أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل سرحان - إلى الخامس من حزيران، وفي الذكرى الأربعين لل...!!!















المزيد.....

إلى الخامس من حزيران، وفي الذكرى الأربعين لل...!!!


جميل سرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 05:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ما أن انقضى النصف الأول من نهار الخامس من حزيران/ يونيو حتى بدت معالم الحرب التي شنتها إسرائيل على مصر وسوريا والأردن ومعها قطاع غزة تتضح وتحمل معها دلائل الهزيمة والانكسار، حيث تحطمت معها كل الأحلام الجميلة التي رسمت في العقول سيما في الأيام التي سبقت الحرب، وانكسرت معها كل المشاعر وحفرت في الداخل هزيمة ساحقة ماحقة يصعب على العقل والقلب تصورها أو تصديقها، لأنها جاءت مخالفة لما حملته كل تلك الأيام والتي سبقت الحرب، والتي كانت تحمل الاستعداد والحماس والخطاب السياسي والعسكري والذي يؤكد أننا في النصر ماضون، وأغاني وأناشيد حماسية لا يقدر سامعها إلا أن يعبر عن حالة انفعالية "فرح عارم" وثورة تجتاح الصدر. لذا جاءت الهزيمة مرة وقاسية، وأذهبت معها العقول، وأحدثت صدمة هائلة في كل شيء، لم نتصورها لأننا كنا نعيش الوهم حقيقة، وإذ بالحقائق المرة تتقدم على الوهم فما الذي حصل في ذلك اليوم المشهود؟! في تاريخنا العربي هل هي هزيمة؟! أم هو انتصار؟! أم إنه قليل من هذا وكثير من ذاك؟!
إن هذه الهزيمة هي هزيمة للنظام الرسمي العربي مجتمعاً، وهي هزيمة لنخبه السياسية والعسكرية، كما هي هزيمة لمجموع الفكر الذي كان سائداً آنذاك والذي كانت تحمله النخب السياسية العربية وقبل هذا وذاك هو هزيمة لنا نحن الجماهير العربية وهزيمة لعفويتنا وتصديقنا لأنظمتنا وحكامنا.

