أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!.....9















المزيد.....

البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!.....9


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 12:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تخلف البورجوازية المغربية :

و باستعراضنا لمسلكيات البورجوازية المغربية، نجد أنفسنا أكثر بعدا عن رصد معالم التقدم، و التطور، في ممارسة هذه البورجوازية، على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية. لأن هذه البورجوازية إن أرادت أن تتقدم، فإنها لا يمكن أن تكون كذلك، و لأن هذا التقدم في حالة حدوثه، فإنه لا يتجاوز أن يحصل على مستوى المظاهر الخارجية لهذه البورجوازية، التي تحاول، و بكل الوسائل الممكنة، و غير الممكنة، أن تقنع الجماهير الشعبية الكادحة، بأنها هي التي تقف وراء هذا التقدم، و التطور المزعومين، اللذين يعرفهما المغرب. و لذلك، نجد أن :

1) تقدمها الاقتصادي يندرج ضمن الانصياع وراء تعليمات صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، و المؤسسات المالية الدولية، و رهن مصير المغرب، بأجياله الصاعدة، بخدمة الدين الخارجي، و من أجل أن تصير الرأسمالية العالمية هي المتحكمة في مصير المغرب الاقتصادي، والاجتماعي، و الثقافي، و السياسي، متخذة من البورجوازية المغربية وسيلة، و واسطة، في نفس الوقت، من أجل تغلغل الشركات العابرة للقارات، في الاقتصاد الوطني، الذي يصير في ملك تلك الشركات، و بواسطتها يصير جزءا لا يتجزأ من النظام الرأسمالي العالمي، الذي يعتبر قبلة لبورجوازيتنا المغربية، التي تعتبر السيطرة الرأسمالية على الاقتصاد الوطني تقدما اقتصاديا، حسب مفهومها هي للاقتصاد الوطني المتقدم، و المتطور.

2) تقدمها الاجتماعي يصير رهينا بتقدمها الاقتصادي القائم على أساس التبعية للنظام الرأسمالي العالمي. و بالتالي، فالتقدم الاجتماعي يعني بالنسبة إليها: الالتزام بتعليمات صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، و المؤسسات المالية الأخرى، لجعل التعليم يخدم مصالح ذلك النظام، و الصحة في خدمته، و السكن وسيلة من الوسائل التي تساهم بشكل كبير في تكبيل المواطنين، و في الحد من القدرة الشرائية عندهم، حتى لا يقووا على تنظيم حياتهم، بما يتناسب و متطلبات الحياة الكريمة، التي تحترم فيها حقوق الإنسان الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و يصير الشغل غير وارد إلا في الحدود التي تحددها البورجوازية ، و الأجر الذي تحدده هي، و الذي لا يتناسب مع الواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي و لا مع متطلبات العيش الكريم.

3) تقدمها الثقافي، الذي لا يعني إلا تمجيد الماضي بكل قيمه المختلفة، رغبة في اكتساب الشرعية التاريخية، التي تفتقر إليها البورجوازية المغربية، و تمجيد الثقافة الرأسمالية الوافدة، و المنظرة لقيم الاستغلال الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي، من أجل أن تحتل البورجوازية المغربية مكانة مناسبة لدى البورجوازية الغربية، و لدى المؤسسات المالية الدولية، و من أجل اكتساب شرعية الإشراف على الاستغلال المزدوج للكادحين، و طليعتهم الطبقة العاملة.

فالجمع بين قيم ثقافة الماضي، و قيم الثقافة الرأسمالية، في شخصية البورجوازية المغربية، يعتبر من السمات المميزة لها، و المعبرة عن عدم قدرتها على أن تكون لها ثقافة خاصة بها، منبعثة من ذاتها، و منسجمة مع الواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، للمجتمع المغربي، بطبقاته المختلفة. و عجزها ذاك نابع من كونها لا أصل لها، و لا فصل، و لا تشبه سيدتها البورجوازية الرأسمالية العالمية، و لا ترقى إلى مستواها أبدا.

