أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوشعيب دواح - صرخة رجال















المزيد.....

صرخة رجال


بوشعيب دواح

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 01:59
المحور: الادب والفن
    



إلى روح كل من محمود درويش، نزار قباني، يوسف شاهين و العربي باطما.

رأيت نجمته القطبية تتلألأ في سماء مهرجانات أوروبا العالمية، يأخد صورا تذكارية. صورا توقف عقارب الساعة ، تؤرخ لعطاءاته الفكرية فوق تراب أعجمي...بعيون مصوراته . صور ما لا يصور ، و بأنامل فكره لامس ما لا يلامس ، عاش غريبا في بلده العربي ، عاش ضيقا و ضغطا...الى أن انفجرت قارورة غاز نفسه ليسقط بين أيدي حاضنة فوق أفرشة ناعمة و خشبات سينمائية دولية.كان قادما على البساط الأحمر و الجماهير تهتف إليه" يوسف، يوسف.......جوزيف".
من حين لآخر في سهو يجد رأسه ممسوكا بين راحتي يديه مفكرا في أصله العربي و فصله العروبي، و في ثقافته الاسلامية ، خياله عالقا و غارقا في تاريخ الأمة ، يتذوق طعم مرارة انهيار الامبراطورية . يحن الى زمن أوج التاريخ ، تاريخ الأنبياء المليء بالعذابات و الخدوش، تاريخ الفلاسفة العظام ، فلاسفة الأندلس الذين أحرقت كتبهم فوق رؤوسهم المفكرة بغية تبديد أفكارهم النورانية ، أفكار تخرج نتيجة تفاعلات دهنية و تجارب يومية مبنية على ركائز علمية ، نابعة من يم العلوم الربانية...موجات فكره الناتجة عن تيارات هواء محيط العلم ولدت صعقات كهرودهنية ورث منها أمراضا نفسية ...
"لا يحمل الهم الا الذي يفهم " كيف لا يحمل هما و أرضه مغتصبة من طرف سلالة التائهون في الأرض أربعون يوما ، كيف لا يحمل هما و رأسه يحمل مخيالا خصبا، كيف و أنا أراه دائما في مختبره يحدث اخصابا اصطناعيا لخلاياه الجنس فكرية ، يريد أن يصنع ابنا، وليدا قرطبيا آخر يفضح به كل المهرولون الى موائد أمريكا و لحاسي أيدي بني صهيون و عبيد شياطين الدولار و الأورو...وهو يصرخ تحت الحصار "صرنا نفعل مثل ما يفعل العاطلون عن العمل ، نربي الأمل، صرنا أقل أمل،أعداؤنا يسهرون و أعدائنا يشعلون لنا النور في حلكة الأقبية ، و لا ليل في ليلنا المتلألأ بالمدفعية، هنا سيمتد الحصار إلى أن نعلم أعدائنا نماذج من شعرنا الجاهلي، السماء رصاصية في الضحى، برتقالية في المغرب...."كما يقول صاحب قصيدة "عاشق من فلسطين".
مرارة الأسئلة دائما تلسعه كما ينطق بها لسان الحال...حال الأمة الرديء، حيث يطلب الله اذا ما تبدد الضباب الدائر بأمته ، يومها سيصبغ خيمته بالجير الأبيض...كل يوم يشكو السماء، لا يفكر الا في الرحيل و الرحيل الى الألم ، يستنجد الأصدقاء " يا صاح ، يا صاح إنني وسط الحملة ، لا حرمة أبقيت و لا دين ولا عبادة،نضيع الكبرياء ، و ماذا عند السماء لمرضى كسلاء، الشهادة خرجت من قلوب معلومة، خمر ، حشيش، قمر ،ومن نعت لنا بسبابته لارتكاب أفعال مذمومة، نصلي ، نزني ، و نحيا أتكال،و ننادي يا ليل ، في الشرق كما قي الغرب العربي ، لما يبلغ البدر تمامه،نتعرى من كل كرامة و نضال، ملايين العرب لا تلتقي الخبز الا في الخيال، الزعماء تشنق بالحبال و العشرات تستحيل الى جتث أمام الحانات،رجال ماتت برسائل ملغومة، و سجون مكتظة كسردين في علب مضغوطة، الفضة الصافية التي كانت لم تعد تظهر ،و بالنحاس عمرت الحوانيت و لم يبقى لديك ما تأخده الى الخيمة.أراه يمضغ المرارة و يكتب بلغة دبلوماسية: " يا أمة العرب اتحدي...، يا أمة ، سقطتْ.. للمرةِ الخمسينِ عذريّتنا...دونَ أن نهتزَّ..أونصرخ.. أويرعبنا مرأى الدماءْ.. ودخلنا في زمانِ الهرولهْ.. ووقفنا بالطوابيرِ، كأغنامٍ أمامَ المقصلهْ وركضنا.. ولهثنا وتسابقنا لتقبيلِ حذاءِ القتلهْ.. "...
مرارة السؤال : لماذا تقدم الغرب و تأخر العرب؟ فتختلج نفسه مرارة الجواب : ما الفرق بين العرب و الغرب الا نقطة واحدة . الغرب سبقونا في الدين ، سبقونا في الدنيا و العرب جاءت متأخرة في الدين و الدنيا .العرب تعمل كما تعمل الغرب .تعمل أينما وجد الغرب .لا تنام كالشرق، طامعة في حياة أخرى...
النجمة القطبية تسائل نفسها : ماذا يجب علينا أن نفعل لنكمل الرحلة وسط هذه القافلة و التي تسير من القطب الى القطب مرورا بالصحراء...وسط ضجيج الهواتف النقالة ، و لغة الحواسيب الصماء، و الرسائل القصيرة و الايميلات و الشات بالكاميرا و الفيزيو فوني...
