طارق الاعسم
الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 10:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في رحاب عاشوراء
الحسين يذبح من جديد
تطل علينا هذه الايام ذكرى ثورة ابي الاحرار سيد الشهداء الحسين عليه السلام هذا الثائرالذي لطالما الهم الثوارفي بقاع الارض ببطولته النادرة وتضحياته بكل غال ونفيس .
لقد تشرف العراق تربة وامّة بوجود مرقد ابي عبد الله الحسين عليه السلام على ارضه وهو شرف عظيم ومركز الهام (او هكذا يفترض ان يكون) الا ان مايدمي القلب ان قضية الحسين ومأساته بكل تراجيديتها باتت تجارة رابحة على طريقة(يحسين ياعزّي ودلالي...وبجتلتك عيشة اعيالي!!!)التي كان يرددها بعض صغار المتكسّبين من ايام عزاء عاشوراء,الا ان ماكان يفعله هؤلاء المتكسّبون قد بدا يكبر وينتفخ ليصبح الحسين ودماء الحسين والشهداء الذين ساروا على درب الحرّية الواسع الذي عبّده الحسين ,يصبح كل ذلك مدعاة للمتاجرة بالقضية النبيلة التي استشهد فيها ريحانة رسول الله ,قضية حفظ الدين من المتلبسين بالدين ,حفظ عقول العباد من المستخفّين بعقول العباد,حفظ الاوطان ممن يجعلون الدين حصان طروادة يختبيء فيه اعداء الوطن .
ان مناسبة عاشوراء فرصة لاشعاع الفكر التنويري الذي يرفض التزييف ويرفض تشويه المعتقدات ويرفض تجيير دماء البسطاء وعقولهم واصواتهم لرغبات لطالما حاربها ابو الاحرار الحسين .
لقد قتل الحسين باسم الدين باعتباره خارج على السلطة التي انحرفت بالدين ,ولقد سبي اهله الى الشام بحجة المروق عن الدين ,وحاول القتلة ان يشرعنوا الدين لقتل حامي الدين ممن ارادوا امتطاء الاسلام خدمة لاغراضهم.
ان في حياة الحسين دروس عظيمة وفي قتاله ومقتله على يد الظالمين دروس عظيمة واول هذه الدروس ان الارض لاتخلوا ممن يرفعون الشعارات البراقة لاغراضهم الدنيئة فلنقارن الاعمال بالاقوال وليقرن من يريد الخير لشعبه اقواله بافعاله,وان لم نفعل ولم يفعلوا فان الحسين عليه السلام سيقتل من جديد.
رئيس تحرير صحيفة الامة العراقية
#طارق_الاعسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