نجوى أم عائشة
الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 17:07
المحور:
الادب والفن
(س 2)
كانت تترك كل البنات للحديث معي وملاطفتي ..وكنت أشعر بالفخر لأنها اختارتني ولم تخترهن ..
وأذكر عدد المرات التي صحبتني فيها إلى منزلنا الذي لايبعد عن منزلها كثيرا ..
حيها لم يكن يقل شعبية عن حينا ، لكن منزلها كان أفخم وأجمل ..
كانت تأخذ مكانها في مقعد الدراسة إلى جانبي في حصة اللغة العربية ..وكانت لغتها الفرنسية أقرب الى النفس ..كملامحها الجميلة ..وأناقتها الجذابة..
بعد سنوات الدراسة في السلك الإعدادي ، اختفت ..
لم تلتحق مثلي بنفس الثانوية ..ولم أعثر عليها في منزلها ..
بحثت وسألت ولم أتلق أي خبر عنها ..
الجيران لايعرفون ..و...آلمني الرحيل دون وداع ..
كلما تذكرتها فتحت دفتر الذكريات ...الذي فكرت في أن أمرره على جميع تلاميذ الفصل ..
يخطون فيه عبارات الصداقة ..أو عبارات الحب والتقدير ..أو خواطرهم وأمنياتهم ..
أمنيتها هي ..كانت عبارة عن " شوكة " صغيرة جدا ألصقتها بصفحة الدفتر ..قائلة لي:
"هذا تذكاري ..لاتنزعيه واتركيه ثابتا هنا ."
ساعتها استغرقت في الضحك ..وأعجبتني " الشوكة" وهي معلقة بصفحة " ذكرياتي"..
وتمر الأيام .. وتنتهي سنوات الدراسة ..وأنهمك في أمور الحياة وشؤون عائلتي الصغيرة..
وصديقتي ..عالقة بذاكرتي كشوكتها العالقة بدفتري ..لا أفتأ عن ذكرها كلما فتحت سيرة صديقاتي مع بناتي ..
بعد إحدى وعشرين سنة ..تبرق في ذهني فكرة البحث عنها عبر العالم الافتراضي ..
وأجدها ..هي بلحمها وشحمها ..هي لم تكبر ..لم تتغير ..
نفس الملامح ونفس الابتسامة ..نفس الأناقة ..ونفس اللغة .لكنها لاتقطن نفس الحي أو المدينة ..
وعلى وجه السرعة بعثت لها رسالة ..أذكرها بالذي مضى ..وكلي فرحة عارمة ..لأني أخيرا وجدتها
آلمني أن تنسى ..وآلمني أكثر أن تحذفني من عالمها الافتراضي ..وأحسستُ ب " الشوكة " عالقة في حلقي ..
وبكيتُ على عواطفي الموءودة!
#نجوى_أم_عائشة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