أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الصباح المقداد - النتاج الفني الجديد في سوريا















المزيد.....

النتاج الفني الجديد في سوريا


عدنان الصباح المقداد

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 13:20
المحور: الادب والفن
    


النتاج الفني الجديد في سوريا
هو رامي العاشق الشاعر الفلسطيني السوري يصدر ديوانه سيرا على الاحلام عن دار الايام في عمان
اريد ان اقول شيئا مهما : انا لم اكتب الكثير من الشعر عن الثورة ..لأننا جميعا كنا وما نزال داخل الحدث وكنا ملاحقين ومطلوبين على الحواجز ومصدومون ما نزال نُلاحق الأحداث التي كل يوم ترتفع فيها وتيرة العنف والقهر ويرتفع معها ضغطنا .. ولم يكف النظام لحظة عن كونه مجرما وكذلك لم يكف النظام الدولي عن رفض ارادة الشعب السوري وعن تحويله الى مثال لكل الشعوب التي تنشد التغيير .. فهم يحاصروننا بهدف وقف وخنق عوامل الحياة ...وتجفيف الينبوع الذي تدفق.
وبالتالي فإن العامل الفني والنتاج الثقافي الابداعي يحتاج الى الوقت اما الشيء المستعجل فهو ما يوظف ليخدم الثورة فنحن نوثق ونؤرخ للحظة على حساب العامل الفني الابداعي والخصوصية نحن نعتقد ما سيظهر بعد الثورة سيكون أكثر روعة وإبهارا واجزم ان العالم سيتابعنا ثانية آنذاك
نحن أبناء البيئة التي احتوت عناصر الحياة المتعددة ومنتوجها الثقافي المتنوع الهائل ، ونحن كأناس حالمين بالحياة اغتنمنا الحضارة والتاريخ والبيئة الثقافية.. ولكن الشيء المؤسف ان الطواغيت ضغطوا الحياة وسلبونا وأورثونا الخوف والقلق.
رامي العاشق هو الشاعر الشاب المليء بالحياة ، ربما هو كثير الحركة وهو يحاول التقاط الكثير من عناصر الواقع وتفاصيلة ويخلطها ويعيد انتاج المرئيات على أرضية الجماليات الفنية .. لذلك تراه غزير الانتاج، فالقارئ يجد الكثير من الجماليات تهبط وتعلو مع تلون العاطفة فالشخص هو رامي الإنسان الغزير في عواطفه وأفكاره والذي ينظر الى الاشياء بحب يسبقه الى من حوله ..قصيدته تشبه احتفال الأشياء ضمن العمل الشعري ، حيث اللغة الشعرية تنبض ككائن حي يتنفس داخل المحيط الآسن الذي يحاول خنقها ...يذكرني بنزيه ابو عفش في السعينيات الذي صرخ: كم من البلاد ايتها الحرية ؟ هذه اللغة تسير سهلة كجدول وهي تؤرخ اللحظة الشعرية.
وتتنوع قصائده بين طويلة وقصيرة غير انك تستمتع وانت تقرأ رامي . تحمل ديوانه معك وتقرأ.. ترى شاعراً يدحرج عمره امامه ..ويفتح مساماته باتجاه الحياة لحظة بدء الثورة ، ربما تمنحه الهوية التي طالما تعطش اليها، وكأنه يقول: لقد وسخني هؤلاء
عاد الوطن/ فاحمل هويتك التي أجَّرْتَها / واشطب يديهم من عليك ومن عليها / واختصر اسماءك الثكلى
لحظة بدء الثورة كانت لحظة عارمة وصادمة لم نكن نتصور متى ولا كيف سيأتي التغيير في سوريا وكانت لحظة سقوط الأصنام التي كانت جاثمة على قلوبنا لا بل لحظة النهوض التي تحوي الكثير من المفارقات.
هي حالة الدمار والهلاك حالة التردي التي استمرت اربعين عاما , كان لا بد من لحظة ما تبدأ فيها لحظة النهوض.. لحظة البدء في طرح انتاج جديد هي لحظة التجمع من جديد حول شعلة الثورة بمفاهيمها الجديدة
الشاعر رامي العاشق لم يطق صبرا مزق اشعاره القديمة وطار على اجنحته الجديدة التي حلم بها انه الانسان الجديد
لا استطيع الا ان ارى هذا النفس الجديد للشعر وهذه التراكيب الجديدة والإرادة:
انا الصباح المستقيل من السواد
وانا البلاد
انا اصبعا نصر.. أنا المؤذن في النيام على الكفاح
يا لك يا رامي العاشق اراك وانت تهرول وتدعو للثورة للحظة الخلاص من الكابوس
اراك وانت تغني اغانيك الجديدة وقد خرجت من طقوسك القديمة الى طقوس الثورة
أنا الشهيد وآخر القتلى

