
كم حاربوا كم ضاربوا كم غالبوا ***أقوى العداة بكثرة و شمول
كم صابروا كم كابروا كم غادروا*** أتمنى أعاديهم كعصف متوكل
كم جاهدوا كم طاردوا و تجلدوا*** للبنايات بصارم و عقول
كم قاتلوا كم طاردوا كم حلوا ***من جيش بانتقام الجحفل
كم أدملجوا كم أزعجوا كم أسرجوا ****يتسارع للموت لا يتململ
كم شرحوا كم بعدوا و تعودوا ***تشييب كل عشبه بالصقيل
ففي المقطع السابق نلاحظ تكرار لافتا للانتباه وهو تك ا رر حرف"كم" وذلك أن نفس الشاعر
دائما يتوقها حنينا و شوقا للقتال فهو بهذا يرفع معنويات جيشه و تحريك عواطفه، و الملاحظ
كذلك في القصيدة أن الشاعر كرر لفظ الجلالة يا رب زهاء خمس م ا رت وذلك في قوله:
يا رب إنك في الجهاد أقمتهم*** فبكل خبر عندكم هو فتفضل
يا رب؟ يا رب البريات أزد ****هم صبرا و نصرا دائما بتكمل
وافتح لهم مولاي افتحا بينا ***وأعفر و سامح ياإلهي عجل
يا رب يا مولاي؟ عن هفواتهم ***وألطف بهم في كل أمر منزل
يا رب؟ واشملهم بعفو دائم كن ا**** رضيا عنهم رضا المتفضل
يا رب لا تترك وضيعا فيهم يا رب؟**** واشملهم بخير تشمل
فالشاعر كرر لفظة "يا رب" زهاء خمس مرات فلربما الشاعر يعتصر ألما بسبب بعده عنهم و
لكن قلبه دائما معهم بالدعوات.
ثالثا: مفارقة الثنائيات الضدية:
إن هذا النمط من التضاد يمكن الاصطلاح عليه بالتقابل الظاهر، وان علاقات المتقابلين في
هذا النمط علاقات اختيارية، بمعنى أنها تجد نزوعا لدى المنشئ نحو اختيار ألفاظ متضادة
بحكم الوضع اللغوي 29 وعند استق ا رئنا لقصيدة الباذلون نفوسهم للأمير عبد القادر تلمسنا نمط من
الثنائيات وهو التضاد.
أ التضاد: يمكن القول أن التضاد يعتمد الجمع بين كلمتين متضادتين في نحو تركيبي معين -
و يكون هذا التضاد استجابة لضغط المعجم المشترك على إمكانات التصرف الخاصة،
الأمر الذي لا يفسر على أنه عجز أو ضعف فني بقدر ما هو القدرة على الجمع بين
الت ا ركيب و الارتفاع بأدائها الدلالي 30 ، أي أن التضاد أسلوب من أساليب التعبير وهذا
التضاد يعود لعملية تداعي الألفاظ و المعاني و بهذا المفهوم سنحاول التعرف على مدى
فاعلية هذا النمط من الثنائيات المتضادة و قدرتها على إنتاج المفارقة في قصيدة الباذلون
نفوسهم للأمير عبد القادر وذلك في قوله:
أدي الأمانة يا جنوب؟ و غايتي ***في جمع شملي يا نسيم الشمال
وأهدي إلى من بالرياض حديثهم*** أزكى وأحلى من عبير قرنفل
تهدي إلى ط ا رئفها و ط ا رئفها*** ولطائفها بتعطر وتعسل
حاولت نفسي الصبر عنهم قيل*** لي مه إذا محال وبك عنه تحول:
كيف التصبر عنهم؟ وهم هم ****أرباب عهدي بالعقود الكمل؟
تفديهم نفسي و تفدي أرضهم*** أزكى المنازل يا لها من منزل
أيحل ريب الدهر ما عقودو؟ ***وكم حلت عقودي بالمنى المتخيل
أفدى أنا ليس يدعي غيرهم*** حثا العصابة والط ا رز الأول
يكفيهم شرفا و فخ ا ر باقيا**** حمل اللواء الهاشمي الأطور
قد خصهم واختصهم واختارهم ****رب الأنام لذا بغير تمعن
