أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي عساف - قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي / 7















المزيد.....

قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي / 7


علي عساف

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 06:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


معالجة القرارات الخاطئة
يشخص المشروع موضوعة القرارات الخاطئة التي صدرت في المرحلة السابقة وسوء تطبيقها ، ويرى ضرورة معالجتها والوقوف على الانعكاسات السلبية والتداعيات التي افرزتها سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي ، تلك القرارات التي ابطأت من سير العملية السياسية او عرقلت مسيرها في كثير من الاحيان ، ومن تلك القرارات التي يشخصها المشروع حل بعض الكيانات ، دون ان يسميها ، ولكننا سنقف مثلا عند حل وزارتي الدفاع والاعلام ، كما ينبه المشروع الى الذين شملهم الاجتثاث ظلما حيث ينص البند على ( معالجة القرارات الخاظئة التي صدرت في المرحلة السابقة وسوء تطبيقها كالكيانات المنحلة او الذين شملهم قانون الاجتثاث ظلما ) ..
فلنقف مثلا عند حل وزارة الدفاع التي تعد اكبر الرموز الوطنية للبلد وهي المؤسسة العسكرية التي تم بناؤها عبر مراحل زمنية متعاقبة فأن الجيش العراقي تاسس عام 1921 وكانت سمته العراقية هي الغالبة حتى وان قيد هذا الجيش من قبل انظمة دكتاتورية او قيادات سيئة فان قاعدته وتشكيلاته المتعددة تمثل الجسد العراقي بكل الوانه واطيافه ، وان الجيش كصورة مشرقة من الشعب العراقي ابقى من الحكومات او القيادات التي تلقي ظلالها الايديولوجية عليه ، لكن اهم صفة في الجيش هي بؤرته العراقية المشعة على كل الصفات الاخرى والتي لازمته منذ تاسيسه فكانت أي وحدة عسكرية فيه تضم العراقيين من كل مشاربهم وطوائفهم دون ان تشكل عائقا او تثير هاجسا سلبيا فيه ، بل كان رمزا للوحدة العراقية عبر اكثر من ثمانين عاما ، وان القرار الاول للمحتل هو حل هذا الجيش وتفتيته وضربه في صميم كيانه العراقي والشعبي وبالتالي ضرب السيادة العراقية ورمز العراقيين الذي يوحدهم ..
هذا فضلا عن الناحية الفنية للجيش فان تاهيل الجيوش يتطلب زمنا وحاضنة تاريخية وارضية وطنية خصبة ، كذلك يتطلب الكثير من الاموال على مستوى التاهيل والتدريب او التجهيز والتسليح ، والاهم من هذا هو العلاقات الانسانية والوطنية التي تتاهل وتتكون وتتعزز من خلال هذا المكون الوطني الشعبي ذي الصفة العراقية الشاخصة الخالصة ، فحل الجيش العراقي احدث فراغا امنيا كبيرا كما اثبتت التجربة والفترة الزمنية اللاحقة لحل الجيش ، وان تكوين الجيش البديل بالسرعة الزمنية التي كانت تفرضها الاحداث والضغوط الامنية ، وتحت هاجس المحاصصة والتكتلات والتخندقات الطائفية التي بدات تستشري في العملية السياسية ، وعدم وجود الحاضنة التاريخية المتكرسة عبر المراحل الزمنية ، كل هذه احدث جيشا ضعيفا بسبب الاحساس الطائفي والسرعة والارتجال في القرارات ثم الفساد الاداري والمالي بحيث وصل الى حد ان تتخلل هذا الجيش وحدات وهمية لا وجود لها سوى في الارقام والصرف المالي ..!
