أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جورج كتن - مجزرة سنجار والصهر في الأكثريتين














المزيد.....

مجزرة سنجار والصهر في الأكثريتين


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 10:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الجريمة البشعة في قضاء سنجار التي حصدت ما يزيد عن 800 قتيل وجريح من الأيزيديين الآمنين ودمرت منازلهم التي لا زال العديد منهم تحت أنقاضها، أكبر مذبحة دموية يرتكبها الإرهاب الأصولي تضيف آثاماً للمقتلة اليومية الجارية باسم "المقاومة العراقية"، الوحش المنفلت على الشعب العراقي بكافة مكوناته، والذي لم يلق بعد من يضع حداً لجرائمه الهمجية ضد الإنسانية والحضارة والحداثة وكل ما هو جميل في الحياة.
العمليات الوحشية للمجموعات الإرهابية استمرار لتاريخ طويل من المذابح خبرها الأيزيديين في كل العهود، رغم أنهم لم يحملوا السلاح يوماً في وجه أحد ولم يصارعوا على السلطة في أي وقت، كشعب مسالم له ديانته الخاصة ولا يرغب من الحياة سوى تأمين الرزق وممارسة الشعائر بحرية والتعايش مع الجيران المختلفين بأمان واحترام وكرامة. لم يأت وال عثماني لبغداد إلا واستعرض قوته بتدبير مذبحة لهم وما يرافقها من نهب وسبي، ولم يشذ عن ذلك النظام الصدامي الذي شملهم بالتعريب والتهجير القسري، والإبادة ضمن حملات الأنفال الشهيرة.
المجزرة الأخيرة ليست الأولى فقد سبق أن قتل العشرات من الأيزيديين في محافظة الموصل، بعد تهديدهم بالقتل من أميرها السلفي فيما يسمى "دولة العراق الإسلامية" إن لم يتركوا مدينة الموصل، وآخر عمليات جماعته خطف بائعي زيتون أيزيديين ورجمهم حتى الموت في ساحة تجمع فيها الناس ليهتفوا "الله أكبر"!! منتشين بالعمل البربري. لم يسلم من سفاح الموصل المسيحيين والصابئة المندائيين الذين ذبح منهم العديدين وهجر الآلاف بعد تخييرهم بين القتل واعتناق الإسلام أو دفع الجزية. حتى المسلمين طالبهم "الأمير" بترك الأقضية التي تسكنها الأقليات وإلا تعرضوا لقطع أعناقهم.
ما يدعو للاستغراب أن سفاحي ما يدعى بالمقاومة الذين استباحوا العراق وأهلها، يتصرفون كأن "الخلافة الإسلامية" قد أحيت وأن عليهم باسم الدين، الذي هو براء منهم، إبادة كل من يختلف عنهم في المعتقدات والهوية التكفيرية، فإرهابهم مسلط على الجميع في غياب تصدي فعال لهم من الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسية، فأحزاب الحكومة لاهية بصراعاتها على السلطة في سفينة تشرف على الغرق، بدل توحيد جهودها حول هدف رئيسي :
القضاء على الإرهاب وحل المليشيات المذهبية المسلحة، فلا حياة للعراق دون إنجاز هذا الهدف، وبعدها يمكن التنافس على السلطة ضمن حدود القوانين النافذة.
وإذا كانت القوات متعددة الجنسية غير قادرة حتى الآن على تحقيق الأمن للمواطنين العراقيين، فإن ذلك يرجع المسؤولية للمجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة ودول العالم، فيما عدا الدول المجاورة الداعمة للإرهاب بالفتاوى والمساندة السياسية والتمويل والتدريب والأسلحة والممرات الآمنة وقواعد الانطلاق.. فالمطلوب عقد مؤتمر عالمي لتقرير إجراءات فعالة لاستئصال الإرهاب من العراق، فأمن المواطنين العراقيين عندما تعجز حكومتهم عن حمايتهم، مسؤولية المجتمع الدولي كما حدث في شمال العراق عندما أعلن منطقة آمنة من البطش الصدامي أوائل التسعينيات، ثم في البوسنة وكوسوفو ودارفور...
