أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - الموقف من التراث















المزيد.....

الموقف من التراث


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 02:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يتساءل كثيرون عن جدوى كتابة وتدوين بعض جوانب تراثنا الشعبي القولي . فبعضهم يعتبرون ذلك من باب التسلية ، وبعضهم الآخر يستنكر عملية التدوين على اعتبار انها تسجل لمراحل " تخلف " من حياة شعبنا وامتنا ، وبعضهم يستنكر مضمون هذا التراث لأنه لم يعد يناسب المرحلة المعاشة ، وبعضهم يهاجم الكاتب الذي يقوم بعملية التدوين معتبرا ان المضمون الذي جاء في جزئية التراث المدونة يمثل موقف الكاتب .
ولهذا ولأسباب اخرى كان لا بد من الوقوف وقفة عابرة ومختصرة مع التراث ، لأن التفصيل في ذلك يحتاج الى مجلدات ؟.
وفي البداية دعونا نتساءل عن مفهوم التراث الشعبي ، وللإجابة على هذا السؤال يجب ان نعود الى الأصل اللغوي لكلمة تراث . فهي مشتقة من الفعل ورث يرث ، وهو ما ورثه الأبناء عن الآباء والأجداد . واقتران التراث بالشعب ومصطلح التراث الشعبي يعني ما ورثناه من حكمة الآباء والأجداد . مع التأكيد على ان كل حضارتنا السابقة لجيلنا هي إرث الآباء والأجداد ، فالدين ورثناه عن أبائنا واجدادنا ، فكمسلمين فإن الوحي نزل على الرسول محمد صلوات الله عليه ، واكتمل الدين الاسلإمي في عهد النبوة ، ونحن ورثنا هذا الدين أبا عن جد وجيلا بعد جيل . وكذلك الحال بالنسبة للديانات الأخرى ، والكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف والمسجد الاقصى وغيرها وكذلك كنائس القيامة في القدس والمهد في بيت لحم والعذراء في الناصرة وغيرها هي ما ورثناه عن أبائنا وأجدادنا .
والأدب الرسمي الفصيح بدءا من الشعر الجاهلي والمعلقات السبع مرورا بشعر صدر الدولة الاسلامية والعصور اللاحقة الى الجيل السابق لنا ، يضاف اليه عيون أمّهات الكتب في مختلف المجالات كلها مما ورثناه عن الأباء والاجداد ومبدعوها معروفوت بالإسم .
وما يهمنا هو التراث الشعبي وهو مجهول القائل بل هو ابداع شعبي جماعي ،أو ربما أبدعه شخص بعينه فاستساغه الشعب وردده دون ذكر قائله، وقد أطلق الباحثون الغربيون على الأدب الشعبي " علم الفلكلور "
والتراث الشعبي ينقسم الى قسمين هما :
1) التراث العملي : وهو ما يتعلق بالحضارة العملية الموروثة مثل الأبنية والمدن والقرى والحصون ، والازياء الشعبية ، وادوات المطبخ ، وادوات الزراعة ، والادوات الموسيقية ......الخ
2) التراث القولي : وهو الأقوال الموروثة مثل الأمثال ، الحكايات ، الأغاني ...الخ
التراث جزء من الهوية الوطنية :
والتراث في مجمله هو حضارة الآباء والأجداد ، ولا يمكن لشعب ان ينتج حضارة اذا لم يعرف الاستقرار ، وأمّتنا العربية أورثت العالم أجمع حضارة كانت الرائدة في مختلف المجالات،بل تربعت على عرش الحضارة دون منازع حتى القرن الرابع عشر الميلادي بعد ان نشبت الصراعات داخل اجزاء الدولة .
ونحن كفلسطينيين وكجزء من الأمتين العربية والإسلامية، ورغم كافة المؤامرات التي حيكت ضد بلادنا ، وكثرة الغزوات التي تعرضنا لها عبر التاريخ ،الا اننا ساهمنا مساهمة ملحوظة في بناء الحضارى الانسانية ، والمراقب المحايد لفلسطين التاريخية سيجد انها أشبه ما تكون بمتحف كبير يحوي في جنباته كنوزا حضارية، بناها الآباء والأجداد عبر التاريخ ، وهذه الحضارة هي جزء رئيسي من مكونات الهوية الوطنية . لممتدة تاريخيا . واذا كان الآخر ينبش باطن الارض بحثا عن شيء ولو ضئيل ليثبت وجوده التاريخي في هذه البلاد . فإن مئات المدن والقرى والمساجد والكنائس ، والزوايا والتكايا والقصور والحصون والكهوف والمنحوتات والرسومات امام البعيد والقريب تهتف بهويتها الوطنية .
