أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بلكميمي محمد - نظرية الرأسمالية المغربية لعبد السلام المؤذن














المزيد.....

نظرية الرأسمالية المغربية لعبد السلام المؤذن


بلكميمي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2415 - 2008 / 9 / 25 - 04:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


1جوهر الراسمالية الكولونيالية المغربية - تتمة -
...كان المغرب من بين البلدان الزراعية ، التي اخضعها الراسمال التمويلي ، وفي سنة 1912 ، لم يكن بالامكان تصدير ذلك الراسمال الى المغرب ، بدون تصدير في نفس الوقت جهاز الدولة الكولونيالية ، الضامنة لحمايته ، ان سنة 1912 تعتبر حدا فاصلا ، بين مرحلتين مختلفتين جذريا في التاريخ المغربي . فالعلاقات الاجتماعية القديمة ، التي سادت المغرب قرونا طويلة من الزمن ومنحته خاصيته الزراعية المتميزة بالركود ، وجعلته يعيش على هامش التاريخ منذ القرن السادس عشر ، سرعان ما اخذت تتعرض للانكسار تحت ضربات الراسمال التمويلي ، الذي وضع المغرب فجاة في صيرورة تاريخية جديدة ، حبلى بالتناقضات التي افرزتها جدلية التاريخ ، والتي لايمكن ان تقود في نهاية الامر الا الى الارتداد عن المشروع الكولونيالي نفسه.
ان جوهر تلك التناقضات المحركة للتاريخ المغربي في العهد الكولونيالي ، هو العلاقة بين الراسمال التمويلي الاجنبي وقوة العمل المغربية لذلك لابد من التوقف عند تلك العلاقة لتحليلها في جدليتها .
قبل البداية للانكسار للبنية الاجتماعية المغربية ، تحت ضغط الراسمال الاوربي ، كانت قوة العمل تتكون اساسا من الفلاحين المغاربة ، الذين يمدون المجتمع بحاجياته المعيشية ، في هذه اللحظة البدائية اذن كانت العلاقة بين الراسمال الوافد الى المغرب من اوربا ( فرنسا خاصة ) ، وبين قوة العمل المغربية المرتبطة بالانتاج الزراعي التقليدي علاقة استقلال تام بين الطرفين ، اذ كان كل طرف يتمتع بوجود قائم الذات : فالراسمال الفرنسي يحمل في كنهه ، كأساس ، العمل المأجور الفرنسي ، والعمل المغربي كان لايزال يعتمد على نفسه بشكل مباشر ، لانتاج المواد المعيشية لتجديد قوته ولضمان استمرار تناسله ، ضمن البنية الاجتماعية القديمة .
ولذلك يمكن القول ، في هذه اللحظة البدائية ، بان الاختلاف بين الراسنال الفرنسي والعمل المغربي ، هو اختلاف يدخل في اطار التنوع المجرد بين الاشياء ، وبالتالي فان كل طرف من الطرفين له وجود لامبالي ا تجاه علاقته بالطرف الاخر ، وان هذه العلاقة هي مجرد علاقة خارجية .
ان مفهوم الاختلاف القائم على هذا التنوع ، بين الرسمال الفرنسي والعمل المغربي ، شبيه باختلاف التنوع الذي تندرج فيه كل الاشياء الاخرى ، من هذه الزاوية اذن ، فان الاختلاف بين الراسمال الفرنسي والعمل المغربي ، مثله مثل الاختلاف بين الدب القطبي وقلم الرصاص ، او بين القمر والنهر ، او بين اية اشياء اخرى تخطر بالبال .
لكن الراسمال الفرنسي الذي قبل الافتراق عن «أهله وأحبابه » في وطنه الاصلي ، والذي لم يستطع تثبيت اقدامه في وطن غيره المعادي له ، الا عبر معاناة المحن والويلات ، فانه لم يقم بكل تلك التضحيات الجسيمة لكي تبقى علاقته بالعمل المغربي ، مجرد علاقة خارجية مطبوعة باللامبالاة ، وتنتمي لصنف الاختلاف البدائي القائم على التنوع ، فلقد هاجر الراسمال الفرنسي الى ارض المغرب من اجل هدف محدد هو : السيطرة على ثرواته الطبيعية ، لكن تلك السيطرة غير ممكنة بدون قوة العمل المغربية ، التي تتولى حفر المناجم ، وشق الطرق والموانئ ، وزرع الضيعات ، وتشييد البنايات .
