أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - درس في عدل عمر بن عبدالعزيز














المزيد.....

درس في عدل عمر بن عبدالعزيز


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تاريخ الخلفاء للسيوطي روى أن أمير خراسان .."الجرّاح بن عبدالله".. في عهد الخليفة.."عمر بن عبدالعزيز".. أنه كان يعذب الناس بالضرب، ولكي لا يكون ذلك مدعاةً لعزله من منصبه كتب إلى الخليفة يبرر له ما فعل بقوله أن أهل خراسان لا يصلح معهم إلا الضرب فهم قوم سوء، فما كان من الخليفة العادل.."عمر بن عبدالعزيز"..أن قال له كذبت بل يصلحهم العدل والحق فأبسط ذلك فيهم والسلام.

هذا له علاقة بقصور فهم الحاكم عن التعاطي مع قضايا شعبه، فيلجأ إلى أقصر الطُرق لديه وهي القمع، لأنها طريقة سهلة وفي متناول يد أي حاكم لا يرى بصيصاً من النور والأمل في حل أي مُشكلة.

من ذلك أن الكثير بدأ يردد مقولة أن الشعب لا يصلح معه إلا العصا أوالحاكم القوي الذي يسومه سوء العذاب، والغريب في ذلك أن القائل لا يعترف كونه من هذا الشعب، فإذا قلت له هل لا يصلح معك إلا العصا لتهذيبك قال لا،فكيف يحكم هذا على الشعوب ويستثني نفسه منهم؟!...هذا دليل على تفشي نزعة الحُكم على الناس وتوهم امتلاك الحقيقة المُطلقة لدى العامة، وهي نتيجة حتمية للخطاب الديني الأحادي الذي لا يزال يفكر بعقلية الفِرق، فمن كان منا كان صالحاً، عدا ذلك فهو ضال ومبتدع.

متى نتعلم أن الآخر ليس بالضرورة أن يكون على خطأ، فقد أنزل الله في كتابه أن الاختلاف حق، وأن من يحاول أن يجمع الناس على رأيٍ واحد بالقوة فسيُفسد في الأرض حتماً، وقد يشرع في ارتكاب الجرائم كالتي ارتكبها ملوك وسلاطين المسلمين بعد انتقال الحُكم من المبايعة إلى الوراثة، وهو ما أسماه البعض زوراً بالخلافة، فهذه التسمية زور لأن الحاكم الأموي أو العباسي أو المملوكي أو العثماني لم يكن خليفةً لرسول الله أبدا، وأن الغالب على هؤلاء السلاطين والملوك كان الاستبداد والقتل باسم الله.

ومن ذلك اختراع تهمة.."الزندقة"..ووصمها بكل من يُعارض أو يتسبب في اهتزاز كرسي العرش من الأسرة الحاكمة، وإذا نظرنا إلى هذه التُهمة ومن اتُهِم بها من القُدماء سنجدها قد التصقت بكل مفكر حر أراد أن يأخذ زمام أفكاره بعيداً عن الشائع، فإما أن يلجأ لتأويل النصوص أو إعادة فهمها وتوجيهها من جديد، أو أن يقول بأقوال لم يقلها السابقين، حينها كان المقلدون هم السادة وكانوا هم أهل الحل والعقد ، فضلاً عن كونهم كانوا في مأمنٍ من بطش وجور الحاكم...وحينها أيضاً لم تكن عقلية الفِرق بعيدة عن السياسة، فأهل السنة كانوا هم السادة والحكام، أما المبتدعة فهم الزنادقة وأهل الضلال والزيغ من المعارضين والثائرين.

هذه العقلية توارثناها أباً عن جد حتى امتدت في خلايانا الجينية وأنسجتنا الدماغية مما ساهم بشكلٍ أو بآخر بإحاطة أي معارض سياسي بشُبهات دينية أو فكرية، حتى حمل ذلك البعض منا لاتهامهم بالجنون، كل ذلك لأجل الإعلان عن رأيه بشجاعة، ورغم أن ذلك هو الواجب لتنقية الأفكار.. إلا أن خوف الأكثرية من التصريح بآرائهم حملنا على اعتقاد الجُبن والانهزامية في الغير ونفيها عن أنفسنا...ورحم الله عمر بن عبدالعزيز فلو كان الحاكم على الحق والعدل ما كان له أن يقمع رأياً أو يظلم نفسا بغير هدى ولا بيان حتى يُعطي لنا الفرصة في التعبير عن آرائنا بشجاعة فنتقدم وننهض.





#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة في ثنائية الإلحاد والسلفية
- رسالة في التفكير
- رسالة في الإعلام
- رسالة في السنة المُجردة
- رسالة في السياسة
- رسالة في الموسيقى
- رسالة في ثنائية القرآن والسنة
- رسالة في الخبر المتواتر
- الجيش في سيناء ولكن ليس لإسرائيل!
- المُحادّة لله وظاهرة التطرف
- نقد لفكرة(أستاذية العالم)عند جماعة الإخوان
- لا فضائل للشام ولا لأهلها كما نسبوا للرسول
- درس من حديث خلق التربة
- صلاة التراويح بدعة أم سُنّة؟
- سمو الدين وسمو السياسة
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار(3)
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار(2)
- صراع الإخوان مع القضاء المصري
- من يوميات حمار حكيم(3)
- من يوميات حمار حكيم(2)


المزيد.....




- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- مصدر: مستشارو السياسة الخارجية لترامب التقوا بنتنياهو
- 7 مرشحين يتنافسون في الانتخابات الرئاسية الموريتانية
- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - درس في عدل عمر بن عبدالعزيز