اما من الناحية الثانية فان عناصر الجيش العراقي الاساس الكفوءة قد تهمشت وتبعثرت مما ولد عندها ردة فعل تجاه تهميشها والغاء دورها الوطني وانتمائها وانتسابها الى عراقيتها من خلال حل الرمز الاشمل التي كانت تمارس وطنيتها تحت علمه الوطني ..
فاصبحت الخسارة في حل الجيش مضاعفة متمثلة في خسارته من ناحية ، وجعله او جعل كثير من قواعده وضباطه في الضفة الثانية من العملية السياسية ، الضفة المهمشة والمقصية وبالتالي تحولها في بعض صفاتها الى الضفة المعادية ، فكانت خطوة حل الجيش العراقي ضربة في صميم الوحدة العراقية متماشية مع سياسة – فرق تسد – الاستعمارية وطمس الهوية العراقية وتفتيت الشخصية او الكيان الوطني العراقي في حين كانت هناك حلول اخرى ممكنة للسيطرة على الجيش العراقي مثل احالة الرتب الكبيرة فيه الى التقاعد و الابقاء على القاعدة الشعبية فيه كمرتكز اساس تبنى عليه الركائز الاخرى ...
وقد تنبهت الحكومة لهذه المعضلة بعد فترة طويلة من الزمن ومن عمر العملية السياسية الجديدة فاعادت النظر في اعادة عناصر الجيش ولكن بعد حين من الدهر حيث حصلت ثلاث خسائر متراكمة وهي اولا خسارة العناصر العسكرية الكفوءة المؤهلة والمتشربة بصفتها العسكرية الوطنية الشاملة وتحول بعض هذه العناصر من الصف الوطني العسكري الى الصف المعادي للعملية السياسية بسبب احساسه بالاقصاء والتهميش او انها اصبحت صيدا سهلا للدوائر المعادية التي ممكن ان تستغلها في نشاطاتها المعادية او الارهابية تحت غطاء المقاومة وليست كل المقاومة شريفة وصحيحة ولا سيما تلك التي تطال حياة العراقيين الابرياء في كل ارجاء العراق ، والخسارة الثانية هي الفراغ الامني الذي خلفه حل الجيش والبديل المستعجل والانتماءات التي تتنازعها الاحاسيس الطائفية وغيرها ، والثالث خسارة الزمن وهو عنصر عام واساس في بناء المجتمع والانسان وفي ترسيخ العملية السياسية لا سيما في بلد يعاني من الاحتلال ومن الارهاب والتدمير وغيرها من الظروف الصعبة ..
اما من ناحية حل بعض الكيانات الاخرى مثل وزارة الاعلام فقد عانى المنتسبون الى هذه الوزارة من التهميش والالغاء والحيف ايضا على مستوى وزارة كاملة بكل مفرداتها الفنية والادارية واهميتها في معايشة الحدث وتطوارته ونقل الصورة الحية الفاعلة الى الشعب العراقي ، فمثلما لا يمكن ان تحسب أي وزارة على نظام معين وشخصية معينة كوزارة الدفاع فكذلك الحال مع وزارة الاعلام فكان يمكن ان تستبعد العناصر القيادية والمعروفة التي تحسب ضمن منظومة النظام المباد وهي عناصر ذات نسبة قليلة جدا لا تتجاوز العشرة بالمئة فهل تحل وزارة كاملة ازاء هذه النسبة فتسبب بالبطالة وردة الفعل السلبية من هذا الكم الهائل من موظفي الاعلام في كل المجالات والكفاءات والتجارب والخبرة ، والبحث عن اعلام بديل محسوب على ورقة الاحتلال او على حكومة تنتقي من الموظفين حسب اهوائها الطائفية او العرقية او أي حسابات اخرى من هذا القبيل مما يخلق خنادق في مجال الاعلام ..