سنسلكها خطى يجيبه رأسه. تبا لهؤلاء الذين ناموا في الأندلس ، تبا لهؤلاء الذين باعوا القدس،تبا لهؤلاء الذين سلموا سبتة و مليلية. هنا الفساد و أن تبقى هنا معناه أن تصبح فاسدا.
لا بد من الاجتهاد يقول ، لابد من قراءة ثانية و ثالثة للتراث و البحث العلمي في عمق التاريخ و اعتصار آلة الفكرو المخيال العربي بعد اصلاحها . حتما سنخرج من عمق بحر ظلمات اليأس و عنق زجاجة المهانة و سنصبح ككوكب ذري ينير البسيطة بعولمة عربية ربانية النور...
يعيش مرارة الواقع المرفوض و المفروض، واقع ذلقراطية المهدي المنجرة، واقع عربي رديء و ضبابي الطقوس، ملوث ،عظام جسمه كسيحة لكنها تقاوم نزلات برد الزمن ، زمن انهيار جبل دولة الراية الخضراء ، و ظهور خسوف العصابات المافيوزيةالتي تشبه مافيا إيطاليا و الروس...جسم مخترق بسوس الرشوة و كرامة تئن تحت الأنقاض. الملعونون جائعون مسحوتون ، عبادون شمس أمريكا و زرقة أعين أوروبا...تركوا العرب لا يعلمون للعلم اتجاها و لا للمعرفة أرضا ، صاحب النجمة القطبية مخنوق ، يلاحظ أن العربي أصبح لا يفكر الا في كسرة خبز و لو في قمامات الغرب أو ملعقة أرز بعيدا عن شعوب اسيا ،أو كأس خز في وطنه...
أبناء العرب مصيرها مجهول كمصير كلب ضائع ، كمصير تربتهم الطيبة الرائحة التي يريدون مغادرتها قهرا و قسرا، كمصير مدنهم التي لازالت مصفدة اليدين ، منزوعة بطاقة الدين. مدن ممنوع على العربي، و كل أبناء عمومة صاحب النجمة الدخول إليها . و إن سمح لهم بالولوج ، لايلجوا إلا بعد أن يلج الجمل سم الخياط. يلجون فرادى تحت أعين المراقبة السوداء و عدسات الكاميرات اللاصقة عن قرب و في كل مكان .تستحيل شخصياتهم الى موجات كهرومغناطيسية تجري بين حواسيب المخابرات .
مدن لها أمجاد و اليوم لها أصفاد وراء ظهرها و أوغاد يلوثون بطنها...منها أنبياء عرجت إلى السماء و منها من أسرى فاتحا أوروبا التي أضحت تمشي على أرجل عرجاء. القدس ، سبتة و مليلية ، بغداد... تقول ، تصرخ قي وجه الملعونون " متى سنتحرر؟ ، متى ستزال الأصفاد؟..."تجيبها المدن الحرة: " دوام الحال من المحال كما هتف باطما. لا تيأسوا من رحمة الله.... أبناء صلاح الدين آتون... " طال الزمن أو قصر.. لا بد يوما ننتصر ، سننتصر" ترد تلك المدن الشريفة و تضيف " سيأتي يوما تتقلب فيه الأحوال و تبدل دموع الحزن بدموع الفرح...سيعود الحمام الى القدس و يتوالد الى أن يكثر ، أما الحمام الذي كان... ففد قتل برصاص حفدة الخنازير و القردة كقتلهم للأنبياء و الرسل. ستعود أسود الأطلس لتزأر بين جبال الأطلس و الريف. ..و ستغسل الدموع في نهر أم الربيع ...
لا زالت القدس تنعي و تبكي شعرائها ، و لن تتوقف على الانجاب حتى و ان لم يكن هناك اخصاب ...
أبواب الرحمة مفتوحة . الأبواب لن توصد من طرف أبناء شارون....و سبليون .ودم العربان لن يستحيل الى ريح. الريح يمكن أن تستحيل الى سحابة دكناء بالعلم و العمل...ستلد القدس دراويش آخرون ، سيقاومون بأسلحة الراية الخضراء و رؤوس الأقلام الحادة...
" يا عربي ، هذا صهيوني ورائي يهاب الموت ، إقترب ، أقتله" تصرخ أشجار فلسطين. الاسبان يعلمون أشد المعرفة أنكم راجعون ...يختبؤون وراء سبتة و مليلية - المدينتان اللتان تشبهان أنياب أسد أطلسي موجهة نحو الغرب انطلاقا من عيون قمر اصطناعي - خوفا من زحف جيوش طارق ابن زياد نحو الفردوس المفقود، ." أريد التحرير من رائحة الخنازير و أريد زرع مكانها رائحة المسك و غرس راية خضراء من جديد. خضراء كخضرة أشجار صنوبر الأندلس . الأندلس ستتكلم لغة الضاد الفصيحة البليغة بلسان عربي محلى بتمر صحراوي و مروي بماء زمزمي ، هناك تشرح آيات الخلق و الجمال ، آيات الطبيعة و الكون ، سما ء تنظر الى أرض ربانية ، جبال شامخة كقمم الألب و ألأطلس في خشوع دائم كخشوع متصوف في خلوة يؤدي المناسك للمحرك الأول"تردد كل المدن المتحررة...



#بوشعيب_دواح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بائع النظارات
- العطار الزيراوي
- أمير التسكع
- قصة قصيرة


المزيد.....




- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين
- صلاح الدين 25 .. متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 25 م ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوشعيب دواح - صرخة رجال