أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز الحافظ - الموت يبتدع الحياة في العراق














المزيد.....

الموت يبتدع الحياة في العراق


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 19:23
المحور: المجتمع المدني
    


في كل أصقاع الكون....هناك مايميز حياتنا البشرية ذات العواطف والخلجات والمشاعر والفرح والحزن....شيء كنهيته الغرائبية.... ان كل البشر يمرون به أو هو يمّر بهم حاصدا بمنجله الهلامي،أرواحهم وهو الموت...والتراجيديا في شيئين لاغير... شكل مغادرة الحياة وقصص تصاحب ذاك النهوض الساكني في ذواتنا وهذه الميزة بنجاح منقطع النظير تجد تلافيفها وأفعوانيتها بل وعنفوانها وهضابها وجبالها واوديتها ومحيطاتها وخلجانها وغدرانها.. في بلد شرق او سطي إسمه العراق أسطع إشراقا من الغير... فهنا تجد كل متناقضات الكون من حب فطري للحياة وحب مقابل مواز..لإستقبال الموت الرخيص كل آن بكل لون كيمياوي الصبغة لاالتركيب.. لإن العراقي قد يموت وهو في متنزه أوهو مع عائلته أو في دكان حلوى ويموت بحيث كل ذرات آواصر الكيمياء تحسده على إنتظار إبتكارات الموت ب مالايعرفه العلم من أسباب لاوراثية للموت ولكن؟ كل قصص الموت تنحني امام قصص الحياة فهي بتنوعها لاتشبهها اي خارطة جينية واي تفاعل ذري في الكون كله قصص عندما تسمعها بعد الموت لاتشعر بقشعريرة او يكون دمعك ملبيا نداء الحزن بل تشعر أيضا إنك قريب من الموت نفسه قد يحتضنك وقد يعانقك وقد يمد يديه لينتزع أنياط قلبك الذي بقي هيكلا فقط لامخزنا للتآوهات والتحسرات والصبابة والجوى.. وترى الموت هو يرتدي هذه آزياء البلادة ويحصد ارواح العراقيين بلاهوادة. بعد كل موت في العراق تسمع قصصا أبطالها تحت التراب...وهذه القصص يستحق أبطالها المنسيون تماثيلا في متحف اللوفر او تكون كملحمة الالياذة ولكنها ملحمة ( من اللحم) وليست ملحمة شاعرية إبتدعها هوميروس.. ولكن في العراق نطوي يوم الموت لنستقبل يوما آخر قابل للطي واللي والآحياء بروحية الحياة وزهوها العنفواني يسيرون غير مبالين وبلاهواجس لانك هنا قد تهرب من الموت إليه... فهل ستبقى هذه الحقبة؟ بل كم ستستمر؟ لن أجيب... لإن إستشراق المستقبل بفنجان التحليل لابقرائته... فيه قتوم وقتوم وقتوم وسوداوية لامثيل لها. ولكن لو كنا ننتقي قصص الحياة ونسطرها كان الجيل بعد 1000 سنة سيعرف صبرنا وآهاتنا بالابعاد الثلاثية المتطورة. حسينية التميمي مساء الاربعاء11/9/2013... كان الموت يتربص لمصلين ولج لهم عفن فكريا يرتدي طائفية مقيتة لكي يقبض الموت الرخيص بجسده..منهم أرواحا برئية وطموحات دنيوية وأدتها جثة هذه العفن... رن هاتف الموبايل.... كان الرقم للعائلة معلوما.. ولكن الصوت ليس صوت الخال!!! قال المتصل... وجدت هذا الهاتف في جيب الجثة... اي جثة قالت العائلة التي توتر جوها وتكهرب وانقبضت الاسارير وتاهت الملامح وأصفرت الوجوه...كان المتصل قد اتصل بإخر رقم للميت بالآحياء وهو دار آهله...اعادوا الاتصال بعد ان زهقت روح الآحياء وهم محشرجو الصوت... ليعلموا أن أبنهم الذي ذهب ليزرق إبرة لكونه مريض يومها قد عرج على الحسينية ليصلي وقال لمرافقه الحي الناجي... تفاصيل عن إلتزامه الديني ولم يكن يعلم أن المنية أنشبت أظفارها... علا النياح والصراخ والعويل وووو لاأرسم المشهد في ذات العوائل العراقية... ولكن وهنا قصص الحياة! كان الخال قد أكمل مستلزمات قرعة السفر للحج بعد ظهور إسمه في القرعة السنوية! فستذهب أمه وحدها وكانت متيقنة من صحبته..وقد لاتذهب! وترك للاطفال بسمة مفقودة مكنونة وترك زوجة سيكتب الدهر عليها أرملة..وترك للكاتب لوعة كل يوم لاتنتهي نغمات نشيجها في أوردته وشرايينه.
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية قطع الجسور.. العراقية
- هل حقا هناك مفاجئات سوريه إذا تم قصفها؟
- قصف سوريا قصف لكبرياء العرب جميعا
- برلمان العراق يتبرع ب16 مليار دينار للاجئين السوريين
- خطباء الجمعة في العراق وفي الكويت/ مقارنة
- هموم عراقية باسقة الشهوق بالإلم
- دعوة سامرائية علنية لتشكيل قوة سنية!!للخروج من الذل والمهانة ...
- فجيعة كروية عراقية هدية سداسية من تشيلي
- أنتصر الارهاب وأصبحنا ننتظر الموت الرخيص
- السيسي جمال عبد الناصر جديد
- رواء .... نسخة طه حسين عراقية الشهوق
- نائب سفير عراقي يبحث عن شهرة ميسي
- القوة الجوية العراقي بطلا لكاس العالم العسكرية
- منتخب العراق معجزة 2013
- الشعب العراقي يمنح الشيخ المصري حسن شحاته، الجنسية العراقية
- الشيخ محمد العريفي يلاحق الانترنيت والشهرة
- مورينيو- تشيلسي هو فيرغسون اليونايتد لسنوات قادمه
- صبيان ..مواهب طلابية بصرية تتألق بإلق التفوق
- حقا؟ نشرت وكالة فارس صورة للمهدي المنتظر؟
- رئيس وزراء عربي يتعهد!بمكافحة التشيع في بلاده!


المزيد.....




- رائد فضاء في مهمة لفتح الفضاء أمام ذوي الاحتياجات الخاصة
- أكسيوس: تدابير جديدة تخص طالبي اللجوء في أميركا تصدر قريبا
- انعكاسات الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسؤولين أمميين حو ...
- اقتحام رام الله والبيرة واعتقال 3 فلسطينيين بالخليل وبيت أمر ...
- عودة النازحين.. جدل سياسي واتهامات متبادلة
- الخارجية الأردنية تدين الاعتداء على مقر وكالة -الأونروا- في ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من شلل جهود الإغاثة في لبنان
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز الحافظ - الموت يبتدع الحياة في العراق