ان الراسمال الفرنسي هو اذن في حاجة ماسة الى العمل المغربي . فالاول لايستطيع العيش والنمو الا بواسطة الثاني ، لذلك فالعلاقة بين الطرفين ليست علاقة خارجية ، بل داخلية عضوية . وفي اطار هذه العلاقة الداخلية ، لايمثل العمل المغربي بالنسبة للراسمال الفرنسي ، شيئا قائم الذات يوجد ازاء ، او فوق ، او تحت ، او خلف ، او امام ذلك الراسمال ، بل يمثل الطرف الاخر للراسمال .
من ناحية اخرى ، لان وجود الراسمال مرتبط بضرورة وجود العمل ، لذلك ااصبح وجود العمل نفسه متربطا بضرورة وجود الراسمال . وبنفس المنطق اذن يمكن القول بان العلاقة التي يربطها الراسمال بالعمل ، ليست علاقة شيء غريب يوجد بجانب شيئ غريب اخر ، بل هي علاقة داخلية بين قطبين ، يمثل فيها الراسمال الطرف الاخر للعمل ، تماما كما مثل العمل الطرف الاخر للراسمال .
اننا اذن ازاء هذه المفارقة الدقيقة : ففي الوقت الذي يتربط فيه وجود كل طرف من الطرفين ، بوجود الطرف الاخر ، في هذا الوقت بالذات ، يحرص فيه كل طرف على الحفاظ على هويته الخاصة المستقلة ، المتميزة عن هوية الطرف الاخر . ان المسالة في جوهرها تشبه العلاقة بين الموجب والسالب : من ناحية لايمكن تصور وجود شيء موجب ، بدون وجود ، في نفس الوقت ، شيء اخر سالب ( اذ او انعدم السالب لما صحت تسمية الموجب موجبا ) .. لكن من ناحية اخرى ، ان الموجب هو موجب لانه ليس سالبا ، والسالب هو سالب لانه ليس موجبا . كذلك هو الحال في العلاقة بين الراسمال والعمل : ان وجود طرف ، مرتبط بضرورة وجود الطرف الاخر ، وفي نفس الوقت ان تاكيد هوية احدهما يقتضي نفي واقصاء هوية الاخر .. ان الراسمال ليس هو العمل ، والعمل ليس هو الراسمال ، رغم ترابطهما .
يتبين اذن مما سبق ، بان الاختلاف بين الراسمال والعمل ، لايقوم على التنوع ( كما كان في اللحظة البدائية للعلاقة بينهما ) ، ولكنه يقوم على اختلاف من صنف جديد هو التعارض . لنستمر في النقاش ...



#بلكميمي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الراسمالية المغربية – عبد السلام المؤذن ... الجزء الثا ...
- نظرية الراسمالية المغربية عند عبد السلام المؤذن 1


المزيد.....




- هنية: اليوم التالي للحرب ستقرره حماس والفصائل الفلسطينية
- نواقص رؤية لحراك 20 فبراير منتسبة إلى الماركسية نقاش مع الرف ...
- رفح والفاشر: حرب الإبادة والتضامن الواجب
- كلمة الرفيق أمين عبد الحميد خلال الندوة الصحفية لجبهة مناهضة ...
- الإمارات تعتمد الإقامة الزرقاء 10 سنوات لذوي الإسهامات الاست ...
- العدد 556 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك من الخميس 16 إل ...
- ألمانيا.. كلبان في مهمة خاصة لحماية البيئة
- انتخابات البرلمان الأوروبى وصعود اليمين المتطرف
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ح ...
- فاتح ماي 2024 كشف زيف خطاب الدولة الاجتماعية


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بلكميمي محمد - نظرية الرأسمالية المغربية لعبد السلام المؤذن