ولا يخفى على أحد ان تراثنا الشعبي يتعرض لعمليات طمس وتشويه وسرقة ، ويحاول اللآخر ان ينسبه اليه بعد ان يجردنا منه في محاولة لإثبات وجوده ونفي وجودنا . وهناك عشرات الأمثلة على ذلك . وقد جاءت هذه المحاولات المعادية مصاحبة لنكبة الشعب الفلسطين وتشريد ملايين الفلسطينيين في اصقاع الارض ، وعدم وجود دولة وطنية ترعى شؤون الفلسطينيين ، فإن ضياع التراث الفلسطيني اصبح مسألة جدية، ومن هنا تنبع أهمية جمع التراث الفلسطيني ووضع الجانب العملي منه في متاحف ، وتدوين القولي واخضاعه للبحث والدراسة ونشره .
وقد يتساءل البعض مثلا من باب الردة الثقافية ، أو الانسلاخ عن الجذور ، أو من باب الجهل عن جدوى جمع والحفاظ على اشياء تراثية عفا عليها الزمن ؟؟ مثلا ماذا نستفيد من " الطابون " مثلا ومن " الصاج " اذا وضعناهما في متحف ، ونفس الشيء المحراث البلدي وغيره . وانا اقول ان " الطابون " و " الصاج " الذي كان يُعد عليه خبز " الشراك " اللذان استعملتهما أمّهاتنا وجداتنا ، يحق لنا ان نفخر بذلك، لأن غيرنا لم يكن يعرف الخبز في تلك المرحلة ، وهذا لا يتناقض مع استعمال زوجتي وابنتي للفرن الكهربائي مثلا في هذه المرحلة . واستعمالنا للمحراث البلدي لحراثة أراضينا على الحمير والبغال والبقر هو موضع فخر لنا ، سابقا والآن ولاحقا ، فبلادنا جبلية أجزاء كبيرة منها لا يمكن استعمال الآلات الزراعية الحديثة فيها ، وبما ان شعبنا شعب مزارع فإنه لا يترك أرضه الجبلية بدون استغلال ، ولا سبيل امامه لحراثتها الا بهذه الطرق . وقد سجل الكثير من السائحين الى هذه البلاد اعجابهم بقدرة الانسان الفلسطيني على استغلال ارضه الجبلية، وتحويلها لى حدائق غناء رغم وعورتها . وهذا بالطبع لا ينفي استعمال الألات الحديثة في السهول .
أما بالنسبة للتراث الشعبي القولي ، فإننا مطالبون ايضا بجمع وتدوين هذا التراث بما له وما عليه ، بإيجابياته وسلبياته ، وما قد يعتبره البعض سلبيا في عصرنا هذا لم يكن كذلك في عصره .
ويجدر التنويه هنا ان تراثنا الشعبي تراث طبقي ، فكل طبقة اجتماعية افرزت تراثها من أغان وحكايات وامثال ونوادر وعادات وتقاليد .......الخ ومن السذاجة بمكان ان يرى البعض ان من يدون جانبا من جوانب التراث، ويقوم بنشره انما يعبر عن نفسه، فمثلا الأغنية الشعبية الغزلية التي قالها احد الأعراب والتي يصف فيها حبيبته بقوله :
بوزك يلمع مثل بوز البسطار
وحبك في قلبي مثل دبيك البغال
لا يمكن ان نصف ناقلها بأنه قائلها ، وكذلك الحال بالنسبة للحكايات الشعبية التي تحمل مضمونا سلبيا من المرأة ، وكما قالوا ناقل الكفر ليس بكافر ..وهكذا .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هجوم فلسطيني عنيف على واشنطن بسبب الرصيف الأمريكي العائم قبا ...
- شاهد: دخول شاحنات إلى الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قطاع ...
- السعودية قاضته والكويت سحبت جنسيته.. قصة ناشط كويتي معارض لل ...
- لبنان يسلم 20 سوريا لسلطات بلادهم بعد توقيفهم لمحاولتهم الهج ...
- مقتل أربعة بينهم ثلاثة أجانب في إطلاق نار في باميان بوسط أفغ ...
- تحذير فلسطيني.. لن ندير معبر رفح بوجود اسرائيل
- -حزب الله- يعرض مشاهد لعملية استهداف تجهيزات تجسسية إسرائيلي ...
- -حتى الـCIA لن تنقذه-.. كولونيل أمريكي يتحدث عن مصير زيلينسك ...
- المفوضية الأوروبية تنشر توضيحات حول حظر وسائل إعلام روسية
- -حماس- تعلن مقتل أحد قادتها في غارة إسرائيلية استهدفته قرب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - الموقف من التراث