أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج كتن - أوجه القوة الأميركية في خطاب أوباما















المزيد.....

أوجه القوة الأميركية في خطاب أوباما


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عراقة الديمقراطية في أميركا وتطورها الدائم، أحد أهم عناصر النجاح في جعلها الدولة الاقوى سياسيا واقتصادياً وعسكرياً، مما يبقي الأنظار معلقة فيما تقرره أو تفعله. ويكفي متابعة الحملة الانتخابية التي تجاوزت السنتين للاستدلال على مدى تغلغل مفاهيم الحرية في المجتمع، ليأتي انتخاب الرئيس أوباما بمشاركة الملايين إعلاناً رسمياً لبداية عصر جديد تجاوزت فيه أميركا قطوع الحرب الاهلية والتمييز بين مواطنيها ورسخت المساواة للجميع إلى أي أصل أو جنس أو ديانة أو طائفة .. انتموا.
فإشارة الرئيس الجديد لأن الامة الاميركية مكونة من "مسيحيين ومسلمين ويهود وهندوس ولادينيين"، هي أوضح، وربما أول، تأكيد رئاسي لنهاية أميركا "المسيحية البيضاء" إذا جاز التعبير، لصالح الأمة التوليفة التي قال عنها أنها "حصيلة صهر حضارات وثقافات من جميع أنحاء المعمورة"، بحيث أصبح هذا القول بعد تنصيب رئيس من أصل إفريقي، إقراراً من غالبية الشعب الاميركي لحقيقة التعددية الإثنية والثقافية والدينية، وترجيحاً لمجتمع ليس فقط متعدد سياسياً بل متعدد الجذور والديانات والعادات واللغات، إلى جانب لغة واحدة للتفاهم، حتى يكاد يكون هيئة أمم لا تجمعها اللغة والقومية الواحدة بل مصالح العيش المشترك بين متعددين.
والدليل على تماسك المجتمع وكون التعددية ذات الأوجه المختلفة أهم عناصر القوة الأميركية، استيعاب أميركا لما لا يقل عن مليون مهاجر كل سنة يأتون من القارات الخمس، تقدم لهم فرص حياة افضل مما في بلدانهم وتستفيد من كفاءاتهم وتدمجهم ضمن أسلوب الحياة الأميركية. فالوطنية الأميركية ليست تمسكاً بقومية كما هو سائد في منطقتنا، بل هي ضمان حق الحرية في التفكير والتعبير والمشاركة السياسية، وحق البحث عن السعادة والحياة الافضل، وحكومة منتخبة من الشعب تعمل للشعب ولمصلحة الإنسان.
رافقت التقاليد الديمقراطية الدولة الأميركية منذ تأسيسها وأعطتها القوة لتصبح في موقع الريادة عالمياً، ويذكٌر تداول السلطة بأسلوب حضاري في احتفال تنصيب الرئيس الجديد أمام الملايين، ببؤس ما يجري في بلداننا حيث السلطة للأقوى كما في الغابة، لتنتقل بالتوريث مترافقة مع مظاهر مسرحية لاستفتاءات مفبركة ومبايعات صورية. فمعظم انظمة المنطقة:"المتمسكة بالسلطة عبر الخداع والفساد وإسكات أصوات المعارضين.. والسائرة عكس حركة التاريخ.." –حسب خطاب أوباما- ، لم ترعو من السقوط المدوي للديكتاتوريات الشرقية رغم الخداع حول اشتراكيتها وعملها لمصلحة شعوبها.
كما أن أحد أهم عناصر القوة الاميركية عامل "التغيير"، الذي ليس خاصاً بالرئيس الجديد رغم تأكيده عليه، وهو لم يأت بجديد بقوله أن "العالم تغير ويجب أن نتغير معه"، فالتغيير سمة بارزة للمجتمع الاميركي، حيث الاستعداد دائم للتخلي عن القديم، فيتجدد المجتمع باستمرار بمواطنين أتوا من بقاع الأرض تاركين ورائهم حياتهم القديمة البائسة على الأغلب، قابلين لأسلوب الحياة الجديدة التي لم يألفوها سابقاً، متحولين مع أجيالهم التالية لتمثل كل جديد ولنبذ القديم في شتى المجالات. تغيير وتجديد أميركا دعوة مستمرة لا تتوقف كأحد أهم أسرار قوتها، بعكس مجتمعاتنا الراكدة التي لا تكتفي برفض الجديد والتمسك بالقديم رغم ثبوت ضرره، ف"صحوتها" المزعومة تريد الحياة كما كانت منذ 14 قرناً.
تفوق أميركا برأي الرئيس الجديد - الذي وصف من قبل المراقبين بأنه ذو كاريزما ومثقف ومفكر وهادئ وقادر على الإقناع..- ليس بقوتها العسكرية بل بمواطنيها الذين أنتجوا وتخطوا المصاعب وعملوا بجد وتفاني وتسامح وفضول.. فعظمة أميركا ليست معطاة بل مكتسبة تعود لجهود رجالها ونسائها، أي أنه أعاد للشعب نفسه سر قوة أميركا وتقدمها. كما أرجع نجاحها لقيمها وقوة مثالها وتحالفاتها، ورفض تفضيل أمنها على مثلها، أو أن قوتها العسكرية وحدها تضمن أمنها أو تخولها أن تفعل ما تشاء في العالم. ووعد بتنفيذ خطة طموحة لإعادة "صنع أميركا" باتخاذ القرارات المناسبة بحكمة واتزان وتعقل، والعمل في وضح النهار والمحاسبة الشفافة، وبازدهار للأمة الاميركية بأجمعها وليس للأثرياء فقط، وبفرص للجميع كحق وليس كمنحة خيرية..
قوة أميركا خولتها دورها العالمي الذي تمارسه، وهو قابل للتغيير حسب الرئيس الجديد، الذي مد يداً لكل امة تريد السلام والحياة الأفضل، كما دعا العالم الإسلامي لعلاقات تستند للمصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ووعد بمساعدات عالمية للدول النامية والمشاركة الفعالة في حل النزاعات بالمفاوضات والإقناع وليس بالقوة، وبهزيمة الإرهاب العالمي ومغادرة مسؤولة للعراق وتركه لشعبه، وإعادة دور أميركا بمواجهة الاخطار الكونية: هدر الموارد الطبيعية والاحتباس الحراري والأخطار النووية. وانتقد الانظمة التي تلقي بمسؤولية تخلف بلدانها على الغرب ورفض أن تكون أميركا غير مبالية تجاه المعاناة خارج حدودها، وهو وعد بأن أميركا لن تقبل أن تكون الديمقراطية والتقدم خاصاً بأميركا من دون العالم. وحرك منذ أيامه الأولى في البيت الابيض معظم ملفات القضايا الساخنة الداخلية والدولية.
لو حكمنا على ما يعرضه أوباما في خطابه لقلنا أنه افتتاح لعصر عالمي جديد، بدور رائد لأميركا في تحقيق السلام والتقدم لكافة الشعوب وخاصة المغلوبة على أمرها، ولكننا بما أننا لدغنا مراراً من الخطابات المتناقضة مع التطبيق، نفضل التريث لنرى ما سيحدث في الواقع، رغم ما يمكن أن يلمس من جدية محتملة في التوجهات الجديدة. وإذا افترضنا جدية الخطة لتغيير أميركا والعالم، فلا يعني ذلك أنها مضمونة النجاح، الذي لن يتوفر إلا باقتناع الشعب الاميركي ومساهمته وبالتوافق مع الأنظمة والشعوب على امتداد العالم..
أميركا القوية بديمقراطيتها وشعبها التي خاضت معركة تخليص أوروبا من براثن الوحش النازي وإعادة بنائها بمشروع مارشال، وانقذت آسيا من الفاشية اليابانية، ولعبت دوراً هاماً في تخليص أوروبا الشرقية من الديكتاتورية السوفييتية بتقديم نموذج ديمقراطي ومزدهر، ربما يكون لها دوراً ما في إنقاذ الشرق الاوسط من الانظمة الاستبدادية والأصولية المتأسلمة المعاديتان للتقدم والحداثة وحقوق الإنسان..