هم بالمدرج أحق لكن ربما*** ضاعت حقوق بالعدا و الذل
وكذلك في بيتين آخرين في قوله:
إن غيرهم بالمال شح و ماسخا ***جادو يبذل النفس دون تعلل
إن غيرهم نال اللائذ مسرفا ****هم يبتغون ق ا رع كتب الجحفل
نلاحظ أن التضاد شحن الأجواء في هذه الأبيات )جنوب*الشمال ماعقدوا*حلت عقودي -
شرفا*ذل، شح*مسرفا، ضاعت*جادوا، الحاملون*لم يحمل(
ب مفارقة الاستفهام: و يقصد به ما يستثيره أسلوب الاستفهام من شعور مفارق للمرجع -
العام في الكلام الاعتباري 31 ، و لقد أفاد الأمير عبد القادر في قصيدته الباذلون نفوسهم من
هذه الخاصية الأسلوبية في الاستفهام و التي من شأنها المساهمة في إعطاء الخطاب
الشعري سمته المفارق ومن ذلك قوله:
سهران ذو حزن تطاول ليله*** فمتى أرى ليلي بوصلي ينجلي؟
ماذا يضر أحبتي لو أرسلوا ***طيف المنام يزو رني بتمثل؟
وفي بيت أخر يقول:
كيف التصبر عنهم؟ ****وهم هم أرباب عهدي بالعقود الكمل
إن هذا الت ا ركم من الاستفهام في الأبيات السابقة يحمل المتلقي على المشاركة في الإجابة.
ت الرمز: لقد ارتبط الحديث في الصورة الشعرية في أغلب الد ا رسات الحديثة بالرمز -
الشعري لأن له فعالية في تشكيل الصورة الشعرية و جماليتها كماله طاقة إيجابية دلالية
يمكن للشاعر أن يستغله عندما تعجز العناصر اللغوية المألوفة أي اللغة العادية عن
التعبير كما يختلج في النفس فالزمر" أفضل طريقة للإضفاء بما لا يمكن التعبير عنه، وهو
معين لا ينصب للإيحاء" 4 وهناك من الباحثين صنف الرمز إلى صنفين حيث جعل الأول
حكاية رمزية وذلك بتوظيف رموز تاريخية أي الشخصيات تاريخية أما الثاني فيخص
الرموز الفنية فهي رموز كونية عماد و البحر و الليل، والشجر.... 32 وبناء على هذا
التصور أدرك الشاعر الأمير عبد القادر في قصيدته الباذلون نفوسهم بنوعية أي)الرموز - -
الفنية وحكاية الرمزية(، وبدءا بالرموز الفنية و في قوله ذلك:
يأيها الريح الجنوب أتحملي ***مني تحية مغرم و تحملي
وأقر السلام أميل ودي وانشري ***من طبيب ما حملت ريح قرنفل
خلي خيام بني الك ا رم و خبري**** أني أبيت بحرقة و تبلل.
وفي المقطع الثاني في قوله:
أدي الأمانة يا جنوب و غايتي**** في جمع شملي يا نسيم الشمال
وأهدي إلى من الرياض حديثهم ***أزكى وأحلى من عبير القرنفل
لقد وظف الشاعر في هذين المقطعين العلامات اللغوية و الق ا رئن الدالة على طبيعة المخاطب
و نذكر منها)يأيها الريح، أقر السلام، أنثري، تحملي مني تحية مغرم، خلي خيام، أدي الأمانة،
أهدي إلى من بالرياض...( وهذه الق ا رئن تحيل مباشرة تحيل مباشرة إلى أن المخاطب إنسان
أي ترمز إلى إنسان أما الرمز الحكائي فيتجلى في قوله:
يكفيهم شرفا و فخ ا ر باقيا حمل اللواء الهاشمي الأول.
وفي هذا البيت وظف الشاعر رم ا ز تاريخيا وهو أول من حمل اللواء الهاشمي وهو يشير لأول
لواء عقده الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لحم زة بن عبد المطلب:
فالشاعر هنا يعتزوا بفخر بتباعه و أصوله الهاشمية.
