موافقة مجمع البحوث الإسلامية على الزواج العرفي

ماغي خوري

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 11:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بدأت تنهال على العالم الاسلامي عجائب وغرائب الفتاوي الساذجة من أساتذة وعلماء الأزهر الشريف في هذه الأشهر ، وكأنه موسم الفتاوي المباركة ، نشكر هؤلاء الرجال الذين يسهرون على مصلحة الأمة والمتيقظون دائما لكل صغيرة وكبيرة ، أخيرا توضح وتبين لنا أن شيوخ الأزهر الأفاضل يعقدون جلسات مهمة ويقضون ساعات طويلة لا من أجل السخافات ومضيعة الوقت وشرب الشاي وأكل الحلوى ، إنما من أجل التوصل لحلول إيجابية ترضي أبناء تلك الأمة لتوفير أكبر قدر من الاستباحات تحت شعار الدين والأوامر الإلهية !! فالشغل الشاغل لهؤلاء الرجال هو بث أكبر عدد من الفتاوي الجديدة لكي تكون الحصن المنيع لكل مسلم ومسلمة على السواء !!! حيث تناولوا في الشهر السابق جميع المواضيع التافهة والمقززة والمثيرة للقرف والاشمئزاز من بول الجمل وبول الرسول المبارك وعرقه الفواح ... إلخ .... كان الله في عونك يا أخي المسلم ، هل دعي عليك أم دعي إليك !!!؟

أخيرا لقد جاءت المفاجأة السعيدة والكبرى للعالم الاسلامي بعد تلك الفتاوي المخجلة والتي تتعلق ( بالتبرك ببول الرسول ، ورضاعةالكبير ) ، وهي موافقة مجمع البحوث الاسلامية على الزواج العرفي بشكل علني وصريح وذلك بعد مناقشة جدية وحادة وساخنة إستمرت لمدة ثلاث ساعات يوم 31/05/2007 ، وبذلك يكون قد تم حسم هذا الموضوع الذي أخذ جدلا واسعا وأهمية كبرى في المجتمع المصري على وجه الخصوص (ذلك كما جاء على موقع العربية نت ) !!!

حيث قال الدكتور محمد الشحات الجندي عضو في مجمع البحوث الإسلامية (( هناك زواجا شرعيا وغير شرعى فالزواج الشرعى هو المستكمل لأركان الزواج والشروط الواجبة فيه سواء شروط صحة او نفاذ او لزوم فالزواج طالما توافرت فيه اركان الزواج من شهادة رجلين عدلين واشهار ورضا الطرفين وموافقة ولي الامر فهو زواج شرعي حتى لو لم يوثق هذا الزواج و تابع لكن المجمع قال ايضا انه لا ينصح بهذا الزواج (العرفي) لما يترتب عليه في بعض الاحيان من ضياع لحقوق الزوجة وحقوق الاولاد". ))

** والسؤال الذي يطرح نفسه بكل قوة كيف تحللون الزواج العرفي يا علماء الأمة وهو الزواج الذي ستكون عواقبه وخيمة وأضراره كبيرة على المرأة المسلمة وذلك بهضم حقوقها وكسر كافة قواعد إحترام حقوق ومشاعر وكرامة المرأة !!؟؟ أحقا أنكم من أنصف المرأة المسلمة ورفع من كرامتها وأعطاها حقوقها الكاملة !!؟؟ أم انكم من سلب منها حقوقها وجعلها جسدا رخيصا للمتعة الجنسية يباع ويشترى بأرخص الأثمان من أجل إرضاء الرجل وإشباع غرائزه البهيمية !!؟؟

أحقا صدرت تلك الفتوى بعد دراسات منطقية وعقلانية تكفل حقوق الطفل إن حدث ووقع الطلاق بين الزوجين !!؟؟ أي عقول لكم مغلفة بالغباء والبلاهة !!؟؟ تفكرون بالمتعة والجنس والجسد وتتناسون وتحتقرون حقوق المرأة والطفولة !؟ أنتم يا من نشر الرذيلة ونشر التخلف والجهل والتعصب ، أنتم يا من خرجتم من تحت عباءة التعاليم البدوية أصبحتم تقودون امة بكاملها تشرعون وتحللون حسب مشتاهكم حرصا على نشرالموروث الديني الذي وصلكم من السلف الصالح منذ 1400 سنة ، سلف البداوة والجهل والتخلف !! سلف الفتاوي المضحكة والسخيفة والتي لا يقبلها عقل ولا منطق !!

لربما نشرت هذه الفتوى الصارمة بحق المرأة في هذا الوقت العصيب التي تمر به الأمة الاسلامية أمام العالم اجمعه بعد الفتاوي المخجلة والتافهة التي حملت بين طياتها ترهات وسخافات مأخوذة عن السلف الصالح كمحاولة لطمس ودفن تلك الفتاوي وحفظ ماء وجه الشيوخ أمام العالم اجمع والأمة الاسلامية على وجه الخصوص !!

ولكن كل اللوم يقع على أبناء تلك الأمة التي تنساق وتنخدع وتقدس أوامركم وفتاويكم الرخيصة ، كل اللوم يقع على الأمة الاسلامية بجميع أجناسها وفئاتها العمرية وطبقاتها الاجتماعية التي لا تقرأ التاريخ الاسلامي بنظرة المطلع والمدقق والباحث عن الحق ، إنما تترك الأمور لأمثالكم تحللون وتحرمون وتصدرون فتاوي البلاهة مغلفة بطابع القداسة والنبوة والشرف !! أي إله تعبدون !؟ أي إله تسبحون وتركعون له !؟ أي إله يرخص لكم ويبيح لكم جرائمكم وأعمالكم الدنئية !؟ بحق السماء وبرب السماء لا إله لكم ، حتى الشيطان يخجل فيكم وبات يخاف منكم ويخجل من تعاليمكم أيضا ، إنه الشيطان الذي لا يريدكم في مملكته ، فقد تفوقتم عليه في أعمالكم وأفعالكم الدنيئة !

كان الله في عون الأمة الاسلامية بما أبتليت به من بداوة وتخلف وبلاهة السلف الصالح وقمع وبطش ودموية وسذاجة الخلف الطالح على السواء .....

#ماغي_خوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل