أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايفان عادل - سعادتي البعيدة














المزيد.....

سعادتي البعيدة


ايفان عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 04:26
المحور: الادب والفن
    



علـّمتني الحياة أنْ أتقنَ فنَ الحقيقة
أنَّ كلَّ أرض ٍ أتجوّلُ فيها
ليست جنة أو حديقة
علمتني الحياة أنَّ الزمنَ
ليسَ فقط قروناً أو عصوراً عتيقة
فآعظم الأحداثِ قد حصلت
في أقل ِ من دقيقة
يا معلمتي الأنيقة
علـّمتني حياتي أموراً كثيرة
فنوناً
علوماً
تاريخَ كلَّ الأمم العريقة
وشيئاً واحداً لم أتعلـّمهُ أبداً
أنْ أمنعَ قلبي
من الموت بهذه الطريقة
نعم يا قاتلتي الحبيبة
ذاك الذي جاءكِ
حاملا ً كفـَنـَهُ وفوقـَهُ خنجراً ذهبياً
يلتمسُ الحياة َ من أحاسيسكِ الرقيقة
فآعزفي لهُ لحناً أبدياً
لينام كالطفل تحت أناملكِ الرشيقة

ياسيّدتي العجيبة
يأخذني سكونـُك إلى صحراءٍ
فيها
صرختي تجمعُ كلَّ الغيوم
فتمطرُ السماءُ دموعي
يثيرني هدوءُك
فأخرج عن كلِّ القوانين
وأحطم كلَّ اللوائح
لأقيم مملكة ً جديدة في ربوعي
تسنـّينَ أنتِ قوانينـَها
تكتبينَ أنتِ شرائعَها
تملكينها
تـُلهمينها
فتفيض حُبّا ً .. ينابيعي
منْ قالَ أنـّي أرضى بغيرِ وجهكِ نوراً
يقتحمُ بابي المخلوعِ
فآغربي عني يا شمس
وآنطفئ أيتها الشموعِ
ليسَ لقلبي .. شمسٌ
غيرَ وجهَ حبيبتي
وإلا ّ فليبقى هناك
منفياً
مغترباً
خارج الضلوعِ

يا مُلهمتي البعيدة
تعالي إليَّ .. إحضني شِعري
فلما قصائدي إنْ لم تقرأيها
تعالي إليَّ .. إلمسي لهفتي
فلما يَديَّ إنْ لم تلمسيها
تعالي إليَّ .. واقتلي خجلي
فلما مشاعري إنْ لم تفيضيها
تعالي إليّ في هيكلي
وعلى المذبح صلـّي معي
فلما عباداتي إنْ لم تحضريها
حتى السماء لا ترضى عني
ما لم تجتاحي حياتي
وتكوني وحدك فيها
ملكةً
سيّدةً
مُلهـِمةً
لكلِّ كلماتِ الحبِّ ومعانيها
ماذا تنتظرين
هيا آنهضي من سكونكِ
وآقلبي كلَّ الأماكنِ أسفلها عاليها
حطمي كلَّ الساعاتِ
غيري كلَّ الأزمنةِ
فلما المستقبلُ ولما الحاضرُ وماضيها
ما لم تأتي
أنتِ
مسرعة ً لتجمعي
كلَّ ما تبعثر فيهــا
فيهدأ صباحها .. وينام سهر لياليهــا

ياحبيبتي العنيدة
إقتربي إليَّ الآن وآعلني السنة َ الجديدة
واهمسي في أذنيَّ بصوتك العذبِ
كلَّ عباراتِ الحبِّ الرغيدة
إقتربي اليَّ وتأملي عقاربَ الساعة الفريدة
تَلحقُ بعضها البعض مسرعةً
لتعلنَ بداية السنة السعيدة
لتمحو وراءها كلَّ السنين و اللحظات الزهيدة
بكلِّ ما احتوت من أحداثٍ
رغم اعتقادنا أنـَّها كانت مجيدة
لن تساوي شيئاً أبداً
لما ينتظرنا من أيام ٍ عتيدة
فهناك سيكونُ كلَّ الحبِّ
وستنفجر الحياة ُ بأشكالها العديدة
فآبقي بقربي جالسةً
لتزيلي كلَّ ألم ٍ وتنهيدا
وضَعي يديكِ فوق أحلامي اليائسة
فأنتِ أمالها الوحيدة
إبقي بقربي جالسة لاتبتعدي عني
وإلا ّ فاعلمي أنَّ نهايتــي
ليست بعيـدة

صدقيني ياسيّدة اليقظة والأحلام
أنَّ ما تقرأينهُ ليسَ من صنع ِ الاقلام
ولا من أيَّة قصيدةٍ أخرى
كـُتِبَتْ في يوم ٍ من الأيام
لا يا عذبة الأنسام

فكلُّ ما فيها
من قلبٍ فيه من الحبِّ وسعَ الأكوان
يعطيك أكثر مما يعطي الوالدان
قلبٌ
أقسم أنْ لا يغطـّيك إلا ّ بكلِّ الدفءِ والحنان
يسيِّجك و يحيطك بأعلى درجات الأمان
فيأتي إليكِ بأجنحةِ النسور
ليحملكِ الى عالم ثانٍ
عالمٌ ليس فيه أحدٌ إلا ّ أنتما الأثنان
فليسَ في القلب إنسانٌ غيـركِ
بجدارةٍ .. إحتلَّ كلَّ المكان

فأنا لاأريدُ لروحي غيركِ حبيبة
وأنا لاأريدُ لجروحي غيركِ طبيبة
فآسرعي اليَّ
خلـَّصيني من غربتي القاتلةِ الرهيبة
ما من أحدٍ سواكِ
يقدرُ أنْ يواسيني في أيامي العصيبة
يقدرُ أنْ يحميني من قراراتي الجنونية الغريبة
فجنوني قبلَ عقلي يسألكِ ياسيّدتي اللبيبة
أنْ تكوني دائماً معي
أنْ تكوني دائماً بجانبي قريبة

فكوني أنتِ ملكتي
وكوني سيّـدتي ومُلهـِمتي
كوني أهلي و كلَّ عائلتي
أصدقائي و كلَّ صحبتي
كوني أحلامي ويقظتي
خيالي وكلَّ حقيقتي
كوني مشاغلي
عملي وكلَّ وظيفتي
إملأي عالمي كلـَّهُ
ومعي كوني
في حزني وفرحتي
فــي هزيمتي وانتصاراتي
فــي فشلي وكلّ نجاحاتي
لكنـّي أريدكِ
قبل كلِّ شيءٍ يا ملاكي
أنْ تكوني حبيبتي
وبعدها كوني كلَّ ماشِئتِ
يا حبيبتي



#ايفان_عادل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على رجاء القيامة
- إله الأوطان
- في حرم الأميرة
- زماني


المزيد.....




- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...
- قطر تطلق النسخة الدولية الأولى لـ-موسم الندوات- في باريس بال ...
- الممثل توني شلهوب يقدّم إكرامية بنسبة 340? إلى عربة طعام.. ش ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايفان عادل - سعادتي البعيدة