ث التجسيد: -
لكل المسحوبات جسم عاقلة كانت أم غير عاقلة فالعرض ليس حسبا و تجسمه يأتي على
سبيل الاستعارة و مصطلح التجسيد يسعى إلى جعل المعنوي حبيبا، فالجسم عالم لكل
المحسات، و الجسد خاص بالإناث فكأنما بالتجسيد نحول المعنوي المجرد إلى محسوس و قد
تضمن شعر الأمير عبد القادر في قصيدة الباذلون نفوسهم صو ا ر معنوية مجسدة 33، ومن ذلك
قوله :
يأيها الريح الجنوب أتحملي
مني التحية مغرم و تجملي
وأقر السلام أهيلي ودي وانشري
من طبيب ما حملتي ريح القرنفل
خلي خيام بني كلام و خبري
أني أبيت بحرقة و تبلل
جفني قد ألفا السهاد لبينكم
فلذا غدا طبيب المنام بمعزل
ثم ليلة قد بتها متحس ا ر
كمبيت أرمد في شقا و تملل
سه ا رن ذو حزن تطاول ليله
فمتى أرى ليلي بوصلي ينجلي؟
ما يضر أجينتي لو أرسلوا
طيف المنام يزورني يتمثل؟
كل الذي ألغاه في جنب الهوى
سهل سوى بين الحبيب الأفضل
نجد هذه الأبيات مفعمة بالتجسيد:
سهران ذو حزن تطاول ليله: وهنا جسد صورة تطاول الليل وهو معنوي لإلى شئ مجرد بلقطة
حزن لو أرسلوا طيف المنام: وهنا الاستعارة مكنية حيث يشبه الطيف بالشيء الذي يرسل
وحذف مر به وهو الإنسان و ترك لازمة من لوازمه و هي الفعل أرسل.
"كل الذي ألغاه في جنب الهوى" جسد الهوى و جعله في صورة الإنسان، وهي الاستعارة مكنية
حيث حذف المشبه به و شبه الهوى بالشيء الذي له جنب إذن فالتجسيد فضلا عن كونه
عنص ا ر تزيين الصورة فإنه وسيلة لتوضيح المعنى، وذلك بتجسيد المعنى.
وخلاصة هذا البحث أن الحنين في الشعر العربي عامة والشعر الجزائري خاصة ماهو إلا تعبير عما يدور في ذهن الشاعر وما يختلج في قلبه من أحاسيس مرهفة جياشة تحمل بين طياتها معاناة الشاعر وشوقه له,وهذا النوع من الشعر ظهر نتيجة عوامل منها نفي الشعراء خارج بلدانهم الأصلية وإما الهجرة للتكسب وهذا مثل ما حدث مع جماعة المهجر..
ــــــــــــــــــــــــــــــ قائمة المصادر والمراجع:
1صالح بشرى، الصورة الشعرية في النقد العربي الحديث، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1994 ، ص 19 .
2: ينظر على البطل ، الصورة في الشعر العربي ، دار الأندلس ، بيروت ، 1981 ، ط 2 ، ص 30 .
3 : ابن منظور ، لسان العرب، دار لسان العرب، بيروت، مادة )ص.و.ر( ، د ت ، ص 304 .
4 ابن عثمان عمر بن بحر الجاحظ ، الحيوان ، تحقيق و شرح عبد السلام محمد هارون ، المجمع العربي الاسلامي ،
بيروت ، ط 3 ،ص 132 .
5 : محمد ابن أحمد طباطبا العلوي ، عيار الشعر ، تحقيق و تعليق محمد زغلول سلام شا ، دار المعارف ، ص 7 .
6: ينظر ، محمد غنيمي هلال ، النقد الأدبي

7المصدر نفسه ، ص 287 .
8 : علي علي صبح، الصورة الأدبية تاريخ و نقد، ج 1 ، دار الأحياء للكتب العربية نص 149 .
9 : جابر عصفور ، الصورة الفنية في الت ا رث النقدي و البلاغي، بيروت، المركز الثقافي، ط 3 ، ص 392 .
10: سي دي لويس ، الصورة الشعرية.
11روز غريب ، تمهيد في النقد الحديث ، دار المكشوف ، بيروت 1971 ، ط 1 نص 192 - 193 .
12: علي العشيري ا زيد ، عن بناء القصيدة العربية الحديثة ، مكتبة الآداب القاهرة 2008 ، ط 5 ، ص 130 .
