أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ويصا البنا - أحلام واحد عريان-1-














المزيد.....

أحلام واحد عريان-1-


ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني

(Wisa Elbana)


الحوار المتمدن-العدد: 2172 - 2008 / 1 / 26 - 03:06
المحور: كتابات ساخرة
    


لقد سألت نفسي سؤالاً غريباً مستحيل أن أفكر فيه أو يحدث ولكنه سؤال سألته لنفسي هذه المرة ماذا لو كنت رئيس الجمهورية؟
ماذا سأفعل؟ حتى لا أصبح ديكتاتور وأصبح ديمقراطي، ماذا أفعل؟ وكيف سأتصرف في هذا الكم من المشاكل والكوارث الموجودة الآن؟ هل سأسلم بالأمر الواقع وأتلقى تقارير كاذبة عن حالة الشعب؟ أم أني سأتفاعل مع مشاكل الشعب؟ ومن أين أبدأ؟؟ من غلاء الأسعار أم تغير مفاهيم الشعب؟ أم محاربة البطالة والفقر والعشوائيات؟؟ هل سأهتم بالداخل أم بالخارج؟؟ ماذا أفعل؟؟
أحترت فعلاً فالمسئولية كبيرة حقاً، فهي مشاكل متراكمة منذ سنوات عديدة وبعيدة وخاصة وأن الشعب أصبح هشاً وتحكمه تيارات عديدة وأفكار غريبة خالية من الحب!!!
ماذا أفعل؟ احترت فعلاً؟ ولم أستطع الإجابة على هذا السؤال،،، وفيما أنا أفكر غلبني النوم وقد جاء النوم في وقته، فكان منقذ من هذا التفكير القاتل ولكني رأيت شيئاً غريباً وكأن النوم جاء لكي يجاوب على سؤالي فقد استيقظت لأجد نفسي في قصر الرئاسة على طريقة مسرحية الزعيم ووجدت أمامي كل المستشارين وأصحاب النفوذ كلهم تحت أمري يقدمون التقارير، ها أنا أستلم كم هائل من التقارير فصرفتهم جميعاً على وعد بدراسة التقارير المقدمة.
ها هي تقارير عن علاقتنا بالدول الخارجية والمباحثات، وها هي تقارير عن الاتفاقيات الكثيرة بين الدول، وها هو تقرير الأمن، وتقرير آخر عن الحالة الاقتصادية، وآخر عن حقوق الإنسان، أحترت كيف أبدأ أو من أين؟؟ فقررت أن أختار حقوق الإنسان أولاً وقرأت فيه أننا أفضل دولة في العالم تطبق حقوق الإنسان، وأن العالم كله يشيد بتجربتنا في حقوق الإنسان وترسيخ قيم المواطنة، وأن الحاقدين على الوطن يشوهوا صورتنا أمام العالم الخ..........
كيف أصدق هذا الكلام؟ أنا رئيس من عامة الشعب وكنت بالأمس تنتهك حقوقي بكل الطرق بالطبع هذا تقرير خاطئ.
فأمسكت تقرير الأمن ورأيت إحباط 122 محاولة اغتيال لشخصي يا للهول كيف يتم ذلك وأنا رئيس منذ ساعات قليلة؟؟ ولم أرى شيء من أمور الرئاسة سوى هذه الغرفة التي أجلس فيها هذا أيضاً تقرير خاطئ.
فقررت أن أقرأ عن الاقتصاد وماذا يحوي هذا التقرير، فوجدت أن دخل الفرد اليومي ما يوازي 30دولار أمريكي وهؤلاء هم محدودي الدخل، وبدأ التقرير بطلب لرفع الدعم وزيادة أسعار الخبز والبنزين والمواصلات وهذا من أجل إصلاح الطرق لأن الحالة الشرائية للسيارات ارتفعت جداً وأن عدد السيارات يفوق عدد البشر الخ......
فأمسكت التقرير وأخذت اقلب في صفحاته لكي أعرف عن أي دولة يتكلم هذا التقرير وأعرف في أي عام نحن،، فعرفت إننا في بداية عام 2008، وأن التقرير يتكلم عن بلدي التي أعيش فيها يا للهول أنا واحد من هذا الشعب المطحون الذي بالكاد يستطيع أن يوفر قوت يومه هذا تقرير مغلوط أيضاً.
وبعد ساعات من القراءة في التقارير التي لم تختلف عن نفس السياق أن الحياة جميلة ورائعة ولا تخلو التقارير من نظرية المؤامرة التي تتعرض لها البلاد ولكن كل شيء تحت السيطرة فقط يريدوا مني الصبر وعدم النظر إلى ما تقوله المعارضة المأجورة من الخارج ومن أعداء النمو الاقتصادي الذي تشهده البلاد كل يوم، والنصيحة بأن أهتم بالخارج وقضايا الدول المجاورة وأن أبتعد عن الداخل لأن الأمور مستقرة ولا يخلو التقرير من لغة التهديد بأن حياتي في خطر لو فعلت غير ذلك.
يا الله مَن أصدق؟ الحياة التي كنت أحياها منذ قليل وأنا واحد من هذا الشعب أم تلك التقارير الكاذبة التي تتكلم حتماً عن عالم آخر وبلد آخر وشعب آخر؟؟؟ فقررت أن أثبت لهم عكس ذلك وخاصة أني أعرف كل شيء فقمت باستدعاء كل المسئولين ومَن قاموا بكتابة التقارير وأمرتهم بإحضار تليفزيون وكمبيوتر لكي نرى سوياً نشرات الأخبار في العالم وعلى مواقع الانترنت وبالفعل تم ذلك في دقائق معدودة.ويا للهول الصدمة فكل القنوات الإخبارية العالمية والعربية التي أعرفها تؤكد كل التقارير، ومواقع الانترنت التي أعرفها أيضاً تؤكد كل التقارير بأن الحياة جميلة فتأكدت أني مغيب وأنا أرى هذه الابتسامة الصفراء التي لا تخلو من الشماتة على وجوههم والجميع يؤكد أني مريض ومحتاج للراحة فانصرفوا وعرفت من أين يأتي الخطر وعرفت لما هذا الشعب المسكين من سيء إلى أسوأ!!! ولابد من تغيير الوضع، ولكن كيف أفعل ذلك وأنا من الممكن أن أختفي من الحياة في لحظة؟؟؟ فأنا في حمايتهم ولا أستطيع التحرك بدونهم؟!!ولكني فكرت في فكرة رائعة، أجعل من بلدي دولة متطورة رائعة تجعل الشعب يحترم الآخر ويعيش من أجل رقي المجتمع، وقد قررت البدء في عمل الخطة والتي تجعل من الوطن علماني منتج ديمقراطي حر وطن مثالي..............
يا الله ما هذا؟؟
ووجدت أحدهم يضربني بشدة أنت بتحلم تبقى رئيس يا حشرة أنت مش عارف إن دة ممنوع!!! وحاولت أن أتجنب ضرباته واستيقظت لأجد نفسي على السرير بدون غطاء وشكرت الله كثيراً أن هذا حلم وحاولت أن أتذكر ما هي خطتي دون جدوى.
يتبع




#ويصا_البنا (هاشتاغ)       Wisa_Elbana#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات
- البلد زى الفل
- سؤال الى محافظ الجيزة ووزير التعليم المصرى
- تبرعوا لبناء شاب
- وطنية لا ارى لا اسمع لا تكلم
- زمن الحركات
- مَن أنا يا وطن ؟
- سجون قطاع خاص
- الدين للديان والوطن للسكان


المزيد.....




- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ويصا البنا - أحلام واحد عريان-1-