انما العناصر المكثفة للمشهد الجديد تتغير ويظهر المحتوى الآخر حيث الدمار والقتل الاعتقال والملاحقات ، يحاول الشاعر ان يرسم ملامح الرصاص والدماء الرماد الحواجز انه اللون والخطوط والالام واللهاث
صبوا فناجين الرصاص على جراح العالقين على حواجزي المعدة للرحيل
اعبروا ... فدمشق تختبر الحصار
جوعا اموت اذوق من مر التراب اسف حفنته الرطيبة
يكثر الشهداء الذين يحيطون بالشاعر ويكثر المعتقلين والمهجرين والملاحقين والمغتصبين
يحاول الشاعر ان يمتزج مع كل ما يحدث على ارض سورية ويكون جزءا منه فهو يلتفت في كل اتجاه وتتراءى له الكارثة والمأساة وتمتزج معاناته كفلسطيني بمعاناته كسوري
هذي معاركنا القديمة ها اباطرة النهاية والبداية والرحيل المر
هي ذي قوافينا تصارع كي تقول إن الطغاة وُلدوا بدون المجزرة وُضعوا في اختبار للذكورة في اغتصاب الياسمين

من يقرا ديوان رامي يشعر بان السوريين يتم تجريدهم من كل شي من كل ما يمت الى الحياة بصلة وفي المهجر يتحولون الى ارقام ويتحول المهجر الى معتقل حيث الوقت مديد ولا يأتي بأي تغيير .. ويصبح الرفض هو رفض لاستمرار القتل والموت والجوع والدم ولكن من يتحكم بالعقارب هو الذي يريد اعادة انتاج سوريا لصالحه

هل اللحظة الشعرية هي لحظة الاكتشافات؟؟ يكتشف رامي علاقات جديدة بين الاشياء علاقة الخبز بالموت حيث يتلون الرغيف بلون الدم ويمضي الاطفال الى قبورهم وهم واقفون بطابور الخبز وحيث تصبح طائرة الميغ طائرة عدوة ويصبح كل السكان مطلوبين فالموت يتلون بين ايدي القتلة والتعذيب لا ينتهي
ينتحر الخبز من اليأس
يحمل نعش القديسين على قمح الايام
ويكتشف معالم جديدة لبلاده – ارض الموت
كانت تسيل دماؤه من كاحليه ورأسه من صدره من كل اشجار البلاد ومائها ..من خوذة الجندي وتتحول البلاد الى جرح نازف
انما نحن مؤرخون لتحولات الثورة وقاموسها الذي يمتليء بالمحتوى المأساوي انها الحكاية التي بدأت وتأبى أن تنتهي النهاية السعيدة
انا النزوح وخيمة الموت الغريب
وأنا المخيم
تلك الذات التي راحت تمتزج من جديد بالأشياء وتعيد النظر بعلاقاتها
انظر يا رامي انت كل هذه الاشياء وقد اكتشفت نفسك من جديد
وبكاء موسيقى انا
طعم المرارة في عزاء الراحلين
انها التجربة الجديدة الفقدان والحزن هي عذابات السوريين حيث:
يأتي ملك الموت سريعا يحمل قائمة
يأتي الحاجز ويحمل قائمة ويكتشف انه انقسم الى مخيمين ..
لي مخيمان وأمتان ويتجرع :
انا السجين انا الاسير انا المشرد في السماء وفي الحدود
انا المحاصر بالرصاص
انا القصاص
:عاد الوطن
قال الشاعر رامي العاشق وهل يغيب الوطن ؟ :
فاحمل هويتك التي أجرتها واشطب يديهم من عليك
نعم الهوية ؟ فهم قد استولوا على الهوية واستولوا على الانسان
انما بدأت مفردات أخرى تتلاعب بنا مفردات الخيمة والمخيم واللجوء وتبدأ الأحلام من جديد ..احلام العودة انها رحلة المعاناة والتشرد انها العلاقة بين الصحراء والحياة هي تماما العدم واللا شيء حيث الرياح تتلاعب بك ومنحك الذل هي الرحلة التي بدأت بالذل وانتهت بالذل والموت



#عدنان_الصباح_المقداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الصباح المقداد - النتاج الفني الجديد في سوريا