أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايفان عادل - إله الأوطان














المزيد.....

إله الأوطان


ايفان عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1930 - 2007 / 5 / 29 - 05:35
المحور: الادب والفن
    



يا جسدَ الأمجـــــادِ
يا روحَ الأمجـــــادِ
يا مجدَ الأمجــــــادِ
يا إسماً يُقلِقُ مضاجعَ الأوغــادِ
يا حُلـْمَ الإنسانيةِ منذ عصور الأجــدادِ
يا رؤية ً تمسحُ بظــلالها دموعَ الأحفــادِ
يا مَنْ علـَّّمتَ الحرية َ لكلِّ مَنْ أستـُُعبـِِدوا
وأنتَ الآن عالقٌ في تلك الأصفــادِ

أقفُ أمامكَ مُغـْتـَبـِطاً بخشوعٍ
كأنـّي أمامَ إله الأوطــان أقفُ
وأسألُ
مابالُ هذا العلم ساكنٌ
لا يضربُ الأقمارَ والنجومَ
لا يخترقُ السماءَ
لا يرفرفُ
يا جبلاً
ما خــرَّ يوماً أمامَ مغتصبٍ
حتى لو كانت عروقـُه
آخرَ القطراتِ تنزفُ
إنهضْ وحَطـِّمْ عرشَكَ الملعون
ذاك الذي نفوسُ الثيران عليه تَلهَفُ
فدروبُك قد شبعتْ دماءً
حناجرُها كلّ لحظةٍ لقيامتكَ تَهْـتِفُ

سيّــــدي
مابالُ أبناء الأممِ
بدمائهم لثراك تبرعـــوا
هل أحبّوك ؟
أم أنـَّهم في جوفك طمعـــوا
مابالهم قبل موتكَ
على ردائكَ إقترعـــوا
فيكَ ألفُ مغتصبٍ
بألفِ تسميةٍ
لموتهم منكَ الحيـــاة َ انتزعـــوا
أبنـــاءُ ال.....ـ
جاءوا إليكَ من كلِّ بوابة
ولعنة َ الإرهابِ فيكَ ابتدعـــوا

بلـــدي
يا بلدَ الآلامِ
قلْ لي
كيف أطبِّبُ جراحاً إلتصقتْ
بجسمكَ لعقودٍ من الأعوامِ
قلْ لي
أين أجدُ مكاناً
أزرعُ فيه أحلامي
علـِّمنا كيف ينتهي
زمنُ النــارِ
والدموعِ
والإباداتِ
والإنتقامِ
علـِّمنا كيف ينمو الزَهرُ من جديدٍ
في جنةٍ طَـعَنـَتـْها أحقادُ الأقدامِ
علـِّمنا كيف يموت الخوفُ
وكيف نمضي الى الأمامِ
أرجوكَ علـِّمنا
فرغم ما أنتَ فيــه
تبقى وحدكَ سيّـدي
نبعَ الحكمةِ والإلهــامِ

فأنا لستُ جديراً بنبضِكَ
لو رضيتُ يوماً أنْ أبقى
جسداً يمشي بين الأمواتِ
ما علـَّمتني يوماً
أنْ أكونَ واحداً من الكائناتِ
بل سيّد الكائناتِ
فمهدي
لم يكنْ خشبيـــاً
لم يكنْ حديــدياً
لم يكنْ أنانيــــاً
بل كان مهــداً للحضاراتِ
سأمضي يا سيّدي
لأوقِظ التاريخَ بمعاناتي
وأجعله بين الأمم رسولاً
يحكي بطولاتي
سأغوصُ في عمق كتاباتي
أبحثُ عن الحرفِ الأول
لينطلق بين الشعوب .. صرخةً
توقظ كلَّ اللغــاتِ
وسأبني جنائنـَكَ من جديدٍ
بأحجار ٍ تحرّكها روحُ السمواتِ
فأنا لستُ جديراً بنبضكَ
لو ماتتْ قيثارتي حزينةٌ
في زاويةٍ
تعزف نغمَ الآهــاتِ

عذراً يا سيّـدي
أنا لا أعرفُ كيف
أكتبُ كلَّ ما فيكَ
فالقلمُ يركعُ بين أصابعي
حين يكتبُ شيئاً من مجدكَ وماضيكَ
تشلـّهُ دموعُ الحزن
حين يحكي قصصَ الحاضر وما يأتي عليكَ
عذراً يا سيّـدي
لو أنّ كل َّ ورقةٍ تحملُ إسم العراق
تنصهرُ خشوعاً
بين يديـــكَ
فكلُّ القصائدِ أمامكَ زائلةٌ
وكلُّ الكتاباتِ تموتُ
كلُّ الحروفِ أمام صوتكَ صامتةٌ
وكلُّ اللغــاتِ تموتُ
لكنـَّكَ تبقى خالــــــداً
ياوطنـاً
ما آستطاع سلطــانُ الموت يوماً
أنْ يقهرَ الحياة
بين رافـــديكَ



#ايفان_عادل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حرم الأميرة
- زماني


المزيد.....




- لغة الدموع الصامتة
- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايفان عادل - إله الأوطان