|
الفلسفة هي إكسير الحياة
هيثم بن محمد شطورو
الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 15:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الفلسفة وحدها من شأنها أن تـقـتـلع العنف من جـذوره. واجه سقراط من حكموا عليه بالإعدام بتـشبثه بالحقيقة و إقباله على تجرع كاس السم القاتل، و بدل أن يكون مجرما بتهمة إفساد الشباب تحول إلى شاهد و شهيد تخليد الشباب عند الإنسان. فـفعل التـفكير الفلسفي القائم على اعاداة إنتاج الدهشة دوما، و بالتالي طرح السؤال"لماذا" دوما، و التوجه إلى الأشياء بعـدم طمأنينة بل بالتساؤل النقدي الدائم فيها، وجه العقل الإنساني نحو النشاط الدائم، و راكم تجربة من الوعي تكون حية دائما بما أنها تـثور دوما على كل جاهـزية في الفهم و على كل حكم قيمي متكلس سواء في الأخلاق أو الدين أو السياسة أو المعرفة العلمية.. من هنا فالفلسفة شباب دائم و دليل ذلك أن المشتغل بالفلسفة تجده دوما شابا و إن كان في السبعين من عمره، و تجد نظراته متيقـظة و تجد تـوثبا دائما كأنه في مطلع العشرين من عمره.. ذاك أن الوعي هو المحدد الرئيسي لجل ما في الإنسان و بما في ذلك حالته السيكولوجية و الفيزيولوجية. و لعمري انها لاكبر فائدة للإنسان أن يمتلك صحته النفسية و البدنية و لن يتوفر ذلك بالأموال و إنما بالوعي الفلسفي لأنه يفرض دوما نـقدا و إنتاجا جديدا للأفكار و بالتالي حيوية للأفكار و الخلايا في المخ و بالتالي في كامل الجسم.. و يجد المشتغل بالفلسفة و المفكر بها، دوما سعة في التـفكير تخول له دوما تـفهم الأشياء و الظواهر. و بالتالي قـدرة على التبرير و على الإحاطة بمختـلف الأبعاد و تعمقا من شانه أن يحول اتجاه الظواهر و الأشياء، لان الفلسفة تـقوم على ثـقة في العـقل الإنساني و بكونه أكثر الأشياء قسمة عادلة بين البشر، هذه القسمة العادلة من حيث الأساس و لكن من حيث الاستعمال تختلف و تتطور، و هنا فلكل إنسان إمكانية التـفكير الفلسفي القائم على محاورة الذات و محاورة الآخر..الذات التي تغدو رقيـبا على نفـسها بحرية على أساس الاقـتـناع الذاتي بالفعل من عـدمه، و الآخر الذي يغـدو ليس إلا أنا ممتـد و متوسع في كائن و جسد آخر. ساعـتها يحـرص الـفـرد على آخره كما يحرص على نـفـسه و تـزول كل مظاهر الأنانية الضيقة و كل مظاهر التخلف الناتجة أساسا عن التـفكك بين الأنا و الآخر. فمثلا لن تجـد من يلقي بقـذاراته المادية و المعنوية في الشارع لان الشارع يصبح بـيته.. و هنا يتأسس مبدأ الصدق و المواجهة بالذات كما هي أمام الآخرين، و تـتم النقـلة من مجتمع النـفاق و الزيف الى مجتمع المصارحة و المكاشفة و بالتالي الحب و الشفافية و الطمأنينة بين المواطنين.. فلا من مدنية حقيـقية بدون وعي فـلسفي.. و هنا نكون أمام ما يسمى بالمثـقـف، و هذه الصفة يمكن أن تـنـتـشر إن أصبحت الفلسفة إماما للجميع و شراحها في كل المنابر و الاشتغال بها في كل المجالات، لان عمق كل معرفة هو الفلسفة، بما أنها عمق الثـقـافي و المعرفي و من الممكن أن تكون عمق الاجتماعي و السياسي.. ساعـتها فقط يمكننا أن نؤسس دولة سعيدة و مجتمعا سعيدا.. لكن حذار فمن لم يكن شجاعا لا ترضى به الفلسفة عـشيقا... شجاعة التـفكير الحر و شجاعة التساؤل و شجاعة الإقبال على المغامرة الـفكرية التي تؤدي بك حتما إلى الحيرة، و لكن شرف الإنسان أن يقف على عـتبة الحيرة و لا يتراجع إلى مربعات الغباء و الجهل و القتـل للوعي و الروح و الجـسد.. و ليس من جـديد القول أن الثورة الحقـيـقية ليست إلا ثـورة المعرفة على الجهل و بالتالي ثورة ثـقافـية و هذه الأخيرة لن تكون حـقيقية إلا إن كانت فلسفية.. ليس من مجتمع سعيد و لا من بلد سعيد يؤسس فعلا للتواصل و الحوار و الإبداع في كل المجالات بدون فـلسفة و تـفـلسف و تـثـقف تـفكري فلسفي.. أما الثـقافـة المهرجانية هذه فهي ضحك على الذقـون و تواصل للاستهتار بالعـقـل الإنساني. إنها ثـقـافة السلطة و تبا لكل سلطة في حضرة آلهة الحكمة. هـيـثـم شـطـورو
#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دائرة الإسلامي الجحيمية
-
انك في عصر الإنسان العالمي
-
ماذا يخفي العنوان الداعشي؟
المزيد.....
-
مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
-
أزمة مشتعلة بين الصحفيين والأوقاف المصرية والأخيرة تبحث قرار
...
-
لِيلي غرينبرغ.. مسؤولة يهودية استقالت من إدارة بايدن احتجاجا
...
-
فيديو.. فلسطينيو 48 يشدّون الرحال إلى المسجد الأقصى
-
“انسي الملل وفرحي عيالك” ضبط ترددات قناة طيور الجنة على جميع
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
-
مصر.. سورة بالقرآن يستشهد بها نجيب ساويرس: -تعارض أن الدين ع
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف هدف حيوي في إيلات
...
-
-المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف -هدف حيوي- في إي
...
-
موقع أميركي: ما الهدف الحقيقي للأحزاب الدينية في إسرائيل؟
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|