اما الجانب الاخر الذي يشير اليه البند السابع من مشروع حزب الفضيلة وهو الذي شملهم قانون الاجتثاث ظلما فهذا موضوع من الاهمية بمكان بحيث يجب رصده ووضع نقاطه على حروفه لكي تعبر العملية السياسية حجر العثرة هذا الذي صار مشكلة قابلة للتمدد والمط بالاتجاه الذي يخدم بعض المصالح .. كما ان هذا الموضوع يفتح باب المصالحة الوطنية على مصراعيه .. فهناك اعتقاد جلبه اغلب الساسة القادمين من خارج العراق سواء عن سوء فهم او عن قصد مسبق وهو ان اغلب العراقيين الذين كانوا في داخل العراق مهما كانت انتماءاتهم الحقيقية او البسيطة لحزب البعث المنحل هم في صميم النظام المباد لذلك اتخذ هؤلاء السياسيون فانون الاجتثاث سيفا لمنع كل عراقي كان محسوبا على النظام السابق رغم علاقته الواهية به و منعه من الاشتراك في العملية السياسية او الاشتراك في استنشاق الهواء العراقي لابقاء الساحة السياسية فارغة الا من القادمين من خارج العراق وهذا التصور خلف اشكالات كثيرة في المجتمع العراقي وفي عراق ما بعد سقوط النظام المباد وذلك لانه صار قانونا يفرق العراقيين عن بعضهم ويضعهم في خنادق متعادية متصارعة حتى وان كانت هذه الخنادق وهمية الا من بعض الساسة الجدد الذين يغذون هذا التخندق وهذا الفرز العدائي بحيث يحدث الظلم لكثير من افراد الشعب العراقي وهذا الظلم ولد مظاهر سلبية عديدة منها الهجرة الداخلية والخارجية التي صارت صورة سيئة من صور التناحر والتنافر والاقصاء والاجتثاث كذلك ان مفردة – اجتثاث – تحمل من القسوة ما يولد عند الانسان الذي تورط لاسباب كثير بالانتماء الى حزب البعث المنحل من دون قناعة عقائدية او سياسية ولكن لاسباب يعرفها الذين عاشوا الظروف العراقية القاهرة في سنوات الثمانينات او التسعينات في العراق ، يولد الاحساس بالقهر والاستلاب وقلع الانسان من طينته العراقية – اجتثاثه – رغم ان هذا اللفظ يعني او المفروض ان يعني اجتثاث البعث كفكر وكرموز كبيرة تقود هذا الفكر وهم ذوو نسبة ضئيلة جدا لا تقاس بالنسبة الكبيرة التي شملها الاجتثاث ظلما او التي تلبست به ضمن مشاعر الترهيب والخوف التي مورست ضدها ، كما ان هذه المفردة والقانون ولد حالة عداء عند بعض الناس الذين استغلوا هذا القانون اقصى استغلال ولا سيما الموتورين من النظام السابق سواء كانوا افرادا ام كيانات حتى بدات هذه المفردة او القانون – اجتثات – تعني الثار من كل من ينتمي الى ذلك النظام ولو من بعيد وضاع بجريرة هذا - الانتماء – كثير من العراقيين الابرياء لذا فقد ركز حزب الفضيلة في مشروعه على هذا الحيف الذي وقع على كثير من العراقيين نتيجة سوء تطبيق القانون واستغلاله من قبل جهات سياسية تبحث عن منافذ ( قانونية ) لاثارة الفتنة والتناحر بين افراد الشعب .. بل ان البعض استخدم هذا (القانون ) للتصفيات السياسية التي يمليها الاختلاف في المصالح والاجندات السياسية على الرغم من ان هذا القانون كان راي المرجعيات الدينية فيه واضحا وهو ان يقدم للقانون كل من عليه تهمة وان يتخذ القانون العام الاجراء المناسب بحقه ..
يتبع ...






#علي_عساف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي / 6
- قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي / 5 الموقف من الدستور
- قراءة في مشروع حزب لفضيلة الاسلامي / 4
- قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي /3
- قراءة في مشروع حزب الفضيلة / 2
- قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي /1


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي عساف - قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي / 7