|
كبرياء -قصة قصيرة
صفوت فوزى
الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 07:27
المحور:
الادب والفن
أنكرتنـــي الدكاكيـــن يا رفيقـــة ، واليــد قصيــرة والقلب ما عاد يحتمل ...
قالهــا وانخرط في نشيج مكتوم ... وأنا - رفيقة دربه - لما حاصرني الليل
بكيـــــــــت .
***********
ولمــا كـــان اليـــوم الرابــــع – اجتاحـــه الألــــم ... فجعـــــر بصوتـــه ...
تردد الصــــوت فـــي جنبــــات الغرفــــة الكابية اللون والتي تقشر بياضها
فـبــــان لـحــــم الحيطــــــان مشبعـــــــاً بالـــرطــوبـــــــة والـعـطـــــــن ...
وحـش خرافــي هائل ينهش أنيابه ومخالبـه فـي الجسـد النحيل الضامر ...
كـبـش بيديــــه قطــــن المرتبــــة المتصلــــب مــــن بعـــــاد التنجيـــــد ...
وبيـن فكيـــه وضـــع فوطـــة يجــــز بأسنانــه عليها ... تناوبته رعشة ...
وتجســـد الألـــم فــي ملامح الوجه المنحوت كتمثال ينتمي لزمن موغـــــل
في القدم ... تصبب العرق البارد من الجبين ... تحدر علي الوجه والرقبة .
الشافي هو الله ... قالها وهو يلف حراماً صوفياً ثقيلاً حول وسطـه مجاهداً
أن يبدو متماسكاً فيما كان الألم ينز من تقاطيع الوجه المجهد .
أمــــي ملتمــــة عـلــــي نفسهـــــــا تبكـــــــي كاتمــــة صــــــوت البكــــاء
وهـــي تمســــح دمعتيـــــن بكــم جلبابها الذي بهتت زهوره البنفسجية ...
ربنا يزيح عنه ... قالت إحدي الجارات وهي تمصمص شفاهها خارجة .
حملوه عنوة إلي الطبيب ... أشعة عادية ... أشعة بالصبغة تحليل دم وبول
تحليــل وظائـف كـبــــد ... استسلـــم الجســــد النحيـــل لوخـــــزات الإبر .
كــان يهـــم بالنـــزول مـــن العربـــة متسانداً حيـن لمحنــي أسرعــت إليـه
انتحي بي جانباً وقطب جبينه قائلاً :
إدي لأخـــــوك تمــــــن الـكـشـــف .
مددت يــدي بالأوراق الماليــة القليلـــة ... تناولهـــا ودسهـــا في جيبـه ...
تمــدد علـي السريـر ذي العواميد الأربعة التي تهشمت عساكرها الصفراء
النحاسيــــة ، وارتسمـــــت ابتسامـــــة رضـــــا شاحبــــة علــــي الوجـه .
عـبـــــر النافــــذة ... طـــــار سرب حمــــام ... اشتدت ضربات الأجنحة ...
علا وجيــب القلــب ... انتظــم النفـــس ، وندَّت عن الفم المطبق تنهيدة ...
فيما انساب صوت فيروز آتياً من أغوار سحيقة :
ردنــــي إلـــــي بــــــــلادي
مـــــع نسـائـــم غــــــوادي
ردنـــي إلـــــــي بــــــلادي
ردنـــي إلـــــــي بلا........
#صفوت_فوزى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جدى
-
انحناء -قصة قصيرة
-
فاصل للحلم - قصة قصيرة
-
سلبية الأقباط بين مسئولية الدولة ودور الكنيسة
المزيد.....
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD
...
-
السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
-
موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج
...
-
المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
-
تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
-
بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
-
-الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع
...
-
الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
-
-موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
-
-جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|