|
الكفتة أكثر الأكلات المستهلكة بشراهة
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 17:22
المحور:
المجتمع المدني
كفتة لمعلم ادريس*" الكفايتي*" نموذجا!! من يمر من فاس الجديد مساءً، يعرف أنه ليس حياً، بل مدينة جديدة ، تمرد على أسوار المدينة القديمة ، بنشأته التاريخية، ليكون مدينة للمهاجرين إلى فاس من كل جهات البلاد ، وليس مدينة للفاسيين ، وليتحول فما بعد ، لسوق لهم ، اكتسبت شهرة تجارية تنافس الأسواق الأخرى لمدينة فاس والإقليم ، بل وشكّل أكبر تجمع تسويقي مسكون حتى الثمالة بهواجس البيع والشراء في الملابس والأحذية المواد الغذائية والمأكولات التي يقبل عليها المستهلكون بشراهة ، ومن بينها جميعا "الكفتة" التي انتشر محلاتها على طول الحي وعرضه .. فإذا أنت ولجت باب السمارين المعلمة التاريخية ، الذي يمر منه كل الوافدين لأسواق فاس الجديد ، ومررت من أسفل سقفه الشاهق العلو ، فستجد واحد من أقدم حوانيت "لكفايتية" التي حظيت بشهرة واسعة في الحي وخارجه في مدينة فاس ، حيث يأتيه عشاق الكفتة المتميزة اللذيذة من كل حدب وصوب ، حث تجذب إليه أدخنة شوائه المعطرة بالروائح المنسمة بالبهارات العبقة من مشواة "الكفته" ، بكل يسر وسهولة ، العابرين والسائحين من كل الفئات والأعمار إليه ، قصد التلذذ بطعمها الشهية ونكهتها المتميزة ، وكثيرا ما يعتبر الناس خطأ أن ذاك هو حانوت با ادرس "لكفايتي ". لكن العارفين بخبايا الأكلة وأذواقها من ساكنة الحي والمدينة وزوارهما الكثيرين ، عادة ما يتوغلون داخل الشارع الكبير لفاس الجديد إلى محاذاة "قبة السوق" حيث حانوت با ادريس "لكفايتي" الذي ورث المهنة قبل نحو 60 عاماً مضت ، ليزدردوا "الربوعة" و"النصوصة" المملوءة بالكفتة المشوية على الفحم المتوهجة في مشواة فحم تقليدية ، التي وضعت على الجهة اليمنى من واجهة الحانوت الصغير ، الذي لا يتوقف صاحبه با ادريس عن هبر حفنات صغيرة من كثلة اللحم المفروم المكوم على رخام أبيض مبسوط أمام الزبائن ، تم يضغطها بكفه ، في حركة يد لا تتوقف عن الانقباض والانبساط بخفة وبراعة ، لتثبيت أصابع الكفتة على قضبان حديدية داكنة ، التي يصففها فوق النار ، ثم يضعها بعد أن تنضج ، في أنصاف الخبز البلدي اللذيذ ، ليقوم مساعده "بابا" بتقدمها للزبائن ، الذي لا تفرغ منهم حانوته ، العابرين منهم والمدمنين من مشاهير الحي وأعيان المدينة من والجمعويين والسياسيين والفنانين والراضين ، وعلى الخصوص "لكوايرية" محبي بـالوداد الفاسي "الواف" فريق ساكنة الحي المحبوب ، والذين اعتادوا التردد على حانوت با ادريس للتمتع بكفتته والتحدث عن شؤون الكرة ومشاكلها ، لأن ابا ادريس من المهتمين بـ "الواف"، بل هو احد مؤسسيها .. لم يكن بيع الكفتة حكرا بفاس الجديد ، على "با دريس الكفايتي" "فقط ، فقد كان ، ولازال ، هناك حوانيت كثيرة ، وإن كانت لا ترقى إلى جودة "كفتة" با ادريس ، وتبيعها بأسعار جد متدنية ، تنضاف إليها عربات المأكولات السريعة ، التي يجوب بها أصحابها في الأسواق وأبواب المدارس والسينمات والحدائق العامة، لتقديم ، هي الأخرى ، إلى جانب "الصوصيط " النقانق ، الكفتة المشوية ، التي لا أحد يعرف مصدرها ، ويشك في ماهية اللحوم التي فرمت لتتحول إلى كفتة.. وفي ظروف لا تحترم قواعد النظافة وشروط الصحة . ورغم أن هذه الأكلة وغيرها قد تشكل خطرا على صحة المواطنين إلا أن المستهلكين يقبلون عليها بقوة نظرا لرخص ثمنها ، نظرا للظروف الاقتصادية التي تعيشها الأغلبية الساحقة منا * اسمه :امحمد البلغمي الملقب ب¨ (ولد المعلم ادريس ) وليس هو المعلم ادريس بل ولد المعلم ادريس لكفايتي وهو احد مؤسسي فريق الوداد الفاسي. *هو الذي يفرم اللحم ويبيع الكفتة ، مشوية كانت أو نيئة . حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آيات القرآن الكريم نغمة للهواتف المحمولة !!
-
الاعتياد على الشيء يفقد الشعور بوجوده !!
-
ذكريات العيد التي لا تبلى ..
-
إنما هي قضية أخلاقية بالمقام الأول !!
-
تشابه الفكر الظلامي واختلاف طرق تصريف المواقف..
-
ليس محض صدفة انتشار المرجعية الفكرية الظلامية على امتداد الب
...
-
مقابرهم ومقابرنا ؟؟ -المقابر المَشَاهد-cimetières paysage نم
...
-
ظاهرة التطوع لنشر حب المطالعة وثقافتها..
-
شياطين الإنس أشد ضررا من مردة الجن ..
-
على هامش تكريم مولاي مسعود
-
رحيل نقابي متميز ..
-
الجنين إلى الطفولة !!
-
الاعتذار للأقوياء الذين يتحملون مسؤولياتهم ...
-
استديو -باب جنان السبيل طالع وهابط- بفاس الجديد ..
-
مراسلة عاجلة تكريم المقاوم مولاي مسعود اكوزال
-
قصص سائقي الطاكسي بباريس 2 ..
-
مسلكيات مجتمعية مناقضة للفطرة السليمة والذوق الرفيع ..
-
قصص سائقي الطاكسي بباريس ..
-
إلغاء منصب الوزير من الحكومات .
-
صبيحة يوم جميل في إحدى ضواحي باريس .
المزيد.....
-
الأونروا: نزوح 630 ألفا من رفح
-
الأمم المتحدة تشكو -نقصا كارثيا- للمساعدات المخصصة للسودان
-
الأمم المتحدة تفضل الطرق البرية على الرصيف العائم لايصال الم
...
-
تقرير: القوات الإسرائيلية تواصل نشر لقطات مسيئة لمعتقلين فلس
...
-
السودان.. الأمم المتحدة تحذر من تصاعد العنف في الفاشر
-
الأونروا: عدد النازحين من رفح تجاوز 630 ألف فلسطيني
-
-الأونروا- تكشف أعداد الفلسطينيين الذي أجبروا على الفرار من
...
-
ما الذي نعرفه عن احتجاجات المحامين في تونس بعد حملة الاعتقال
...
-
إصابة شابين واعتقال آخر وإحراق شاحنة في الضفة الغربية
-
اصابة فلسطيني واعتقال اخر خلال اقتحام قوات الاحتلال شرق نابل
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|