|
اِقْتَرِبِي مِنِّي
جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 15:35
المحور:
الادب والفن
اِقْتَرِبِي مِنِّي
اِقْتَرِبِي مِنِّي.. حَتَّى أَشْتَمَّ زَهْرَ اَنْفَاسِكِ الزَكِيَّةْ، حَتَّى أُطَهِّرَ رُوحِي بِعَبِيرِ شَفَتَيْكِ، وَأَنْعَمَ بَيْنَ أَحْضَانِكِ بِالدِّفْءِ، وَأَنْعَمَ بِرَوعَةِ الحُرِّيَةْ، اِقْتَرِبِيْ كَيْ أُقَبِّلَ شَفَتَيْكِ بِشَبَقٍ لِأَحْيَا، وَهَلْ لِعَاشِقٍ مِثْلِي غَيْرَ شِفَاهِكِ مَلَاذً، وَهَلْ لِلْحَيَاةِ بِغَيْرِ قُبُلَاتِكِ شَرْعِيَّةْ، وَهَلْ لَهَا مُوسِيقَى، وَإِيقَاعٌ غَيْرَ نَبَضَاتِ قَلْبِكِ، وَهَلْ لِلمَوْتِ قَاتِلٌ، غَيْرُ عَيْنَاكِ العَسَلِيَّةْ، وَرَائِحَةُ العَرَقِ مِنْكِ مِسْكٌ وَعَنْبَرْ، عَسَلٌ مُصَفَّى، شَهْدٌ مُقَطَّرْ، كَمَاءِ الحَيَاةِ مُرَقْرَقٌ، لَا بَلْ مِنْ مَاءِ الحَيَاةِ أَنْقَى، وَأَطْهَرْ، رَائِحَةُ العَرَقِ مِنْكِ.. نَسَائِمُ وَرْدَةٍ جُورِيَّةْ، عَبَقُ يَاسَمِينَةٍ دِمَشْقِيَّةْ، قَصِيدَةُ حُبٍّ كُرْدِيَّةْ، مَاءٌ لِعَطَشِي، بَلْسَمٌ لِجُرْحِي، وَلِلْخُلُودِ وَصْفَةٌ سِحْرِيَّةْ، أُحِبُّكِ وَأَنْتِ تَاجُ الحُبِّ، كَمَا لَوْ أَنَّ الحُبَّ قَدْ وُجِدَ فِي هَذَا العَالَمِ لِأَجْلِكِ فَقَطْ، أُحِبُّكِ، وَوَدَدْتُ لَوْ قُلْتُهَا فِي كُلِّ لَحْظَةٍ، وَمَا هَمَّنِي إِنْ كُنْتِ أَنْتِ الصَّوَابَ، أَمْ كُنْتِ أَنْتِ الغَلَطْ، أُحِبُّكِ مِنَ الأَلِفِ إِلَى اليَاءْ، مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءْ، مِنَ المَسَاءِ إِلَى المَسَاءْ، مِنْ خَلْقِ التُفَّاحَةِ، لِخَلْقِ حَوَاءْ، مِنَ العَصْرِ الحَجَرِيِّ، لِعَصْرِ الخُلَفَاءْ، أُحِبُّكِ يَا زَهْرَتِي بِكُلِّ اللُغَاتِ الأَرْضِيَّةْ، وَكُلِّ الحِقَبِ الزَمَنِيَّةْ، أُحِبُّكِ مَكْتُوبَةٌ فِي بِطَاقَتِي الشَخْصِيَّةْ، مَكْتُوبَةٌ فِي سِحْرِ القَمَرِ، مَغْرُوسَةٌ فِي الأَرْضِ، مُتَجَذِرَةٌ فِي الهَوَيَّةْ، إِقْتَرِيبِي مِنِّي، حَتَّى تُبَارِكُنِي يَدَاكِ، حَتَّى يَكُونَ الحُبُّ مُقَرَّرَاً مُعْتَمَدً فِي المَنَاهِجِ الدِّرَاسِيَّةْ، حَتَّى يَكُونَ أَصْلً مُتَأَصِلاً فِي الأُصُولِ التَّعْلِيْمِيَّةْ، حَتَّى يُصْبِحَ شِعَارً مُنْقِذً فِي الحَمَلَاتِ الإِنْتِخَابِيَّةْ، حَتَّى يُصْبِحَ قَانَونَاً يُحْتَرَمُ، فِي كُلِّ المَوَاثِيقِ وَالمُعَاهَدَاتِ الدَوْلِيَّةْ، حَتَّى تَحْتَرِمُهُ الكُتُبُ الدِّينِيَّةْ، وَالكُتُبُ الشُيُوعِيَّةْ، وَالكُتُبُ المَذْهَبِيَّةْ، وَالقَوْمِيَّةْ، وَالطَائِفِيَّةْ، وَالإِمْبِرْيَالِيَّةْ، وَالعُنْصُرِيَّةْ، إِقْتَرِبِي مِنِّي وَبَارِكِينِي أَيَتُهَا السَّمْرَاءُ الشَّرْقِيَّةْ، حَطِّمِي أَضْلَاعِي بَيْنَ أَضْلَاعِكِ، مَزِّقِي شِفَاهِي بِالقُبَلِ، مَزِّقِينِي، اِهْدُمِي اَسْوَارَ الكَبْتِ البَدَوِيَّةْ، مَزِّقِي عَنِّي قَمِيصِي الذِي أَكَادُ بِهِ أَخْتَنِقُ، ثُمَّ دَعِي حُمْرَةَ شَفَتَيْكِ تَطْبَعُ عَلَى صَدْرِي وِسَامَ الحُبِّ، حَتَّى أُعْلِنَ فِي النَّاسِ بِأَنِّي مِنَ الحُبِّ، نَبِيَّاً مُرْسَلً لِلْبَشَرِيَّةْ.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لَيسَ مَأسُوفً عَلَيكِ
-
آهٍ يَا أُمِّي
-
أنتِ وطني
-
يا سبحان عينيك
-
بني يعرب
-
اهواك بلا اسباب
-
نَهْدَيكِ نَارٌ وَلَهَبْ
-
الوجه الآخر للعذاب
-
قبليني
-
أين أنتِ
-
صرخة في وجه الاسد
-
هذه مملكتي
-
لا تدعيني أغرق
-
لا ترحلي
-
لاجئ سياسي
-
علماني وافتخر
المزيد.....
-
-دانشمند- لأحمد فال الدين.. في حضرة وجوه أخرى للإمام الغزالي
...
-
الجامعة العربية: دور محوري للجنة الفنية لمجلس وزراء الإعلام
...
-
تَابع Salah Addin 26 مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 26 مترج
...
-
افتتاح مهرجان -نجوم الليالي البيضاء- الموسيقي في بطرسبورغ
-
لندن تستضيف مهرجانا سينمائيا -يتحدى الصورة النمطية للمسلمين-
...
-
مصر.. فنان مشهور يحاول تقبيل يد هنيدي ويثير جدلا واسعا
-
مشهراوي لـ -القدس-: أفلام -من المسافة صفر- تنقل عذابات غزة إ
...
-
القط والفأر في نيويورك.. تردد قناة توم وجيري Tom and Jerry 2
...
-
مصر.. انطلاق مهرجان الطبول والفنون التراثية (فيديو)
-
مقتل ممثل أمريكي شهير بالرصاص في لوس أنجلوس
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|