أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح ابراهيم - هكذا تعايشنا مسلمين ومسيحيين في العراق














المزيد.....

هكذا تعايشنا مسلمين ومسيحيين في العراق


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 23:07
المحور: حقوق الانسان
    


العراقيون شعب نبيل اصيل النسب وجميل المعشر ، كان شعبنا يعيش بتآخي ومحبة وانسجام بين كل ابناءه من مختلف الاديان والمذاهب والاعراق .
بيوتنا متجاورة ومتلاصقة ، زياراتنا متواصلة بين المسلمين والمسيحيين ، نتبادل التهاني والمشاعر الجميلة في الاعياد والمناسبات ، نتشارك سوية في الاحزان والافراح .
هذه اخلاق العراقي النبيل ، الشريف النسب والاخلاق لا ينكر الخبز والملح الذي تقاسمه مع اخيه المسيحي في الاوقات الحلوة والمرة ، لقد اكلنا من صحن واحد وشربنا سوية من قدح واحد انا وانت وبقية اخواننا، ولم نسمع يوما احد يقول هذا مسيحي وهذا سني او شيعي او صابئي لا نسال عن ذلك لأنه ليس ضروري ، مادمنا كلنا اخوة في عائلة واحدة ووطن واحد .
لقد عملتُ في دوائر الدولة طيلة 25 عاما رئيس قسم ومديرا لمعمل ومسؤولا فنيا واداريا وتحت امرتي العشرات من العمال والموظفين من اخواني المسلمين ، لم اسمع يوما احد يتذمر من كون مسؤوله ومديره مسيحيا ، كنت اخا للجميع وصديقا للكل ، لم اعاقب اي شخص طيلة عملي معهم بحكم الوظيفة ، النصيحة والارشاد كانت هي الوسيلة للاصلاح . اشاركهم في افراحهم واحزانهم ويشاطروني كلهم نفس المناسبات ويقبلون فرحين لتهنئتي ايام الاعياد المسيحية وابادلهم نفس المشاعر . لقد كنا نتجاور في المساكن ونقضي معظم يومنا سوية في العمل اكثر مما نقضي مع عائلاتنا.

عندما نطبخ اكلة لذيذة نتذكر جارتنا الفقيرة المسلمة ام جنان فتسرع زوجتي لتقديم طبق من طعامنا لتلك العائلة الكريمة ، وفي عيد الاضحى و الفطر لا ننسى ان نقدم لأطفال هذه العائلة المتعففه هدية العيد .
اتذكر يوما ان جارتنا المسلمة ام جنان اخذت ابني الصغير الى المستشفى لخياطة جرح في وجهه عندما سقط على الارض وهي تحتظنه مثل ابنها وقبل ان تعرف امه بذلك .
هكذا كنا نتعايش ايها الداعشيون المجرمون، مسلمين ومسيحيين .
المسيحيون العراقيون هم شعب وادي الرافدين ، احفاد الكلدانيين والبابليين والاشوريين، ابناء بيت نهرين الاصلاء قبل الفتح الاسلامي للعراق ، هم بناة حضارات العراق واصحاب العقول العلمية والاقلام الادبية .
لقد كان المسيحيون السريان اطباء وصيادلة للخلفاء المسلمين في العهدين الاموي والعباسي وهم من ساهم في ترجمة الكتب الاغريقية وعلومها الى العربية ونقل الحضارة العربية الى الغرب .
اول طبيبة عراقية تخرجت من كلية الطب في بغداد كانت مسيحية ، والاطباء المسيحون والجراحون مشهود لهم بالكفاءة والمهنية . ولا ننسى الاب انستاس الكرملي العلامة في علوم اللغة العربية وآدابها . لقد ترك المسيحون بصماتهم في كل مجال في العراق ، في الطب والهندسة ، في ادارة البنوك والحسابات والاقتصاد والمال ، في الصحافة وفن الموسيقى والغناء . في الادب والتاريخ والآثار .