أما الجامعة العربية فلن تتعدى إدانة الجريمة، ناهيك عن مؤتمر الدول الإسلامية الذي لن يختلف عنها في عجزه، طالما أن العروبة متكاملة مع الإسلام والأقليات يجب صهرها، كما نظر لذلك أساطين القومية العربية ومنهم مؤخراً الأستاذ معن بشور الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي المتكامل مع المؤتمر الإسلامي – القومي، إذ نفى في مقاله بصحيفة "النهار" -8 آب- وجود أقليات في العروبة، وتبنى نظرية أن لا أقليات دينية أو مذهبية أو عرقية في المنطقة التي تسكنها "أكثريتان": أكثرية عربية يدمج فيها المسلم وغير المسلم، وأكثرية مسلمة يصهر فيها العربي وغير العربي أي الكردي والأمازيغي والافريقي والشركسي...!
والإسلام بالنسبة للمسيحيين –برأيه- ثقافة، دون تحديد أي ثقافة يعني: ثقافة قطع الأعناق والأيدي والأرجل والرجم وقتل المرتد، أم ثقافة دار الإيمان ودار الكفر والجهاد ضد الكفار إلى أن تقوم الساعة، أم ثقافة إلغاء الرسم والموسيقى والغناء والرقص، أم ثقافة الرجال القوامون على النساء وحبس المرأة في البيت...
ولم ينتبه بذلك لأقوام مثل الكلدو-آشوريين والأرمن، المسيحيين في نفس الوقت، والايزيديين الكرد أتباع ديانة توحيدية لا علاقة لها بالإسلام، وربما ذنبهم الذي يعاقبون عليه بقسوة أن لا مكان لهم في تصنيفه "البدعة"، الذي هو، حسب تعبيره، جزء من "مهمة –رسالة"، لا نرى أنها تختلف سوى في الصياغة عن الرسالة الخالدة للحكم العراقي السابق التي اعتمدت تجاه مكونات العراق المتعددة، أو عن "الرسالة الإسلامية" المدعاة للسلفية الراهنة، لكن النتيجة واحدة : القومية العربية المتكاملة مع الإسلام تصهر جميع المكونات القومية والدينية والمذهبية والوطنية القطرية..
طالما أن هذا التعريف والتصنيف مستمر دون الاعتراف بالتعددية والخصوصيات المتميزة للمكونات وحقوقها الكاملة، فسيبقى هناك دائماً من يفسر الصهر في "الاكثريتين" على طريقته الخاصة، مثل النظام الصدامي في حلبجة والأنفال، وسفاح الموصل وأمثاله في سنجار وشتى أنحاء العراق.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الأمازيغي لا يصل إلى النخب الكردية
- الإمبراطورية الرثة
- حماس : الدم الفلسطيني خط أخضر!
- الإرهاب يخرج من عباءة المقاومة
- حوار حول الإرهاب
- مزيد من الحوار حول المسألة الأمازيغية
- بناء دول طالبانية يلقى مقاومة
- ما الجديد بعد ثلاث سنوات على أحداث القامشلي؟
- ذنوب محيي الدين شيخ آلي
- الهوية المتعددة للمغرب الكبير
- منجزات المحاكم الإسلامية الصومالية؟!
- -الاتجاه المعاكس- للمنطق: الدكتاتورية هي الحل!
- ما بعد الاستبداد شبه العلماني
- هل تهجير المسيحيين هو الحل؟!
- مشروع -الراديكالية الإسلاموية- للانتحار الجماعي
- حراس الثوابت والعدمية الفلسطينية المتجددة
- مقتل طفلة من بيت الأمارة
- وقفة مراجعة بعد خمس سنين على هجمات 11 / 9
- الهمجية في تاريخ المنطقة والعالم
- انتصار سياسي للبنان وحكومته


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جورج كتن - مجزرة سنجار والصهر في الأكثريتين