أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عساف - قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي / 6















المزيد.....

قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي / 6


علي عساف

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 05:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فك التحالفات الطائفية
لعلنا وقفنا عند هذه النقطة في الحلقات السابقة ولكن من جانبها الانتخابي العملي ولم نسبر غور هذه الفكرة وتجلياتها السياسية وانعكاساتها على الواقع العراقي الراهن .. هذه الفكرة يلخصها البند الثالث من مشروع حزب الفضيلة الناص على ( - تفكيك الائتلافات والتحالفات على أساس طائفي أو عرقي و السماح بأن تكون على أساس البرامج والمشاريع السياسية الوطنية )ان تبني هذه الفكرة التي دعا اليها حزب الفضيلة ودفع ثمن موقفه الحاسم منها على شتى الاصعدة ، على اساس انها فكرة محسوبة على اسس سياسية ووطنية وموضوعية فضلا عما املته التجربة العملية ونتائجها وافرزته من معطيات اوجبت مراجعتها والوقوف عند مفاصلها التي ادت الى عرقلة المسيرة السياسية واشرت سلبيات من شانها ان تهد هذه العملية وتنعكس على مستقبلها ومستقبل العراق .. فاذا كانت الخطوات الاولى من العملية السياسية تحمل مبررات التحالفات وسط ضبابية المشهد السياسي والضغوط السياسية الداخلية والخارجية فان المشهد السياسي بعد كل هذه الفترة من المراجعة والاستجلاء واستقراء منعطفاته بدا يتضح اكثر وبدا التعامل مع المشهد بشكل هادئ بعيد عن الضبابية والضغوط فان القراءة الموضوعية للعملية السياسية ولمصلحة العراق تستدعي اتخاذ المواقف التي من شانها ان تخدم المصلحة العامة وان تعزز من دور صاحب هذه المواقف امام الجماهير العراقية بشكل عام والجماهير التي انتخبته ووضعت ثقتها فيه بشكل خاص
لقد افرزت المرحلة السياسية على مدى عمر الفترة الانتخابية حتى يومنا هذا ان التحالفات والائتلافات التي اتخذت من المذهب او الطائفة وعاء لخطابها ومنهجها السياسي اوقعتها في مازق سياسي يضيق مع الايام والاحداث ويحد من انطلاقها نحو افق سياسي عراقي اشمل واعم في التعامل مع الجمهور العراقي العام .. فالمكتسبات التي حققتها في بداية تحالفها او ائتلافها بدات تتآكل على محك الزمن والتجربة وبدات الفكرة التآلفية تصبح عبئا على المتآلفين لان المسحة الطائفية التي انطلقت منها وضعتها في خندق او خانق ضيق .. من هنا كانت فكرة كسر القشرة الطائفية عن التكتل او التالف وفك الارتباط الذي بني على اساس طائفي بالرغم من مبرراته الواقعية التي انطلق منها لان فكرة الانتماء الى العراق بكل طوائفه والوانه واطيافه ومساحاته الانسانية والتاريخية والدينية والحضارية هي الفكرة الانجح والعلاج الانجع ولكن هذه الفكرة ( فكرة الانتماء الى العراق ) في الواقع العراقي الراهن الذي خلقه المحتل هي فكرة صراعية تحدياتية اولا للمحتل الذي اسس بنيانه الاحتلالي على اساس التقسيم الطائفي والعمل على تنمية هذا الاحساس ورفده بكل ما يديمه ويكرسه داخل الذات العراقية ، وثانيا امام الجهة السياسية التي اشركت الحزب معها في ائتلاف سياسي يصعب كسر قشرته والخروج من قمقمها ( السحري ) لذلك فان هذه الفكرة ستواجه التحديات من الجهة الخارجية الضاغطة على العملية السياسية وهي المحتل وقواه المتشعبة ، والضغوطات الداخلية، ومصالح اقليمية اخرى ,, لكن هذا الانتماء العراقي يستحق هذه التحديات والتضحيات وهذا ما جعل حزب الفضيلة يكون سباقا ازاء فكرة الانتماء الاشمل الى العراق وتحمل تبعات هذا الانتماء او بالاحرى هذا الانفصال من الجزء الى الكل .. كما ان هناك فكرة عملية اخرى تجدرالاشارة اليها وهي ان الشخصيات التي كانت ذائبة في الائتلاف لم تكن معروفة للجمهور العراقي الذي ادى واجبه الوطني الديمقراطي الانتخابي وفقا للهاجس العام ازاء الكتلة والتحالف و لا نقول هنا الهاجس الطائفي ، هذه الشخصيات وخلال هذه المدة الزمنية التي مرت على العملية السياسية اخذت فرصتها السياسية والاعلامية في تقديم نفسها للجمهور وتقديم فعلها ونشاطها ودورها في العملية السياسية من خلال قراءة المشهد السياسي والاعلامي العام من قبل الجمهور العراقي فصار بامكان