وفا ربايعة
الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 18:37
المحور:
الادب والفن
كما الليلُ هانئٌ بريحِ الوجعِ
المُخضَّبِ بالدماء ..
كما هُمْ آثروا سُكونَ النعشِ
من بُلوغِ حوضٍ عليٍّ
في السماء ..
وكما آخذَ غيرُنا .. سُكوتَ القمرِ
غيظاً ..
عن عراكِ رغيفِ البحرِ
مع الهواء ..
تدرّجتْ ألوانُنا ..
وتمرَّغتْ أسماؤنا ..
ولوحاتُ العناوينِ المُرّةِ
من شُطآنِنا
في أُغنياتِ الوداعْ ..
وشرايينُ الوحدةِ للغريبةِ
لا زالتْ تسكُنُنا ..
لأنَّ السرابَ لوحةٌ تشرئِبُّ
الحُريِّةَ في الأُفقِ البعيدِ
في الضياعْ ..
ونحنُ ..
تملَّكنا مودّةَ البغيِ الفصيحِ
في اللُغةِ ..
وتشدَّقنا بمفاهيمِ البلاغةِ الحمقاء .
وقتما كانَ الوطنُ حامضاً في حُلوقِنا ..
تداعَينا مآتماً ..
في صحاري الولوجِ الكنعانيِّ
في الجدارِ المُعرَّقِ بالغباء !
أما كُنّا نساوِمُ القمحَ - في الحقولِ
وأكواخَ الدُجى الحزينةَ
على البقاء ؟؟
وأطواقَ الزيتونِ في " الخلّـةِ "
حينَ رَكَلَنا زمنُ البُطولةِ
مِن أرضِنا ..
لأنَّ عهدَ الأمانِ انتهى منذُ زمنٍ
وانتهى من بعدِهِ ..
عصر ُالأيائِلِ و الأصدِقاء .
مُبعثرونَ على أشباهِ وطنٍ ..
ومُتيّمونَ بأنفاسِ الهوادةِ ..
نسكُبُ اختلاجاتَ القلمِ الدنيءِ ..
في صفحةٍ .. عندما يُعلنونَ
على الملأِ أن الـ"همجَ " اخترقوا
بوّابةَ الجدار !!
وننفشُ الصُدورَ بعدها على أروقةِ
الوقتِ ..
لحينِ يُنزّلُ اليومُ الموعودْ
ويُقرَرُ أيُّنا يبقى على الغيمِ
وأيُّنا يفيقُ من خيبةِ
الغدِ المرصودْ !!
يُفيقُ من الوهمِ ..
يجدُ شُعوباً تتنفسُ سرابَ الحُلمِ
في العَراء !!
وتنامُ أُخرىً عشيّةَ العيدِ المجيدِ
على تراتيلِ يسوعِ الكنيسِةِ
في المساء ..
باقونَ كما الحنظلِ يا أرضي
لن نسكنَ حُقولَ الوهمِ يا وطني ..
لن نسكنَ العوسَجَ ..
لن نرشِفَ الصحراء !!
لن نرشفَ الصحراء !!
#وفا_ربايعة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