4) تقدمها السياسي القائم على أساس تزوير إرادة المواطنين، من أجل وصول البورجوازية المغربية، بمختلف فئاتها: الكبرى، و المتوسطة، و الصغرى، و بقطع النظر عن اصولها غير الطبيعية، إلى السيطرة على المجالس الجماعية، و على أغلبية البرلمان، أو على البرلمان ككل بفصليه، المؤيد للحكومة، و المعارض، من أجل تسخير الموارد الجماعية، و الوطنية، لخدمة مصالح البورجوازية، و في إطار ما يسميه المناضلون الشرفاء بديمقراطية الواجهة، التي لا تعني الشعب المغربي في شيء، بقدر ما هي موجهة إلى الجهات الخارجية، حتى يتم اعتبار المغرب محترما للممارسة الديمقراطية.

فالتقدم الذي تسعى البورجوازية المغربية إلى تحقيقه، لا يهم تطور التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية المغربية في الاتجاه الصحيح، بقدر ما يهم إيجاد سبل غير شرعية، و غير قانونية، لإحداث تراكم رأسمالي هائل لدى هذه الطبقة، و دون أن ينعكس ذلك على التنمية الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و على مستوى عيش الشعب المغربي، و على مستوى التشغيل. لأن كل ذلك غير وارد في عرف، و في تقليد، و في عادة، و في ممارسة هذه البورجوازية. و لذلك فمسلكيتها اللاديمقراطية، و اللاوطنية، هي التي تقف وراء :

1) غياب تنمية حقيقية: اقتصادية، و اجتماعية، تؤدي إلى وجود حركة اقتصادية رائدة، تمكن من تشغيل العاطلين، و تعمل على تعميم التعليم على جميع أبناء الشعب المغربي، و تساعد على تمكن جميع الأسر من الحصول على سكن لائق، و توفر لجميع المرضى إمكانية العلاج المجاني، و تضمن لكل عامل، أو مستخدم، دخلا يتناسب مع متطلبات العيش الكريم. مما يجعل سواد الكادحين، يعيشون البؤس على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، لينغمسوا، بسبب ذلك، في القهر، إلى ما لا نهاية. ذلك الانغماس الذي يستغله مؤدلجو الدين الإسلامي، الذين تمولهم البورجوازية المغربية، حتى يلعبوا دورهم في تضليل الكادحين، و جعلهم يعتقدون أن حل مشاكلهم لا يكون إلا دينيا.

2) رهن الاقتصاد المغربي بإرادة المؤسسات المالية الدولية، و استجابة لتعليمات تلك المؤسسات، و جعل القطاعات الإنتاجية الأساسية في البلاد، مباحة للشركات العابرة للقارات، حتى تصير البلاد مملوكة عمليا للمؤسسات المالية الدولية، و للشركات العابرة للقارات. و الشعب المغربي إنما يعمل على خدمة الدين الخارجي، و مستغل من قبل الشركات الأجنبية، و من قبل وسيطها المتمثل في البورجوازية المغربية، التي لا تحتفظ بما تحصل عليه من ثروات في البلاد، بقدر ما تهربها إلى حساباتها في الأبناك الخارجية، بل و تعمل على استثمار تلك الثروات في الدول الأجنبية، حتى تدر عليها المزيد من الأرباح، بدل أن تستثمرها في مشاريع مغربية، تؤدي إلى تشغيل العاطلين، الذين يتزايدون سنة بعد سنة.

3) استمرار التخلف الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي، كنتيجة لمسلكيتها الاقتصادية، و الاجتماعية، التي تؤدي إلى استمرار الفقر، و المرض، و الجهل، و الأمية، و غير ذلك، مما يعبر عن مدى تخلف العقلية البورجوازية، التي لا يهمها إلا ما تجنيه من فوائد، عن طريق استغلال الكادحين على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و بعد ذلك، فليذهب الكادحون إلى الجحيم، ليستمروا في معاناتهم من الفقر، و الجهل، و المرض.

