مازن الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 23:33
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
قبل قليل كنت اتابع,,وبقلب يعتصره الألم ,مشاهد من تشييع ,الصحافي عمارغالب الشابندر,والذي استشهد,نتيجة عمل تخريبي جبان,في وسط بغداد,وبالقرب من المنطقة الخضراء شديدة التحصين,,ويقينا ان الشهيد عمار, لن يكون الأخير,في قوافل الشهداء التي لاتنقع,حيث ان البلد لازال يعيش على كف عفريت,,كل حال فيه متوقع,الاحالة الاستقرارالأمني!والسبب واضح وجلي لمن يهمه البحث عن الحقيقة,وهو:ان الحكومة العراقية هي ابعد مايكون عن كونها حكومة,بل كيان هزيل بائس,,ونتاج لعملية سياسية مفبركة فرضت على العراقيين من اجل سحق شعبهم وتدميربلادهم خدمة لاهداف واجندات سياسية,لاشك ان تلك العملية تمت بتدليس ,واضح,صورت للاخرين ان العراق اصبح بلدا ديموقراطيا ,صوت الشعب فيه على دستوره,وانتخب برلمانه,بشكل حر!,وخوله بذلك تشكيل حكومة!رغم ان الحقيقة واضحة وهي ان كل تلك العملية لاتتعدى تنفيذ لمؤامرة تستهدف حاضرومستقبل الشعب العراقي برمته,وكما قال الرصافي(علم ودستورومجلس امة!وكل عن المعني الصحيح محرف!) لقد كان واضحا ان قيادة الدولة سلمت لايادي مدربة ومهيئة,لنثروزرع وتغذية التعصب الاثني والقومي والطائفي,,في بلد عاني لعقودمن اقسى الأنظمة الديكتاتورية,وانتهى فجأة بهجمة أمريكية شرسة,وبحجة ثبت بطلانها,لاحقا ,اسقطت صدام,وفتحت الباب فورا للشعب لينتخب برلمانا وحكومة,رغم ان كل عاقل يدرك,ان شعب العراق كان يعاني من الامية السياسية وعدم فهم االاساليب والمتطلبات والمواصفات المفروض توفرها لدى المشرع اوالحاكم,وكان من الواضح ان المواطن البسيط لن ينتخب الا رجل الدين او شيخ العشيرة,وهذا ماحدث فعلا,ولأنه من المؤكد ان لااحد بمثل تلك المواصفات يمكن ان ينجح في إدارة دولة كالعراق,خصوصا بعد ان حطم الاحتلال بينيتها التحتية,وحل اجهزتها الأمنية,فقد اصبح من البديهي ان تأتي مجاميع سياسية من قادة الأحزاب الاثنية والطائفية,ومن الدجالين الذين,يدعون التدين والورع,و يجيدون الخطابة وإقناع المقابل ,,بطروحاتهم وبرامجهم الخيالية! بينما هم اخر من يستطيع إدارة دولة او تنفيذ أي وعد,بالاصلاح والبناء,والاسوأ ان غالبيتهم العظمى كانوا من الفاسدين,وشداد الافاق,التهوا بالنهب والسلب وغسل الاموال,وتركوا الباب مفتوحا لكل أنواع الإرهاب السياسي والسايكولوجي,وسلموا الوطن للحرس الإيراني الثوري الذي عاث بالعراق,وسلح وشجع المنظمات الإرهابية على العمل بحرية,,حيث,ان الإيرانيين وجدوا في ضعف الدولة وتواطء قادتها معهم فرصة لافراغ مافي صدورهم من حقد دفين على شعب العراق,وجيشه الذي غلبهم واذلهم في حرب ال8سنوات,,لذلك فقد ضاع العراق وسقط اسيرا بين مطرقة داعش وسندان حرس ايران الثوري,وفي تواطء مشبوه من قبل الولايات المتحدة,والتي تبين ان لها اهداف ستراتييجية غيرمعلنة من احتلال العراق,وكل الدلائل تشير الى انها مرتاحة من الحرب الاهلية,والصراع بين المجموعات الإسلامية المتطرفة,وانها تنتظرفرصة لجرايران الى فخ قاتل كما فعلت مع صدام,,البعض بزعم ان داعش ليست الا مجموعة من العصابات التي استغلت الخلافات ,وضعف الدولة واستطاعت فرض سيطرتها على حين غفلة,وانها لابد زائلة في الزمن المنضور,,لكن الحقيقة انها تنفذ مشروع ستراتيجي ومرتبطة بقيادة ,ذكية ومتمكنة وقادرةعلى دعمها,وتتلقى تمويل ومساعدات فنية من جهات مشبوهة,ولااستبعد ان يسقط كل العراق,تحت سيطرة خلاياها النائمة,,لذلك فلا اعتقد ان هناك حل لمعظلة العراق عامة وداعش خاصة,الا بزوال السبب الذي اوجد داعش ونماها وقواها,,وهو العملية السياسية الخاطئة,,وعدم وجود الشخص المناسب في مكانه المناسب,,خصوصا القوات المسلحة التي بنيت بشكل فوضوي,وبلاأساس,وبعدحل الجيش القوي,وتأسيس جيش ضعيف الخبرة طائفي النزعة,فاقد للعقيدة,حيث ان جميعه من المتطوعين الذين التجؤا الى التطوع هربا من البطالة والجوع,وبعد ان جرى حل الجيش النظامي والاستغناء عن الضباط المحترفين,ورميهم في الشوارع,فكانوا صيدا سهلالكل المنظمات المعادية للحكم الجديد,حيث اعادواتنظيم صفوفهم ,في منظمات مقاومة ,ومنها داعش,ولأن المنطق لابد ان يتغلب,فقداستطاعوا اكتساح الجيش الجديد وتكبيده خسائر فادحة وهزائم مخزية, لقد ارتكبت القيادة العراقية خطئا فادحاعندمااستغنت عن خدمات الضباط الكبارالمحترفين,حيث جرى الاستغناء عنهم ,وابدلوا بمجموعة من الميليشياتالعديمة الخبرة,وامتلأ الجيش بعناوين كبيرة ورتب مهمة ,ومناصب عليا,,شكلا,,لكن المضمون كان فارغا تماما,,فادى ذلك بالضرورة الى شلل الحكومة وسقوط البلد في دوامة من العنف والتخريب,ولأن الخبرة مهمة فقد نجح قادة الجيش السابق في الحاق هزيمة منكرة بالجيش الحالي,خصوصا في حزيران الماضي حيث استطاع داعش,,الذي هو واجهة للجيش السابق,ان يجتاح مايقارب من ثلث مساحة العراق خلات عدة ساعات,وا لحق بالجيش الحكومي هزيمة منكرة لم يسبق لها مثيلا في التاريخ,والاسوأ ان تلك القوات تركت أسلحتها وتجهيزاتها غنيمةللعدو,,مما ساعده على التقوي والانتشار وكسب مؤيدين من كافة انحاء العالم’لذلك فان بقاء نظام الحكم على هذه الشاكلة,معناه استمرار العراق بالتدهور المطرد,وفناء البلد,لكن السرال الأهم هو:هل هذتهو قدر العراق والعراقيين؟والجواب,,لا
لكن ,,هذا ماسأطرحه في مقالة لاحقة
#مازن_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