أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - خال الحكومه















المزيد.....

خال الحكومه


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 2808 - 2009 / 10 / 23 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تميزت حقبة النظام السابق ، نظام صدام حسين وحزب البعث بالسيطره التدريجيه لعائلة الحاكم وعشيرته على الحكومه وعلى مرافق الدولة الأخرى ، حتى كاد يختفي دور الحزب ولتتحول العائله هي الدوله والحكومه الدكتاتوريه وبأمتياز .
ومن أبرز الروؤس التي سيطرت على مقدرات الدوله هو الحاج خير الله واولاده من بعده . وكان للحاج دوراً في رعاية صدام منذ أن كان فتى في قرية العوجه . وبدأ الحاج بمنصب محافظ لبغداد ومع هذا المنصب فاحت رائحة سرقاته ، وتجاوزاته على أملاك الدوله ودعمه لبطانة غريبه عجيبه من السراق والمتلاعبين بكل ما لايعرفه الشيطان .
ومن سرقاته والتي كنت شاهداً عليها ، إنه تجاوز بالسيطره على المكتب الذي كنت أعمل به في حدائق أبو نؤاس كمراقب عمل في أمانة بغداد . وكان المكتب يضم قفصاً كبيراً للطيور المتنوعه والزاهية الألوان ، والذي كان يغري زوار المنتزه بالنظر اليه . الا أن السيد الأمين طوق المكتب والقفص بسياج حديدي حسب أوامر الحاج وقدمه هدية له .
بعدها شاهدت بائعي السمك المسكوف وهم يرحبون بسيطرته على المكان بأسماكهم ، وشاهدت الشاحنات العديده وهي تفرغ حمولاتها من الأجهزه الكهربائيه من مجمدات وثلاجات وتلفزيونات وأجهزة أخرى كهدايا لقدوم الحاج الميمون الى المكان . وكانت هذه أحدى الطرق المتبعه للرشاوى والسرقات في ذلك الزمان .
والادهى من ذلك ان الحاج كان يعيد بيع هذه الأجهزة في جمعية الموظفين ــ في شارع الرشيد والذي كان رئيسا ً لها .ومثلما كان يفرض بيع كتبه على الموظفين الذين يتبضعون من الجمعيه، وكانوا يردون على ظلمه إنهم يبيعونها بأسعار بخسه في باب الجمعيه لصبيان يعملون لحسابه وتعاد من جديد لتفرض على الموظفين .
يومها حزنت كثيراً وتألمت لسيطرة الحاج على مكان هو ملك لكل الشعب ،وحرمان الناس من التمتع بجمالية المكان وبهذه الطريقه يعد جريمة لا تغتفر .وحزنت أكثرللسيد الأمين الذي تبرع بالمكان وكأنه ملكه الخاص ، وتألمت وبمراره للرجال الذين باركوا هذه السيطره الظالمه وإعتبروا هذا الأحتلال تشريف للحاج .
ولأنه كان ضابطا ً وشجاعاً فقد إستطاع لوحده وبدبابته أسر مجموعه من الدبابات البريطانيه إبان حرب عام 1948 كما يقول في احد كتبه ، ولهذا فقد ذهب للكويت إبان إحتلاله وهو على كرسي المقعدين أمراً الجنود بتحميل سيارات أحد المعارض هناك لحسابه وهو يصرخ بهم :
ــ الهمه يا شباب فهذه هدية لعائلة أخوكم الشهيد عدنان !
ولأنه سليل عائلة طاهره كما دوّنها في شجرة العائله فهو وإبن إخته البطل الضروره أول من شرعن مفهوم ( الحواسم ) في أذهان الشعب فشجعا الجنود لسرقة كل ما تقع عليه أيديهم أثناء إحتلاله للمدن الإيرانيه والكويتيه وهذا ما فعله أيضاً الجيش اللاشعبي ، جيش الأمه في مدينة الفاو بعد أن ترك العراقيون بيوتهم هرباً من نيران المدافع الإيرانيه .
وبعد مرور كل هذه السنوات أيقنت ُ إن مال الشعب مقدس ولايفلت السراق من حكم الناس والوطن .
( فالأمين ) مات بطريقة لايحسد عليها . والحاج مات بأبشع مرض وأقسى طريقه ، ولأنه عراب العائلة الحاكمه فقد جنى عليها بنهمه لسرقة خيرات المال العام ، وأولهم إبنه البكر والى أخر حفيد خرج من صلبه . ولكني لاأعرف كيف مات الذين باركوا ما سرقه الحاج ؟
والحاج وأمثاله هم دود الأرض والأفه المخيفه كما يقول الشاعر أحمد فؤاد نجم وهم الذين ينخرون الجذور لكل عملية بناء
للمجتمع أو للعمران أوللحياة المتقدمه .
ولا غرابه في كل ما كان يحصل في النظام السابق ،لأنه نظام قومي إعتمدالموروث أساسا للحكم ، ومكانة العم والخال وشيخ
القبيله لها مكانة مميزه في العرف القبلي ، بالرغم من تبجح النظام السابق من إنه يتبنى الحضاريه أو الإشتراكيه !
