أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض خليل - نحو إعادة إحياء التيار الليبرالي














المزيد.....

نحو إعادة إحياء التيار الليبرالي


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 795 - 2004 / 4 / 5 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سجل نصف القرن الماضي حضوراً وسيطرة قوية للتيارات الشمولية القومية والشيوعية والدينية. وبالمقابل, فقد كان تغييب وغياب التيار الليبرالي- الديمقراطي هو العلامة الفارقة لتلك المرحلة في منطقة الشرق الأوسط.

الآن – ومع تغير الظروف الداخلية والخارجية – الإقليمية والدولية – تبرز إلى المقدمة الحاجة الملحة لعودة التيار الليبرالي- الديمقراطي وتأكيد حضوره على الساحة السياسية, فكراً وسلوكاً وتنظيماً.
وهذا التيار مدعو للعب الدور الرائد في إنجاز مهام المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية, والتي ستكون المدخل لحل القضايا العالقة على المستويين: الوطني, والدولي, هذه القضايا التي فشلت التيارات الشمولية في حلها خلال نصف القرن الماضي, مع أنها أخذت أكثر من فرصتها في قيادة وإدارة الحياة السياسية في المنطقة.
كان إقصاء التيار الليبرالي-الديمقراطي, سبباً رئيسياً من أسباب الفشل السياسي للتيارات الشمولية.
وفيما كانت التيارات الشمولية إقصائية بطبيعتها فإن التيار الليبرالي-الديمقراطي لم يكن ولن يكون كذلك, لأن الإقصاء ليس من طبيعته التشاركية-الديمقراطية.
على التيار الليبرالي الديمقراطي الآن أن يعزز ويسجل حضوره المتعاظم على الساحة السياسية لتحاشي انفلات الوضع الراهن واستعصائه على السيطرة, وهو يمد يده إلى كل من يملك الإرادة والنية الطيبة في إعادة بناء الحياة السياسية الوطنية على أسس مدنية – عصرية وديمقراطية. ولا بد من تحكيم العقل والضمير وعدم الانقياد وراء الانفعال والاستفزاز واللغة العاطفية. لا بد من الحوار العقلاني الهادئ, فهو المدخل الوحيد والطريق المفتوح نحو الإصلاح والتغيير وبناء جسور الثقة بين سائر القوى السياسية الفاعلة.
من أجل بناء وطن جديد وحر يتسع لجميع أبنائه وتياراته السياسية ومن الإنصاف التأكيد على أن التيارات الشمولية هي في سبيل إصلاح ذاتها بشكل أو بآخر, وإن المنتمين إليها ليسوا متطابقين بالضرورة. وإن قسماً متزايداً منهم يتجه نحو الليبرالية الديمقراطية وهذا ينطبق على من كانوا داخل السلطة أو خارجها. ومن هنا ضرورة أن نحتكم إلى التواصل والحوار والتفاهم على المشتركات السياسية والديمقراطية للتوصل إلى إعادة وهيكلة وتأهيل حياتنا السياسية الراهنة نحو الأفضل.

إن التيار الليبرالي الديمقراطي هو تيار العقل والوضوح والتعدد والتعايش بين المختلفات, إنه القاسم المشترك, الذي على الجميع أن يتحدوا به ويعملوا من خلاله لضمان التحول السلمي نحو الديمقراطية. هذا التحول الذي بات الآن المخرج الوحيد لتطبيع العلاقات السياسية الداخلية (الوطنية) والخارجية (الدولية) والخروج من حالة سوء التكيّف القائمة على المستويين: الوطني والعالمي.
إن التحول السلمي نحو الديمقراطية خيار متاح, وإن دور السلطة غير الديمقراطية هو في ضرورة تحولها إلى سلطة ديمقراطية, سلطة ليست فوق أو خارج المجتمع, بل نابعة منه ومسؤولة أمامه, تجسد إرادته العامة ومصالحه المشتركة. لا سيما مع توفر نية وإرادة الإصلاح والتغيير.
وإن المهمة الرئيسية في هذه المرحلة, هي بلورة حضور معرفي-سياسي, متنامي للتيار الليبرالي الديمقراطي, وهذا ما نلمس مظاهره وتباشيره القوية في خضم الحراك السياسي الجاري.
ويعبر عن نفسه الآن بأقلام مئات المثقفين والكتاب والناشطين في ميدان ثقافة الديمقراطية, ما يطرح الحاجة الماسة لبروز حزب ليبرالي ديمقراطي جديد يملأ الفراغ الذي استمر طوال نصف القرن الماضي.
وهذا حق دستوري, لا يجوز منحه لأحزاب, ومنعه عن أخرى, في إطار القانون ذاته. وإلا ما معنى مبدأ المساواة أمام القانون؟
إن الانفتاح على الشعب, وتحرير طاقاته السياسية الوطنية, هو الضمان والعامل الحاسم لتحقيق الوحدة الوطنية, وهو الحل الديمقراطي الوحيد, الذي يسهل عملية تصحيح الحياة السياسية, والوصول بها إلى برّ الأمان.
وعلينا منذ الآن أن نقرأ الواقع بلغة الديمقراطية, لا بلغة الإقصاء المستهلكة, التي لا تنتج سوى الضعف والفشل والمزيد من التأزم.
كلنا في مركب الوطن الواحد, وخيمة الوطن تتسع لنا جميعاً, ولا يتحقق ذلك إلا تحت سقف واحد مشترك, هو سقف الديمقراطية.

1/4/2004

بقلم رياض خليل



#رياض_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الميكافيللية إلى الديمقراطية


المزيد.....




- دولة عربية تحظر ارتداء الكوفية الفلسطينية في امتحان البكالور ...
- حريق هائل يخلف خسائر كبيرة بمؤسسة -اتصالات الجزائر- جنوب شرق ...
- وزير الخارجية الهنغاري: محاولة اغتيال فيتسو نتيجة لحملة كراه ...
- أغرب الانتخابات في العالم في أصغر قرى إيطاليا
- 12 قتيلا على الأقل جراء ضربة إسرائيلية على ريف حلب
- تهديد روسي لكاسباروف بطل العالم السابق في الشطرنج بتوجيه اته ...
- سانا: سقوط قتلى جراء ضربات جوية إسرائيلية في نطاق حلب
- ائتلاف الحزب الحاكم في صربيا يعلن تحقيق نصر ساحق في الانتخاب ...
- الجيش الإسرائيلي يقوم بعملية اقتحام واسعة للمنطقة الشرقية في ...
- زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب وسط اليابان


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض خليل - نحو إعادة إحياء التيار الليبرالي