الشخصيات ذات المواصفات الثقافية والسياسية الناجحة ان تفصل نفسها عن الذوبان العام في تحالفها او حتى كتلتها بحيث انها اصبحت قادرة على ان تقدم نفسها في قوائم مفتوحة او كاسماء مفردة ولم يعد انتماؤها الى التحالف الذي ضمها في المرحلة السابقة ضروريا او شفيعا في خوض العملية الانتخابية القادمة .. اما تلك الشخصيات التي بقيت ذائبة في ائتلافها او كتلتها فقد اخفقت في تحقيق حضورها الفاعل في المشهد السياسي فلم يعد بامكانها خوض انتخابات معتمدة على ذاتها غير الفاعلة وغير المؤثرة في المشهد .. وهنا سيحصل المنعطف الحاسم في العملية السياسية على مستوى الانتخابات او على مستوى الكيان الذاتي للشخصية السياسية العاملة ضمن المسيرة السياسية العامة ، أي هو امتحان للذات السياسية المفردة كما هو امتحان للتحالف او الكتل على ان تبرهن على ان مكوناتها الفردية هي مكونات جديرة بخوض الجدل السياسي وغمار الواقع العراقي السياسي ذي المنعطفات التاريخية والمخاضات العسيرة .. انها اشبه بعملية فتح صندوق المجوهرات وتثمين كل قطعة فيه على حدة والتاكد من صلاحيتها وقيمتها النفيسة بعيدا عن صندوقها الذي قد تحتمي فيه قطع لا تنتمي للمجوهرات بصلة .. ومن ناحية ثانية محاولة لجعل هذا الصندوق المجوهراتي الخاص ان تفك محتوياته وتلحق بالصندوق العراقي العام او الكنز العراقي الانساني التاريخي والحضاري ليطلع الشعب العراقي على كل مكنوناته ويحس بانتمائها له كما يستطيع ان يقيمها الشعب ويقيس مقدار ثمنها ونفائسها ..
ان خطوة الانفصال التي حققها حزب الفضيلة ودعا اليها في مشروعه السياسي تضع الحزب نفسه على محك القدرة على الانفصال بما يمكن ان يسمى القدرة على التكامل السياسي مثلما تضع الاخر المنفصل عنه على محك القدرة على التواصل في حال انفصال مكوناته الائتلافية عنه .. أي هي القدرة على تواصل الائتلاف بدون ائتلاف معتمدا على اشعاعه الفكري والسياسي ضمن مكوناته الائتلافية وعلى قدرتها في فرض حضورها السياسي وفعاليتها ونهوضها ضمن واقع عراقي مشترك عام ..
لذلك كان حزب الفضيلة في فكرته هذه – فكرة الانتماء العامة للعراق – يقف ازاء محنة الانتماء الى كل الشعب العراقي خارجا من الازقة السياسية الى الشوارع العراقية العامة وفضائها الفسيح ، واستطاع ان يمد حبل التواصل الوطني مع كل مكونات العملية السياسية الاخرى لتتقبله حزبا او تشكيلا عراقيا بعيدا عن طائفته ومذهبه لذلك فان هذه الفكرة وسعت من افق الحوار بين المكونات العراقية السياسية لانها تقف على ارضية وطنية مشتركة هي فكرة الانتماء الى العراق فقط ..
ان هذه الفكرة بمرماها البعيد او كما نقول بلغة السياسة – بستراتيجيتها – تحاول ان تجعل كل الكتل والاحزاب السياسية العراقية تقع ضمن ائتلاف او تحالف واحد هو التحالف العراقي اللاطائفي واللاعرقي وبالتالي اللامتصارع والمتحد ضمن حيثياته العراقية العامة ، لذلك فهي فكرة صراعية مع الاخر المتمترس بطائفيته والمغذي لها سواء من قبل المحتل ذي السياسية التفريقية والتقسيمية الواضحة وهي سياسية فرق تسد الاستعمارية ، وكذلك مع بعض الدول الاخرى التي تغذي الطائفية في العراق حسب انتماء بعض الكتل واشهارها لطائفيتها .. فعلى هذه الدول ازاء هذه الفكرة – فكرة الانتماء الى العراق – ان تتعامل مع كتل سياسية متوحدة تحت تحالف عراقي عام وان تنسى ميولها الطائفية وان تتعامل مع القضية العراقية كقضية عراقية وحسب بعيدا عن الحسابات الاخرى ، وعلى المحتل ان يعيد حساباته بالمجتمع العراقي حين يشع بعراقيته وينتمي اليها فقط ..
انها مواجهة الذات ووضعها على الطريق السياسي الوطني الصحيح من ناحية ، ومواجهته للاخر الذي يجب عليه ان يقتنع بحقيقة وموضوعية هذه الفكرة فكرة ان العراق واحد في خارطته الجغرافية او خارطته السياسية ..
يتبع



#علي_عساف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي / 5 الموقف من الدستور
- قراءة في مشروع حزب لفضيلة الاسلامي / 4
- قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي /3
- قراءة في مشروع حزب الفضيلة / 2
- قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي /1


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عساف - قراءة في مشروع حزب الفضيلة الاسلامي / 6