4) المغالاة في البذخ، على مستوى السكن، و الألبسة، و الوسائل، و الأكل، و الشرب، و غير ذلك مما يحتاج إليه الناس في حياتهم اليومية، في الوقت الذي يحرم فيه الكادحون، الذين تتكون منهم غالبية الشعب المغربي، حتى من الحصول على قوتهم اليومي، بسبب عمق الاستغلال، و نظرا لكون معظمهم يعيشون تحت عتبة الفقر.

و لذلك فالمغالاة في البذخ، الذي تمارسه البورجوازية المغربية، في حياتها اليومية، ينم عن تحريك اليأس في نفس الكادحين، و تنمية ذلك اليأس، و جعل الطبقة العاملة، بالخصوص، تزداد خضوعا، حتى تحافظ على مناصب عملها، التي قد تفقدها، في حالة مطالبتها بتحسين أوضاعها المادية، و المعنوية، نظرا لجيوش العاطلين التي تتلظى جوعا، و قهرا، و مرضا، و جهلا، و ترديا اقتصاديا، و اجتماعيا، و ثقافيا، و سياسيا.

5) إفساد الحياة السياسية: الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و الإدارية، التي صارت رهينة بما تقتضيه مصلحة الطبقات البورجوازية، التي لا تكون محكومة إلا بما يحفظ مصلحتها، و ينمي تلك المصلحة، و يجعل جميع أفراد المجتمع في خدمتها، بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، لتبقى الجماهير الشعبية الكادحة معانية من انعدام دستور ديمقراطي، و محرومة من إجراء انتخابات حرة و نزيهة .. و راضية عن تخبطها في ممارسة مختلف الأمراض الاقتصادية، من أجل أن تحافظ على حياتها الاقتصادية، و الاجتماعية، وحتى تضمن استمرار وجودها. لأن تخلف البورجوازية المغربية، مرتبط ارتباطا جدليا بذلك الإفساد، و لأن وجودها في الأصل قائم على ذلك، و لأن استمرارها في الاستغلال الهمجي للمغاربة مرتبط بكل أشكال الفساد القائمة في الواقع.

و لذلك فنحن عندما نتكلم عن البورجوازية المغربية، لا يمكن أن نتكلم عن الطبقة البورجوازية المتقدمة، و المتطورة، و الأصيلة، بقدر ما نتكلم عن طبقة ذات أصول إقطاعية، اقتصاديا، و إيديولوجيا، و سياسيا، و تابعة، و غير ديمقراطية. و هو ما يعني الاستمرار في إنتاج التخلف، و تجديد ذلك التخلف، و جعله متخللا لكل المجالات، و كل مناحي الحياة، مما يجعل الأجيال المغربية تعاني من هذه الطبقة، و من سياستها، و من مؤسسات حكمها، التي تعتبر مفرخة الفساد المنتظرة، و غير المنتظرة.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...


المزيد.....




- وكالة حماية البيئة الأمريكية تحذر من زيادة الهجمات الإلكترون ...
- عمدة نيويورك يبرر رد الشرطة العنيف على متظاهرين مؤيدين لفلسط ...
- في الذكرى السابعة والثلاثين لمهدي عامل، المفكر والقيادي الثو ...
- “مياه المنيا” تنهي تعاقد 5 موظفين بعد المطالبة بالتثبيت
- أمن الدولة تجدد حبس عمال المحلة 15 يوم
- للمطالبة بالتثبيت.. اعتصام موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسوان
- في ذكرى استشهاد مناضل حزب العمال الرفيق نبيل بركاتي: قراءات ...
- آلاف المتظاهرين في بروكسل يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل
- الحراك الثوري الجنوبي يعيد هيكلة المجلس في مديرية الضالع وين ...
- مظاهرات في عدن بجنوب اليمن تنديدا بانهيار الأوضاع المعيشية و ...


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!.....9