|
هل الضمير هو العقل ؟
سامي فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 01:20
المحور:
المجتمع المدني
هل تري مثلي أن الضمير في العقل بل هل هو العقل ؟ طالما يقبل ويرفض بحسب ما أدرك وعرف وما سُطر فيه مسبقاً من مفاهيم وقيم بل وأحياناً يتجمل ، وقد يكون صديق أليف أو يكون شريك مخالف ومعاير يرفض كثيراً وإن قبل علي مضض سرعان ما يعيرك ويؤلمك أما الألفة فتأتي عندما يتشكل بهوي صاحبة ومصلحته وما يفرضه الواقع وليس بحسب ما يفرضه الحق . إذا سيظل الضمير بمفهومه الفردي ومفهومه الإنساني العام محير كإنسانه الذي يحمله ، وطالما أتفقنا أنه يقبل ويرفض ويتجمل فهو أيضاً يصيب ويخطيء فقد يقبل مرفوضاً ويرفض مقبولاً بحسب إدراكه ، بل هناك من الضمائر من جعلها ترفض وتحرم مقبول وحلال في حين ان من فعل بهم ذلك يستمتع بما حرمه عليهم ومن هنا نسنتنج أن الضمير أيضاً يتمتع بالإستقلال أو التبعية بحسب القدرة علي الإفراز والتلقي وحرية الفكر .والضمير أحياناً ما يكون غير محايد فيقبل ممن يحب ما لا يقبله من أخرين ويرضي علي من يكره ما لا يرضاه لأخرين ومثال علي ذلك قصتين احداهما من الغرب والثانية من الشرق الأولي عن السيد " روبن هود " اللص الشريف الذي يسرق من الأغنياء ليوزع علي الفقراء أو يسرق من أغنياء قد سرقوا الفقراء من قبل تبريراً للسرقة ونقف هنا عند ضمير عام ارتضي صفة اللص الشريف وكأن هناك لص شريف ولص غير شريف أو هناك مبرر للسرقة حتي ولو كان المسروق لصاُ ، وأما قصة الشرق فعن علي بابا الذي يسرق من مغارة الأربعين حرامي ولم تذكر لنا القصة أنه كان يوزع علي الفقراء وأياً ما كان في القصة من خيال فالمهم هو قبول فعل يرفضه الضمير الإنساني وهو السرقة لمجرد الكراهية للمجني عليهم ، ولو ظل الضمير العام يتقبل مثل هذه الشخصيات لوجدنا كل يوم مائه روبن ومائه علي بابا يسرقون ويقتلون بحسب ما صنفت ضمائرهم المجني عليهم أو ما اتفقت ضمائرهم مع مصالحهم عليه نستخلص من هذا أن الضمير كصاحبة يتعافي أحياناً ويمرض أحياناً يعدل ويظلم يحكم بحسب الهوي وقد يحكم بحسب الحق ولكن ما من ميزان أو معيار يقيس ذلك لذا لن يسطر تاريخ الأمم ضمير فردي أو مجموعة ضمائر قد يكون ما تراه صواب ليس صواب بحسب مصلحة الأمة ، ولكي تتخطي الأمم المتقدمة ذلك جعلت الضمير العام للمجتمع ممثلاً في قوانين تسن علي الجميع ومعايير منطقية للحكم بصلاح المواطن بعيداً عن الهوي والميول ، أما في شرقنا السعيد فتحول الربيع العربي الحالم بنسمات الحرية والمزيد من العدالة والكرامة إلي مجموعات ضمائر تتجاذب أطراف الوطن فتمزقة وجعلت كل مجموعة مما تراه وترضاه قوانين تحاول ان تبسطها علي الجميع فتحولت سطوة ونفوذ الحكومات إلي سطوة أفراد ومجموعات في مشهد غريب جعل الكثير يبكوا حكومات الفساد والقليل من الحرية مقابل الكثير من الأمان التي ضاعت إجمالاً مع تلك المجموعات ، والأغرب أن هناك ضمائر عصرت الليمون مرة فتجرعنا مرارة الفشل والضياع طوال العام والأن منهم من يزال يصر علي عصر الليمون علي اخطاء بل واحياناً جرائم ارتكبها النظام السابق ليس بدافع إلا الحكم بحسب الكراهية والخوف من نظام أسبق نثق وسنقاتل في أن لا يعود والبعض الأخر أستكثر أن يكون ضميره مثل ضمير العامة وكل اطياف الشعب فتراه يغرد منفرداً بل منهم من يتهم أصحاب الإرادة الشعبية بأنهم عبيد البيادة ومؤيدي الإنقلاب متناسياً أن من يتهمهم الأن هم أول من نادوا بسقوط حكم العسكر عندما ناشد من يدافع عنهم المشير بأن يدوس في عبارات واضحة دوس دوس يا مشير بل نصبوه اميراً، الأن يري بحسب ما يروا هم وبحسب مصالحهم متناسياً أنهم يوماً ما لم تكن قضيتهم قضية الشعب وحريته وأنهم أتوا ليس بضمائر راضية عنهم بقدر ما كانت ضمائر إنتقامية من نظام سابق فاسد أدي عبثهم وطمعهم في ظهور من يمثله علي الساحة فكانوا دائما ما يفسد العرس وينقض العهد ثم يبكوا ويعلنوا أنهم ظلموا وما ظلمهم إلا أنفسهم . أما عن ضميري الخاص وأتمني أن يكون ما يريده بحسب الحق فأرغب في دولة قوية نساعدها علي النهوض أولاً ونضحي من أجل ذلك وعندما تتعافي ويحيد من يحكمها نقف ونقول له لا يحق لك أن تفعل لأنه لا وقت الأن لضمائر تقبل وترفض بحسب الهوي أوالخوف من القادم أو لإعلان وجودها وتميزها ولا لمن يقوم الأن بدور روبن هود في السياسة فيسرق إرادة الشعب بتجريم الدولة وبمبرر أنه يخشي علي الديمقراطية من الضياع وهو يعلم أن من يتحدثوا عن الديمقراطية وألياتها وشرعيتها أبعد ما يكونوا عنها بل يجرموها ويحرموها ، فليسقط روبن هود وعلي بابا والأربعين حرامي فكلهم لصوص
#سامي_فؤاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قبل القتال
-
همسات قصص قصيرة
-
علامات علي الطريق
-
شر البلية ما يضحك
-
الأشقاء والشقاء
-
النسيج الوطني الواحد : هل مزقه البلطجي حمام الكموني أم غيره
...
المزيد.....
-
الأونروا: بعض العائلات بشمال غزة تتناول رغيف خبز كل 3 أيام
-
لماذا الكيان الاسرائيلي قلق من انتشار المجاعة في غزة؟
-
اعتقال -أفريقي- بحوزته 11 كيلو -كوكايين- وتاجر -كريستال ومار
...
-
بعد قرار حظر الاحتجاجات.. فضّ مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في أم
...
-
ماليزيا تجهز لمعركة دبلوماسية ضد إسرائيل داخل الأمم المتحدة
...
-
غزة على شفا المجاعة.. والمنصات تفضح صمت المجتمع الدولي
-
منظمات دولية تطالب بإعلان المجاعة رسميا في شمال قطاع غزة
-
حظر الأونروا.. محاولة جديدة لتكريس سيطرة الاحتلال على القدس
...
-
وزير خارجية إسرائيل يدعو لتعزيز العلاقات مع الأقليات في الشر
...
-
مقتل و اعتقال عدة عناصر إرهابية جنوب شرق ايران
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|