13: ينظر إلى: محمد حسين علي ، أصول البيان العربي رؤية بلاغية معاصرة ، دار الشؤون الثقافية ،بغداد ، 1988 ،
ص 93.
14: ينظر إلى: حسن غانم فضالة ، أنماط المفارقة في شعر أحمد مطر ، مقالة ، العدد 19 ، كانون الثاني 2013 ، جامعة
بابل مجلة كلية التربية الأساسية، ص 9 - 10 .
15: علي العشيري ا زيد ، مرجع سابق ، ص 104.
16: ينظر إلى: داحو آسيا، الايقاع المعنوي في الصورة الشعرية، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الد ا رسات الايقاعية
والبلاغية، جامعة الشلف 2008 - 209 ، ص 92 .
17: حسين نصار، القافية في العروض و الأدب، مكتبة الثقافة الدينية، 2001 ، ط 1 ، ص 34 .
18 : ينظر إلى: حسين نصار ، القافية في العروض و الآداب نص 34 .
19 : المرجع نفسه ، ص 34 .
20: يحي بو عزيز، الأمير عبد القادر ا رئد الكفاح الج ا زئري، دار العربية للكتب، تونس 1983 ، ط منفتحة و مزيدة، ص 153 .
21: محمد الأمير عبد القادر الج ا زئري، تحفة ال ا زئر في مأثر الأمير عبد القادر، ج 1 سيرته السيفية عني به، دار البخاري وا ربح
قادري، مطبعة تجارية غرزوزي و جاوشي الإسكندرية 1903 ، ص 531 .
22: ديوان الشاعر الأمير عبد القادر، جمع تحقيق، شرح و تقديم دحو العربي، قصيدة الباذلون نفوسهم، الج ا زئر العاصمة
الثقافة، ع 2007 ، ص 84 .
23: علي بن محمد بن محمد الصلابي ، سيرة الأمير عبد القادر قائد رباني و مجاهد إسلامي ، دار المعرفة بيروت ، د ط
ص 233 .
24: ينظر المصدر السابق، ديوان الأمير عبد القادر، قصيدة الباذلون نفوسهم، ص 84 .
25: حفيظة بن مزغنة، الصورة الشعرية في شعر عز الدين بسهوبي )مذكرة ماجستير( جامعة خيضر بسكرة، 2004 / 2005 ،
ص 84 .
26 : المرجع نفسه، ص 78.
27: المصدر السابق، الصورة الشعرية عند عز الدين مبهوين)مذكرة ماجستير(، ص 78
28: ين: ينظر: حسن غانم فضالة أنماط المفارقة في شعر أحمد مطر، مجلة كلية التربية الأساسية جامعة بابل، العدد - 10 ، كانون
ثاني، 2013 .
29 : المصر نفسه: حسن غانم فضالة، ظر: طه وادي: جماليات القصيدة المعاصرة، الشركة المصرية العالمية للنشر لونجان، ط 1 ، 2000 م، ص252.
30: أنماط المفارقة، في الشعر أحمد مطر، ص 253 .
31: المرجع نفسه، ص 253.
32: المرجع السابق: الصورة الشعرية عن عز الدين ميهوبي، ص 98 .
33: عثمان حشلاف الت ا رث و التجديد في شعر أبيات، ديوان المطبوعات الجامعية، الج ا زئر، 1989 ، ص
34:: htts://hisgeoislam.blogs pot.com/2016/03/01-2016 :htmt.
: 2017/02/2415:00 ساعة التصفح، تاريخ التصفح.
35: : ينظر: داحو أسية الإيقاع المعنوي في الصورة الشعرية محمود دروش نموذجا)مذكرة ماجستير(، جامعة حسيبة بن بوعلي،
الشلف، 2008 ، ص 135



#الواسع_محمد_اليمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنية ودلالة تشكيل المكان في رواية -أربعون عاما في انتظار إيز ...


المزيد.....




- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...
- كراسنويارسك الروسية تستضيف مهرجان -البطل- الدولي لأفلام الأط ...
- كيت بلانشيت تدعو السينمائيين للاهتمام بقصص اللاجئين -المذهلة ...
- المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ترفض عرضا من وزار ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الواسع محمد اليمين - صورة الحنين في الشعر العربي قصيدة -الباذلون نفوسهم- للأمير عبد القادر الجزائري أنموذجا .