اليوم السبت 19 تموز 2014 كان يوما حزينا على مسيحي العراق وابناء الموصل بالذات ، كان آخر يوم لبقاء المسيحيين في بلد ابائهم واجدادهم بعدما انذرهم خليفة المجرمين ابو بكر البغدادي بقتلهم ان بقوا بعد هذا التاريخ في الموصل ، ان لم يرضخوا لشروطه الجائرة وهي تغير دينهم بالاكراه الى الاسلام او يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون او يكون مصيرهم القتل بالسيف صغارا وكباراً .
وتوجوا اجرامهم لهذا اليوم المشؤوم بحرق اكبر كنيسة للسريان الكاثوليك في الموصل ، مدينة الكنائس الاثرية والاديرة التاريخية ، ومدينة التعايش الاسلامي المسيحي منذ 1400 عام .
سيكتب التاريخ بالخزي والعار عن يوم 19 تموز 2014 ، يوم طرد مسيحي الموصل من ديارهم التي تربوا وعاشوا فيها الاف السنين .
سيكون مصيركم اسود ايها الداعشيون وسيغطيكم العار والشنار بعد ان يطردكم فرسان واسود الجيش العراقي من مدينة اشور وسنحاريب وسرجون وسمير اميس ويردكم الى جحوركم في الصحراء ان بقى من جرذانكم حيا بعد تطهير الموصل من رجسكم وقذارتكم .
وسيعود ابناء الموصل المهجرين من المسيحيين الاصلاء الى بيوتهم وديارهم واعمالهم تحت راية العراق الموحد، وبحماية المسلمين الشرفاء اخوتنا في الوطن والمصير ، وسنبقى اخوة في الوطن الواحد لن يفرقنا داعشي او متطرف معتوه .

صباح ابراهيم
19 تموز2014



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش تطرد مسيحيي الموصل
- ردود على اسئلة المشككين في الكتاب المقدس
- عناصر الحياة على الارض
- رحلت ام نائل الى السماء حزينة
- تأريخ الزلازل حسب الكتاب المقدس
- الانسان ونظرية التطور العشوائي
- الحياة بين الخلق والتطور
- اسئلة بحاجة الى اجوبة
- لسانك حصانك ان صنته صانك
- العلم يُثبِت صحة الكتاب المقدس
- السومريون وعلم الفلك
- الاجابة على الاستاذ سامي لبيب حول استحالة الخلق
- حكمة الخالق في الكون
- اخطار الطبيعة تهدد الحياة على الارض (2)
- اخطار الطبيعة تهدد الحياة على الارض ( 1 )
- تأثير القمر على الارض
- علم الوراثة يدحض نظرية التطور
- الكون والحياة
- الاية المعجزة في سفر التكوين
- المسيح قام حقا قام


المزيد.....




- الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لايمكن اطلاقا ان يكون بديلا ل ...
- حكومات أوروبية تطالب بإعادة -تقييم- الوضع في سوريا من أجل ال ...
- الأونروا: نزوح 630 ألفا من رفح
- الأمم المتحدة تشكو -نقصا كارثيا- للمساعدات المخصصة للسودان
- الأمم المتحدة تفضل الطرق البرية على الرصيف العائم لايصال الم ...
- تقرير: القوات الإسرائيلية تواصل نشر لقطات مسيئة لمعتقلين فلس ...
- السودان.. الأمم المتحدة تحذر من تصاعد العنف في الفاشر
- الأونروا: عدد النازحين من رفح تجاوز 630 ألف فلسطيني
- -الأونروا- تكشف أعداد الفلسطينيين الذي أجبروا على الفرار من ...
- ما الذي نعرفه عن احتجاجات المحامين في تونس بعد حملة الاعتقال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح ابراهيم - هكذا تعايشنا مسلمين ومسيحيين في العراق