لقد تجلت هذه الهزيمة في إننا هزمنا في وهمنا، أي أن ما كان يدور في رؤوسنا من إمكانات وقدرات ومقومات للانتصار لم يكن سوى وهماً لم يصمد أمام حقيقة الهزيمة، لأن الحقائق تصمد أمام التحديات، لكن الأوهام سرعان ما تتبدد ولا تصمد أمام الحقائق لاسيما إذا كانت هذه الأوهام تحتل مكانة بارزة ومتقدمة في عقل الجماهير.
هنا تكون الصدمة عنيفة والحقيقة مرة للغاية يصعب التصديق بها كما يصعب تجاوزها، ومعها يكون الانهيار أقرب من كل شئ آخر، لذا فإن هزيمة حزيران كانت هزيمة للعقلية الفردية ونظام الحزب الواحد ونظام أجهزة المخابرات والذي يكون فوق القانون حيث يعتمد على قدرات الفرد الخارقة ولا يؤمن بالقدرات الجمعية ويرى نفسه فوق الجماعة ولا يرى ذاته من خلال العقلية الجمعية، هذا النظام الذي لا يقوم على بناء مؤسسي يراكم ويطور وينمي القدرات والكفاءات، حيث باتت عورات زعاماتنا مكشوفة ليس لها ما يسترها.
لقد هزم فينا الإعلام الغوغائي والقائم على منظومة من "الديماغوجيا"، وتغيب العقل، والابتعاد عن الحقيقة أي إعلام النظام إعلام الأجهزة، أي الإعلام التبريري، والكلمة الرنانة والجملة الطنانة والثورجية والتي لا ترتقي بمستوى الفعل، حيث سيطر هذا الإعلام المظلل على عقولنا وقلوبنا وسلب منا أفئدتنا وعقولنا لسنوات طوال فكنا نردد ما نسمع، ولا نفكر ولو للحظة فيما نحن وفيما نسمع والذي كان يمارس سياسة التجهيل والتضليل في آن معاً.
لقد هزم فينا الجهل والتخلف والمكابرة، وعدم معرفة الواقع، وعدم دراسته وكيفية مجابهته وصولاً إلى تغييره.
هُزمت فينا العقلية القبلية والعصبية والقطرية الضيقة التي كانت تتحكم في قرارنا السياسي، لقد هزمت فينا قطريتنا الضيقة والقاتلة والتي كانت متقوقعة داخل حدودها القطرية، لقد هزمت فينا شعبويتنا والتي كانت تقتلنا كل صباح مساء.
إن غياب المصالح العليا لشعوب أمتنا العربية هي التي هزمت إن التبريرية كسياسة عامة والتي كانت جزءاً من منظومة تفكيرنا والذرائعية هي التي هُزمت، كما هُزم معها كل أشكال الزيف والادعاء والرياء والكذب، إن هذه القيم السلبية والتي عششت في رؤوس قياداتنا السياسية ونخبنا السياسية، والتي لم يعد بإمكانها الصمود أمام حقائق الواقع التي أفرزتها هزيمة حزيران.
لقد شهدت هزيمة حزيران معها هزيمة لنظام الحزب الواحد وغياب التعددية السياسية والذي كان يغُيب معه طاقات وقدرات الشعوب والأمة.
إن الأحكام العرفية التي كنا نتلطى خلفها والتي كانت تجعل من المستوى السياسي والعسكري فوق القانون، يحرم ويحلل ودونما التفاته للقانون أو لمصالح الشعب والأمة هي التي هُزمت.
وأخيراً يمكن القول إن جوهر الهزيمة يكمن في غياب الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر والذي يشكل شراكة سياسية، كما إنه يشكل رقيباً على أداء المستوى السياسي والحكومة ويراقب أدائها وعملها، هذه هي القيم السالبة التي هزمت فينا في ذاك اليوم الذي بكيناه بالدم لا بالدموع.
بعد ذلك هل يحق لنا التحدث بأننا انتصرنا وما الذي انتصر فينا، إنه ذاك القليل والمتمثل في خروج الجماهير عن صمتها في ثورة عارمة من المحيط إلى الخليج رافضة الهزيمة وتطالب بالمقاومة، وذلك عندما نزلت الجماهير للشارع وتطالب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعدم التنحي والبقاء في الحكم، مُسخرة كل امكاناتها وقدراتها وطاقاتها في خدمة الشعب والأمة والمعركة "حنحارب.. حنحارب" حيث شكلت هذه الهبة الجماهيرية بداية الطريق الطويل طريق الانتصار، كما أن بروز ظاهرة المقاومة، والأخذ بمبدأ حرب التحرير الشعبية (حرب اضرب واهرب) حرب الغوار .. حرب الفدائيين – حروب الاستنزاف كلها مجتمعة شكلت السبيل لتحقيق الانتصار وتغيير المعادلة التي كان يفرضها العدو الإسرائيلي ارتباطاً بتفوقه العسكري وأسلحته المتطورة والمتجددة دوماً، ولذلك فإن كسر هذه القاعدة من قبل المقاومة الفلسطينية أي كسر القاعدة التي تقوم عليها "الحرب الكلاسيكية" والتي وصفها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأنها أي المقاومة الفلسطينية "أنبل ظاهرة في التاريخ".. "ووجدت لتبقى" والتي أخذ بها عبد الناصر نفسه في حرب الاستنزاف والذي ذهب ضحيتها الشهيد البطل عبد المنعم رياض رئيس هيئة اركان الجيش المصري ورئيس غرفة العمليات المشتركة للجيوش العربية والتي مهدت الطريق لإنتصار حرب أكتوبر
عام 1973، وهي المقاومة التي مكنت القوى الوطنية اللبنانية من تحقيق انتصارها التاريخي على إسرائيل في الجنوب اللبناني في عالم 2000، وهي ذاتها المقاومة هي التي أجبرت العدو الإسرائيلي على الانسحاب من قطاع غزة، وقبل هذا وذاك هي التي أوصلت قضيتنا الوطنية إلى الأمم المتحدة، وهي التي بها ومن خلالها يسطر الشعب العراقي ومقاوميه صفحات مجد على العدوانية الأمريكية في العراق.
أما ما نحن بصدده ومن أجل استكمال ما تم انجازه وإن كان قليلاً نسبياً، فهذا يتطلب أولاً عملية مراجعة نقدية جريئة وبأسلوب علمي يستند إلى الحقائق المعرفية، والعلمية، والعقلية، يقودنا مجتمعين إلى مصالحة وطنية بين جملة نظمنا السياسية وجميع شعوبها وقوى المعارضة فيها ومنظمات المجتمع المدني باعتبارنا جميعاً شركاء في هذا الوطن، ومصالحنا يجب أن تكون مرتبطة بمصالح الوطن.
إن التعددية السياسية والشراكة السياسية وفق مبدأ القواسم المشتركة والدور الهام الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني والهيئات النقابية والاتحادات المهنية، والتي تشكل مجتمعة الحامل لأي مشروع وطني قومي نهضوي وتنموي وتحرري ذات بعد تقدمي، كما إن التوافق والترابط ما بين ما هو قطري وقومي، وترابط الخاص الوطني بالعام القومي، وخدمة كل منهما للآخر كل ذلك يوفر الشرط المطلوب لتحقيق نهضة وطنية قومية تقدمية وعلى كل الصعد، وكما يوفر الشرط الموضوعي لإقامة اتحاد عربي يؤسس لمرحلة توفير الشروط الموضوعية لإخراج هذه الأمة ونظمها السياسية وأحزابها من الأزمة التي تعيشها، وبعد أن انقضى أربعون عاماً على هزيمة 1967، والتي وضعتنا أمام سؤال كبير: كيف يمكن لنا أن نغادر مواقع أزمتنا، وكيف لنا أن ننتصر ونكمل ما بدأناه بعد الهزيمة.
فهل تجد هذه المطالب طريقها إلى النجاح والتطبيق؟ إنه سؤال برسم الإجابة عليه من قبل النخب السياسية الحاكمة وقوى المعارضة، ومنظمات المجتمع المدني، فماذا نحن فاعلون؟!



#جميل_سرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل سرحان - إلى الخامس من حزيران، وفي الذكرى الأربعين لل...!!!