ومع قدوم نيسان 2003 إشيع عن ولادة نظام جديد ودولة ديمقراطيه تعتمد القانون والنظام أساساً لها ،نظام يعتمد العداله الأجتماعيه ، ويحافظ على المال العام . لكن يبدو أن هذا الحلم قد تبخر ،وما جرى في العراق لم يتعدى إلغاء سيطرة القبيلة الغربيه على السلطه والتحول الى فوضى وتقاسم مكونات الدوله بين الطوائف والقبائل . فبعد أن نُهب كل شئ ممكن سرقته ، إحُرقت أبنية الدوله .
والصورة اليوم تشير الى الصراع المحتدم بين هذه المكونات على مزيداً من السيطره على كل ما تبقى . أما الأبنيه المحطمه والخدمات المعطله منذ عام التغيير فلا زالت على حالها .وإضيف إاليها إنهيار الطاقه الكهربائيه والتي تعني الحياة .وأما الوزارات فهي حكرا ًعلى الطوائف ، ودوائرها حكرا ً على القبائل والعوائل، وبعض الدوائر تحولت الى جوامع أو حسينيات فيها السيد أو الملأ أو الحاج هو السيد المطاع وهو المتحكم بكل شئ . وقد شاهدت أحد الأقسام في إحدى الدوائر السيد هو المدير وأولاده الثلاث بين سكرتير ومدير ومسؤل حماية السيد الوالد ، أما بقية الوظائف في القسم فقد توزعت على بقية أفراد العائلة الكريمه ، أو على العشيره . وكل ما يجري داخل الوزارات والدوائر من تعيينات وإيفادات ومن مشاريع مقسم على هذه المجموعات حسب نظام واحدة لك وواحدة لي .
والخوف كل الخوف أن تستمر الأوضاع في بلدنا على هذا النمط وتكون الكلمة العليا لخال الحكومه أو عم الحزب أو المرجع الفلاني أو لشيخ العشيره والذي يتحكم بخيوط هذه الوزاره أو تلك الدائره وهو يجلس في ديوان العشيره وفي قريته التي حاصرها الجفاف وأطبق العطش على أنفاس سكانها إلا قصره أو مضيفه فهو العامر رغم كل هذا التردي والجوع .
ويبقى المواطن المغيب والمتقطعه أسلاك وعيه كهربائياً وتوقف الصناعه في جسده يعاني الضياع ، وتحطم الزراعه يعني تيبس دمه ، يعني توقف العصب النابض في شراينه . وكل هذا يعني توقف دورة الحياة الخالقه لنسغ نموها وأزدهارها في المجتمع ، وهذا هو الذي جفف العصب المغذي لحركة عقله وتنامي أفكاره نحو إدراك ما يدور حوله .
هذا المواطن المخدر والمتبرع بعقله الى من يمثله من العشيره أو الطائفه هو الذي يحدد مستقبل البلد . هذا المواطن والذي عليه أن يتحامل ويتحرك ويفتح البصيره لأن أهل الخديعه مهره واللصوص في عراقنا تغلبوا على الشيطان ، ودرسوا كل فنون الخداع في بلدان الخداع ولم يتركوا ثوبا ً ولا عمامة الا وركّبوها فوق روؤسهم . على هذا المواطن أن ينصر الأحزاب المؤمنه بالديمقراطيه من أجل العداله الأجتماعيه ومن أجل تقدم العراق ، ولا ينتصر للكتل الطائفية والقومية والتي أمنت بالعمليه الديمقراطيه من أجل الأغتناء ومن أجل التسيد في الحكم . لابد أن يتحامل ويقول قول الفصل في الأنتخابات القادمه ، ويبدأ في محاسبة كل الأعمام والأخوال الجدد والذين سرقوا المال العام جهراً وعلانيه، في وقت إختلطت فيه الأوراق وغيّب الشعب في إتون الفوضى الخلاقه على حد زعمهم . ولا أحد يرحمه إذ ا لم يشمر هوعن ساعده وعن وعيه ويختار من يمثله بكل صدق وإخلاص .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيره الخشبه والمسمار
- كوارث الفكر القومي والطائفي
- قصة قصيرة المقابلة


المزيد.....




- مصممة للشباب.. إليك أبرز مميزات سيارة لينكون نوتيلوس 2024
- سوليفان يزور السعودية وإسرائيل.. وهذا ما سيناقشه في رحلته
- بين تعليق إرسال بعض الأسلحة وإقرار حزمة جديدة منها.. هل عاقب ...
- السجن 45 عاما لطالب لجوء مغربي قتل مسنا بريطانيا -بسبب غزة- ...
- إيطاليا ترفع درجة الخطر للونين الأحمر والبرتقالي بعد أمطار غ ...
- قناة عبرية تنشر تقريرا عن قلق إسرائيلي شديد إزاء تصاعد موقف ...
- محكمة كازاخستانية تصدر أحكاما بالسجن بحق أعضاء خلية إرهابية ...
- ملك البحرين يعرب عن شكره لبوتين لجهوده في تعزيز العلاقات مع ...
- محكمة بلجيكية تصدر قرارا بشأن فضيحة -فايزر- وفون دير لاين
- -كتائب المجاهدين- تستهدف دبابة ميركافا بقذيفة RPG شرق جباليا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - خال الحكومه