|
لَيسَ مَأسُوفً عَلَيكِ
جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 19:31
المحور:
الادب والفن
لَيسَ مَأسُوفً عَلَيكِ
عُذْرَاً أَيَّتُهَا السَيَّدَةْ.. وَإِنْ كُنْتِي لَا تَسْتَحْقِّينَ مِنِّي حَتَّى المَعْذِرَةْ، رَجَاءً تَوْقَّفِي فِي طَلَبِ السَمَاحِ مِنِّي، وَكَفَاكِ تَوَسُلً فِي طَلَبِ المَغْفِرَةْ، فَأنْتِ لَسْتِ إِلَا خَائِنَةً فِي الهَوَى، تَلْعَبِينَ عَلَى جَمِيعِ الحِبَالِ، وَأنْتِ لَسْتِ إِلَا فَتَاةً مُمِلَّةً مُضْجِرَةْ، مَا عَادَ يَهُمُّنِي أَمْرُكِ كَمَا تَظُنِّينْ، وَمَا عَادَتْ تَهُمُّنِي نَظَرَاتُ عَيْنَيْكِ المُشَفَّرَةْ، وَمَا عُدْتُ مُهْتَمَّاً لِإبْتِسَمَاتِكِ الإصْطِنَاعِيَّةِ، وَلَا لِجَدَائِلِكِ المَمْشُوقَةِ المُضَفَّرَةْ، وَأَنَا نَادِمٌ لِسَابِقِ الأَيَّامِ، لَمَّا جَعَلْتُكِ فِي قُرَّةِ عَيْنِي، وَإِتَّخَذْتُ مِنْكِ جَمِيلَتِي الهَيفَاءَ المُوَقَرَةْ، عُذْرَاً أَيَّتُهَا السَيِّدَةْ.. لَمْ يَبْقَى لَكِ عِنْدِي شَيئٌ يُذْكَرْ، فَقَدْ نَفَيْتُكِ مِنْ اَحْلَامِي، وَطَرَدْتُكِ مِنْ أُمْسِيَاتِي الحَالِمَةِ المُقْمِرَةْ، وَأَحْرَقْتُ جَمِيعَ رَسَائِلَكِ، وَرَمَيتُ هَدَايَاكِ، وَمَحَيْتُ مِنْ ذَاكِرَاتِي، كُلَّ هَمَاسَاتِكِ الَتِي كَانَتْ فِي أَعْمَاقِي مُتَجَذِّرَةْ، وَجَمَعْتُ كَلَّ أَشْيَائِكِ عِنْدِي، حَتَّى بَقَايَا تَبْغِكِ، ثُمَّ دَفَنْتُهَا مَعَ حُبِّكِ فِي مَقْبَرَةْ، أَنَا لَنْ أَعُودَ إِلَيكِ.. فَلَا تُبَالِغِي فِي التَوَسُّلِ، أَنْتِ مُخْطِئَةٌ، إِنْ كُنْتِ لِعَودَتِي إِلَيكِ مُتَصَوِّرَةْ، أَنْتِ يَا صَدِيقَتِي.. لَوْ جَلَبْتِي لِيَّ القَمَرْ، وَجَعَلْتِينِي إِمْبَرَاطُورً عَلَى بِقَاعِ الأَرْضِ قَاطِبَةً، لَنْ تَكُونِي عَنْ جَرَائِمِكِ بِحَقِّي مُكَفِّرَةْ، سَأُذَكِّرُكِ بِمَا فَعَلْتِهِ بِقَلْبِي، حِينَ كُنْتُ بِعَيْنِيْكِ مُغْرَمَاً، رُغْمَ أَنَّي وَاثِقٌ أَنَّكِ لِجِرِاحِ قَلْبِي غَيْرُ مُتَذَكِّرَةْ، مِنْ أَينَ أَبْدَأ.. لَا أَعْرِفْ، وَأَينَ أَنْتَهِي لَا أَعْرِفْ، فَلَيسَ هُنَاكَ أَيُّ بِدَايَةْ، وَلَا أَيُّ نِهَايَةْ، وَلَا أَيُّ عِبَارَةٍ عَنْ خِيَانَاتِكِ لِي مُعَبِرَةْ، أَتَذْكُرِينَ فِي بِدَايَةِ قِصَّتِنَا؟ عِنْدَمَا كُنْتِ تَسْتَمِيتِينَ فِي الظُّهُورِ أَمَامِي، كَسَيِّدَةٍ عَصْرِيَّةٍ مُتَحَضِّرَةْ، وَكَيفَ كُنْتِ تَدَعِينَ بِأَنَّكِ غَيرَ كُلِّ النِّسَاءِ، لَا تُبَالِينَ بِالعَادَاتِ وَالتَقَالِيدِ المُتَخَلِّفَةِ المُتَحَجِّرَةْ، وَكُنْتِ تَفْعَلِينَ كُلَّ مَا بِوِسْعِكِ، حَتَّى تَكُونِي فِي قَلْبِي سُلْطَانَةً، وَتَكُونِي عَلَى فُؤادِي الأَمِيرَةَ المُسَيْطِرَةْ، وَبَعْدَ مَا كَانَ لَكِ مَا أَرَدْتِي، رَمَيْتِي كُلَّ الأَقْنِعَةِ جَانِبً، وَلَمْ يَبْقَى فِيكِ سِوَى نَزْعَةٍ مَغْرُورَةٍ مُتَكَبِّرَةْ، وَظَنَنْتِي بِأَنِّي سَوْفَ اَسْتَسْلِمُ لِهَوَاكِ كَأَيِ ضَعِيفٍ، لَا حَولَ لَهُ، وَلَا قُوَةَ وَلَا مَقْدِرَةْ، وَأَنِّي سَوْفَ اَرْضَخُ لِهَوَاكِ مُكْرَهَاً، كَمَا رَضَخَ فِي حُبِّ عَبْلَةَ عَنْتَرَةْ، وَتَوَهَّمْتِي الكَثِيرَ عَنِّي، وَتَوَهَّمْتِي بِأَنَّكِ لَا مَحَالَةَ، عَلَيِّا وَعَلَى كِبْرِيَائِي مُنْتَصِرَةْ، خَابَ ظَنُّكِ أَيَّتُهَا السَيِّدَةْ.. خَابَ ظَنُّكِ، فَهَا هِيَّ اَوْهَامُكِ أَمَامَ عَيْنَيْكِ مَهْزُومَةً مُنْدَحِرَةْ، كَفَاكِ إِدِّعَاءً بِأَنَّكِ نَادِمَة، وَأَنَّكِ فِي حُبِّي، عَاشِقَةٍ مَجْنُونَةٍ مُتَهَوِّرَةْ، لَمْ يَعُدْ يَنْطَوي عَلَى قَلْبِي خِدَاعُكِ، وَلَا كُلُّ قِصَصِكِ الزَّائِفَةِ المُزَوَّرَةْ، أَنْتِ مُخْطِئَةٌ بِلَا اَدْنَى شَكٍّ، وَأَنَا الحُرُّ، لَا يَنْطَوِي عَلَيَّا خِدَاعٌ، وَلَا تَأْخُذُنِي بِالحِيلَةِ، لَا جَمِيلَةً، وَلَا قَبِيحَةً، وَلَا مُنْكَرَةْ، إِذْهَبِي إِلَى حَيْثُ تَشَائِينَ غَيرَ مَأْسُوفٍ عَلَيكِ، فَقَدْ بَلَغَ مِنِّي السَّيلُ الزُّبَى، وَأَكَادُ أَخْتَنِقُ مِنْ رَائِحَةِ عِطْرِكِ المُنْفِرَةْ.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آهٍ يَا أُمِّي
-
أنتِ وطني
-
يا سبحان عينيك
-
بني يعرب
-
اهواك بلا اسباب
-
نَهْدَيكِ نَارٌ وَلَهَبْ
-
الوجه الآخر للعذاب
-
قبليني
-
أين أنتِ
-
صرخة في وجه الاسد
-
هذه مملكتي
-
لا تدعيني أغرق
-
لا ترحلي
-
لاجئ سياسي
-
علماني وافتخر
المزيد.....
-
مقتل ممثل أمريكي شهير بالرصاص في لوس أنجلوس
-
عالم فرنسي: الذكاء الاصطناعي لن يصل إلى مستوى الذكاء البشري
...
-
مصر.. إحالة مطرب شهير للمحاكمة الجنائية
-
دون سبب وفي صمت.. دخل إلى السينما وطعن فتيات
-
تونس.. السر بين الأدب الروسي والعربي
-
وائل حلاق: -الانتفاضة العظمى- عالمية وإدارة جامعة كولومبيا ب
...
-
وفاة مؤلف أشهر أغنيات أفلام -ديزني- ريتشارد شيرمان عن 95 عام
...
-
إعلان 2 مترجمة ح 162.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 162 الجزء 5
...
-
الإعلان الأول حصري ح 162.. عرض مسلسل قيامة عثمان الحلقة 162
...
-
رحيل الشاعر الأردني زياد العناني عن 62 عاما
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|