#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب من أوباما في الشرق الأوسط
- مقاومة -لطيفة- لحكم الطالبان
- المسألة المسيحية المشرقية
- عوائق الديمقراطية في المنطقة العربية
- مساهمة أخرى لتجفيف منابع الأصولية
- روسيا والغرب والحرب الباردة وأيتامها
- بين العصر الحجري والعصر النووي
- عدالة العولمة
- مجلس إعلان دمشق: ليبرالية أم واقعية؟
- التناقض الرئيسي بين الحداثة والتخلف
- إقليم كوردستان العراق تجربة رائدة في المنطقة
- هل يتضعضع التحالف القومي- العربي الإسلاموي؟
- مجزرة سنجار والصهر في الأكثريتين
- الخطاب الأمازيغي لا يصل إلى النخب الكردية
- الإمبراطورية الرثة
- حماس : الدم الفلسطيني خط أخضر!
- الإرهاب يخرج من عباءة المقاومة
- حوار حول الإرهاب
- مزيد من الحوار حول المسألة الأمازيغية
- بناء دول طالبانية يلقى مقاومة


المزيد.....




- فيديو يظهر تصرفا غريبا لشرطي أمريكي أمام حانة.. أشعل سيجارًا ...
- كيف كشفت صحفيتان كوريتان عن فضائح جنسية خطرة لنجوم كبار في ع ...
- غالانت يهاجم نتنياهو: هل بدأ تبادل الاتهامات بين الحكومة الإ ...
- حقوق مجتمع الميم في أوروبا.. مالطا تحتفط بالصدارة
- أغذية لا ينصح بها على متن الطائرة
- نتنياهو: منفتح على فكرة تولي فلسطينيين محليين إدارة غزة إلا ...
- سيرسكي: أوكرانيا تتخذ الاستعدادات للدفاع في مقاطعة سومي
- بوتين يصف الخطط الروسية الصينية لاستكشاف القمر بأنها -مثيرة ...
- بوتين يتحدث عن مهام بيلاوسوف وشويغو
- نزوح فلسطيني جديد من رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج كتن - أوجه القوة الأميركية في خطاب أوباما