أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - تمخضت الجزيرة..وولدت سقطاَ..














المزيد.....

تمخضت الجزيرة..وولدت سقطاَ..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 17:51
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعيون دامعة..وانفاس لاهثة.. وانفعال واضح.. وايادٍ مرفوعة بالدعاء..تلقفت قناة الجزيرة القطرية هبة السماء المتمثلة بالوثائق السرية الامريكية التي نشرها موقع ويكيليكس والمتعلقة باداء القوات الامريكية اثناء العمليات التي تمت في العراق..وبنفس الحماس ركزت القناة على تفسير مسرف في العدائية وسوء النية المبيتة لاشارات وردت في الوثائق تشير الى ان" 17 شخصا كانوا في الزيّ العسكري العراقي، أوقفهم الجيش العراقي في أكتوبر/تشرين الأول 2006، وقال نقيب من الموقوفين إن عناصره من قوة خاصة تعمل لدى دائرة رئيس الوزراء نوري المالكي."وعن" خمسة من كبار ضباط الشرطة كلهم سنة وبعثيون سابقون سرحهم المالكي من الخدمة" وعده نوع من التطهير العرقي استنادا الى السيد مذيع قناة الجزيرة..والنص يركز هنا على هذه الاتهامات بالذات وان كان بحماس اقل..
يبدو ان تواجد وتمويل ورعاية هذه القنوات في ظل انظمة ديكتاتورية شمولية اقصائية معتقة جعلها تفقد القدرة على التفريق ما بين المسؤول والمنصب والحكومة والدولة..ولكون آليات الحكم في تلك البلدان تتعامل مع الموظفين-بل حتى المواطنين- كممتلكات شخصية لدى الحاكم الذي يمثل هنا رمزي الحكومة والدولة معا..ادى الى اعتبار ان كل من يقوم بمهمة او وظيفة او خدمة عامة للدولة او الحكومة فانه يعمل اجيرا لدى الحاكم الاعلى مباشرة..
ان وجود قوة خاصة مرتبطة مباشرة بالقيادة العامة للقوات المسلحة..وحتى بمكتب القائد العام..ان صح وجودها..لا يعد سابقة في النظم العسكرية الحديثة ولا يفقد مثل تلك التشكيلات شرعيتها ومهنيتها وانتماءها الاصيل الى القوات المسلحة العراقية ولا يعني باي شكل من الاشكال ان افراد هذه القوة يعملون كمرتزقة او عمال بالقطعة لدى القائد العام للقوات المسلحة شخصيا..وان تقزيم القيادة العامة الى مجرد مكتب يدار من قبل شخص واحد وباستخدام تقنيات الفزعة قد يكون فيه من التغابي المقصود والتجني اكثر بكثير من السذاجة المفترضة باصحاب مثل هذه التصورات ..او انها اسقاط محتمل للوسائل التي تدار بها الامور في بلد الراي والراي الاخر..
كما ان التلميح-بل والتصريح-على ان تسريح غير موثق لخمسة من الضباط المنتمين لحزب محظور دستورياً هو عملية تطهير عرقي..هي محاولة قد تثير من الرثاء اكثر مما تدفع الى الغضب..خصوصا اذا تذكرنا المهنية العالية التي ابدتها القناة من خلال التعتيم الكامل على عمليات القتل والتهجير والاقتلاع التي مارسها النظام البائد..وعلى حادثة اسقاط الجنسية عن قبيلة كاملة بسبب اتهام احد افرادها بدعم غامض لعملية انقلابية مزعومة لم تتجاوز النوايا..والذي نرجو ان لا ينظر للتذكير به على انه نوع من التوضيح لماهية و فحوى التطهير العرقي..
وكذلك نتمنى ان لا يساء فهم الاشارة الى الاداء الاعلامي البليد والاقرب للجرم الجنائي في قضية صابرين الجنابي وتوقيته مع انطلاق خطة فرض القانون وربطه مع توقيت هذه الاتهامات مع قرب التوصل الى نتائج مثمرة للجهد السياسي الهادف الى تشكيل حكومة وطنية قوية ,على انه اتهام لقناة الجزيرة بالتواطؤ-لا سمح الله-مع القوى المعادية للعملية السياسية في العراق..
ان الانتقائية والاجتزائية والتحميل والعرض المبالغ به والاداء الاقرب الى الزعيق والجهد الجهيد الذي بذلته القناة في تضمين الحوار لمشاهد تمثيلية مصاحبة للتعليق الهاتف والطرح الاقرب الى الرأي منه للمادة الخبرية قد لا ينتج بالضرورة قضية ما..ولكنه بالتاكيد يفقد الجهة الاعلامية مصداقيتها ويدمغها بالابتعاد عن المهنية او تنكب طريق الحق والحياد وسلوك طريق مغاير للنهج الاعلامي الصادق الشريف تحت اخف الظروف..
مثل هذه الممارسات وان كنا لا نبخسها حقها في القدرة على الازعاج واثارة القرف والغثيان..ولكننا لا نملك الا الشفقة على مروجيها بسبب افتقارهم المرضي لملكة الفهم السليم للحقائق الاساسية للاشياء..وعلى ضيق الافق الاقرب الى العمى وفقدان البصيرة في ادراك الحتمية الكونية للحرية والانعتاق..وان الديمقراطية كمفهوم انساني غالب قادمة لا محالة لتنير الانفاق المعتمة التي زجت بها شعوبهم..ولا يمكن لكل الاتقان الذي يمكن ان تعد به المشاهد التمثيلية المفبركة ولا القدرات البلاغية لاعلامييهم على تاجيلها..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ستفعلها العراقية..؟؟
- فوضى الخطاب الاعلامي والمقبولية الوطنية..
- لا بديل عن الحوار..
- مملكة من الزجاج القابل للكسر..
- اصوات نحب ان نسمعها
- الى حيث القت رحلها..
- رثاء متأخر لرحيل مبكر جدا..
- كلام ضائع في الهواء..
- سبع وستون دقيقة..بين الانبعاث والاندثار
- سفينة الامل ..ما بين العنب والناطور..
- فلنتمسك بأخوة القمع والسياط..
- ألتقى الجبلان..ثم ماذا؟؟
- رضاع الكبير ..وسهم المؤلفة قلوبهم
- رئيس وزراء بعشرة اصوات..
- موسم الهجرة الى الجهات الاربع..
- خطوط من نار تحت اسم البعث
- التحريض الاعلامي.. في عصر الريموت كونترول
- ليس من هنا تؤكل الكتف..يا سيدي
- ملك الملوك مجاهدا..
- زعيق ضائع في عصر بنفسجي..


المزيد.....




- -عبر السعودية-.. لبيد يرسم مسارا لنتانياهو للإفلات من المحاك ...
- هجوم إيران يطلق حربا عالمية في مواقع التواصل
- العثور على خاتم رئيسي في موقع الحادثة، ما قصة الشيعة مع الخو ...
- بعد أعمال العنف.. ماكرون يتوجه إلى كاليدونيا الجديدة
- طيران سنغافورة: وفاة شخص وإصابات إثر تعرض رحلة بين لندن وسنغ ...
- مظاهرة في اليونان ضد محاكمة 9 مصريين متهمين بإغراق سفينة مها ...
- هذه المرة أوروبياً...ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ
- الماء الدافئ يذيب -نهر يوم القيامة الجليدي- ويثير قلق العلما ...
- استخدام الأسلحة النووية: أحلى على قلب زيلينسكي من العسل
- عواقب مقتل الرئيس الإيراني على بلاده


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - تمخضت الجزيرة..وولدت سقطاَ..