فريد جلَو
الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 15:54
المحور:
كتابات ساخرة
في طريقي الى مجلس العزاء الذي ذكرته في الجزء الاول , غبطت نفسي على ذكائي وسرعة بديهتي للخروج من مأزق كدت ان اقع فيه وكل منَا يحتاج لتبرير تصرفاته واستزدت في التبرير فماذا كنت سأفعل لو تقدمت لشاب اصافحه واهنيه بالعيد واقرأ في عينيه انه محبط ويفكر في الانتحار , او شابا اخر يسترسل في الحديث معي مقدما مؤهلاته طالبا منَي ان اساعده في الحصول على وظيفة وانا لا اعرف حتى ساعيا في بريد احد مكاتب الوزراء , او اخر يطلب مني باستجداء ان اتمكن من ان اساعده في الحصول على قطعة ارض وقرض بسيط لبناء برجا لحلم حياته , ها انا اقف بالقرب من مكان مجلس العزاء تقدمت بخطوات ثابتة نحو ( صدر المجلس ) كما يكنَى , ورصدت عيني وقوف ذوي الشهيد لاستقبالي ولكن في تلك اللحظة ايضا تقاطعت عندي الافكار الى درجة التشوش بالشكل الذي تتداخل فيه محطات الراديو احيانا خصوصا قبل السقوط حيث كانت يتداخل عمدا بث اذاعة بغداد او الجماهير مع اذاعات المعارضة ولكن حينذاك كنت امتلك القدرة الذهنية على الفرز بينهما والاستمتاع بما تبثه المعارضة , على اي حال قدماي سبقتني واجبرتني على الوقوف امام ذوي الشهيد وجها لوجه ولكن بذاكرة العيد وتهاني العيد فنطقت بجملة مشوهة مركبة مقبولة فلسفيا :كل عام وانتم بخير اتمنى ان تكون اخر الاحزان , ولكن صوتي كان جهوريا وكأني في مظاهرة ضد النظام السابق او اردد شعار لا للارهاب ..ديمقراطية وسلام ..في مسيرات ما بعد الاحتلال , فسمع جميع الحضور في مجلس الفاتحة جملتي المركبة تلك مما اثار امتعاض اغلبهم وبلقطات سريعة من عيني لاحظت السخرية لدى البعض والامتعاظ لدى البعض الاخر حتى احسست في عيون بعضهم تقول هذا مجنون , المشهد مرتبك حسمه شقيق الشهيد بوضع يده في ظهري وقوله شكرا ولا احد يريد ان يسمع المزيد منك ( روينا عرض جتافك ) , عدت الى داري محبطا خجلا لا ألوي على شيء , ولكني وجدت اغلب اهل الدار قد خرجوا وكأنهم في انتظاري , وكان حدسي في محله , اذ كانوا يتسابقون ليقولوا لي انك اصبحت جدا واتفقنا ان نسمي الحفيدة فرح وفقط بقي رأيك ..............................
والى لقاء في اعياد قادمة .
#فريد_جلَو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