أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - سماء سنجار ومياه الأهوار














المزيد.....

سماء سنجار ومياه الأهوار


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 18:36
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


سماء سنجار ومياه الأهوار
نعيم عبد مهلهل

مر عام على سقوط ( شنكار ) معقل الغرام الايزيدي والمدينة الاكثر توطينا لأحلام ديانتهم ، عام نالت منه ( سنجار ) مالم تنله مدينة في التأريخ الحديث من فصول السبي والذبح وإعادة حكايات الجواري في زمن الخلفاء والولاة والسلاطين .
واليوم واستذكارا لآهة الحزن الوطني من أجل مأساة ( شنكار ) وأهلها ، أستعيد فصول ذكريات المحبة مع أصدقائي الأيزيدين.
بعاذرا قرية يسكنها خليط من الكرد الأيزيدين والمسلمين ،لكن الأغلب هم من الأيزيدين وهي من قرى قضاء الشيخان في لواء الموصل التي ألحقت أدارياً مع لواء دهوك بعد عام 1991.
هذا موجز المكان الذي احتفظ فيه بخيالي لثلاثة صور هي من بعض سحر وجمال الذكريات التي تركناها خلفنا .
الأولى لصديقي الأيزيدي في وحدتي العسكرية أيام حرب الشمال والمسمى ( جبل نافخوش حسو ) من أهالي مدينة سنجار ، طيب القلب وله بنية جسدية هائلة في التحمل إخضاع البغال الى الهدوء حين ( تحرن ) ، لم يلمسَ حرف هجاء بأصابعه طوال عمره ، لأنه عاش كل حياته يزرع البطيخ في قريته الواقعة في سفوح جبل سنجار ولم يذهب الى المدينة إلا عندما تمت دعوة مواليده الى خدمة العلم.
الصورة الثانية : صورة تحسين فايق ججو ، النادل في نادي الموظفين بقضاء الجبايش جلبهُ المتعهد المسيحي السيد جورج بنيامين ، وكان تحسين صورة لبراءة وجمال الوجه والحركة ، وكنا نسميه ، ( تحسين تعالْ يا ورده ) وهي عبارة دلال طفيف اكثر ما يستخدمها الناس للمجاملة . وكان يتقبلها بابتسامة وبراءة فهو مثل جبل نافخوش حسو لم يتلمس حرف هجاء بين اصابعه.
الصورة الثالثة هي للرجل الايزيدي والمتعلم ( حاجي صبري ) الذي استضافنا في بيته بكرم غريب يوم حطَ رحالنا في قرية بعاذرا لعمل اردنا فيه انا وصديقي الحاج عباس ايصال هاتف الثريا الذي ارسله لهم ولده ( مردان ) المغترب في السويد.
وحاج صبري الذي سبق له أن زار الناصرية ويعرف أصدقاء له اشتغلوا متعهدين في نواد اجتماعية وتحدثوا له كثيرا عن البساتين والنهر وضفاف الاهوار ، وما يحتفظ به :أن طيبة أهل الأهوار معروف عنها هنا بين قرى الكرد وهو سعيد بأن يستضيفنا في بيته ويشكرنا لعناء طول مئات الأميال حتى نوصل له الأمانة التي أرسلها له ولده .
كانت ليلة رائعة تحت سقف النجوم في سطح بيت حاج صبري في قرية بعاذرا .
أجمل ما في الحديث هو اكتشافي أن الشاب ( تحسين ) الذين كان يداري امزجتنا في ليل نشوة الحنين الى الكأس وماعون الباقلاء وصوت أنت عمري المنبعث من الراديو الفيليبس الكبير في قاعة النادي هو من أبناء بعاذرا .
قلت بفرح : وأين أجده الآن ؟
قال حجي صبري : من زمان التحق مع البيشمركه ، وحين كبرَ حمل جسده وعبر الحدود الى تركيا مع عائلته ومن هناك لجأ الى المانيا.
ضحكت وقلت : يا لهذه الطيور ، كم تطوي من المسافات والذكريات . من سماء بعاذرا ، الى مياه الأهوار ، الى ثلج أوربا.؟
واليوم اعيش ايضا محطات غربتي في ذات الامكنة التي لجأ اليها تحسين ، وتسكنني رغبة عجيبة لأراه واستعيد معه ازمنة براءة عبارة ( تحسين تَعالْ يا وِرده ). لكنني لم اعثر عليه الى اليوم ، وكل يزيدي اصادفه في محطة قطار أو مجلس ثقافي ، أسأله وبلهفة : هل تعرف ايزيدياً أسمه ( تحسين فايق ججو).؟



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( سنجار من دون طاووس وقيثار )
- مطار لجراد الأهوار
- احاديث ليل الزعفران
- الطفل ونهد الدمية
- أكتاف خالتي بنية
- دراويش الأهوار
- صَباغُ ثيابُ الحُزن
- الدراعة الانجليزية
- محمد الجزائري ( قطار البصرة ساعة 11 )
- الوصيُ وداخل حسن
- دموع ليلة الجمعة
- مليون عريف ومدينة واحدة
- الحلة والدلة
- براغيث قطار طوروس
- يامن بقيتم هناك ( أذكرونا )
- فرارية أثينا
- دشداشة لحية ابن صباح
- العيد وأرجوحة ارمسترونغ
- الإسكندر ينتظرُ البرابرة
- عمتي لميعة توفيق


المزيد.....




- لدرجة لا يمكن التعرف عليها.. شاهد مقدمة حفل تخطئ بشدة في نطق ...
- مسؤول أمريكي يكشف عن أهم مطلب لولي العهد السعودي خلال اجتماع ...
- إطلاق النار على فلسطيني عند نقطة تفتيش إسرائيلية قرب القدس
- عوامل جذب جديدة.. آخر صيحات الموضة على شواطئ السعودية
- باير ليفركوزن يطمح إلى -غزو الكرة الأوروبية- بعد تسيد البوند ...
- نائبة مصرية: مشاركة القطاع الخاص -يوم أسود في تاريخ الصحة ال ...
- سياسية ألمانية تنتقد استراتيجية بلادها تجاه أوكرانيا: ستدفعن ...
- مسؤول دفاعي ردا على دعوة سموتريتش للسيطرة على جنوب لبنان: هل ...
- هنغاريا.. اصطدام سفينة مع  زورق في نهر الدانوب يسفر عن مقتل ...
- علييف يرفض تدخل الدول غير الإقليمية في شؤون جنوب القوقاز


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نعيم عبد مهلهل - سماء سنجار ومياه الأهوار